[لملمت ذكرى لقاء الأمس بالهدب ورحـت أحـضـنهـا بالخـافق التـعـــب
أيـد تـلـوح من غـيـب وتـغـمـرنـي بالدفء والضوء بالأقمار بالشــــــهب
ما لـلـعـصـافـيـر تدنـو ثم تسـألني أهملت شعرك راحت عقدة القصب
رفـوفـهـا و بـريـق فـي تـلـفـتـهـا تـثـيـر بـي نـحوهـا بعضا ً من العتب
حـيـرى أنا يا أنا والـعـيـن شاردة أبكي وأضحك في شري بلا سبب
أهواه من قال إني ما ابتسمت له دنى فـعـانـقـني شوق إلى الهـــرب
نسـيت مـن يـده أن أسترد يدي طال الســــــلام وطالت رفة الهدب
حـيـرى أنـا يـا أنـا أنـهـد مـتعـبـة خـلـف السـتـائـر فـي إعـياء مرتقب
أهوى الهوى يا هلا إن كان زائرنا يا عطر خيم على الشباك وانسكب
في احد الأيام حاولت البحث عن كاتب كلمات هذه القصيدة فاهتديت لعدة روايات كان أقربها للواقع والمنطق برأيي ورأي مجموعة كبير ة من النقاد أن كاتبها هو الشيخ (علي محمد جواد بدر الدين) وقد ورد ذلك في عدة كتب ومواقع الكترونية أبرزها موقع (جبلة الالكتروني).
ولكن كثيرا من القراء ينسب أغاني السيدة فيروز للأخوين رحباني وهما رحمهما الله لم يصرحا في كثير من الأحوال عن مصدر تلك الأغاني لجهة كاتب الكلمات لأسباب كثيرة وقصيدتنا هذه يرجح أنه قد كتبها شيخ من جنوب لبنان كان قد باع عاصي الرحباني عدة أغني بـ 25 ليرة واشترط عليه ألا يضع اسمه على الألبوم حفاظا ً على وضعه الاجتماعي والديني وقد رأت النور عدة قصائد من أهم ما غنته السيدة فيروز أبرزها (لملمت ذكرى لقاء الأمس) وقصيدة(أنا يا عصفورة الشجن) وبقي اسم الشيخ (علي محمد جواد بدر الدين) في الظل، من هو هذا الشاعر المنسي الذي أهدانا هذه القصائد الرائعة بذاك المبلغ البسيط؟
والشاعر الشيخ (الشاب) من مواليد لبنان بلدة حاروف، عام 1949 .. عاش شبابه في أكناف العلماء والفقهاء القاطنين في منطقة النبطية. في العام 1969 قرر الذهاب إلى النجف الأشرف طالبا ً للعلوم الدينية وهناك تفرغ لدراسة الفقه ، إلا أنه ورغم انهماكه في الدراسات الدينية فإنه لم يتنكر لشاعريته فقد انتسب إلى الرابطة الأدبية في النجف الأشرف. له ديوان واحد اسمه (سيدي أيها الوطن العربي).
وفي عام 1980 اختـُطف وهو في طريقه إلى المسجد ثم وجد بعد أيام جثة هامدة في أحد أودية الجنوب وقد توفي وهو بعد لم يتجاوز الثلاثين عاما ويرجح ان أغلب قصائده الغزلية قد كتبت وهو دون سن العشرين ، لا شك أن حياة الرجل حافلة وتكوينه الثقافي متنوع إلا أنه توفي وهو في الثلاثين من عمره .