مع التقدير للاساتذة المتفضلين بالرد والاجابة
وبعد الأذن فإنني سأتجرأ وأجيب وبشكل مبسط عن السؤال
السؤال هو هل له أن يتبرأ ... وكلمة البراء مختلفة عن الانكار
فاللعان يكون لانكار النسب ، واللعان له شروط خاصة بحيث يمتنع فيما بعد الارث على الولد وتحرم المرأة على الزوج حرمة مؤبدة وقد قال تعالى : ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين والخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها ان كان من الصادقين ) اية 7 من سورة النور
اما البراء أو التبرء أو البراءة فلا علاقة لها لا بالشكل القانوني ولا بالشكل الشرعي للعان
وإنني لم أسمع في التاريخ القديم أو المعاصر لا شرعا ولا قانونا بمن أجاز مثل هذه الحالة
لقد سمعنا الكثير من القصص عن اناس عانوا من عقوق أبنائهم ومن قطع الرحم ومن اذية القربى وسمعنا عن ردات أفعالهم تجاه ذلك العقوق وتلك الاذية وسمعنا عمن حلف يمينا معظما على تنسيق أحد أولاده من دفتر العائلة أو من صحيفته المدنية أو ممن أراد أن يتبرأ من ولد عاق
إن الاصل في حل هذه المشكلة والتي هي من أخطر مشاكل المجتمع وخاصة الشرقي منه هو في ايجاد المؤثر المناسب على الشخص المكروهة تصرفاته عله ينصاع إلى ذلك المؤثر ويؤوب إلى رشده ، و يبقى لمن لا رادعا إجتماعيا له أن يردعه القانون والسلطة العامة للدولة وفي ذلك أولوية وأحقية من أن يبحث الوالد عن البراء من ولده ، فمهما أساء الولد فما هو إلا نتاج تربية ضعيفة أو بيئة مضطربة شارك الوالد او الوالدة في الوصول اليها
وقد اتفق العلماء على تحريم يمين البراءة وأختلفوا في وجوب الكفارة فذهب أغلبهم إلى انه لا شيء على الحالف بالبراءة سوى الاثم
ولذلك أنصح الأخ السائل أن يبحث عن حل للمشكلة الدافعة لهذا التفكير فربما وفي يوم من الايام عاد الشقي الى فطرة الخير التي جبل عليها ابن أدم
وفي النهاية وإن كان الغاية من التبرء او البراءة من الولد هي انزال عقوبة مناسبة على فعل ارتكبه ذلك العاق ، فإنني انصحك باستخدام حقك في الحجر لقوله تعالى في سورة النساء الاية 5 ( ولا تأتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا قولا معروفا وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم أموالهم ) صدق الله العظيم