اليوم و أثناء احدى زياراتي النادرة لقاعة المحامين قابلت أحد أصدقائي و استذكرنا معاً عملية فرز أصوات المرشحين لعضوية الفرع و المؤتمر التي حضرناها
و كان الزملاء المهتمين الذين يسجلون الأصوات من خلف قارئها مع الموظفين منهمكون بالتسجيل اما لمصلحة مرشحيهم أو لمعرفة خصومهم اذا سقطوا و تراجعت شعبيتهم ،الى غير ذلك
فسألني حينها لمن تتابع و لأي من المرشحين تسجل له ، فقلت له مازحاً انني أسجل للمرشح ( ورقة جديدة )
فلقد كان الأستاذ الذي يتلو ورقة الناخب أول ما يتلوه هو - ورقة جديدة - لتنبيه الموظفين المسؤولين عن التسجيل ، فظننتها مرشحاً له شعبية كبيرة بين المحامين و سجلت عدد الأصوات التي نالتها
و عندما قابلته اليوم في القاعة سألني هل فاز مرشحك - ورقة جديدة - فقلت له على الرغم من أنها حصلت على أربعة آلاف صوت و نيف الا أنه لم يحالفها الحظ و لكن أملنا أن تنجح في الانتخابات القادمة .
ضحك زميلي ضحكة ساخرة و هو يغادر و قال لي أستاذ أحمد لقد نجحت الورقة الجديدة و أنت لا تدري ...
لم أعر الموضوع اهتماماً لأننا تعودنا المزاح الا أنني عندما عدت الى مكتبي مساءاً و فكرت في كلامه وجدته صحيحاً نعم لقد نجح مرشحي ورقة جديدة
فلقد كانت ورقة جديدة بكل المقاييس فلم تكن كباقي الأوراق التي عهدناها في الانتخابات السابقة
فهي لم تكن ورقة فارغة ندون فيها أسماء المرشحين كما عهدناها حسب قانون تنظيم المهنة بل كانت ورقة جديدة علينا معظمها مكتوباً مسبقاً
ورقة جديدة غيرت بعض الأعضاء
ورقة جديدة - ورقة جديدة - ورقة جديدة
حفرت في ذاكرتنا أربعة آلاف مرة ، طبعت في مخيلتنا ، تعب الأساتذه الذين تواردوا على تلاوة أسماء المرشحين على ذكرها مشكورين كل مرة
عزائي الوحيد أن هذه الورقة الجديدة قد كونت لنا فرعنا الجديد و جميع أعضائة عازمون على التغيير و العمل الجاد
و لكن هل سنقبل بالورقة الجديدة في الانتخابات القادمة و هل ستجلب لنا الخير كما جلبته لنا في هذه الانتخابات ؟
أتمنى