صحيفة النور 12/9/2007
علمت (النور) أن إحدى الجهات الوصائية في محافظة حلب وضعت يدها على قضية فساد كبرى في مديرية المواصلات تفاصيلها: أن المهندس (و-ب) رئيس الدائرة الفنية في مديرية النقل ورئيس لجنة الكشف عن السيارات المبيعة بالمزاد، كان يقوم بتزويد إيصالات أجور نقابة المهندسين ثمن إجراءات أي تعديل على السيارات المبيعة من أجل ميكانيك السيارة.
وهذا التعديل يتم عن طريق مهندس ميكانيكي معتمد من نقابة المهندسين بحلب، والإيصالات لثلاثة أقسام من الدفع المالي ما بين 1800و3800و6800 ل.س، حسب وزن السيارة ونوع التعديل الميكانيكي.
الجهة الأمنية تابعت الوثائق والإيصالات مع نقابة المهندسين فتبين أن كل الإيصالات الصادرة من مديرية النقل مزوّرة وليس لها أي أرومة في سجلات نقابة المهندسين.فتم إلقاء القبض على السمسار ومسيّر المعاملات المعروف بأبي الريش فاعترف أن (و-ب) هو من يقوم بتعبئة الإيصالات ووضع أرقام لها وختمها بأختام نقابة المهندسين وتزوير التواقيع المطلوبة. وتبين في التحقيق أن (أبو الريش) أمّي لا يقرأ ولكنه يعرف كتابة اسمه وبعض المصطلحات.
وتم توقيف (و-ب)فاعترف بذلك، وأن الكمبيوتر والـ CD والسكنر وأدوات التزوير موجودة في بيته. فدوهم المنزل وجُلبت الأدوات المستخدمة في عمليات التزوير..ونظم الضبط اللازم. وخلال 13 يوماً من التحقيقات عُلم أن أبو الريش كان يتقاضى عن كل معاملة 800 ل.س، والباقي لـ(و.ب) حسب قيمة الوصل..؟
كما تبين من التحقيق أن كل إيصال مزور تم تأشيره بتوقيع من (و-ب) في الزاوية العليا اليسرى، كما تم الكشف عن 392 إضبارة مزورة، والمبلغ تجاوز الملايين. وأحيل أبو الريش مع (و-ب) والوثائق والثبوتيات المادية والإيصالات والاعترافات إلى قاضي التحقيق (ف-ح)، فأخلي سبيل (و-ب) فوراً، وأوقف أبو الريش السمسار الأمي. مع العلم أن كل الأجهزة التي استخدمت بعمليات التزوير والإيصالات وجدت في منزل المهندس (و-ب).
كما علمت (النور) أن تدخلات على أعلى المستوى تمت لإطلاق سراح الاثنين أثناء التحقيق معهم، ولكنها باءت بالفشل لوجود الأدلة والاعترافات.ولكنها حسمت الأمر في القضاء.
نتساءل: أهكذا يُحارَب الفاسدون؟ أم أن الضعفاء من الفاسدين هم من يدفع الثمن؟ الجواب عند السيد وزير العدل.