لا أقبل بأقل من إعدام ابني" : تفاصيل جديدة عن جريمة حصين البحر

[المحامي سميح الزعيم]

لا أقبل بأقل من إعدام ابني" : تفاصيل جديدة عن جريمة حصين البحر
طرطوس : (كلنا شركاء) 27/1/2010
ظهرت تفاصيل جديدة تتعلق بالجريمة البشعة التي حدثت في بلدة حصين البحر الأسبوع الماضي وأودت بحياة المغدور حكمت تفاحة 47 عاماً.
وبعد أن نشرت صحيفة تشرين قبل يومين نقلاً عن قائد شرطة طرطوس تأكيده أن خلافات مالية تقف وراء الجريمة وأن القاتل ب.ح الذي ألقي القبض عليه بعد ساعة من وقوع الجريمة, كان يتشارك مع صهره المغدور في ملكية محل تجاري في دمشق وعندما باعاه اختلفا على تقاسم الحصص بينهما ما ادى إلى ملاسنة ثم مشاجرة ووقوع الجريمة.
لكن ثمة رواية أخرى تتقاطع مع السابقة في وجود خلاف مالي وتختلف عنها في التفاصيل, وتقول : إن عم المغدور (والد زوجته) وهو من قرية "الموشة" احتاج مؤخراً إلى مبلغ من المال لكي يجري عملية جراحية, فعرض قطعة أرض يملكها للبيع, وعندما سمع صهره المغدور بذلك, وبدافع ألا يذهب ملك العائلة لغريب, عرض على عمه أن يشتريها, وهذا ما كان, ولكن بدون علم أولاد عم المغدور الذين انتفضوا وثاروا عند سماعهم بالخبر, مشككين بأن البيع صوري وبأن والدهم لم يقبض ثمن الأرض بل وهبها لابنته وصهره اللذين يحبهما حباً جماً, وفي يوم الحادث المشؤوم استغل أحد الأخوة (ب.ح) وجود أخته (زوجة المغدور) وأولادها في زيارة لبيت أهله في قرية "الموشة", وبالتالي فصهره يبيت وحيداً في منزله في حصين البحر, فانطلق إليه بسيارته ودق الباب ففتح له صهره مرحباً به كالعادة, ولكنه عاجله بعدة طعنات من سكينه, وتركه ينزف في أرضه وانطلق بسيارته عائداً إلى منزله في "الموشة" لكي يكمل شرب المتة مع زوجته بكل برودة أعصاب, أما المغدور فحاول بكل ما تبقى له من قوة أن يزحف نحو باب البيت الخارجي وهو يصرخ ويستغيث, وعندما سمع الجيران أصوات استغاثة تشبه الشخير والحشرجة, هرعوا إلى مصدر الصوت, حيث كان المغدور ما يزال في الرمق الأخير فسأله جاره: من فعل بك هذا؟ فقال له: باسم. ورغم إسعافه إلى مستشفى الباسل إلا أنه فارق الحياة.
وقد قبض على القاتل كما أسلفنا خلال ساعة من الجريمة, وهو ما يزال يحتسي المتة مع زوجته, فأنكر في البداية الرواية التي شهد بها الجار, وأصر على أنه كان طيلة المساء يشرب المتة مع زوجته التي شهدت بذلك أيضاً, ولكنه انهار لاحقاً واعترف بجريمته البشعة التي يستحق عليها بدون شك عقوبة الإعدام, وهو الأمر الذي ركز عليه والده (عم القتيل) أثناء العزاء في "حصين البحر" حيث أعلن وكرر بصوت عالٍ بين الحاضرين في مجلس العزاء : "لا أقبل بأقل من إعدام ابني"!.