العمل النقابي الصحيح يشرفنا نحن الشباب ربيع المهنة وعنفوانها .. وأننا ذو تواجد كبير يشكل الغالبية العددية (من ذكور وإناث) لكن غياب من يمثلنا في مجلس فرع النقابة ، قد أدى إلى غياب الاهتمام بأحلامنا وطموحاتنا وتطلعاتنا ، ومنع التواصل مع همومنا وشجوننا ومشكلاتنا ، بل إن غيابنا.. أو تغييبنا أدى إلى عدم ثقتنا بمقدراتنا ، وهذا إنما يضعنا أمام حاجة ملحة وضرورة إلى إعادة إثبات المقدرة والوجود معاً من خلال تمثيل حقيقي وصادق وأمين لهذا العنصر ، مبتعدين بذلك عن أية مصالح أو فوائد فردية أو شخصية ، ومحاربة المحسوبيات والقضاء على فعاليتها في النقابة..
إن الماء العذب لن يبقى عذباً إن لم يرفده ماء عذب جديد جار متجدد .. ويصبح ماءًً غير صالح.. ولا بد لنا أن نعمل على بما هو حرص عليه لبقائه صالحاً عذباً متدفقاً..
يجب علينا أن نثوب إلى علاج الترهل الذي أصاب نقابتنا، في ربيع جديد لها نأتي به نحن الشباب.. نشيّد من جديد ما قوضته الأيام المرتحلة من صرح هيبتها، و نحيي تقاليدها وأعرافها بعد هجرانها، وأن نخلق ساحات العمل البنّاء وميادينه وأن نعمل فيها بكل جد وصدق على ترسيخ مبادئ سيادة القانون، ما كان منها قديم وإحداث وإيجاد كل جديد بما يتلاءم و رفعة هذه المهنة وسموها، ووجود المحامي بكل فعاليته، تأكيداً في ذلك على إرساء قواعد العدالة من خلال أداء الرسالة السامية.
وأخيراً فإن تطور المجتمعات لا يقاس بكمية الاختيار بل بكيفيته، ( أياً كانت التسمية ) وبالمعايير التي تؤدي إلى تمثيل حقيقي فعال وفاعل وأداء جيد متميز يحقق في النهاية المصلحة الجماعية بعيداً عن التطلعات الفردية، بما يوائم التطوير والتحديث ونهضة مهنتنا ووجودها الفعلي والحقيقي وتقدمها في ميادينها، وفق المنهج الذي أكد عليه السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد قائد مسيرة التحديث والتطوير بما يحافظ عليه من الاستمرارية وتحقيق غاياته.
ولهذا فالوعي للانتخاب ليس هو عبارة عن صوت اختزنه أو طلب مني اختزانه ليوم التصويت.. بل هو قبل كل شيء المعيار الحقيقي لذاتي.. والصورة الحقيقية لمدى وعيي في اختياري للذي سيكون ممثلاً حقيقياً فعالاً وفاعلاً لنا ذو أداء متميز يحقق في النهاية المصلحة الجماعية بعيداً عن هيمنة التطلعات الفردية والمحسوبيات، مما يعيد للمهنة رونقها ، ويختزن للمحامي كل كرامة ووجود، وهذا لاشك صورة لكل نظام ديمقراطي...
إن كان خوفنا يمقتنا فكيف لنا أن نأمل بالحياة ..؟
شوقاً منا إلى أعراف وتقاليد مهنتنا ... شوقنا إلى تحقيق كرامتنا نحن المحامين... شوقاً إلى الفعالية والتفاعل الحقيقي في أداء رسالتنا السامية .. رسالة الحق والعروبة .. مهنة الفرسان...