حادثة دمشق

[المحامي محمد عصام زغلول]

حادثة دمشق !



مدخل :



حرت في أمري ..أين أضع هذه المقالة , وهي الرابعة من سلسلة أخبار دمشق , فمكانها وفق العنوان في قسم معلومات عن سورية , فرع المعلومات التاريخية , إلا أن تعلقها بالصهاينة وجرائمهم يصلها بقسم الصهيونية واعتداءاتهم ..



على كل فالحادثة واقعة حقيقة , لا كذب فيها , إلا أن بعض المؤرخين , اعتبر أن إلحاقها باليهود , هو من باب التجني عليهم , فالإعدامات التي طالتهم لم تصدرها محكمة عادلة , بل غضب شعبي عارم أثر في قرارات القضاة ..



ويتهم آخرون أصحاب النظرية السابقة , بأنهم إما منتفعون وإما جاهلون , إما عملاء ليهود وإما أنهم يفرون من تهمة معاداة السامية ..

ولعل هذا سيتوضح أكثر بعد أن تعلموا قصة الحادثة ..



فطير صهيون وتهمة الدم :



لا يمر ذكر اليهود في بحث منصف , إلا ويذكر فيه – فطير صهيون - , أما من يسميها – تهمة الدم – فهو من أنصار السامية , الذين يعتبرون أن فكرة الفطير تلك , كلها من اختراع أعداء السامية .



نتجت فكرة بمحض الصدفة , واعتنقها المسلمون والنصارى , لأنهم يكرهون اليهود , وتشبعت الفكرة في عقولهم , وبنوا عليها أحكامهم .



هكذا يرى بعض المفكرين الجدد , وقد ساعدوا اليهود , إضافة إلى سيطرة الأخيرين على إعلام العالم , بالقضاء على ذكريات تلك التهمة , أو تلك الحقيقة !!!



وفطير صهيون : فكرة تقوم على أن اليهود يقتلون في كل عيد فصح صبياً , نصرانياً , وساوى بعضهم بين ولد النصارى وولد المسلمين ..



ويستعمل اليهود دماء هذا الصبي في الشعائر الدينية , ويخبزون به الفطير غير المخمر ( ماتزوت ) حيث يعجن بالدماء .



وقال البعض بأن اليهود يصفون دم ضحاياهم لأسباب طبية وعلاج جروح الختان , واستخدامه كمنشط جنسي .



حادثة دمشق :



تعتبر حادثة دمشق من أشهر تهم الدم التي وجهت لليهود , وهي إن كانت عديدة بوصفها تهماً , إلا أن ما أخذ منها شكل الصفة الرسمية , وما تبنته المحاكم كان قليلآ نسبياً , وما ذاك إلا لسطوة اليهود وتغلغلهم المالي والسياسي في العالم .



ففي سنة 1840 م حين كانت سورية تحت الحكم المصري , اتهم اليهود بخطف راهب الفرنسيسكان , الأب توماس الكبوشي

وخطف مساعده المسلم , إبراهيم عمارة



ومن ثم قتلهما وصناعة فطير صهيون بدمائهما , وحركت الحادثة دمشق كلها , مواطنين وعسكر , نصارى ومسلمين , ودب الرعب في صفوف النساء والأطفال , خاصة ممن كانوا يقطنون بقرب حارة اليهود , مما دعا الرجال إلى إبقاء عائلاتهم في البيوت , وتأليب الرأي العام على اليهود , وضرورة محاسبتهم وإلقاء القبض على المجرمين , بل ودعا البعض إلى طرد اليهود من دمشق .



ثم ثارت ثائرة الكاثوليك الدمشقيين , واندفعوا إلى القنصل الفرنسي يستنجدون به , وفعلاً تم مهاجمة الحي اليهودي في دمشق , وتم تفتيشه , وألقي القبض على زعماء اليهود .



بدأت التحقيقات معهم , وتحت الضغط الشعبي , والغضب العارم الذي سكن دمشق !

مات اثنان من زعماء اليهود أثناء التحقيق

أشهر واحد إسلامه

حكم على البقية بالإعدام .



وكالعادة استنجد اليهود باللوبيات الصهيونية المنتشرة في العالم , وأشعلوا لهيب العقائد اليهودية في أنهم شعب الله المختار , وأنهم مستضعفون في الأرض .



وكالعادة هب الإنكليز لنصرة الصهاينة – هل يذكركم هذا بشيء , ربما ذكرني بوعد بلفور, ومنح الإنكليز فلسطين التي يملكونها!!كمستعمرة لأحبابهم اليهود – وتم الاتصال بمحمد علي باشا , واحتج الإنكليز على تلك المعاملة التي لقيها اليهود , وطالبوا محمد علي بضرورة اعتبار اليهود عنصراً يجب أن يهدف إلى حمايته !!



ثم التقى أدولف كريميه وموسى مونتفيوري محمد علي في الإسكندرية , وبعدها ذهبا إلى السلطان عبد الحميد في استنبول ..



أدى كل ذلك إلى إسقاط تهمة الدم وإطلاق سراح الموقوفين ..



وبدأ اليهود بعد سياسة أخرى في صنع فطيرهم .. دون أي اعتراض من أحد , ودون أن توجه لهم إلا الهدايا والدعم الأمريكي بكل صراحة , والدعم الأوروبي والعالمي مع بعض الخفاء !!



ومنع على أحد أن يتكلم عما يسمى فطير صهيون , إلا أن يتفه الأمر ويعتبره إشاعة !!



تحت طائلة اعتباره معادياً للسامية !!



فإن وجهت تلك التهمة إلي .. أرجو أن أجد من حضراتكم من قد يدافع عني !!

[المحامي حيدر سلامة]

تأكيدا لما تفضلت به :

انظر : الابادة الجماعية والعقائد التلمودية وكلاب العرب

http://www.damascusbar.org/AlMuntada/showthread.php?t=3610