منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى سوريا > سوريا يا حبيبتي

سوريا يا حبيبتي أخبار البلد وأهل البلد ويومياتهم وتجاربهم وحياتهم وكل ما يهم المواطن ببلدنا الحبيب.

إضافة رد
المشاهدات 32462 التعليقات 1
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-2012, 09:23 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الكريم انيس
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



Essay الخدمات المدنية المعطّلة

الخدمات المدنية المعطّلة .. بقلم : عبد الكريم انيس




بدا العمل الخدمي المدني في ظل أوضاع الاحتراب الداخلي في سوريا مشلولاً ومعطلاً. فظهرت مؤسسات خدمية أساسية ذات ضرورة قصوى في أقبح حالاتها، فغابت معظم مقومات العمل المؤسساتي الذي ينبغي أن يكون منفصلاً عن السلطة المركزية.


وبدا غياب هذه الخدمات الأساسية عقوبة جماعية تمارسها السلطات ضد المناطق الساخنة بالإضافة لكونها قد تسببت بشكل مباشر بتخريب هذه المرافق العامة والممتلكات الخاصة على حد سواء بسبب احتكارها للسلاح الثقيل والجوي الذي استخدمته بكل وحشية وضراوة ضد معارضيها وكأن امتلاكها للسلطة يخولها قطع الخدمات الأساسية وهي عادة الأنظمة الشمولية الديكتاتورية التي تحسب هذه الخدمات أعطيات تمنح من قبلها لتابعيها حسب تقديم طاعتهم وولائهم لسلطتها الفوقية غير القابلة للمحاسبة والعقاب.

-غاب بشكل أساسي خدمتين ضروريتين للحياة المدنية هما المياه والكهرباء وهما خدمتين متعلقتين ببعضهما في معظم المناطق كون ضعف المياه وتقليص مدة تزويده للبيوت السكنية مرتبط بوجود الكهرباء لتوفير هذه المادة الضرورية للحياة البشرية.

ولوحظ تخريب في مناطق كثيرة للمستوعبات (الخزانات) المائية جراء اطلاق النار المتعمد عليها لترهيب السكان وإجبارهم على الفرار.
تم قطع التيار الكهربائي لأيام متواصلة وعديدة مرة كعقوبة جماعية وأخرى جراء اصابة الشبكات الكهربائية نتيجة القصف الهمجي والعشوائي دونما أي رادع يتعلق بالحديث عن حرمة الحياة المدنية في المناطق التي يتم استهدافها ومنعت أي وحدات طوارئ لتقوم بواجبها في اصلاحات اسعافية مؤقتة تمكن السكان من متابعة وتلبية شيء من حياتهم الضرورية كمواصلة فتح الأفران التي تلبي الخبز كمادة أساسية في المكون الغذائي للسكان.

في كل مرة أتساءل فيها لماذا تقصف صفوف وأرتال المواطنين وهم ينتظرون أرغفة الخبز وإذ بها وكأنها مصيدة يروح ضحيتها عشرات الشهداء من المواطنين المدنيين (كأفران طريق الباب، قاضي عسكر وسليمان الحلبي في مدينة حلب)!
لم أتخيل أن يتم استخدام سلاح المدفعية الثقيلة ذات المدى البعيد والقصير بطريقة عشوائية تنال من المرافق العامة والممتلكات الخاصة والبيوت الآمنة وأماكن تجمع المواطنين بطريقة تثير استنفار الرعب بكل خلية من جسدك وهو الأمر الذي طالما تباكى عليه منظرو النظام السوري الذي يستخدم الأسلحة الثقيلة ومن على بعد فيصيب بطريقة (اليانصيب) من ستصيبه آلة الدمار مستخدماً نظاماً ذكياً للتمييز بين المؤيدين والمعارضين، بين المدنيين السلميين وبين العسكريين المحاربين، بين من يخافون على البلاد ومن يتمنون لها الهلاك، بين من قرروا التخلص من الطغاة ومن لازالوا يكيلون لهم كل أنواع الطاعة والولاء.

لوحظ تناثر القمامة والقذارة في الشوارع بشكل مخيف يهدد الصحة العامة للمواطنين والبيئة بمخاطر كبيرة جلبت كل أنواع الحشرات الضارة وأنواع القوراض الحاملة للأمراض، حيث مُنع رجال النظافة من اتمام مهامهم اليومية وكان لهذا المنع بالغ التأثير السلبي على الصحة العامة .

وكان للعمل الأهلي المتعلق بهذا الخصوص أهمية كبرى من حيث تجميع هذه القمامة وإن كان ذلك تم بدون ترحيلها وبجهود ذاتية متواضعة ربما تكون نواة مستقبلية لفهم أوسع لمعنى العمل المدني على مستوى لجان الحي والتنظيمات الاجتماعية الرديفة.

في اللحظات الأكثر دموية وترويعاً والتي تلي القصف المتعدد الأشكال (مدفعي، طيران حربي أو مروحي) والتي كان يذهب ضحيتها المدنيين الأبرياء افتقد الشارع المدني لوجود المسعفين والأطباء وخدمات التمريض والاسعافات الأولية ولو بشكلها البدائي الانساني الخالص وعومل المسعفون في بداية التظاهرات الشعبية السلمية بطريقة شنيعة من قبل النظام كأنهم طرف في نزاع وتعامى النظام أن مسؤولية هؤلاء ومهنهم انسانية وليست قضائية أو تجريمية وباتت مهنة الطبيب أو من على اطلاع بالواقع الصحي محل شبهات وشكوك لدى السلطات وحصل أن تم تصفية الكثير من الشباب المسعفين بطرق وحشية (حادثة الشاب المسعف الدراق) وتم حرق جثث بعضهم بطريقة مهينة وفظيعة(ابحث عن قضية حازم بطيخ، مصعب برد وباسل أصلان) تدل على وحشية الجهة التي قامت بتصفيتهم واعتبارهم ذراعاً تساند التظاهرات الشعبية وتعاكس الإرادة السلطوية العليا.

لقد كان من أشد اللحظات فظاعة أن يتم نبش الأبنية المتساقطة جراء القصف العنيف وأن يتم استخراج جرحى بحالات حرجة جداً ولا يتم تقديم أدنى مساعدة طبية لهم وأن يتم البحث عنهم بطريقة بدائية تؤخر احتمالية نجاتهم لحدود تكاد تكون شبه مستحيلة مع انعدام فرص تواجد طواقم الاسعاف في المناطق التي يدور فيها النزاع.

لم أكن أتخيل يوماً أنني سأكون بين ركام لقنبلة فراغية أتلقط بعض مخلفات بشرية عالقة بملابس لعوائل كاملة ممن قضوا، أغدوا كمجنون يدّعي العقل،لا يستطيع وصف المشهد إلا وكأنه كابوس اقتطع من يوميات أهلنا في أرض فلسطين السليبة بعد أن تعرضت لعدوان رخيص وغادر من سلاح جو فتاك ومجرم.

لم يتسن أيضاً لطواقم الاطفاء التي كانت تقيم دورات تدريبية دورية وتقبض رواتب دورية شهرية وتمتلك أساطيل من سيارات الاطفاء أن تقوم ولو بجزء يسير من واجبها في خدمة المدنيين وكان فرعهم الهام والحيوي معطلاً كشأن باقي المؤسسات المدنية التي عطلتها السلطات في عقاب جماعي للمدنيين وكانت الحاجة الملحة لهذا المرفق الحيوي تترافق عقب كل قصف جوي أو مدفعي عشوائي تشتعل على اثره ألسنة اللهب في المناطق المقصوفة أو ما يحيط بها ولوحظ عدة مرات أن التهمت النيران ما يحيط بها من منشآت اقتصادية تسببت بالضرر البالغ على أصحابها لعدم تواجد رجال الاطفاء لمحاصرة ألسنة النيران التي تنتقل من مكان لآخر في حال لم يتم تدارك انتشارها.
تم قطع خدمة الاتصالات والانترنت بكافة أشكالها في كافة المناطق التي تم الادعاء أنها حبلى (بالعصابات الارهابية المسلحة) مع العلم أن الصور والفيديوهات التي تصور الوضع الكارثي الناجم عن استخدام السلاح الثقيل استمر ايصالها للمجتمع الدولي في الخارج وهذا يدعو لعبثية وحماقة ايقافها.

تبدو حالات الطوارئ التي تبتلى بها مناطق كثيرة في العالم والناجمة عن كوارث طبيعية أرحم بآلاف المرات من ناحية التعاضد البشري(مؤخراً اليابان) ومثل ذلك صورة للجيش الحريص على سلامة مجتمعه المدني فشكلّ من ظهور بعض أفراده جسراً ليعبر عليه المدنيين للنجاة بحياتهم وعائلاتهم وعلى النقيض نجد الكوارث التي يتسبب بها الانسان في نزاعاته تبدو على أسوء أشكاله التخريبية وخصوصاً عندما يتم توريط جيش البلاد الوطني ليكون رأس حربة فيمثل درعاً لنظام سقطت شرعيته بكافة المقاييس .


رابط الموقع : http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=153348

نقله للمنتدى تيسير مخول







رد مع اقتباس
قديم 15-10-2012, 07:06 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبد الكريم انيس
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



Exclamation رد: الخدمات المدنية المعطّلة

مخاطر على الثورة .. نقد ذاتي وردود .. بقلم عبد الكريم انيس



لازلت أرفض كما في السابق العمل المسلح وكنت ولا زلت أدرك محاذيره ومخاطره والأثمان الباهظة سواء على مستوى الأرواح والممتلكات أو سقوط البلاد في بركة من الدماء يجرفها الحقد وتسود فيها الشحناء والبغضاء والفرقة والقسمة ولكنني في الوقت ذاته أتفهم الموجبات وكمية الجروح والدماء والشهداء والتلويث والتنكيل والتخاذل.


وأن النضال السلمي للتغير قد قام بالخطوات المقدور عليها للتغيير والعجز الدولي (غير المسلح) التي دفعت بالثورة نحو طورها المسلح بحيث أصبحت أمراً واقعاً يجب التعامل معه بحذر وضمن قيود وهذا الوضع سيختلط على من يتصفون بالنرجسية أو المثالية المفرطة وكما سيلتبس على (فهم) المؤيدون الذين لازالوا يغوصون في وحل تبجيلهم وتعظيمهم وإخلاصهم للرئيس الذي يقود أكبر حملة عسكرية جراء تعرضه لمؤامرة كونية.
في البداية أود أن أنوه أن هذا المقال يعني أنصار الثورة وينطلق من الحرص على الثورة وليس ضرباً بها فأنا لازلت متمسكاً بها وأعض عليها بالنواجذ وهذا المنطلق يختلف جذرياً مع معارضي الثورة فلا يستخدم المؤيدون هذا المقال للتذاكي وإثبات وجهات نظرهم كونهم كانوا ضدها ناهيك عن كونهم المسبب الرئيسي لما وصلت إليه البلاد من احتقان وانقسام وبلاء ودماء.
إن كل ما سيلي من انتقادات ليس الكاتب بمنأى عنها بل ربما أنه كتب محاولاً إصلاحها في ذاته وعليه فمن وجد في نفسه تشابهاً مع بعض الصفات أن يجنب الشخصنة مع الكاتب والأهم أن يعترف بخطئه كبداية لإصلاح ذاتي مرتجى لتشكيل نواة تبني سوريا الجديدة كي تكون الثورة مكتملة الأركان محققة النقلة النوعية التي انتظرها السوريون عقوداً من الزمان ليستعيدوا ألقهم الذي غيبه طويلاً نظام الفساد والإفساد.

بداية اسمحوا لي بالقول أن الخطر على الثورة لا يتأتى فقط من عدم الإخلاص فيها بل من عدم أهلية مسيريها ومخططيها وعدم التعلم من أخطاء الماضي وتكرار خطأ النظام الأكبر في عدم ايلاء مقاليد الأمور لأهلها وللأكثر خبرة والأكثر معرفة واطلاعاً وهذا بحد ذاته وبال على الثورة سيعود بالخسارة واسترجاع ذات مساوئ نظام قد شاخ وبلى في حلة جديدة ستتسخ لا محالة من جديد ربما سريعاً جداً هذه المرة مع الصحوة الشعبية النسبية، ناهيك عن أن المكاشفة للأخطاء هي الطريق الأمثل لعدم الوقوع بمستنقع التأليه للأفراد وللشعارات على حد سواء.

يخطئ كلياً من يحسب أن المخاطر على الثورة هي خوف من عدم إسقاط النظام فقد حدث هذا منذ اللحظة الأولى التي صدح فيها أطفال درعا مطالبين بإسقاط الظلم والإرهاب المنظم الذي كانت ولازالت تمارسه الدولة في معظم تشكيلاتها الأمنية وكسروا معها قيود نظام الخنوع والصمت.
على العكس تماماً فالخوف كل الخوف يتأتى من أن لا تأتي الثورة أكلها بالشكل الأمثل في نقلة نوعية باتجاه سوريا الجديدة والحرّة الخالية من كل أشكال الفساد الذي بات معياراً عاماً في حقبة الأسد السوداء فمن الظلم والإجحاف أن لا تكون كل الدماء التي سقطت وسالت أودية لإسقاط النظام غير كافية ولا تضع في رقاب القيمين عليها مسؤولية مضاعفة تقول إن الأخذ بالثأر(إيجاباً) من النظام القاتل هو بتحقيق حلم سوريا أجمل وسوريا أفضل وأنظف وهي أحد أكبر ما سيعذب نظام الإجرام عندما يجد أن سوريا ستكون أكثر أماناً وأكثر استقراراً وأكثر حرية بدون وصايته الدموية الخانقة والتي أدمت المواطنين وحجبت أصواتهم وإمكاناتهم في قمقم اللاعدالة واللاقانون.
سيكون مآل هذا المقال هو مكاشفة ما استطعت أن أتلمسه خلال الفترة الماضية، لست بقادر على أن ألم بكل المفاصل لأسباب منها ما يتعلق بالإطالة وثانية لعدم تعرضي المباشر لسلبيات أخرى، وسأحاول فيه أن أكون منصفاً بالقدر المستطاع.
وسأورد تباعاً بعض المخاطر التي أجدها تحيط بالثورة السورية، ثورة الكرامة، وسأضع بعض الردود التي وردت على تساؤلاتي والتي وصلتني من بعض الميدانين في ساحة المعارك المشتعلة على أرض سوريا الجريحة.

- الثورة فكر راسخ وعمل منظم رديف

إن كنت تحمل راية الله أكبر فتذكر بداية وقع العبارة على نفسك فلا تتكبر ولا تتجبر ولا تتعملق واعلم أن من تواضع وصل وأن نصرك على طغاة مجرمين لن يكون بقوة منك أو ممن سواك بل سيكون انتصاراً للضعفاء على مجرمين عتاة تمرسوا بفنون الإجرام واحذر أن تكون صانعاً لطغاة بغاة قادمين فمصير من سبقك لم يغادر حاضرك بعد.

قبل أن أنتقد مسلكيات الجيش الحر وأداءه سأضع اللوم الأكبر على كل من تخلى عن موقعه ولو بالكلمة وترك الساحة للأقل وعياً أو الأقل حكمة حتى لو أصابه النقد الشديد الذي لا يتماشى مع غضب الحشود ويتدبر أمر التواصل معهم بلغتهم لا بلغته الخشبية.

قطعاً سأدين النظام، كما كنت سابقاً، الذي سحب خيرة الشباب ورماهم في مهالك ودهاليز الفروع الأمنية وأقبيتها العفنة وأخلى الشارع للشباب الأقل نضجاً والأكثر انفعالاً،لا ينقصهم الإخلاص ولكن ينقصهم وعي أكبر.

سألوم كل من سكت عن قول الحق واليوم أدركت حقاً لم يطلق على الساكت عن الحق وصف شيطان أخرس، إنه يراقب ويستمتع ويتأن في طبخ معطيات ما سيلي من عظيم انقلاب الأمور، بعقلية حوالينا ولا علينا، لحين خروج الأمور عن السيطرة وتنامي صعوبة التفريق على السذج والبسطاء في كيف وصلت كرة الثلج التي تطيح بكل ما في طريقها وتدمر بغير حساب ربما من نحسبهم أبرياء! إن من أنكر قول الحق ولو لفظاً ولم يضع في حسبانه أن النصح والتناصح والصدح بقول الحق يجنب الكثير من تبعات ما قد يفعله المظلوم استنكاراً لما أحاط به ويعطي الظالم صكاً مفتوحاً على تكرار فعاله وهذا ما ينقلب ليصبح سرطاناً ليفياً وظيفياً يصيب كل مرافق الحياة والفكر والعدالة بالشلل في مرحلة لاحقة.

سألوم كل من تحدث من بعيد أو من برجه العاجي دون أن يتنازل ويصنع نقاط تماس في ما ينقص الناس من وعي وحسن دراية ولم يتعامل مع محيطه وفق بناء نقاط جسور تواصل حقيقي معهم مهما كانوا يبتعدون عنه فكراً أو ثقافة أو انتماءاً دينياً أو قومياً.

سألوم النرجسيين الذين لا يقبلون تسوية بين عالمهم المتخيل الناصع البياض وبين عالم الواقع فتجدهم أكثر الناس تفريقاً بين قلوب الناس بدل أن تلم الجموع بتجاربهم الخبيرة.

1- داء الانتفاخ الثوري

لقد عاينت وخبرت بشكل مباشر حالات انتفاخ ثورية تبدأ بسؤالك عن وقت صدحك بكلمة الحق لطلب الحرية من هذا النظام المجرم ويتبع ذلك سؤال عن علانية أم سرية مطلبك لا يلبث أن يترافق مع أسئلة من قبيل كم هي عدد المظاهرات التي شاركت فيها أو تلك التي قمت بالدعوة إليها أو تنظيمها أو حتى التي صورتها فهناك في هذا التفكير المحدود والمريض يتم احتساب نقاط انتمائك للثورة من عدمها حتى أن هناك من ابتلي باحتساب عدد الاعجابات التي تنالها (حكمته الثورية) الذاتية الصنع أو تلك المسروقة أو المعدلة على مواقع التواصل الاجتماعي أو مدى شبكة علاقاته العامة مع المعارضين من نجوم القنوات الفضائية!

آخرون أكثر انخراطاً بأعراض المرض لا يعتبرونك شريكاً في الثورة إن لم تدخل سجن النظام وقد صدمت بأحدهم حين رفض وبطريقة الاستهزاء أن يتم اعتبار أحدهم شخصاً ثائراً إن لم يدخل سجناً بعينه أو إن (اعترف) السجين بأنه تم معاملته معاملة تقليدية ليس فيها من ضروب الفظائع التي نعلم أن النظام لم يوفرها بحق مسجونيه وأما أن تقول إن الضرب المبرح والشبح وتوابعهما فلا يعد متلقيهم (سجيناً ثورياً) بالمعنى الكافي للعقلية المنتفخة.
مرة تجدهم مع التدخل الأجنبي وأخرى ضده، مرة مع فكرة الانتقام والثأر الطائفي مهما كلف الأمر وتارة ضدها
مرة تجدهم غير مكترثين للانضباط الأخلاقي في الرد على النظام من شدة الضغوط وأخرى تجدهم يسابقون الملائكة خًلقاً.
التقلب في المزاجية الثورية هنا ليس نضوجاً بل يقلب ذاتية فكرية ليست أصيلة بل تابعة للمزاجية الشعبية التي يحكمها الانفعال والتشتت بسبب غياب الشخصية القيادية التي تتمتع بمصداقية تفرض عقلانية لا تجر البلاد باتجاه المزيد من الدماء.


يمتاز أصحاب داء الانتفاخ الثوري بتقلبات مزاجية لا فكرية ولا مبدئية حيث يلاحظ أنه من السهل تبديل قناعاتهم الثورية حسب المزاج العام مهما كان يحمل في جزيئاته انحرافاً معيارياً لجوهر الثورة. يتصف أصحاب هذا الداء بقصر نظر مرحلي لا يصلح البتة لقيادة مرحلة انتقالية أو حتى التحضير لها لأنه ببساطة لا يمتلك منظومة قيمية راسخة عقدياً تتصف باتساق مؤسس جامع ورشيد للمرحلة القادمة.

يصل أمثال هؤلاء لمرحلة العته والسفه الفكري المرتبط بداء العظمة حيث يحسب هؤلاء أن كل ما آلت إليه الثورة لم يكن لولا وجودهم الملّح والاستثنائي أو بسبب حوار تلفزيوني كسبوه مع أحد مؤيدي النظام الخشبيين وخصوصاً التقليدين منهم، أو بسبب مقال لاذع نالوا فيه من النظام فانهالت عليهم عبارات الثناء والإكبار، وليس له علاقة بصيرورة كونية تتعلق بانحسار مد دائرة الطغيان مهما علت وتغلغلت في النفوس وسارت بين العباد في البلاد وبناء على ما سبق ينبغي إلغاء حالة الصنمية الجديدة والنجومية الثورية من الاعتبارات في تكوين الدولة السورية الجديدة.

البعض ينكر عليك أن تكون ثائراً ضد الظلم وأن تتحدث عن حل ما يجنب المزيد من إراقة الدماء إن لم يسقط لك من عائلك شخصياً عدد من الضحايا يوازي عدد ما سقط من ضحايا عائلته أو إن لم يهدم بيتك عقوبة كما درج نظام الإجرام على معاقبة معارضيه متشبهاً بالصهاينة المجرمين.

لقد قلب الطاولة من وصل للثورة بمرحلتها المسلحة فأصبح عنده الخروج للتظاهر أو رفع الصوت ضد النظام أمراً يكاد يشبه الحديث عن نزهة بمقابل من تصدى للآلة العسكرية التي خرمت جيوب السوريين ولم تدخل في الميزانية المعلنة لنظامهم انتظاراً في أن تستخدم ضد العدو الصهيوني.
ومعروف أن من يقف اليوم ضد النظام يخوض حرباً بالوكالة ضد أنظمة المافيا في روسيا و نظام الملالي في إيران وهما نظامان متمرسان في الإجرام مع تغطية دولية منحت جزار سوريا ضوءاً أخضر كي يبيد ما يستطيع من معارضيه شريطة عدم استخدام (الكيماوي) وكأن الموت بآلة الحرب الثقيلة من مدافع وقصف بالطيران مباح ! ولكن الإشكالية الأكبر لدى المسلحين هي الركون لعقلية السلاح كحل لا يقبل التفاوض وتغليب فكرة الانتقام على الإخلاص في الهدف الذي من المفروض أنه يصب في مصلحة الشعب السوري في إسقاط نظام الإجرام بأقل تكلفة ممكنة لا بزيادة رقعة بركة الدماء وهنا لا أنكر على المخلصين الموجوعين فقدان أحبتهم وذويهم وأهليهم ولكن علينا أن نعرف أن الألم متبادل في كل الاتجاهات وأن النهايات العصبية الحاملة للألم مفتوحة الجوانب لا يمكن الادعاء بأنها تصيب عضواً ولا تصيب الطرف الأخر.

المفروض أن العمل الثوري هو عمل نهضوي تقدمي وشرعي يحتكم للأخلاق ويردم هوى النفس التي تشتهي حب الظهور والسلطة والثأر. والخلاصة في العمل الثوري أن العمل لمن صدق وليس لمن سبق كما حملته أحد لوحات كفر نبل الشهيرة. أرى حقيقة أن الثورة الحقّة هي لإنسان لم ينل قسطاً وافراً من التعليم أو الاهتمام المجتمعي فخرج من رحم الإهمال والجهل والتنكر والقسوة الاجتماعية فازداد وعياً ولم يحفل بالأضواء ولا بالشاشات ولم يسمح لنفسه أن يسيطر عليه الغرور.
2-عدم المحاسبة الآنية وتأجيل محاسبة الأخطاء وتراكمها

يخطئ كل من يقول بعدم تناسب المرحلة الحالية مع العقاب الآني والمباشر للمخطئين فهم خنجر مسموم في ظهر الثورة وعلى هذه العقوبة أن تكون مشهرة بين الناس تصيب صاحبها بالإذلال جراء ما اقترفت يداه وحسب الحالة الموجبة للعقاب، فالعقوبة الرادعة تستوجب الإشهار بين الناس وإلا فإن الثورة هي سلطة انقلابية ناشئة تميز بين فئاتها بناء على معايير لا قانونية ولا تشريعية حيث أن إشهار العقوبة يعطي صورة مستقبلية للشعب الثائر عن قدرة المكون الحالي على أن يكون صورة مشرقة كونها دليل حسي وملموس على جدارة قيادة مرحلة انتقالية فيما بعد مرحلة سقوط النظام المتهالك وإلا فالمقارنة لا محالة حتمية ومباشرة مع النظام الهالك لأنه كان يضع ولاء أفراده ويجعلهم فوق القانون وفوق الشعب.

رد من قبل الجيش الحر: يخطئ كل من يظن أن الجيش الحر لا يحارب الفاسدين فيه سواء أولئك الذين دسهم النظام أو العناصر المنفلتة من كل عقال ووجود هؤلاء لا يجب أن يكون مفاجئاً فمنهم من كان اختراقاً مخابراتياً للجيش الحر عمل كحصان طروادة ليدخل جسم الجيش الحر وينهكه من الداخل ومنها ما يتم فرزه بناء على شكاوى يقوم بها المواطنون في المناطق المحررة ويتم التعامل معها بكل جديّة ويتم مكافحة العديد من حالات انتحال الشخصية التي يكون مؤداها تلويث سمعة الجيش الحر، فقد قمنا بإلقاء القبض ومحاسبة العديد من العصابات التي عاثت سرقة وفساداً في بعض المناطق، من المعروف أن النظام أخرجها من سجونه بدل أن يخرج المعتقلين السياسيين ليكونوا ذراعه في كبح المظاهرات السلمية والتي بدأت بها الثورة السورية الكبرى المعاصرة .

يتبع في الجزء الثاني



رابط الموقع : http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=153588

نقله للمنتدى تيسير مخول






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاجتهادات القضائية الناظمة حول تعديل الوضع الوظيفي احمد ابوالزين أهم الاجتهادات القضائية السورية 0 29-05-2012 11:06 PM
اجتهادات في التبيلغ المحامية علياء النجار أهم الاجتهادات القضائية السورية 6 20-02-2011 11:58 AM
تقنين أصول المحاكمات المدنية المحامي محمد صخر بعث أهم الاجتهادات القضائية السورية 25 01-12-2006 01:57 PM
اجتهادات مجلة المحامين العدد 1-2-3-4 شباط و نيسان 2006 المحامي جمال عبد الناصر أهم الاجتهادات القضائية السورية 4 05-10-2006 11:20 AM
مواعيد الإجراءات في المحاكم المدنية و التنفيذ سلطان مقالات قانونية منوعة 0 10-07-2006 07:24 PM


الساعة الآن 04:35 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع