إحالة قاضيين متقاعدين للمحاكمة أبطلا حكماً قطعياً في قضية سادكوب
القضاء السوري نزيه ويتمتع القضاة بالاستقلالية والحصانة التامة, ولكن يمكن احالة القاضي الى المحاكمة اذا ارتكب جرماً ضمن اجراءات قانونية خاصة.
هذا ماصرح به القاضي محمد الغفري وزير العدل مشيراً الى انه وفق قانون السلطة القضائية لا تقام دعاوى الحق العام على القضاة اثناء وظيفتهم أو خارجها إلا من قبل النائب العام من خلال لجنة إذن او بناء على طلب مجلس القضاء الأعلى, ويحال القاضي أمام محكمة النقض بهيئتها العامة المؤلفة للنظر في القضايا الجزائية وفقا للاصول التي حددها القانون.
جاء ذلك على خلفية احالة قاضيين متقاعدين للملاحقة القضائية بعد أن أبطلا حكما قطعياً ً بشأن قضية فساد تمثلت في اختلاس وارتكابات لدى الشركة السورية لتخزين وتوزيع المحروقات (سادكوب) والتي تجاوزت فيها قيمة الاختلاسات المليار و 275 مليون ليرة.
وكنا في اطار متابعةقضايا مكافحة الفساد قد علمت من مصادر مطلعة في وزارة العدل عن احالة قاضيين متقاعدين أبطلا حكماًً اكتسب الدرجة القطعية من قبل محكمة النقض في قضية (سادكوب) المعروفة حيث كانت عمليات الاختلاسات والارتكابات فيها التي امتدت لسنوات وبمشاركة مجموعة من الاشخاص قد اكتشفت وأحيل المتهمون فيها الى القضاء, حيث حكم عليهم بين عشر سنوات ومؤبد.
وقد صدّقت محكمة النقض الحكم واكتسب الدرجة القطعية, وتمت مصادرة أموال نقدية وحلي ذهبية وغير ذلك لاسترداد بعض الاختلاسات .
بعدها تقدم بعض المحكومين بعدد من دعاوي المخاصمة, ردت جميعها إلا دعويين, قضت الهيئة الحاكمة فيهما بابطال الحكم الصادر وأخلي سبيل المتهمين في الدعويين.
ولأن هاتين الدعويين كانتا خروجاً عن سابقاتهما, فقد اثارتا تساؤلات واشتبه بقاضيين, أحدهما رئيس محكمة النقض والثاني نائب رئيس محكمة النقض, الاثنان متقاعدان, وقد أوقفا وأحيلا للقضاء بجرائم تتعلق بالرشوة.
ورغم أنهما متقاعدان فهناك أصول تنظم محاكمتهما, حيث طلب إذن لجنة الإذن في محكمة النقض لتحريك الدعوى العامة بحقهما, فأذنت اللجنة بذلك, وسمي قاضي تحقيق من قبل الهيئة العامة للتحقيق معهما وشرع القاضي بالتحقيق وقرر توقيفهما على ذمة التحقيق لاستكماله.
والقضية الآن قائمة أمام القضاء وعند الاقتضاء القانوني سيحاكمان أمام أعلى هيئة قضائية وهي الهيئة العامة لمحكمة النقض.
هذه الاجراءات التي باشرتها وزارة العدل تتفق وأحكام القانون النافذ رغم ان القاضيين متقاعدان, وقد تم اتباع الاجراءات التي تتبع بحق قاضٍ مازال قائماً على رأس عمله وارتكب جرماً ما.
ووفق مصادر وزارة العدل فإن ماطبق من اجراءات هو تطبيق سليم للقانون والقاضي مع استقلاليته وحصانته يسأل إذا ماارتكب جرماً ما وقد تنتهي محاكمته بالادانة, أو بالبراءة فهذه مسألة يقررها القضاء وحده.
وتضيف تلك المصادر ان تحريك الدعوى العامة لا يعني الفصل بالدعوى وانما يترك امرها للقضاء الذي سيتولى النظر في التهم الموجهة اليه.
ومن المعلوم ان قضية (سادكوب) كانت قضية فساد قال فيها القضاء قولته والتحقيق أخذ مجراه وفق الاصول المنصوص عليها في القانون.
وامتد التحقيق فترة طويلة وكان عدد المرتكبين كبيراً وتم استرداد الاختلاسات بعملات مختلفة ومصاغ ذهبية وأشكال اخرى, حيث وجدتهم محكمة الدرجة الأولى مذنبين فحكمت عليهم بالعقوبة ودفع المبلغ الذي ذكرناه وهو مليار و 275 مليون ليرة كحق شخصي لشركة سادكوب وأيدت محكمة النقض حكم محكمة الدرجة الاولى فأصبح قطعياً.
الثورة