منذ يومين أشرت إلى قصيدة (لملمت ذكرى لقاء الأمس...) في منتدى الشعر وبينت أنها كثيرا ما تنسب للأخوين رحباني بينما هي في الواقع للشاعر (علي محمد جواد بدر الدين) رغم أن عدم ذكر اسمه ككاتب للأغنية جاء بناء على طلبه وقد شرحت ذلك في متن الموضوع التابع للقصيدة , لكن ذلك دفعني لكتابة هذه الزاوية حول حقوق المالكية الفكرية فإني أعتقد أيها الأساتذة الكرام أنه يوجد لدينا تقصير وعدم وعي في المجتمع وإهمال أو عدم اكتراث وعدم جدية التعامل قضائيا بخصوص الحماية الملكية الفكرية وهذا واضح سواء من حيث التشريع (فكلنا يشعر أن قانون حماية الملكية الجديد ) يكاد لا يكون موجودا من الناحية العملية رغم وجوده الورقي هذا من حيث التشريع , أما من باب التطبيق فحدث ولا حرج فهل يعقل أن تشتري CDأوDVD بمبلغ 15 ليرة مهما كان محتواه؟
أين ذهبت حقوق التأليف والتلحين والغناء هذا بالنسبة للموسيقى أما بخصوص البرمجيات فقد تشتري DVD يحتوي خمسمائة برنامج كلفة الواحد منها عشرات الألوف من الدولارات بمبلغ 25 ل س. ما الغاية من ذلك , قال لي أحد المسؤولين المهتمين :
إن ترك الأمر هو عبارة عن غض نظر إذ لا يمكن ملاحقة كل بائعي الCD أو حرمانهم من بيع بضاعتهم فإن تم ذلك فهذا سوف يعرقل توجه الدولة في بناء مجتمع معلوماتي ويمنع الشريحة الأكبر من الناس من الاستفادة من هذه البرامج لعدم قدرتهم على دفع ثمنها بالقيمة التي تدفع في البلدان المصدرة لهذه البرامج , وحتى بالنسبة للمواطن العادي فإنه لن يقطع عن نفسه وعن أولاده لقمة العيش ليشتري CD أو DVDبمبلغ 5000أو 3000 أو حتى 200 ل س.
وهنا أقول :
هل الغاية تبرر الوسيلة؟
هل نحن حينما نحمي الملكية الفكرية و نضبط هذا الضخ اللامحدود من المعلومات والبرامج والأغاني هل نحن فعلا حينها كما يدعي البعض نساهم في حمايةالشركات الكبرى المنتجة للبرمجيات الرقميه على حساب المواطنين ؟
وكلنا نعرف أن بلادنا من حيث الاتصالات والبرمجيات وحتى خدمات الانترنت كلها ذات مستوى دون الحد المقبول في أي بلد من البلدان القريبة أو البعيدة , ولماذا نجد البنية المعلوماتية في أي من دول الخليج أو مصر أو حتى عمان أكثر جودة وأكثر حرصا على حماية الملكية الفكرية وخاصة مسألة قرصنة ال CD و DVD فالمنتج الفني في دولة كمصر مثلا يعرف أن الدولة تحميه وسوف تكافح عمليات القرصنة بخصوص انتاجه إن وجدت لأن سرقة المعلومة الرقمية مثلها كمثل أي سرقة أخرى بينما يبقى منتجونا الموسيقيون أو المعلوماتيون في حالة تشبه العجز التام من حيث حماية نتاجهم ........ إلى متى يستمر الحال هكذا .