[align=justify][align=center][img]http://news.syrianobles.com/photo/qanwat50860.jpg[/img][/align]
عندما تتكتم الجهات المعنية على المعلومات ، وتتعامل مع الصحافة على انها " عدو لدود " تصبح مهمة الوصول الى الحقيقة صعبة وأحيانا مستحيلة.
خاصة في قصة مثل قصة " حي القنوات " التي تفاعلت مؤخرا على المستوى الشعبي وأثيرت في اجتماع مجلس المحافظات الذي عقد مؤخرا ، بينما تنتشر القصة بسرعة بين المواطنين.
في حي من أحياء دمشق القديمة المعروف بقبر عاتكة وبتاريخ حفر عميقا في أذهان من شهده يوم الثلاثاء 31\10\2006 وبالتحديد في الساعة الثامنة مساء...قتل يحيى مبروك دربيكه 14 سنة و أخوه سامر دربيكه 23 سنة ،وهو أب لطفل عمره أربعة أشهر،و الأم كوكب البغدادي 52 سنة ، وأصيب زهير دريبكه 33 سنة بطلق في خاصرته ، وأيمن دريبكه بطلق في يده ، و محمد سعيد دريبكه 27 سنة بسبع طلقات من الصدر وللأسفل، وفي المقابل أصيب أربع عناصر شرطة كما علمنا.
جمعنا الكثير من المعلومات من مكان الحادث ورغم التباين في سرد الوقائع فقد دار الحديث لأهالي الحي حول محتوى واحد ، " قتل ثلاثة مواطنين برصاص الشرطة دون وجود سبب سيتدعي ذلك".
مصدر مطلع الذي فضل عدم ذكر اسمه ، قال لسيريانيوز " خرجت دورية لتحضر الأخوة الملاحقين ( من بيت دربيكه ) بعدة تهم ، مثل التعدي على المواطنين والتعرض لهم .. يوجود مذكرات قضائية كثيرة بحقهم، وبالمختصر كلهم مشاكل"
يضيف المصدر " وضع عناصر الشرطة أحد المطلوبين بالسيارة فهجم أخوته بالشنتيانات (وهي نوع من السلاح الأبيض يشبه السكين) وأحدهم بدأ يطلق النار فأصاب ثلاث عناصر بأرجلهم وواحد ببطنه، كما أصاب السيارة و كسروا نوافذها بسكاكينهم،وبينما كانت الأم تنده اقتلوهم ماتخلوا فيهم واحد طيب"
يتابع المصدر "بدأ العناصر بإطلاق النيران العشوائية التي كانت بهدف الدفاع عن النفس ولم تقصد القتل".
يقول المصدر " حتى أننا من ناحية إنسانية لم نلق القبض على أيمن ( احد الاخوة المطلوبين ) الذي هرب ، فأمور العزاء وأمه و أخويه صعبة و نحن راعينا هذه النواحي، أما زهير ( الأخ الأخر ) فقد أوقف وأخلي سبيله بعد أن ذكر بالمحضر أن أخوه سامر كان يحمل سلاحا ناريا".
على ورقة " النعوة " سجل اسماء القتلى الثلاثة ودون سبب الوفاة "حادث أليم".
والرواية التي يتداولها اهل الحي ( حتى انهم يوزعونها مطبوعة على شكل بيان ) ، تقول بان سامر كان ملاحق بسبب فراره من الخدمة العسكرية ، ويقول شهود عيان من اهل الحي بانه " كلما جاء رجال الشرطة لسحبه يضربهم و يهرب .. حتى تحولت زياراتهم لروتين مكثف يتخلله إطلاق رصاص تخويفي في الهواء".
تقول الرواية انه في ذاك اليوم " جاء ميكرو وسيارتين ستيشين بيجو بلوحات مدنية ،ونزل منهم من حوالي الـ 20 عنصر من الشرطة بلباس مدني ومدججين بالسلاح ، أخذوا أيمن ( احد الأخوة ) من البقالية التي يعمل بها و شرعوا بضربه أمام منزله،أول من خرج من المنزل هو الأخ الأصغر مبروك الذي رأى آخاه مضرجا بالدماء وعندما هرع لمساعدته أصيب بعدة طلقات نارية ادت الى وفاته "
شهود العيان أشاروا الى مكان الرصاص على عارضات المنازل وفي الشارع وعلى أبواب بعض المحال.
و اكدو لنا بان عناصر الشرطة الذين كانوا يحتجزون ( أيمن ) " أطلقوا النار على مبروك الذي كان أول الخارجين "
ومن ثم قتل الاخ الاخر ( سامر ) " الذي كان معه شنتيانه( سلاح ابيض يشبه السكين ) " ، بينما وبحسب شهود العيان من الحي ذاته فقد قتلت الأم بعد أن خرجت تكلمت مع احد المسؤولين عن العملية " راجية ألا يلحق سامر بأخيه".
ولكن فجأة ( والحديث لشهود العيان من جيران بيت دربيكه ) أصابتها رصاصة بعينها خرجت من رأسها وأردتها قتيلة،وبمساعدة أهل الحارة تمكن أيمن من حمل أمه وسامر ووضعهما بالسيارة هاربا إلى خارج الحارة".
أما تفسير إصابات عناصر الشرطة فكانت " الضرب كان عشوائيا و الحارة ضيقة وهم كثر ويتكاثرون، وهم أصابوا بعضهم بالخطأ".
أم محمد بحصاص البالغ 14 سنة والذي أصيب أثناء عودته من العمل في فخذه ،أخبرتنا أنها أسعفت ابنها بنفسها "فعناصر الشرطة بقيت محاصرة للحارة حتى الساعة الثالثة صباحا "، وقد منعت من زيارة ابنها الذي نقل من مستشفى المجتهد إلى مستشفى تشرين العسكري "كما منعت عائلة الدربيكة من زيارة ما بقي من عائلتها"،أما عن إصابة محمد فتروي خالته " كان يطرق الباب والجبهة حامية تحت ،ولم نجرؤ على فتحه فمنزلنا خال من الرجال وكل من فيه هو أنا وأولادي الأربعة وأختي وأولادها الأربعة و سلفتي وبناتها الستة، فأصابته الرصاصة وهو منتظر على الباب"،وبعد أن ترفع يديها إلى السماء وتدعو من قلبها على "العيناتي" الذي فسد على " العائلة المستورة" تضيف "ضلت العناصر تطرق على الباب حتى هددوا بكسره واتهمونا بأننا نتستر على مجرمين و بعد أن فتشتوا البيت قطعة قطعة خرجوا ،وابنتي الكبرى لازالت تعاني من أمراض في معدتها من الخوف الذي اضطرت لعيشه عندما دخلوا غرفتها.
في سعينا للوصول الى مزيد من التفاصيل ، حول أسباب الحادث والتهم الموجهة الى الاخوة ( دربيكه ) ، وطبيعة الجرائم التي ارتكبوها (ان وجدت) ، حاولنا الاتصال بمكتب وزير الداخلية فكان نصيبنا شتيمة من العيار الثقيل ، اقفل بعدها خط الهاتف .. لترسم نهاية قصتنا نغمة قديمة تمثل فلكلور علاقة الحكومة بالصحافة في بلدنا .. " توت توت توت .. [/align]
منقول عن سيريانوبلز