منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > المنتدى الثقافي > شعر

شعر إذا كان لك اهتمامات شعرية. أو قرآت قصيدة جميلة عمودية أو شعراً مقفى فأنعش روحنا به.

إضافة رد
المشاهدات 3187 التعليقات 1
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-2010, 04:20 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رحاب عتمة
عضو مساهم

الصورة الرمزية رحاب عتمة

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


رحاب عتمة غير متواجد حالياً


افتراضي ياشام

يقول أحد الشعراء وهو يصف الشام
"باقةٌ من زخَّاتِ نافورةِ الماءِ في بيت أبي"
"والسؤالُ الذي أرَّقَ الشحارير"

ويأتي الصيفُ يلبسُ ثوبََهُ الأَحَمرْ .
ويرمي شََعْرَ غُرَّتِهِ على حرفي ...
فلا تدري من الأشقرْ .
ويضحكُ ضحكةً بيضاءَ في أَلَقٍ...
ويشهقُ فوق رابيتي...
فإذْ غصنُ الهوى زرَّرْ .
تميلُ بناتُ أفكاري...
تهزُّ الرأسَ مثلَ سنابلِ البيدَرْ .
فقمحٌ من هناكَ حكى...
ونبعٌ من هنا ... ثرثرْ .
وأشجارٌ من الدرّاقِ فيها الخوخُ...
طولَ الليل كَمْ عانى ... وكَمْ فَكَّرْ .
وصََعَّرََ خدَّهُ كَرَزٌ فما أحلى الذي صََعَّرْ .
جمالٌ لو أُصوِّرُهُ ... يدُوخُ الحبرُ والدفترْ .
***
يجئُ الصيفُ ينبعُ من يدِي "بردى".
ويسقي "غوطةً" أكبرْ .
مساحاتٌ من الرُّمانِ في قلبي...
يصافحُ لونَها بيدٍ...
ويلثمُ وجهَهَا بفمٍ...
على مَهَلٍ ... ولا يَضجَرْ .
"زقاقُ الصخرِ" ضمنَ دمي وشلاَّلٌ على "دُمَّرْ ."
لذاكَ "دمشقُ" قد سَكَنَتْ ....
"بربوتِها" على شريانيَ الأَبَهرْ .
***
يجيءُ الصيفُ من "كيوانَ" ...
حيثُ مشاتلُ العنبرْ .
وحيثُ "المزَّةُ" الحسناءُ في دَلٍّ...
تمُدُّ سريرَها الأخَضَرْ .
وحيثُ "المَرْجةُ" اغتسَلتْ ...
وَلَفَّتْ فُلَّها المنسوجَ من عطرٍ على الردفينِ كالمِئزرْ .
وحيثُ الياسمينُ مَشى...
من "الميدانِ" "للقصَّاعِ" يرقصُ "عرضةَ" الخَنجَرْ .
فينزفُ من هنا رَهَطٌ...
ويُذبحُ من هنا مَعشرْ .
وكلُّ الشامِ تعشقُهُ...
برغمِ الطعنِ في حبٍّ تسامحُهُ...
ولا تثأرْ .
يَمدُّ أصيصُ أزهارٍ عيونَ العطرِِ من شُرَفٍ...
ويرفعُ كفَّهُ المخضوبَ من عَبَقٍ ...
يُحيي سيَّدَ الأزهارِ....
يلقي فوقَهُ مِنديلَهُ المشغولَ بالمنثورِ إذْ أَزْهَرْ .
***
وإنَّ الصيفَ في وطني...
كما شاهدتُ ...
بستانٌ يُصلّي الصبحَ في الساحاتِ...
أنسامٌ تقيمُ الليلَ .. تتلو سورةَ الكوثرْ .
وأصواتٌ من "النعناعِِ"...
رائحةٌ من "النهاوندِ"...
لوحاتٌ ... ترى بيديكَ أو عينيك َ روعَتها...
فسبحانَ الذي صَوَّرْ .
قميصُ الحُسْنِ شَفَّافٌ على وطني...
وإنْ غطَّى وإنْ سَتَّرْ .
فَكُمٌّ ههنا أرخى بأزرارٍ من الفيروزِ لامعةٍ...
وَكُمٌّ ... ههنا شَمَّرْ .
***
مطاراتٌ شبابيكُ الدمشقياتِ للأطيارِ...
تهبطُ عندها عصراً...
تزوِّدُ نفسَها بالفستقِ الأخضرْ .
وترسمُ خطََّ خارطةٍٍ...
إلى الكحلِ الدمشقيِّ الذي في لُغزِهِ حَيَّرْ .
شبابيكُ الدِّمشقيَّاتِ آهاتٌ مُضَفَّرةٌ من الألوانِ...
حيثُ العشقُ للأهدابِ قد ضَفَّرْ .
فتأخذُ بعضَها سِنَةٌ ...
فتزجُرها ... التي تَسهَرْ .
وأسوارُ البيوتِ شذاً ...
من الليمونِ والنارنجِ منتصِبٌ...
فهذا من هنا وارى ...
وهذا من هنا سَوَّرْ .
***
تُمَشِّطُ شعرَها النَّسَماتُ ...
في حضنِ البيوتِ هناكَ...
إنَّ المشطَ بالأسرارِ قد خَبَّرْ :
تلعثمَ إذْ رأى نافورةً تبكي...
وتحني رأسَها خَفَراً على صَدْرٍ من المرمرْ .
وداليةً تُطيِلُ العُنْقَ...
فوقَ جدارِ أفياءٍ – يمينَ الدارِ-
ثم بلفتةِ الإغراءِ تمنحُ خدَّها للحائطِ الأيسرْ .
وعنقوداً شدا شِعْراً...
من الديوانِ يقرؤهُ...
وعنقوداً له استظَهرْ .
وأوراقاً على الأشجارِ ...
تشربُ سُؤرَ بَوْساتٍ...
من الطلِّ...
الذي في الفجرِ يغشاها على عَجَلٍ ولا يَظْهرْ .
تصابى الضوءُ ...
فوقَ وسائدِ البِلَّورِ في الشُباكِ مرتبكاً...
لِيفْضحَ ما رآهُ ...
ولكنْ ... عادَ واستغفرْ .
يُفَسِّرُ ما رأى مِِشطٌ ...
فيدهشُنا ...
وَرَغمَ براعةِ التأويلِ ... ما فَسَّرْ .
***
دِمشقُ الشامُ ... أغنيتي...
وحبي الخالدُ ... الأكبرْ .
أنا ما زلتُ مُكْتظَّاً...
بأفكارٍ من التفاحِ ...
يهمي دمعُها بدمي...
أنا التفاحُ ... ريشتُهُ إذا عَبَّرْ .
"بلودانُ" التي قد عَرَّشتْ في خَصرِ قافيتي...
نطاقاً من مواويلِ الهوى شوقاً...
وَشَدَّتْهُ ...
ورغمَ الشَّدِّ خَصْرُ الشِّعرِ لم يُكْسَرْ .
***
وحُجرةُ جَدَّتي ما زلتُ أذكرُها...
وخيطانُ الستائرِ...
عندما ترفو جبينَ الشمسِ وقتَ الظُّهرِ ...
في إِبَرٍ من الرَّيحانِ في رِفقٍ...
تداوي النزفَ، توقِفُهُ من المَصدَرْ .
أتوقُ لنقشةِ الجدرانِ ...
للأرضيَّةِ الذَهبيةِ الألوانِ ...
للسَّجادِ ...
للدِّيباجِ...
للثوبِ الحريريِّ...
وياللهِ ... كم قلبي به ادَّثَّرْ .
لسيفٍ عَلَّقتْهُ يدٌ من الأجدادِ...
في خجلٍ أُقَبِّلُهُ...
وأمسحُ حزنَهُ الأطْهَرْ .
لِمتَّكأٍٍ تهجَّيْتُ النجومَ بهِ...
وَدَوَّنتُ المجرَّاتِ ...
اللّواتي اسَّاقطتْ جُمَلاً على كُرّاستي الزرقاءِ...
هذي الزُّهرةُ الحسناءُ...
في كرسيِّها الذهبيِّ حالمةٌ...
وهذا المشتري يعلو على المنبرْ .
أذوبُ أنا لذاكَ السُّلَّمِ الخشبيِّ..
طَعَّمَهُ الزمانُ...
فَحنَّ حتى صارَ مثلَ العودِ...
أَنَّتُهُ ... مَقامُ "الشامِ"...
في فنِّ يعودُ لهُ ولو غَيَّرْ .
***
.






رد مع اقتباس
قديم 13-02-2010, 01:16 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عاش بعث العرب
عضو مساهم نشيط

الصورة الرمزية عاش بعث العرب

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


عاش بعث العرب غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ياشام

إن تكن جنة الخلود بأرض ..... فدمشق ولا يكون سواها

شكرا لك






التوقيع

أنَّا ليعرُبَ أحفادٌ عقيدتُنا كَسْبُ المعالي وحَسْبُ المرءِ ما اعتقدا
لنـا و أمثالِنـَا العلياءُ مذ خُلِقَتْ وليسَ ينسى لنا التَّاريخُ ما شَهِدا
وما فتئنا نَزُّفُّ الدهـر كوكبـةً منَ العطاءات لولا وهْجُها بَرَدا
ونزدهي اليومَ أَنَّا في حمى أسَدٍ حِمى المروءات يهمي غيثُها جَلَدا
إذا المعـالي حكت عن ضيغمٍ حَرِدٍ فليس الاهُ تعني الضَّيغَم الحَرِدا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ياشام رحاب عتمة شعر 1 15-01-2010 10:28 PM


الساعة الآن 09:33 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع