منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > المنتدى الثقافي > شعر

شعر إذا كان لك اهتمامات شعرية. أو قرآت قصيدة جميلة عمودية أو شعراً مقفى فأنعش روحنا به.

إضافة رد
المشاهدات 5454 التعليقات 1
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-2008, 12:07 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المحامي إبراهيم طيار
عضو جديد مشارك
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي إبراهيم طيار غير متواجد حالياً


افتراضي صفرٌ على الشّمال..


صفرٌ على الشّمال..


بدايةً..
يا قارئي هبْ أنّني مجنونْ
وأنّكَ الفاضلُ و العاقلُ ..
والحكيمُ والرّزينْ
هب أنّني مراوغٌ...
وكلَّ ما أتقنهُ ذرَّ رمادِ الشّعرِ في العيونْ
هب أنّني..
لا أكتبُ الشّعرَ..
ولكنْ أزرعُ الحشيشَ في دفاتري..
وأزرعُ الأفيونْ
وأحقنُ الآهاتِ في آذانِ قرّائي..
فيسْكرونْ

هبْ أنّني ضبعٌ..
وقدْ أخفيتُ عُرفَ الضّبعِ..
تحتَ جبّةِ المسكينْ
و أنّني ذئبٌ..
وقدْ خلعتُ جلدَ الذّئبِ..
والتحيتُ..
واعتمرتُ مثلَ ناسكٍ..
عمامةَ اليقينْ

هب أنّني مهرّجُ..
أدوّرُ الحروفِ كالكراتِ والصّحونْ
أقفزُ مثل القردِ..
والقرّاءُ يضحكونْ
أمشي على السّطورِ..
أو أمشي على الحبالِ..
والقرّاءُ يضحكونْ

هبْ أنّني مشعوذٌ..
أروّضُ اليراعَ كالأفعى..
فيَعجَبونْ
أقطّعُ النصَّ إلى مقاطعٍ..
وأشطرُ البيتَ إلى شطرينِ بالسّكينْ
أبعثرُ الأسماءَ والأفعالَ في قبّعتي..
أهزّها..
أهزّها..
فتخرجُ القصيدةُ العصماءُ من قبّعتي..
صحيحةَ الأوزانِ..
والقُرّاءُ يَعجَبونْ
فأنحني تواضعاً أمامهمْ..
وهمْ يُصفّقونْ

هبْ أنّني..
وأنّني..
وأنّني
لا فرقَ..لا يهمّني
إنْ كنتَ قدْ عرفتَ أو جهلتَ مَن أكونْ
لا فرقَ..
فالمُهمّ أنْ تعرفَ من تكونْ

بدايةً..
يا قارئي من أنتَ..؟
من تكونْ؟
أنظرْ إلى المرآةِ..
حدّقْ جيّداً في وجهكَ الحزينْ
في الفمِ..
في الأحداقِ..
في الجّبينْ
من أنتَ..؟
من تكونْ؟
صِفراً على الشّمالِ..
أم صفراً على اليمينْ؟

عذراً إذا أغضبكَ السّؤالُ...
فالجّميعُ من أسئلتي الخرقاءِ يغضبونْ
لكنّني أنسى..
وهمْ ينسونْ
وذاكَ أمرٌ شاعَ..
حتّى صارَ كالرّوتينْ

أذكرُ أن "إسرائيلَ " قصفتْ..
قانا ومَرْوحينْ
فاجتمعَ "الأصفارُ " في شوارعِ العواصمِ العشرينْ
كالسّحبِ السّوداءِ غاضبينْ
فأبرقوا..
وأرعدوا..
وأمطرتْ سماؤنا بينَ المحيطِ والخليجِ..
الدّمعَ والأنينْ
وبعدَ يومٍ واحدٍ..
تبخّرَ الدّمعُ مع الأنينْ
تبخّرَ الأصفارُ من شوارعِ العواصمِ العشرينْ
تبخّرتْ مكبّراتُ الصّوتِ..
والخيامُ والأعلامُ والأضواءُ..
من شوارعِ العواصمِ العشرينْ
تبخّرَ المحيطُ والخليجُ..
والسّهولُ والجّبالُ..
والصّحراءُ..
والعواصمُ العشرونْ
وظلّتِ الأشلاءُ والدّماءُ تحتَ الرّدمِ..
في قانا ومَرْوحينْ
ألمْ أقلْ:أنسى..
وهمْ ينسونْ
وأنّ ذاكَ شاعَ..
حتّى صارَ كالرّوتينْ

يا قارئي الغارقَ في بحرٍ من الظّنونْ
لا قشّةً في البحرِ..
قد تُنجيكَ من سؤالي اللعينْ
أُعيدهُ..
من أنتَ..؟
من تكونْ؟
ومن أنا أكونْ؟
ونحنُ منْ نكونْ؟
والوطنُ الكبيرُ ما يكونْ؟
صفراً على الشّمالِ..
أم صفراً على اليمينْ؟
حياتنا روتينْ
وموتنا روتينْ
والدّمعُ في أحداقنا روتينْ
وجثثُ الأطفالِ في أخبارنا روتينْ
والغضبُ الموجّهُ المدروسُ..
والتّخاذلُ الموجّهُ المدروسُ..
في إعلامنا روتينْ
وقصفُ "إسرائيلَ " في غزّةَ أو جِنينْ
وصوتنا الغائرُ في الأفواهِ..
حتّى أعمقِ الأعماقِ في البطونْ
وذُلّنا الناشرِ في عظامنا..
كسينِ "نستكينْ "
وخوفنا..
وحرصنا على حياةِ خوفنا..
روتينْ

يا قارئي..
أريدُ ان أعرفَ من أكونْ
أريدُ أن تعرفَ من تكونْ
أريدُ أن نعرفَ من نكونْ
صفراً على الشّمالِ..
أم صفراً على اليمينْ؟

بدايةً..
هلْ نحنُ أحفادُ صلاحِ الدّينْ؟
يبدو السّؤالُ نكتةً سخيفةً..
في زمنٍ يختصرُ الحياةَ في بطاقةِ التّموينْ
لكنّني مجنونْ
ألمْ أقلُ بدايةً..
يا قارئي هبْ أنّني مجنونْ
إنّ الذي بيني وبينَ القدسِ..
من قرونْ
إنّ الذي بيني وبينَ الأرضِ والسّماءِ..
والسهولِ والجّبالِ..
والصفصافِ والزّيتونْ
إنّ الذي بيني وبينَ جدّي..
الجّندي في جيشِ صلاحِ الدّينْ
إنّ الذي بيني وبينَ جثثِ الأطفالِ..
في قانا ومّرْوحينْ
أكبرُ من بطاقةِ التّموينْ
أكبرُ من بطاقةِ التّموينْ

يا قارئي..
يا كلَّ قُرّائي الّذينَ الآنَ يقرؤونْ
يبكونَ من شِعري..
ويضحكونَ
ويؤمنونَ بالّذي أكتبُ من شعرٍ..
ويكفرونْ
إنّي أنا آمنتُ..
فاسمعونْ
إنّي أنا آمنتُ..
فاسمعونْ
ليست حياتي لعبةً في كفِّ راشيلَ..
وبنيامينْ
ليستْ فلسطينُ الّتي أردتّها..
محظيّةً يزني بها شمشونْ
ليستْ بلادي حانةً..
يرتادها المارينزُ كلَّ ليلةٍ..
وفندقاً إليهِ يهجعونْ

إنّي أنا آمنتُ..
فاسمعونْ
أقولها بالحبرِ..
بالدّماءِ..
بالدّموعِ..
فاسمعونْ
أحفرها بخنّجري في الصّدرِ والجّبينْ
أعلنها كثورةٍ في الوطنِ الكبيرِ..
فاسمعونْ
أصيحُ بالمحيطِ والخليجِ..
فاسمعونْ
أصيحُ بالسّهولِ والجّبالِ..
فاسمعونْ
أرفعها في أوجهِ الأعداءِ بندقيّةً..
أطلقها رصاصةً..
في رأسِ راشيلَ وبنيامينْ
أخرجُ مثلَ ماردٍ..
من قمقمِ الروتينْ
أصيحُ ...
فاسمعونْ
أعرفُ من أكونْ
أعرفُ من أكونْ
في زمنٍ يرفضُ أن أكونْ







التوقيع

هالله هالله ع الجدِّ ..
والجدِّ هالله هالله عليه.............

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:08 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المحامي محمد فوزي
عضو أساسي

الصورة الرمزية المحامي محمد فوزي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي محمد فوزي غير متواجد حالياً


110336 Imgcache رد: صفرٌ على الشّمال..

قصيدة رائعه تشكر عليها لكن .............
بالحقيقة هناك جيل بكامله يقف على الشمال...؟؟؟
المشكله ان اصفار الشمال مهما تعددت ...لاقيمة لها....؟؟







التوقيع


تصادق مع الذئاب ..... على أن يكون فأسك مستعداً

يـــوجــــد دائــــماً مـــن هـــو أشـــقى منك ، فابتسم

أغــلى مــن المـــال وأمضى مــن السيف - المعرفة

كن فردا بجماعةالاسود خيرا من قائدا لقطيع النعام

المـــوت مع قول الحق خير من أن تحيى مع الكـذب

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اجتهادات هامة أحوال ردين حسن جنود أهم الاجتهادات القضائية السورية 3 12-11-2018 09:31 AM
قانون العقوبات الاقتصادية المحامي خالد بلال موسوعة التشريع السوري 0 28-05-2008 03:27 AM
نحو عولمة العدالة الجنائية- رؤية بين الواقع والمأمول فهر عبد العظيم صالح أبحاث في القانون الجنائي 0 04-12-2007 06:37 PM
عقد المقاولة .. أحكامها – حقوق المقاول - انقضاءها - مستندها المحامية علياء النجار أبحاث في القانون المدني 0 29-08-2007 02:47 PM
قانون التجارة الاردني لسنة 1966 المحامي محمد فواز درويش قوانين المملكة الأردنية الهاشمية 0 03-12-2004 05:11 AM


الساعة الآن 02:36 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع