خرجنا من حوالي الأسبوعين الى محكمة طرطوس من أجل انجاز بعض الأعمال
فقلت لزميلي في المكتب لنأخذ معنا تبليغ المدعى عليه في أحد الدعاوى لنبلغه في حمص طالما أننا سنمر بطريقنا من هناك
فانطلقنا من دمشق في الساعة الثامنة صباحاً
و ذهبنا أولاً الى القصر العدلي الجديد في حمص فتفاجئنا بفخامته و تنظيمه و ترتيبه
فقد كان كل طابق فيه قاعة للاستراحة و كذلك مكتب للطوابع و التصوير
و قاعات المحاكمات فيه منظمة و يوجد كراسي للمواطنين و ستائر مكتبية
عدا عن وجود مواقف كثيرة للسيارات ، حتى أن هنالك شرطي مرور من أجل أن يمنع سيارات الأجرة من الاقتراب الى القصر العدلي بينما المحامين يدخلون بسياراتهم الى جانب القصر العدلي
بصراحة لم أتوقع كل هذا التنظيم حتى أنني أحسست و أنا أمشي في الممرات و بين قاعات المحاكم و كأنني في مكان آخر لنموذجية القصر العدلي في حمص
دخلنا الى ديوان محكمة الاستئناف المدنية هناك مبتسمين من جمال ما رأينا فاستقبلتنا الموظفة
يشهد الله بابتسامة
و طلبت منها احالة المذكرة الى المحضرين من أجل التبليغ
فقالت لي أن موطن المدعى عليه تابع للشرطة و أحالتني الى ناحية تلبيسة للتبليغ
فذهبت الى رئيسة الديوان و ختمت التبليغ بابتسامة مماثلة و دعت لي بالسلامة
انطلقنا أنا و زميلي الى ناحية تلبيسة على بعد عشرين كيلو متر القصر العدلي
استقبلنا شرطي القلم هناك و اعتذر منا قائلاً
ان موطن المدعى عليه لا يتبع الى ناحية تلبيسة و انما الى القسم الخارجي
فحاولت أن أقنعه أن يحيل التبليغ الى القسم المختص حسب العائدية فاعتذر لعدم الامكانية
بس يشهد الله كان مبتسم
عدنا العشرين كيلو متر الى القصر العدلي الجميل الى موظفتنا المبتسمة و أخبرناها بالقصة
فاعتذرت و قالت نعم لقد تذكرت سأحيلكم الى القسم المختص و بالفعل أحالتنا
بس يشهد الله الابتسامة ما فارقت وجهها
ثم الى رئيسة الديوان لختم الاحالة الجديدة فختمتها
و الابتسامة لم تفارق وجهها
ذهبنا الى القسم الخارجي على بعد كيلو مترات من القصر العدلي فاستقبلنا القلم مبتسماً و بدون أي عناء خرج معنا شرطي للتبليغ مبتسماً
فقلت له و هل المسافة بعيدة فقال لي ان موطن المدعى عليه على بعد خمس كيلو مترات من ناحية تلبيسة
يعني تلاتين كيلو متر
ذهبنا الى هناك فوجدنا زوجته التي استقبلتنا مبتسمة و أخبرتنا أن زوجها يزرع في الأرض
فطلبت من الشرطي أن نذهب اليه
فذهبنا حوالي ثلاثة كيلو مترات فوجدنا المدعى عليه يزرع
فاستقبلنا مبتسماً و تبلغ مذكرة الدعوى بالذات
عدنا الأربع و ثلاثون كيلو متر مبتسمين الى القسم الخارجي لتوصيل الشرطي و احالة التبليغ
فطلبت منه احالته الى محكمة الاستئناف بدمشق مباشرةً
فاعتذر مبتسماً لعدم الامكانية و أحالنا الى محكمة استئناف حمص
بس يشهد الله ابتسامته لم تفارق وجهه
عدنا الى القصر العدلي الجميل و صعدنا الى الديوان فاستقبلتنا الموظفة مبتسمة و احالتنا الى دمشق أخيراً
و ختمت رئيسة الديوان التبليغ مبتسمة
نظرت الى الساعة فوجدتها أصبحت الواحدة و النصف و لحنا أصلاً طالعين لطرطوس و حمص كانت على أساس تبليغ بسيط
فانطلقت مسرعاً الى طرطوس لانجاز العمل الذي سافرت لأجله
بس يشهد الله كانوا جميعاً مبتسمين
يعني بلا مؤاخذة شو استفدنا من القصر العدلي الجميل و من الابتسامة