و مازال الموج يعلو ....
هناك شعور يشغل فكري،،ويسرق النوم من عيني,فأحاول اللجوء للبحر عله يعنني ... توجهت أليه فجرا وحدي ,,, تقدمت بخطواتي ... وعلى شاطئه البارد ... هناك تطورت الأحداث ... وبدأت أشعر بمن يتبعني ...
... سألته من أنت ؟؟؟ لكنه لم يجب .... بل رمقني بنظرة لن أنساها ما حييت ... أعدت السؤال ...
أرجوك من أنت ؟؟؟ .... أجابني .... ولكنه لم يجبني .... ومن ثم أجابني .... أصغيت إليه ... سألني ... لما تحاول الهروب مني ..؟؟؟ فأجبته .... والاستغراب يأكل كلماتي ....
- من أنا ؟؟؟ أنا أهرب منك ... أنا أتيت إلى هنا ... ولا أعلم لما أتيت .... أرجوك ... قلي من أنت ؟؟؟
- لا لن أقول لك من أنا ...؟؟؟ ولكني سأسألك ما الذي دفعك للجوء إلى الشاطئ ....
- أرجوك ... لا تذكرني .... هناك شعور دفعني إليه ....
_ نعم ... تكلم عن ذاك الشعور .... وستعرفني ....
- تقصد ... ذاك الشعور الذي زراني أكثر من مرة في حياتي ...
الشعور ,,,,, زراني مرة عندما كنت طفلا في ربيعي السابع ... وقتها كنت ألعب أنا وأختي على سطح الدار ... كنا فرحين ... وإذا بقدمي تنزلق على حافة السطح ... تحاول أختي التي تكبرني بثلاث سنوات سحبي فتنجح ... ولكن النجاح لم يتم على أكمل وجه ... نعم سقطت أختي ...
وقتها أخذني والدي إلى هنا عشية ... وقال لي أختك هناك ... نظرت إلى ما أشار إليه والدي ... فوجدت موجا يعلو ... ولكني لم أشاهد أختي من يومها ....
نعم .... زارني مرة منذ أربعين عاما .... كنت في العشرين من عمري ... دخلت البيت ... صور ووجوه ودموع ....
أتيت إلى هنا .... نظرت فوجدت موجا يعلو ... ومن يومها انكسر جسر البيت وغابت صورة والدي عنه ,,,,
أذكر ذاك الشعور .... قتلني يوما ... كنا أنا وأخوتي في المشفى ,,,, صيحات وألم ودخول طبيب بسرعة ... ولا فائدة .....
أتيت إلى هنا .... نظرت فوجدت موجا يعلو ... ومن يومها افترقنا أنا وأخوتي ,,,, فقد فقدنا من يلم الشمل .... فقدت الصدر الحنون .... فقدت أمي .....
لا ... تقل ... زراني ذاك الشعور منذ خمسة عشرة عاما ... في المشفى أيضا .... صرخات من الداخل وترقب ... وانتظار لمولود جديد ... وخرج الطبيب ... وبدل أن يزف لي .... واسني ....
أتيت إلى هنا .... نظرت فوجدت موجا يعلو ... بماذا أخبرك ... كنا الالم مزدوجا والموج مرتفعا أكثر ... في ليلة واحدة ... زوجتي وطفلنا الذي لم يشاهد موجا يعلو .... ذبحتني هذه الليلة من الوريد إلى الوريد ....
وغاب عني هذا الشعور ....حتى هذه الليلة ... ولكني لم أفقد أحدا فيها ..... < للحظات توقف الكلام >
تقصد أنك .... تقصد أنت .... تقصد أنه اليوم هو ....
الموج يعلو ... ويعلو ....
وعلى الشاطئ البارد .... جثة دافئة ..و مازال الموج يعلو .............