على بركة الله ..
علمتني المحاماة أن لعب دور المحامي المتمرن مفيد جداً في بعض المواقف .. فالعرف المهني جرى على أن يقدم الأساتذة المساعدة للمحامي المتمرن في مجالات القانون والعمل الإداري بشكل تلقائي مرحب دون استغراب لعدم معرفته ودون النظر لحجم معلوماته .. لأنه ببساطة ما يزال محام تحت التدريب .. ونفس هذا العرف اقتضى بالضرورة ودون البحث بالأسباب الموجبة اعتبار أي محام أستاذ خاتماً للعلم ملماً بكافة جوانب وجنبات المهنة وبالتالي فهو في غنى عن المساعدة بل حتى من المعيب عليه أن يسأل صراحة عن أمر يجهله إن كان إدارياً أو قانونياً مع أن ذلك طبيعي وصحي جداً .. وحل هذه المعضلة هي العودة لمقاعد التمرين لاستنباط الأجوبة الشافية بأقصر الطرق من الأساتذة الكرام المتواجدين في مكان الحدث - خاصة إن كان العمل إدارياً بحتاً - بطرح أي تساؤل عليهم للوصول للصحيح المتوجب عمله دون تلكؤ أو تباطؤ فأحياناً يكون الوقت عاملاً حاسماً في نجاح أو فشل أداء العمل ولا يتحمل الالتفات إلى ماهية السائل أو تبرير سبب الجهل بكيفية إنجاز المطلوب .
المحاماة لا تفترض التفوق فيها افتراضاً .. ولا تصنف الممتهنين بها حسب الأقدمية أو العمر أو النوع .. هي حصيلة تراكمية للمعلومات والخبرات ونتاج فردي للمثابرة والاجتهاد الشخصي دون تعلق ذلك بفرز مادي مبني على قوالب معلبة وقواعد جاهزة مسبقة الصنع .. السؤال فيها ليس عيباً فالبحث عن المعرفة لا يعد ضرباً من ضروب التبذير .. فالمحامي لا يولد عالماً فقهياً بل يعمل ليكون مرجعاً قانونياً مؤتمناً وموثق به .