بسم الله الرحمن الرحيم
(( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى . واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون))
صدق الله العظيم سورة المائدة ـ الأية 8
الحقيقة اخواني تلك الآية الشريفة من محكم التنزيل لفت انتباهي صدفة حين تشرف احد اعضاء منتدانا الكرام بجعلها توقيعآ له في مشاركاته وهو الاستاذ محمد والجميل بالامر وهو بيت القصيد ان الاستاذ الفاضل يعمل قاضيآ واحسب ان شاء الله انها ان كانت شعاره بالعمل فعلا مطبقآ فالأمر يحيي بإذن الله في قلوبنا الامل لتطوير قضائنا
اخواني كانت تلك الآية الشريفة خير بداية لمشاركتي التي لاول مرة اتمنى ان تبقى دونما رد او تعليق
(اعدلوا هو أقرب للتقوى) حروف من ذهب ليتها تكتب وتعلق بكل محاكمنا لتكون شعارآ قرآنيآ يعمل به بأروقتها ولو نفذ قولا وفعلا اضمن لكم بمشيئة الله ان نعانق السحاب مجدآ وسؤددآ ونترأس قمة الهرم العالمي دوليآ لان اهم مؤسسة حكومية في كل دولة هي مرفق العدالة فلو صلح هذا المرفق استقام المجتمع وحين يستقيم المجتمع يبلغ افراده السؤدد والعلياء
اخواني بالله القضاة الاكارم بوركتم وساعدكم الله على تحمل العبء الكبير الذي أنيط بكم وكم اتمنى ان اهمس باذنكم مذكرة بمعنى الحديث الشريف ان قاض في الجنة وقاضيان في النار
الاجل محدود والحياة رحلة نودع بها بعضنا بعضآ فهل اعددنا للآخرة العدة وتزودنا بخير الزاد وهو التقوى؟؟
الكفن لا جيوب له والموت لاراد له والعمل الصالح عدتنا بيوم الرحيل شفيعنا يوم التناد يوم تقترب الشمس من الرؤوس وتشتد الحرارة ليبلغ العرق من كل منا مبلغه فمنا من يصل العرق لركبتيه ومنا من يصل لشحمة اذنيه ومنا والعياذ بالله من ..... هذا اليوم الذي لم يغضب الرب جل بعلاه في يوم كغضبه فيه والناس في ضيك وضنك قد نشروا من قبورهم يتمنون بشق الانفس بدء الحساب عندها الرحمن ياتي بفئة من الناس اتمنى ان شاء الله اخواني القضاة ان تكونوا منها فيظلهم بإذنه بظله يوم لا ظل إلا ظله وهم الامام العادل كما اخبرنا الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
والامام العادل ربما كان قاضيآ تولى سدة القضاء فأقام العدل بين الناس
مهنتكم كقضاة طريق ان شاء الله معبد إلى الجنة والناس تسعى للجنة اما انتم فالجنة تقف على بابكم كل يوم بل عند كل حكم تنطقون به فيا سعدكم ....
تصوروا لو انكم ما استطعتم تصديتم للحكم بنور الله وتقواه دون تعجل او محسوبيات فكان حكمكم يوم القيامة بابآ تنادون منه لدخول الجنة
لابد انكم تشعرون بالدنيا بسعادة حلوة المذاق تشرح صدوركم احسبها بمشيئة الباري عاجل بشرى المؤمن حين تنصروا مظلومآ باحكامكم وحين تجعلوا المجرم يلقى عقابه العادل على ما فرط به من حقوق الناس فتعيدوا بذلك للناس ثقتهم بعدالة القضاء
ما اطهركم وانتم تحكمون بالعدل لا تأخذكم بالله لومة لائم
تصوروا... نصبت الموازين بالقسط يوم القيامة ورجحت بالميزان كفت سيئاتكم على كفة حسناتكم وكدتم ان تأخذوا كتابكم بيسراكم والعياذ بالله فأدركتم ان النار مثواكم وإذا بمناد ينادي خذوا هذه الضحكة وضعوها بميزان الاعمال انها ضحكة طفل قد تربى بحضن والديه بفضل الله لان هذا القاضي حكم بالعدل والحق لابيه فنصره حين اتاه بالحياة الدنيا وقد ظلمه الناس واتهموه تهمة باطلة فاقام العدل بميزان الدنيا وبرأه من تهمة زور كادت تدخله السجن وتحول اطفاله لمشردين يسعون بالأرض خرابآ هنا وهناك
انتظروا ... ضعوا بالميزان دعوة تلك الام الفاضلة التي دعت بها للقاضي فلان دعوة خير تحرت بها رشدآ لانه انصفها بموازين قسط الدنيا ورد عليها حقها فإذا بتلك الأعمال تثقل الميزان فتدخلون الجنة ..
وتصوروا بالمقابل ان الموازين القسط بالآخرة قد نصبت فرجحت كفة حسناتكم على سيئاتكم وقد شرعتم استلام كتابكم بيمينكم واذا بمناد يقول... خذوا صرخة الالم هذه التي صاحها رجل فاضل في جنح الليل قد ظلمه ذلك القاضي بموازين الدنيا وهويعلم انه مظلوم ومع ذلك ولقاء امر ما غض القاضي طرفه عن الحق فظلمه بحكمه فوضعت الصرخة بالميزان لترجح كفة السيئات ... ويلقى بالقاضي الظالم على وجهه بالنار ..
والرسول محمد صلوات الله عليه وسلامه اخبرنا بمعنى الحديث الشريف ان دعوة المظلوم لا ترد يرفعها الله فوق الغمام ويقول لها وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين ...
فليتنا اخوتي نحاسب انفسنا قبل ان نحاسب بيوم لاينفع فيه الندم ...