التسول بين الهواية والاحتراف

[المحامي نادر الخليل]

عندما نتواجد في الشوارع , كثيرا ما نواجه بعض المتسولين , والمتسولات , هؤلاء الذين يقضون جل نهار في الطريق يحاولون الحصول على المال بطريقة سمجة , فظه تزداد سماجتها وغلاظتها عندما يتطفل عليك احدهم ويبدا بالشكوى , وكان الدنيا كلها تقف في وجهه ,في الحقيقه هذه الظاهرة تزداد في هذه الايام , لدرجة انها بدات مقلقه بعد ان وصلت الى بيوتنا, فلم يعد يكفي ان تجد طفلة زينت وجهها بالشحار والبويا ليبدو وسخا , تتعلق ببنطالك وهي تقول لك من مال الله وانت على مضض تقول لا اله الا الله وتدفع ما قدرك الله, بل وصلت الى ابواب البيوت حيث ترى شاب بلباس رسمي متقن يبادر اليك بلطافة غير معهودة السلام عليكم , استاذ لا تفهمني غلط لكن هناك عائله مستوره , شخص بحاجة الى عمليه , ارملة مات عنها زوجها,ومن هذه المبرارات التي لا تقنع حتى طفلا صغيرا, وقد تنقلب كل اللطافه الى وقاحه اذا رفضت اعطائه فيبربر ببعض الكلمات وهو نازل عن الدرج , لكنه ان اصر على ايذائك سلط عليك كل شحادين البلد بحيث يدق احدهم بابك كل دقيقتين , فتخيل.
الاهم من هذا كله ان اللباس والشكل اصبح من اصول المهنه , فمنهم احضر بعض الاولاد ووزع عليهم لباس خاصا وارسلهم وهو يراقبهم من بعيد, وهذا الكلام عليه ادلة قاطعه , ومنهم من اتخذ من قراءة الكف وسيلة مبطنه للتسول ,فتتردي احداهن اللباس البدوي وتضع الشامات السوداء وتحضر اربع او خمس حجارة او خرز,او قد يرتدي اللباس المغربي التقليدي , وتبادرك الى القول , ادامك طريق طويل............, فعلا الطريق طويل كي نتخلص من امثالكم.
طبعا لن نخفي ان في البلد فقراء وفقراء جدا لسبب من الاسباب لكني اعلم ان الكثير منهم يعملون اعمال من اقذر الاعمال والسبب كي لا يمدون ايديهم لاحد , صحيح ان الدوله تتحمل المسؤليه في ايجاد فرص العمل لهم , لكن هناك اشخاص تركوا الوظيفه والعمل ليتسولوا.وبالامس قرات على احد المواقع ان شخص اردني الجنسيه بنى عمارة من ثلاث طبقات من عائدات ابنته ,في التسول (شيء مغري),
طبعا هذه الظاهرة مخالفه للقانون وللشرع , ويجب ان تعالج من قبل الجميع وبتعاون الجميع وخاصة الدوله , يجب انشاء مراكز تاهيل لهؤلاء الاطفال وتعليمه مهنة معينه بدلا من تركهم فريسة لبعض الوحوش الذين يستغلون براءتهم وطفولتهم ويسخرونها في مصالحهم , وقد يكون هؤلاء الاشخاص هم ابائهم الحقيقين.
اما اولئك المستغلين فيجب اتخاذ العقوبات الرادعه بحقهم ,.
اذا التسول في بلادنا لم يعد حاجه , بل اصبح مهنه يحترفها البعض بدلا من البحث عن عمل , ولو كان البحث في القمامه على سبيل المثال , صحيح انه عمل قذر , لكن الانسان يحافظ فيها على كرامته اما اولئك المتطفلين فلا كرامة لهم.
ودمتم اخوكم المحامي نادر الخليل

المشكلة بهؤلاء المتسولين أننا لم نعد نميز بين المحتاجين للمساعدة حقاً وبين من يتخذ التسول مهنة
وهيك بيكون راح الصالح بالطالح
نعطي الممتهن التسول ونرد المحتاج للمساعدة الضرورية
مشكلة يجب حلّها
مشكور على الموضوع الاجتماعي الهام
( ظاهرة التسوّل )

[المحامية سوسن البيطار]

بالتأكيد أن المتسولون الذين نجدهم في الشوارع قد اتخذوا التسول مهنة لهم وهناك احصائيات موثوقة بدخلهم من هذه المهنة .
فحصيلة ما يجنيه الطفل المتسول في نهاية اليوم يقارب ثلاثة آلاف ليرة، نصيب الطفل منه حوالي 200 ليرة سورية ومن بين الأطفال الذين تم اعتقالهم اعترف بأن حصيلته الشهرية من التسول في شهر رمضان تصل إلى 450 ألف ليرة سوري أي ما يعادل 10 آلاف دولار أمريكي.( المصدر سيرياستيبس).
ومن الأشياء الطريفة التي حصلت معي أن إحدى الفتيات المتسولات دخلت إلى مكتبة بينما كنت فيها وكغيرالعادة لم تطلب نقوداً وإنما طلبت من صاحب المكتبة أن يعطيها مئتي ليرة صحيحة بدلاً من العشرات التي بحوذتها .
وهنا ضحك صاحبة المكتبة وسألها : هي حصيلة اليوم ؟؟؟!!! فأجابت :لا هاداشغل ساعتين بس ...

والمشكلة أننا نجد انتشار المتسولين في الشوارع وقريباً من إشارات المرور بشكل كبير ومع ذلك تجدهم غير أبهين بالشرطة!!!
والسؤال الذي يخطر ببالك فوراً عندما تتعرض لمثل هذه المواقف : أين وزارةالداخلية من هؤلاء ، و لماذا لا يتم تفعيل قانون العقوبات وخاصة المواد (596/604) الخاص بالتسول ، كذلك قانون الإحداث الجانحين ؟؟؟؟!!!

[المحامي ناهل المصري]

[align=justify]
يذكرني هذا الكلام بالتعميم الذي أصدره منذ مدة السيد وزير العدل والذي يعزو ظاهرة التسول لضعف العقوبة

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار حمودي     الجمهورية العربية السورية وزارة العدل االرقم: 101م 2155 /ت/2012 تعميم رقم (( 5 )) أعلمتنا وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بكتابها رقم (خ/3/12161 ) تاريخ 22/11 /2011 بأنه يرد إليها معلومات عن انتشار ظاهرة التسول في الشوارع وأن سبب انتشار هذه الظاهرة يعود إلى العقوبات الخفيفة المتخذة بحق المتسولين وهي غير رادعة لمنعهم من اللجوء إلى التسول مرة ثانية. لذلك فإن وزارة العدل تطلب من النيابات العامة والمحاكم في كافة عدليات القطر مراعاة ما يكفل ردعهم عن العودة إلى التسول وعدم التساهل في إخلاء سبيلهم في حال تقديهم إلى القضاء. دمشق في 21/2/1433 ه 16/1/2012 م وزير العدل القاضي تيسير قلا عواد

الحقيقة أنني لا أدري لما هذا التجني ولما هذه النظرة الفوقية والرومانسية لظاهرة التسول وكأننا نعيش في سويسرا أو جنة عدن؟؟!!

لما هذا التجاهل للأسباب الحقيقية للظاهرة ونسبتها لضعف العقوبة أو حصرها بين الهواية والاحتراف ... ووضع كل المتسولين بسلة واحدة بأنهم يهوون أو يمتهنون التسول مع أن معظمهم يدور بين الحاجة والفقر والظلم وتقصير الدول والحكومات وفشل السياسات الاقتصادية..............

لمن يرى التسول بسبب ضعف العقوبة أقترح أن يُعدل قانون العقوبات ويزيد عقوبة التسول فيجعلها الغرامة مليون ليرة سورية على كل متسول أو الاعتقال أو الإعدام بيكون أفضل وبهذا يتخلص منهم ومن منظرهم المقزز الذي يزعجه ويتخلص منهم نهائياً!!!!!!!!

ولمن يرى التسول هواية أو مهنة أقترح أن يُنشئ لهم نقابة تنظم شؤونهم وترعى حقوقهم بعد أن زاد عدد الممتهنين لهذه المهنة كثيراً..

أما أنا فأرى ضرورة النظر لهموم ومشاكل الشعب بشكل أكثر جدية وأكثر واقعية وأكثر إنسانية ..
سأل عمر بن الخطاب عمرو بن العاص عندما ولاه مصراً: إذا جاء سارق ماذا تفعل به فقال عمرو بن العاص: أقطع يده فقال له عمر بن الخطاب: وأنا إن جائني جائع من مصر قطعت يدك.
نفس الأمر ينطبق على التسول
كان الله في عوننا وعون المتسولين أجمعين
وتقبلوا تحياتي
[/align]

(ولمن يرى التسول هواية أو مهنة أقترح أن يُنشئ لهم نقابة تنظم شؤونهم وترعى حقوقهم بعد أن زاد عدد الممتهنين لهذه المهنة كثيراً..)
في الحقيقة أنّه يوجد بالفعل فئة من الناس اتّخذت التسول مهنةً لها
وكم من متسولين يملكون المال الوفير من التسول
فلوأنهم تسولوا واكتفوا بمبلغ ما يبدأون به عملاً شريفا لما اعتبرناهم من المتسولين
بل الحاجة دفتعهم لذلك
ولكن أن يستمروا في التسوّل فهذا معناه أنهم بالعفل احترفوا التسوّل
كل الشكر لكل من ساهم في هذا الموضوع الذي يناقش ظاهرة التسوّل

هؤلاء الأطفال المشردون هم الذين تراهم يطوفون طوال النهار وثلثي الليل على القهوات والحانات كما تطوف الكلاب والهررة على دكاكين الجزارة ومطاعم العامة وهمهم أن يصيبوا ما يسد الرمق ويمسك الحياة ، فإذا أغلقت القهوات وهجعت المدينة تساقطوا من السغوب واللغوب على العتبات وفي الحنايا وتحت الجدر ، فيقضون آخر الليل يتداخل بعضهم في بعض كما تتداخل خراف القطيع إذا عصفت الريح أو قرس البرد .
هؤلاء الأطفال المهملون هم الذين يستغل ذكاءهم تجار الرذيلة وسماسرة الجريمة ، يسلطونهم على القلوب البريئة والجيوب الآمنة ، فيسلبونها العفة والمال ، ثم لا يكون نصيبهم من هذه الثمار المحرمة إلا الخوف والجوع والأذى والمطاردة !!
يغرون الصبيان بالشر ، ويوزعون المخدر في السر ، ويسرقون السابلة بالحيلة ، ويستجدون الجلاس بالرحمة ويجمعون الأعقاب من الطرق ، وكل أولئك لطغمة من المتعطلين يتعقبونهم بعين النسر من بعيد ، حتى إذا أخذوا ما معهم تركوهم لأهوال الليل ، فإذا خشوا منهم نفارا أو فرارا كدسوهم في أقباء المنازل المهجورة ، فلا تدركهم عين الشرطة ولا تنالهم رعاية البر ، ولا أدري كيف سالت على قلمي كلمة البر هنا ، وهي لو كانت في لغة الناس لما كان كل هذا !!
إن سادتنا المترفون ليأنفون أن تقع أعينهم على هذا القبح ، وأن تدنو أثوابهم من هذا القذر ، فهم ينهرونهم كما ينهرون الكلاب ، ويذبونهم كما يذبون الذباب . ويفورون غضبا على الحكومة أن تسمح لهذه الحشرات أن تدب على الطرق المغسولة أو تحوم حول الموائد المزدانة !
شقَّ الله هذه الأشداق المنفوخة ياسادة ! إن هؤلاء الأطفال الذين يحملون العلب بالأصباغ ، أذكى من أطفالكم الذين يحملون القماطر بالكتب .
وإن عباقرة العالم في الأدب والفن والعلم والحكم قد ولدوا كهؤلاء في مهاد اليتم والعدم ، ونشأوا في حجور الألم والفاقة ، فاضطرهم الشقاء الباكر أن يعرفوا أن لهم أذهانا للتفكير وعقولا للتدبير ، وأيديا للعمل ففكروا ثم قدروا ثم عملوا ، فكان من اثرهم هذه الدنيا ، ومن سيرهم هذا التقدم ، أما أبناؤكم أبناء الدعة والسعة والرفاهة فانتفى عنهم العمل لقلة الحاجة ، وضعفت فيهم أداته لكثرة البطالة ، فأصبح المخ مستويا أملس كالصحيفة ، والجسم صقيلا أملط كالديباجة ، واليد رقيقة رفافة كالزنبقة . فهم تماثيل ناطقة للغباء الأنيق ، تطعم وتنعم وتلهو على حساب الفقير الذي يعمل ولا يأكل ، والأجير الذي يشقى ولا ينام .
يالله ماذنب هذا الطفل الشريد اللذي تتحامون مسه وتتفادون مرااه اذا كان القدر اختار له ذلك الاب البائس الذي يتزوج ولا يعاشر ثم يلد ولا يعول ! هل من طبيعة الحي ان يلقي افلاذ كبده مختارا في مدارج الطرق تطأها الاقدام وتتحيفها المكاره ؟ هل تستطيعون ان تجدوا لذلك اذا وقع علة غير الفقر الذي يحمل الاب في ازمات القحط والحرب على بيع بنيه واكل بناته؟. فاذا كنتم تشفقون على نعيم عيشكم من رؤية البؤس وتخشون على جمال حياتكم دمامة الفقر وتضنون بسلام وطنكم على ادواء التشرد فاقتحمو على الفقر مكامنه في اكواخ الأيامى واعشاش العجزه ثم قيدوه بالإحسان المنظم في المدارس والصدقة الجارية في الملاجئ تجدوا بعدئذ ان الدنيا جميله في كل عين وان الحياة بهيجة في كل قلب وتشعروا ان روحا عامة قد وصلت بين جميع الارواح فاصبح الشعب كله جسما حيا متالفا متكافلا تتغذى خلياته بدم واحد وتتساير نياته الى غاية واحدة.
من روائع أحمد حسن الزيات .

[المحامي نادر الخليل]

تحياتي استاذ ناهل:
ارى انك تحملنا سبب هذه الظاهرة وتدافع عنهم وكانهم ملائكة سقطوا من السماء , وفوق كل ذلك تسخر من شكوانا لاننا متضررون منهم وخاصة بكلامك ان نجعل عقوبة احدهم الاعدام , مع العلم اني في المقال , حملت الدوله الجزء الاكبر من المسؤليه, وقلت ان التسول له اسباب اجتماعيه ,لكن بنظري ليس هناك من عذر يدفع انسان للتسول , لكن المتسول او الاغلبيه العظمى منهم كالماء يختارون الطريق الاسهل , ونخن نعرف كم زاد عددهم وان القسم الاكبر يحترف المهنه ,ارجو التلطف علينا في ردودك , وتقبل خالص حبي واحترامي .

[المحامي ناهل المصري]

[align=justify]
الأستاذ نادر المحترم

1- أولاً أنا لم أحملك أو أحمل غيرك بعينه مسؤولية المتسولين ولكني طلبت عدم التعميم والنظر بشكل أكثر موضوعية وعلمية وإنسانية للموضوع

2- المتسولين بشر وليسوا ملائكة سقطوا من السماء ولكنهم بالنهاية بشر ومواطنين لهم حقوق أسوة بسائر المواطنين ويجب البحث عن الأسباب الحقيقية وراء ظاهرة التسول ومعالجتها

3- أنا لم أسخر من شكواكم ولكن ألمني عدم الإحساس بشكاوى ومشاعر الآخرين

4- اقتراحي حول فرض عقوبة الإعدام متعلق ببلاغ السيد الوزير وليس له علاقة برأيك وطرحك للموضوع إلا الموضوعين متصلين ببعضهما كما ترىانفصالاً لا يقبل التجزئة.

5- أنا بالتاكيد مع عقاب من يمتهن التسول أو يجبر الناس على التسول أو يستغلهم للتسول وتحقيق مآرب مادية دنيئة .. ولكني أعرف وأرى الكثيرين ممن لا تنطبق عليهم هذه الأوصاف

6- إن كان في كلامي ما أزعجك أستاذ نادر فأنا أعتذر جداً فلم أنتبه إلى أن جوابي وتعبيري عن رأيي كان قاسياً وغير لطيف ... وسأحاول أن أكون لطيفاً أكثر في المرات القادمة

رزقنا الله وإياكم الرزق الحلال ولا أعوزنا لغير وجهه الكريم

تقبل تحياتي
[/align]

[المحامية سوسن البيطار]

العمل نعمة من نعم الله، ولا يعرف هذه النعمة، إلا من فقدها ، ومع ذلك فبعض الناس لا يحبون العمل، ويعتمدون على غيرهم، أو يتسولون في الطرق. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لأن يأخذ أحدكم حبله، ثم يغدو إلى الجبل، فيحتطب، فيبيع، فيأكل، ويتصدق خير له من أن يسأل الناس".
والمتسولون الذين نشاهدهم في الطرقات هم من هذا الصنف الذي يكره العمل ويعتمد على التسول لكسب الرزق وليس لسد الرمق ،
و إذا جربت أن تعرض على أحدهم عملاً تراه يهرب .
قريب لي طبيب اقتربت منه إحدى المتسولات تستجديه بثمن وصفة دواءوكانت تختلق الأمراض فعندما أخبرها أنه طبيب ويريد رؤية الوصفة هربت من وجهه .
إن معظم ما تشاهدونه في الطريق من متسولون هم ليسوا أهل لدفع الصدقات ،وإذا كان قلبك يرق لأحد ففتش في عائلتك عن محتاج وساعده هكذا علمنا الرسول الكريم فالأقربون أولى بالمعروف , كما أن كل واحد فينا مأمور بالتحري عن موضع الصدقة الذي يدفعها حتى يعطيها لمن أهل لها .