منذ أيام وفي إحدى غرف القصر العدلي وأثناء الحديث بيني وبين أحد زملائي بالمهنة، دخل أحد ممن لاأعرفهم -ممن لايستحقون برأيي لقب المهنة- على خط الحوار وبدأ بسرد بعض الأفكار التي لم ترق لي بحجة معرفته بزميلي الذي أعرفه من أيام الجامعة..
الغريب أن هذا الشخص لم يترك صفةً سيئة إلا ونعت بها القضاة غير المرتشين ،والمحامين الذين لايتعاملون بالرشوى، وأخذ يتفاخر ب(فتاحته) و(حذاقته) كونه جمع (ثروة) على حد زعمه من هذه الأنواع من الأعمال التي يجب أن يتقنها المحامي كاسمه!!!!!
وماأن إنتقل الحديث ليعرّفه زميلي عليّ بأنني مكلف بمهام مندوب وكالات قضائية ،حتى بدأ يبيعنا المثاليات من باب أنه يجب على المندوب أن يتقيد بشرفيات المهنة وأخلاقها ،ومن ذلك أن لايعتذر لأي أستاذ مهما كانت الظروف تحت طائلة الشكوى لرئيس الفرع شخصياً إذا مااعتذر أحدهم له ذات مرة، وذكر لي بعض الأمثلة التي قام بها بتطبيق ذلك وإحداث الضرر للمندوب!!!!!
سبحان الله..ماهذا إلا غيضٌ من فيض الأفكار الكثيرة المشوهة التي طرحها هذا الشخص، ويؤسفني أن الرشوىوالفساد الإداري باتا (شطارة) في الوقت الذي يتحمل فيه من كلف بمهمة أكثر من تشريفه بها أوزار التمسك بأدبيات المهنة وأخلاقها.....
بل ويؤسفني أيضاً..أن شخصاً مثل هذا يقيم الناس (فهيمهم) من (عاطلهم) بناءً على مقاييس لاعلاقة لها بالمنطق والأخلاق الإنسانية......
بل ومايحزُّ في نفسي أكثر من ذلك كله..أن نقابتنا الموقرة ورغم كل المخالفات ،لم تقم للآن بتفعيل حقيقي للبند المتعلق بالتحري عن طالب الانتساب للمهنة بما يكفي للتأكد من حمله شرفها ولوائها.....
لاأقصد أبداً التشهير بأحد لدوافع شخصية بفعل ماقاله لي هذا الشخص ،لكن انضمامي للمهنة يجب أن يجعلني غيوراً عليها بما فيه الكفاية........
وأترك التعليق لكم....................