ظهرت الحكومة .. فاصمتوا !

[المحامي محمد عصام زغلول]

ظهرت الحكومة .. فاصمتوا !

بعد طول انتظار , ظهرت الحكومة الجديدة بتشكيلتها العتيدة , وأخرس ظهورها كل الألسنة التي استبقت الأحداث !

كان من استبق الأحداث يقول , كيف سنرضى بتسريبات من الداخل تعلن أن أربعة من رجال الحكومة السابقة , سيبقون في مناصبهم , أو سينتقلون من كرسي إلى آخر !



فرد غير المستبقين على المستبقين , أن ما يقال ما هو إلا إشاعات , فالحكومة المنتظرة هي حكومة إصلاح , وكيف يستوي الإصلاح القادم مع رجال , حفظنا وجوههم , وعرفنا إنجازاتهم , فما يقال ما هو إلا هراء !



صمت المستبقون برضاً أو بغيره , منتظرين ما تخفيه الأيام , متفقين مع الجميع أنه من غير المعقول – فعلاً – أن يبقى في الحكومة الإصلاحية رجل من السابقين – خلا رئيس الحكومة – الذي كلف بالتشكيل !



ولكن اليوم .. بعد ظهور تلك التشكيلة العتيدة , وبقاء خمسة عشر وزيراً ثابتاً , باقياً في كرسيه , أو منتقلاً إلى كرسي زميله , من الحكومة السابقة في الحكومة اللاحقة , لا ندري ما الذي يفترض أن يقال ؟!



هل سنكون استباقيين إن تشاءمنا , وهل سيقول غير الاستباقيين : لا يجوز لأحد أن يحكم على الحكومة قبل أن يرى عملها , وهل إلى اليوم لم نرى , أو لم نعرف عملها وطريقته وأسلوبه !



ربما فعلاً لا يجوز أن نتكلم عنها !



أو أن ننتقدها !



أو أن ننتقد رجالها !



أو أن ننتقد منهجها !



أو أن ننتقد برنامجها !



حتى لا يقال عنا استباقيين , أو غير صبورين , أو تشاؤميين !



ولم يبق لنا عندها إلا أن نبارك لكم , ولجميع الشعب السوري , ولجميع غير الاستباقيين .. هذه الحكومة !



مبروك عليكم !



لك يخزي العين , والله يحميها من الحسد , ومن شر الانتقاد والمنتقدين ..



وكما علمنا المثل القائل , الذي ذكرناه سابقاً ..



من تعرفه خير ممن تتعرف عليه ..



وها أنتم تعرفون معظمهم ..



مبارك عليكم .. حكومتكم المنتظرة !!!



أما نحن .. فسنبقى صامتين !!