هل سيبقى أساتذة التعليم المفتوح تحت رحمة القرارات المالية التي تهضم حقوقهم؟
التعليم المفتوح فتح آفاقاً واسعة أمام شريحة كبيرة من المجتمع وبمختلف فئاته العمرية، والسويات الثقافية، للتطوير الذاتي وتحسين وضعه المعيشي إن كان من أصحاب الدخل المحدود حيث سينتقل تصنيفه من الفئة الثانية الى الفئة الأولى..
والخطوة الهامة التي خطتها وزارة التربية هي تأهيل الكوادر التعليمية من خلال المشروع الوطني التربوي الهادف الى رفع سوية كادر التدريس في مدارسنا حيث سجل عشرات الآلاف من المدرسين في نظام التعليم المفتوح الرسمي أو على حساب وزارة التربية وكل ذلك يأتي في اطار تأهيل وتدريب الكوادر العاملة، والكوادر التي سترفد المجتمع حيث سجل عدد كبير من الطلبة ممن لم يسعفهم الحظ في الحصول على مقعد في الجامعة المجانية التي تمولها الدولة بسبب تجربة التثقيل التي اعتمدت لعام واحد ثم أعيد النظر بها، وبسبب رفع معدل القبول الجامعي في المفاضلات الأخرى.
وحتى لايلجأ الطالب الى الجامعات الخاصة والسفر الى خارج الوطن احدث نظام التعليم المفتوح.
فماذا عن واقع هذه التجربة الرائدة؟!
عدد لايستهان به؟!
بلغ عدد طلبة التعليم المفتوح حتى عام 2005 وفق احصائية وزارة التعليم العالي حوالي 85 ألف طالب وطالبة بمختلف الاختصاصات.
التجربة في البداية اخذت من مصر حيث كان المنهاج المصري يدرس ويتقاضى الجانب المصري حوالي 50% من العائدات المالية، وذلك اجور كتب واشرطة واجور شحن.. الخ.
إلا أن وزارة التعليم العالي تنبهت الى ضرورة تدريس الطلبة المنهاج السوري لمالكل بلد من خصوصية وفق المناهج التي يجب أن تربط الواقع بالحاجة الفعلية للكوادر التي سترفد المجتمع.
وهكذا تم تكليف الاساتذة السوريين بتأليف المقررات، واعتماد مقررات التعليم العالي في الجامعات الرسمية المجانية.
وماحصل أن عدد طلاب التعليم الرسمي المفتوح في جامعة دمشق وصل الى 85 ألف طالب في دمشق وحلب واللاذقية..إلا أن الكادر الاداري بقي كما هو حيث نجد في دمشق حوالي 30 موظفاً لأكثر من 36 ألف طالب، وهنا بدأت المشكلات الادارية بين الطلبة وطاقم العمل والتي تتجسد بـ :
ـ ازدحام عند التسجيل وعند تسليم الكتب.
ـ تأخير في صدور نتائج الامتحانات.
ـ معاملات وثبوتيات وغيرها.
وبالفعل والمنطق، هل يستطيع 30 موظفاً، وربما أقل، إنجاز معاملات لحوالي 36 ألف طالب؟! أي لكل 1200 طالب موظف واحد؟!
الكتاب والمحاضر بين فكي الكماشة المالية
ونأتي الى معاناة المحاضرين واساتذة الجامعة حيث تم تأليف العديد من الكتب بتكليف رسمي، إلا أن احداً، وحسب ما أفاد اساتذة الجامعة، لم يتقاضَ ثمن واجور تأليفه للكتاب الجامعي، ولم يتم الاتفاق حتى الان على المبلغ الذي سيدفع للمؤلف.
وظهرت مشكلة اخرى هي وضع سقف مالي للمحاضر طيلة الفصل الدراسي لايتجاوز الـ 50 ألف ل.س علماً أن الاساتذة كلهم يضطرون لاعطاء محاضرات ضعف المسموح بها مالياً بسبب حاجة الطلبة لذلك، فالمحاضرات تعطى فقط يوم الجمعة ويحرص الطلبة كلهم على الحضور فكيف لاستاذ جامعي ان يتخلف بسبب قصور القرارات المالية عن اداء رسالته وواجبه امام الطلبة؟!
لابل يأتي يوم عطلته وعلى حساب اسرته وراحته لاداء رسالته السامية.
فهل نهضم حقه في صرف التعويضات التي يستحقها بحجة ان النظام لايسمح؟ وهل يذهب حقه هدراً بسبب قصور القرارات والتعليمات المالية؟
علماً أن التعليم المفتوح حتى الآن لم يصدر له نظام داخلي يحدد الاسس والتعليمات الناظمة في التسجيل والامتحانات والتعويضات والمكافآت وغيرها.
رأي مالي
السيد معاون وزير التعليم العالي للشؤون الإدارية والمالية الدكتور عبد المنير نجم أوضح قائلاً: إن مجلس التعليم العالي اخذ قراراً بصرف تعويضات المحاضرين والاساتذة وفق التعرفة الجديدة وان قانون تنظيم الجامعات الذي سيصدر قريباً سيحل المشكلات المالية كلها حيث ستتحرر الجامعات من القيود المالية وستعود الموارد الذاتية بالنفع لمصلحة اساتذة الجامعة وتطوير وسائل التعليم، وتحسين الواقع التعليمي بشكل عام.