لـم تسألنى إلا شيئاً ....لماذا جئـــتُ....

[(أبو إياد) محمد المصرى]

بسم الله الرحمن الرحيم

لم تسألنى أى شيئاٌ إلا لماذا جئتُ

إستقبلتنى بلهفة فى عينيها ، سُرعان ما أخفتها فيها ، وتصنعت جموداً صامتاً، ما عهدته يوماً عليها ، وفتور اللقاء إغتال ما حضرت من كلمات أُلقي إليها ، وإنسحاب يديها من كفى قبل أطبع قبلة عليها ، زاد من شوقى إليها وزاد من لهفى عليها وزاد من ألمى لها ، ولم تمهلنى فبادرتنى قائلة:- أيها الفارس الموهوم لماذا جئت بعد عام ونصف عام من الأحداث لم أتيتُ ، بعدما صرنا ألاف الثكالى والأيامى والارامل لم حضرتُ ؟؟ بعدما ذُبح منا خير الشباب وخير الرجال من أحرارنا لماذا عدتُ ؟؟ ألم تُعاهدنى على أن تبقى بعيداً مثلما من قبل كنت ُ، بدأ الحدث وأنت بعيد وصار الحدث وأنت بعيد وكبُر الحدث وصار جبلاً وأنت لازلت بعيد ، لماذا اليوم بالأخص عُدت ، أخفت َ على ؟ لا على مثلى يُخاف وأنت تعلم ؟ أننى بعون الله قادرة على ما الله وحده ثم أنت به أعلم ؟ أخشيت أن يفعلوا بى كيت وكيت ويشاهدونى كذا أو كذا ، وقد بكيت ، لا وربى لم ولن يمسوا شعرة من شعر رأسى ، وما إنحلت ضفائرى إلا لبعلى ، و منذ أن فى الأمر إبتدأتُ ، أدركوا أن حجارتنا بواسل ، وأيقنوا أن من فعلوا بهن أفعاليهم كانوا ضِعاف أو كواسر ، ما تعلموا عقيدة محمد – صلى الله عليه وسلم - أما نحن ، فالله يعلم أن الموت أحب إلينا من شرب الذل ولو لمرة ، أما نحن فالله أعلم أننا لحومنا وربى مُرة ، أما نحن وقد طَـردناا رجالنا وشبابنا وفتياننا وقلنا إنا نَخلِـفُـكم هنا ، وقد بقينا فدافعوا عنا ، ولا تعودوا إلا شهداء وقتلى ، إنا نرضى بقتلكم ولا نرضى أبداً الذل مرة ، وحجارة البيت القديم وربى معنا ، وربى بعد حمى الله كانت حامينا ، وإسترجلن بنات حواء وأدم وصاروا أشاويس ورأيت البنت لينا أصبحت مُعلمنا الأبضاى ، ولو رأيت لبنى ومريم ونورا وأحلام و لمى ودينا ، ولو رأيت آسرة التى كانت تسحر وتآسر كل من يراها لو رأيتها اليوم تحملُ رشاش أباها ، تلك التى كانت تحبك ، وسافرت عنها ، ورحلت عن كل الأحبة ، لو رأيت كل ذلك ما رجعتُ ، كنت إبقى فى خليجك ، فبتروله حتماً يفيدك ، وريالته ودينارته ودراهمه إمتلأ منهم رصيدك ، وكنت إلينا ما رجعتُ .
لا تقاطعنى وإسمع ، إن كنت أتيت للجِـهاد فالرجال هناك على مشارف المدينه ، وإن كنت أتيت للشهادة فعلى طرف القريه هناك قصفاً عنيفاً ، والأسر هناك لا زالت سجينه ، فأذهب وخفف عنهم من الحصار وليقتلوك وتفوز بخير أمر فى دنياك وأخرتك فهيا ، قاطعها وقال :- حبيبتى أنا ......، وما تركته لحرف يُكمل ، وقاطعته لمرة أخرى ، وقالت أصمت لا تُكمل ، عرفت أنك ما أتيت إلا للخذى وجلب العار والندامه ، تُريد أن تأخذنى من أرض العزة والكرامه وإلى أين إلى من إتبعوا ذنب بقرة وأرتضوا بالعيش المُهين وتخلوا عن كل حُرة ، تُريد أن أتى معك ، هذا وربى لن يكون ولن يصير أبداً يا ثائر ...يا خسارة إسمك اليوم فيك ، ما أسميته إياك إلا وربى عشقاً فى أهل حُماة يوم أن ثاروا وجهروا وقالوا لا للعُصاة ، كنت أنت وقتها أتٍ صغيراً للحياة فأسُميت ثائر ، وأنا وأبوك كنا نعلم أن هذا اليوم قادم وله إستعددنا وتجهزنا ، مات أبوك قبل ما يرى حلمه حقيقة والحمد لله أنه مات قبلما يراك تتركنا وتسافر وإلى الخليج تذهب وتغيب عنا ولا تجيب ، الحمد لله أنه لم يتحسر عليك يكفى أنا وما أعانيه اليوم منك ، أتٍ لكى تأخذنى معك فلا ربحت .... والله إن لم تذهب الآن وتمضى لحالك لجعلت حبيبة الماضى تقصف العمر اللى باقى يا وليدى منك .....وحان منها قبلما تُشيح عن وجهه إلتفاته نحوه ....فوجدت سيل دموعه ينير وجهه ..... وإبتسمت تلك العجوز فى نفسها ، وأيقنت أنها ربحت من جديد اليوم وليدها وأنه سيبقى معها ليجاهد العدو مع باقى الأسود فى القريه ومع زين شبابها ،فأطلقت زغروده عاليه أسمعت الدنيا كلها ، وتجمع كل الحاضرين وإستفسروا عن ما هنالك ، فقالت بصوتها الشجى :- يا شباب القريه اليوم أعلن خطبه إبنى ثائر على أجمل بنات القريه إبنتنا آسرة ، والدخله بإذن الله يوم ما ننتصر على الشرذمه الهوالك .........وزغردت كل نساء الحى ....وفازت بوليدها مرة أخرى أم ماالك ....

... إنتهت ...
أو على وجه الدقة وربى إبتدأت
بقلمـــــى