منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > المنتدى الثقافي > شعر

شعر إذا كان لك اهتمامات شعرية. أو قرآت قصيدة جميلة عمودية أو شعراً مقفى فأنعش روحنا به.

إضافة رد
المشاهدات 3709 التعليقات 0
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-2007, 03:23 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المحامي ياسر محرز
عضو مساهم نشيط

الصورة الرمزية المحامي ياسر محرز

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي ياسر محرز غير متواجد حالياً


افتراضي ملاحظات الدكتور عبد العزيز الشامي - على ديوان أناشيد البحر

:lol: ملاحظات الدكتور عبد العزيز الشامي - على ديوان أناشيد البحر
الأخ الحبيب الزميل عبد اللطيف محرز

شاعر الملحمة التاريخية أناشيد البحر

-أناشيدك الستة مخرت عباب التاريخ الإنساني، وحرفك المسافر لا يحلو له أن يلقي مراسيه إلا في موانئ الوحي والبوح والإبداع. إنها ليست –في نظري، الأمواج التي شدَّك تقبيلها للشاطئ، أو صفعها له. بل إنها استشفاف لما وراء البعيد البَعيد. أقدار البشرية في تصاعدها الأبدي من خلق إلى خلق آخر، عوالم متعاقبة، متعانقة. ولئن كتب يا عزيزي (ول ديورانت) قصة الحضارة فأنت حاولت تخليق الملحمة الإنسانية من وشائج الفكر والدين والمعاناة، وغصت إلى مكامن الروح وهي تشكل قمم التاريخ وتصوغ قيمه الخالدة.

فلله عدسة هذا الخيال، وهي تلف هذه المساحات والأمداء، وتلتقط وتسجل ما يبرز جلال التاريخ وجماله في آن وابتداءً من هذه البلاد المباركة.

في بلادي تلوَّنت برؤى الخلق



شفاه الإمساء والإصباح

كتبت في الحياة نون الحضارات



وكافات نورها الوضاح



أي شعبٍ سما ولم ينهل المجد



رضيعاً من نبعنا النضّاح

أيّ زهر نما ولم يغسل الأجفان،



في عطر أمسنا الفوّاح






إلى أن تقول:

رحم الأرض موقعاً وصنيعاً



واخضراراً غضاً، طليق السّراح

عاش في موطني وسال على الدنيا



ضياء الهدى ونور السماح






ولا عليك بعدها أن تغوص في ينابيع السحر اليوناني تارة، وتارة تتوغل في غابات الفلسفة الأرسطية والسقراطية والأفلوطية، ولو رأيت أنه:

تُطفأ الشمسُ، بل وثالوثه الفكري



يبقى معزَّز الأنوار






فنحن وُرَّاث تركة هائلة، رغم محاولات الانبهار بالمقولات التقليدية التي تجعل منا أتباعاً للقوالب الفكرية الغربية. إنهم في الغرب يحاولون جعل تلك القوالب صبغة ثابتة في ذهنيتنا ليدّعوا أن إنتاجاتنا الحضارية ما هي إلا من صباغاتهم تلك، وبذلك لم يساعد بيتك على دفع حملتنا المضادة لذاك الانبهار:

ونثرت اليونان في تربة الشوق



علامات وحدةٍ وابتكار






وإن كان التفاتك سمحاً، ثم متى كانت:

بذرة الروح صاغها الله في الهند



وغذّى أعصابها بالخلود






ولماذا في الهند بالذات:

.. يولد الإله ويحيا



يتجلى بكل ما في الوجود






إنها الأسطورة –كما قلت أنت- وليس على الشاعر أن يكتفي بالنقل الفوتوغرافي لما تعتقده الشعوب. إنه مصوّر مبدع للحقائق، يهدم ويبني، وينقد في أصالة وشموخ وهو يمر على عقائد اليونان والهنود وأساطير الدنيا دون أن يسلب الآخر خصوصيته.

*

ما أثلج الصدر وأراح الفكر في واحة تحتضن الحقائق حقاً، هو النشيد الرابع. وهنا نقرأ عن ثنائية العروبة والإسلام صياغة جديدة ينبغي أن تعمم بحق:

قمْ توضأْ روحاً وقلباً وجسماً



وتنشق، نسيم غار حراء

فهنا والسماء حنّت إلى الأرض



اشتياقاً، كانت نقاط التقاء






إلى أن تقول عن الفرقان:

صائناً أمةً، حمانا لساناً



في مدى غفلةٍ، وسجن انطواء

قد بناه الإله، دستور كونٍ



هل كمثل الإله من بنّاء؟






وكأنك بذلك تشظّي تلك الأساطير التي مررت بها لدى الشعوب اليونانية والهندية وغيرها. ونحن ممن يقف على النظرية النقدية: الفن للحياة، ولست ممن يقولون بأن الفن للفن.

كل الشكر لك وأنت تعلي شأن الفاروق، وتشنّف السمع بعبقريته، ولكن حديثك عن عثمان تمحور –كبعض المؤرخين- على عهده الثاني، حيث الشيخوخة وتسامحها المفرط الذي استغله الوصوليون من بني أمية، وأساء ذلك إلى سمعة ذي النورين، ولكن الإنصاف يقتضي أن لا ننسف تاريخه كصحابي ثري وظف ماله لدولة محمد، صلى الله عليه وسلم، وللجيش الإسلامي الناشئ، خاصة أثناء المحن. [ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم].

كذلك لا ينسف تاريخه كخليفة في عهده الأول حيث قدرته وقوته على إدارة الحكم. إن أغلب النقد الموجه إلى الخليفة عثمان كان منصباً في الحقيقة على الشطر الأخير من خلافته، إنها الفتنة التي راح ضحيتها كل من الخليفة عثمان، والخليفة الإمام علي فيما بعد. ألست قد قلت محللاً مواقف علي:

يا لها فتنة، تمايل دينٌ



بل وتاهت مدارك الفقهاء






إنها امتدت بأحابيلها لتغتال حتى علياً بعد حين:

يا علياً ألا ترى الموت أضحى



منقذاً من مرارة اللأواء






ولكنها لم تستطع أن تغتال المبدأ والمنهج الإسلامي، الذي ازداد وضوحاً وتأصيلاً مع الأحداث، لقد ذهب الخلفاء والعابثون وبقي الإسلام الأصيل يبحث عن قائد يرفع رايته في كل زمان. إنه إسلام الشعوب وعلمائها ومفكريها وليس إسلام الخلفاء والأمراء والسلاطين.

ولله تلك الومضة الصافية:

في ابتعاد بين العروبة والإسلام



كان الأسى وأسُّ البلاء

لست أعني الإسلام مذهب قوم



دون قوم في صيغة استعلاء

إنه جوهر العقائد والأديان



حقاً، بلا، بلا استثناء






ولا عليك من تكرار (بلا) ما دامت أعطت مزيداً من الدفق الشعوري والمعنوي، ولكن مجيء عاطفين لمعطوف واحد وهن لغوي أنزه معانيك العالية وخيالك الشعري الأنيق أن يتسلل إليه /بل وثالوثه/ بل وتاهت مدارك الفقهاء/ بل وكذا../.

والدارس المتأمل للنشيد الخامس سوف يصدر عن رأي سياسي غيور، ففي الحديث خصوبة: أشجان لما جنته الحروب الصليبية والمغولية ولما خلفته في أمتنا وتراثها ومستقبلها:

يا لها حملة انتقام مريع



أَترى ضيعوا الهدى أم خانوا؟

أصليبٌ يدقّ رأس صليبٍ؟



أشعارٌ للدين أم أُلعبان؟

***

زمرٌ من طغاة شرقٍ وغربٍ



عبروا أرضنا زماناً وبانوا

نسي الدهر كيف يختزن النار



بأعماق قلبه الصوّان

إن ينم في الجذور بركان شعبي



فغداً سوف يضحك البركان






هذا هو التفاؤل الثوري الذي يجب أن نختزنه في أعماقنا وأعماق أجيالنا.

وأخيراً؛ كل ناقد طموح: إنك أيها الشاعر الكبير لم تدَّع أنك تكوّن ملحمة شاملة، ولم تضع منهجاً لها، ولكنك رصدت الأحداث الكبرى في التاريخ، في شعر فلسفي تشابكت فيه الموضوعية والذاتية والغنائية. وبالنسبة لي وحين أود أن أطمح خاصة في شاعرية مقتدرة وهبها الله لك. كان بودي أن ألتقط النسج العضوية بين الفصول والحلقات، وكان بودي –ثانية- أن أرى الأفكار والأحداث، تتساوق وتتنامى سائرة باتجاه وهدف موحد: ماذا نريد من حركة التاريخ الإنساني؟ وإلى أين ينبغي أن تصل؟

لكن العذر لك ولي وللآخرين، أن هذا شعر يحاول أن يصنع، وليس تسجيلاً للتاريخ. وكما قال البحتري:

والشعر لمح تكفي إشارته



وليس بالهذر، طُوّلت خطبه






وخلاصة ما قد يقال بالتأكيد أن [أناشيد البحر] تساوقت فيها الحكمة العالية والأحداث الكبرى في الحياة وفي الفكر وارتدت أفوافاً شاعرية جذابة تنم عن روح شاعر يعشق التحليق والإطلاق والشموخ.







التوقيع

المحامي ياسر محرز
مواليد 1/5/1970 درس الحقوق
•إجازة في الحقوق جامعة دمشق 19 تشرين الثاني 2001
•إجازة في المحاماة بقرار مجلس فرع نقابة المحامين رقم116 /12أيار 2004
•عضو إتحاد المحامين الدولي موقع الإتحاد على شبكة الأنترنت www.uianet.org
•عضو محكّم في المركز السوري للتحكيم التجاري المحلي والدولي
. عضو محكم في مركز أرادوس للتحكيم التجاري المحلي والدولي
•عضو لجنة المعلوماتيه في فرع نقابة المحامين في طرطوس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اجتهادات هامة أحوال ردين حسن جنود أهم الاجتهادات القضائية السورية 3 12-11-2018 09:31 AM
قانون الأحوال الشخصية لدولة الامارات العربية المتحدة المحامي مضر أبو حمود قوانين دولة الإمارات العربية المتحدة 0 04-01-2010 09:49 AM
قانون السير المحامي محمد صخر بعث موسوعة التشريع السوري 0 03-12-2006 08:46 PM
نظام الشركات السعودي الصادر بالمرسوم رقم 6 لسنة 1965 المحامي محمد فواز درويش قوانين المملكة العربية السعودية 0 07-12-2004 01:36 AM
قانون التجارة العماني رقم 55 لسنة 1990 المحامي محمد فواز درويش قوانين سلطنة عُمان 0 03-12-2004 05:20 AM


الساعة الآن 01:00 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع