أكبر عملية نصب تطال الوسط الإعلامي والفني السوري

[المحامي ناهل المصري]

شركة ايفريست الإماراتية تبخرت وسط دمشق وعشرات الضحايا يخجلهم الاعتراف بالمقلب بعد أن دفع كل منهم 50 ألف ليرة في سابقة من نوعها، استغل أحد الأشخاص حاجة عدد كبير من العاملين في الوسط الفني والإعلامي ممن يسعون إلى تحسين ظروفهم المعيشية، عندما قدم لهم عرض عمل في مدينة دبي الإعلامية وذلك للتوظيف في شركة (ايفريست) للإنتاج التلفزيوني، التي ظهر فجأة موقعها على الإنترنت لتقبل طلبات ممن يرغب في العمل، وكذلك ظهور مكتب للشركة في شارع بغداد بدمشق يديره المدعو علي معروف حسب ما اتضح لاحقا، واستغل هذا الشخص أي علي معروف بعض الأسماء ذات السمعة الحسنة في هذا الوسط ليكلفهم بفحص المتسابقين الذين تقدموا بالمئات إلى هذه الشركة، والفحص كان في فندق برج الفردوس.
فجأة اختفى علي معروف واختفى الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة والمكتب المفترض بعد أن تقاضى من العشرات من المتقدمين وكل على حدة مبلغ 50 ألف ليرة سورية تحت ذريعة كفالة بنكية لكل واحد منهم. كيف تم هذا الأمر وانطلى على اللجنة والمتقدمين ؟، وهل حقا إنها أكبر عملية نصب تطال الوسط الإعلامي والفني في سوريا؟ وخاصة أن اسماء معروفة تقدمت أكان ذلك من التلفزيون والإذاعة السورية أو في وزارة الإعلام، وأغلب هذه الأسماء لا يفضلون الحديث في الموضوع ويرددون: (أكلنا الكم ومشي الحال).

في الرواية الأولى

بدأ الأمر في الشهر السادس من عام 2004 حين نشرت بعض الصحف الإعلانية خبراً يفيد أن شركة تلفزيونية في دبي تطلب للعمل فنيين وإداريين ومخرجين ومعدين ومصورين وكل الأمور المتعلقة بالعمل التلفزيوني، وتضمن الإعلان أرقام الهواتف التالية:095725175 / 2125399، هكذا بدأ أنور رعد حديثه معنا، وهو خريج أدب إنجليزي عاطل عن العمل.
(اتصلت على الرقم الخليوي، فأجاب شاب يدعى علي معروف، وسألته عن ما يطلبونه بالتحديد من مجالات، فأخذ يسرد لي كافة مجالات التلفزيون، فقاطعته مستوضحا: إنني ابلغ من العمر 41 عاما فقال: لا مشكلة هذا العمر هو عز العطاء وبإمكانك أن تعمل في الشركة بصفة إدارية، وطلب مني أن أرسل السيرة الذاتية مع صورة شخصية على العنوان التالي: dubai@uip.saudi، وقمت حينئذ بعملية الإرسال).
تابع أنور حديثه: (بعد نحو ثلاثة أيام اتصل بي وكان على ذمته يتحدث من اللاذقية، واخبرني بأنه عندما يأتي إلى دمشق سيهاتفني ونلتقي، وبعد شهر أو أكثر وبعد حوارات معه على التلفون، قال لي: لقد أقنعتني سأغض النظر عن لقائك، فأرسل لي ما يتعلق بك من خبرات إدارية وشهادات علمية مجددا على عنواننا الإلكتروني الجديد: dubai@5000.tv فأرسلت شهادتي وصورة عن جواز سفري وشهادة خبرة، ثم هاتفني بعد أيام ليخبرني أنه تم قبولي وسوف أعين في قسم الأرشيف وعلينا أن ننتظر وصول العقد، ولكن هناك شرطا وهو لصالح العامل والكلام لعلي، يسمى الكفالة البنكية، أي أن تدفع مبلغ 50 ألفا ليرة سورية، فقلت له: هل هذا المبلغ يتضمن تذكرة السفر فأجاب نعم يتضمن).
و في لقاء جمع علي معروف مع المتقدم أنور رعد سأله الأخير عن عمله بالضبط في شركة ايفريست، فأجاب أنه يستقدم العمالة إلى الإمارات، والذي كلفه بالأمر من هذه الشركة سيدة تدعى سيدرا مخلوف، ورد عليه أنور بأن عائلة مخلوف في سوريا عائلة عريقة وأنت تضرب بسيفها حسب أنور، فابتسم علي وقال: لعلمك أن 40 % من هذه الشركة للسيد رامي مخلوف، واخبرنا أنور عندما ذكر الاسم أمامه شعر بالاطمئنان، وعندما طلب منه مبلغ كدفعة أولى 25 ألف، طالبه أنور أن يثبت شخصيته ليطمئن أكثر، فأبرز المدعو علي بطاقته الشخصية التي تحمل الرقم 22527581/717688 ، وكتب سند أمانة بالمبلغ المذكور.
أخذ أنور في هذه الفترة يجهز نفسه للسفر بعد أن وصله عقد العمل، وعلي معروف كان قد استأجر مكتبا (شقة) في شارع بغداد ورقم هاتفها 4412294 .
في 20 / 8 / 2004 أعلن في موقع الشركة الإلكتروني عن تأجيل افتتاح الشركة إلى يوم 1/11/2004 وفي يوم 1/ 9 قصد أنور مكتب علي في شارع بغداد، وبعد أن رحب به، قال له لقد وصلت الفيزا خاصتك اليوم، والسفر خلال الشهرين القادمين، وهنا تسلم علي كافة المبلغ المستحق 50 ألف ليرة سورية، بعد أن استدانه أنور، ورغم ذلك حاول المدعو علي القيام بعملية انتقاء للمتقدمين فقد أخبره أنور في يوم من الأيام بأنه يوجد صديق له مهنته كاتب ويرغب في السفر، فرد علي بأن الكتاب دورهم لم يأت بعد.
في هذه الفترة عرف الناس موقع الشركة على شبكة الإنترنيت تحت عنوان http://www.iverest.net ، ويحتوي الموقع على استمارة يقوم المتقدم بتعبئتها، وهنا توجه المئات في سوريا لنيل شرف العمل في هذه الشركة.
و في نهاية شهر 11/2004 تم تأجيل الافتتاح أيضا لبداية 2005 وانتهت صلاحية فيزا أنور وعندما أخبر علي قال له: الفيزا تجدد خلال أسبوع وكلفتها فقط 100 درهم.
يقول أنور: ( زارني علي بسيارة مرسيدس سياحية، بعد أن كان معه سيارة شوفرليه تحمل نمرة اللاذقية، وفي هذا الوقت تم تأجيل الافتتاح أيضا إلى 1/3/2005 / لأسباب فنية وتقنية، وفي هذه الفترة أصبح هاتف علي خارج التغطية، وحذف اسمه من على موقع الانترنيت وحل محله اسم سهاد مهنا، وبعد أن ترك مكتبه بشارع بغداد، قمت بالاتصال بمكتب سهاد، فعرفت أن سهاد لا تعلم شيئا عن موضوعي أنا لا من قريب ولا من بعيد).


في الرواية الثانية..

أخبر المدعو علي معروف بعض المتقدمين أن هناك لجنة من دبي وتحديدا من الشركة ستأتي إلى دمشق وتفحص المتقدمين، وكان يشيع أن 40 % من الشركة للسيد رامي مخلوف، وعلمنا أن سهاد مهنا حاولت التأكد من كلام علي عن طريق صديق لها، فأعلمها هذا الصديق أن السيد رامي مخلوف لا يعلم بهذه الشركة، مما دفع بسهاد لأن تطلب من المتقدمين الذي جاؤوا إلى مكتبها في يوم من الأيام أن يقصدوا الأمن الجنائي ويتقدموا بشكوى بحق المدعو علي معروف، ولكن الأمر سينقلب ضدها بعد اختفاء علي كما سنرى فيما بعد، وخاصة بعد أن حاولت إيقاعه بيد الأمن الجنائي وأخبره أحد المنصوب عليهم ويدعى فراس بألا يأتي إلى مكتب سهاد لوجود الأمن!!.
اتفاق
عقد عمل دون في أعلى الصفحة ايفريست للإنتاج التلفزيوني / الإمارات العربية المتحدة ـ دبي
الطرف الأول: شركة ايفريست للإنتاج التلفزيوني والبث الفضائي ومقرها الإمارات العربية المتحدة، إمارة دبي في مدينة دبي يمثلها السيد الدكتور أحمد خلف الراشدي، وجنسيته إماراتي بصفته رئيس مجلس الإدارة.
الطرف الثاني: السيد حسام قاسم الجنسية فلسطيني يحمل وثيقة سفر سورية المهنة / فني/.
يخبرنا محمد قاسم قائلا بعد أن رمى أمامنا عقد عمله: (بعد أن فحصت من قبل اللجنة في برج الفردوس، عرفت أنني مقبول من خلال موقع الشركة الإلكتروني، فاتصلت بمكتب علي معروف فردت السكرتيرة المدعوة اسماء الزيبق وطلبت مني أن أحضر واجلب معي الضمانة البنكية، وطلبت منها التريث قليلا حتى أجمع المبلغ المطلوب 50 ألف ليرة سورية، وبعد يومين من محاولتي رؤية علي واعتذاره عن الموعد، اتصل بي هاتفيا وأعطاني هذا الرقم / 094871252/ 4412294 وأخبرني أنه سيرد علي شخص اسمه محمد حسن، وبالفعل رد محمد حسن واخبرني أن عقدي جاهز، وذهبت إليه في شارع بغداد وتسلمت عقدي، وأعطاني سند استلام تأمين مختوم وموقع من الشركة ذاتها، وبعد ذلك علمت باختفاء الجميع، وأن الأمر نصب واحتيال).

القصة الأولى..قصة اللجنة الفاحصة

أشاع المدعو علي معروف أن لجنة ستأتي إلى دمشق وتفحص كل من تقدم إلى الشركة، وبعد ذلك كانت هذه اللجنة من الناس الذين تقدموا بأوراقهم بقصد العمل، واختارهم علي معروف حسب ما تبين لنا لسمعتهم الحسنة في الوسط الإعلامي والفني، حتى يوحي للمتقدمين بجدية الموضوع وحتى يبعد الشبهة عنه، وكان من أعضاء اللجنة حسب ما أخبرنا بعض المتقدمين: الكاتب السوري المقيم في مصر محمود ياسين والدكتورة سلوى قواس، والمهندس حسن صبوري، المذيع في إذاعة القدس سميح الحاج خليل، المهندس رضوان رضوان مدير الصيانة في الإذاعة السورية، إضافة لشخصين من البحوث.و كل واحد من هؤلاء سيفحص المتقدم حسب اختصاصه.
لم يعرف أي من أعضاء اللجنة أن علي معروف قد قبض مبالغ من أناس لا يعرفونهم، وبدا الأمر لهم جديا، وخاصة بعد الإعلان في الصحف، وموقع الانترنيت، والقاعة التي استأجرها علي في فندق الفردوس للفحص، وتحركه العلني أمام كل الجهات الرسمية، وكذلك تصريحاته المتكررة أمام أعضاء اللجنة والمتقدمين بعلاقاته الطيبة مع أسماء معروفة في وزارة الإعلام، بعض من أعضاء اللجنة رفض الحديث معنا تحت مقولة متوقعة أنه لا جدوى من النشر، وقد ( أكلنا المقلب ومشي الحال) حسب أحدهم.
إلى أن اتصلنا بالمهندس رضوان رضوان الذي رحب بنا، وأبدى استعداده للإجابة عن كل الاستفسارات التي نطرحها.
أخبرنا رضوان قائلا: (علمت بموضوع الشركة من زميل لي عندما أعطاني رقم موبايل لأستفسر عن هذا العمل، وبالفعل اتصلت ورد علي شخص يدعى علي معروف، فأعطاني عنوان الشركة على الانترنيت لأرسل المعلومات التي تتعلق بي، وكذلك أخبرني أن الشركة ستقيم الأسماء وسترد بعد أسبوع ويخضع الاسم لفحص مقابلة).
و يوضح رضوان (بعد أسبوع فوجئت باتصال علي معروف معي واخبرني أنه اختارني لأكون من أعضاء اللجنة الفاحصة، فسألته بناء على ماذا ويوجد أناس يمتلكون خبرة أكثر مني في هذا البلد؟، فأجاب أنه سأل عني واختارني، واخبرني أيضا هنا في دمشق الاختبار سيكون مبدئيا أما الاختبار النهائي سيكون في دبي، وحدد لي مكان اللجنة في فندق الفردوس).
ويضيف: (رغم أني لاحظت أن القاعة المستأجرة متواضعة جدا، ولكن الأمر بدا عاديا لي، وفي اليوم الأول حضر نحو 750 شخصا وتم فحصهم، وفي هذه الفترة قال لي علي أن المحطة ستبدأ بثها في 1/11/2004 وتم تأجيل الافتتاح حسب علي إلى 1/1/2005، وبقيت اللجنة من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة السابعة مساء، وبالطبع دون أي مقابل، وبعد اليوم الأول من الفحص صار الموضوع الشغل الشاغل للوسط الإعلامي، ورغم ذلك لم يخطر في بالي مطلقا أن أياً كان قد دفع لعلي معروف أي مبلغ).
بعد اليوم الثاني لعمل اللجنة في الفحص تضاعف عدد المتقدمين عن اليوم الأول حسب المهندس رضوان، واخذ بعض الزملاء يسألونه عن دفع الكفالة البنكية.
فأوضح: (طلبت منهم عدم الدفع، وخاصة عندما سألت علي بالأمر قال لا يوجد دفع أي مبالغ، وقد علمت من علي أيضا أن جميع الطلبات صارت في دبي للدراسة، وعندما جاءت بعض العقود طلب علي من الناس أن يدفعوا ما سماه بالكفالة البنكية، فاتصلت به لأستفسر مجددا فقال لي: هذا الكلام لا ينطبق على أعضاء اللجنة لأنهم موضع ثقة.
و شرح رضوان أيضا: في شهر 10 و11 جاءت العقود وقمنا بتوقيعها، واخبرنا علي معروف أن الشركة ستأخذ أناساً من الأردن ولبنان ومصر وانه سيسافر مع أحد أعضاء اللجنة إلى مصر في يوم 10 / 12 / 2004 لكنه اختفى فجأة في يوم 5 / 12 / 2004، ولم يقم بالرد على الموبايل، وظهر على الموقع تعليمات جديدة للاتصال بوكيلة جديدة للشركة اسمها سهاد مهنا، فاتصلت بسهاد وكانت بحالة يرثى لها وتتحدث بحزن شديد وقالت: أنا مثلك لا أعرف ماذا حصل والناس تتصل بي، وأن معرفتها بالمدعو علي جديدة مثلنا تماما، فقلت لها أكلنا المقلب، فأجابت: لا هي مصيبة كبيرة وليست مقلبا.
أرسل المدعو علي معروف بعد اختفائه رسالة عبر موقع الانترنيت إلى كل من تقدم إلى شركة ايفرست يوضح فيها ما يلي: (بالنسبة للعمل في الشركة صادفتنا صعوبات كثيرة في إجراء التراخيص وفي التمويل وخصوصا بعد انسحاب الشريك الأساسي من العمل لأسباب خاصة به وانشغاله بمشروع جديد له في البحرين، وسبب ذلك لنا ارباكات كثيرة).
ـ وبالنسبة للكفالات البنكية هي موجودة لدى وكيلنا في سوريا أي مكتب دمشق، ويمثله الآنسة سهاد مهنا (سورية الجنسية)، كما أبلغنا سهاد في حديث سابق معها، وجميع الكفالات سلمت للمكتب بدمشق إلى الآنسة سهاد مهنا بناء على طلبها وموافقتنا على ذلك باعتبارها الوكيل الحصري لاستقدام الموظفين.
ـ وكان توكيل الآنسة سهاد تم عند حضورها إلينا في دبي الصيف الماضي وتم الاتفاق على كل شيء معها، حيث تم توكيلها باستقدام الموظفين ومتابعة كافة الإجراءات الأخرى، على أن نرسل السيد علي معروف إلى سوريا كمندوب من قبل الشركة.
ـ وابلغنا الآنسة سهاد بعدم استلام أي مبلغ مالي من الموظفين وإعادة ما تم استلامه إلى الموظفين، وإذا لم تفعل ذلك ستتحمل نتيجة تصرفها قانونيا في سوريا وسنلغي وكالتها.
ـ وتم إبلاغ السيد علي بموضوع التأجيل ولهذه الأسباب قرر السفر إلى دبي.. وشكرا على اهتمامكم.
دبي في 8/12/2004.

القصة الأخيرة.. قصة سهاد

كانت سهاد أكثر من تضرر في هذا الموضوع، لأنها حسب ما أخبرتنا، قد طلب منها علي أن تستأجر مكتبا لها في دمشق، حتى تتابع استقدام الموظفين بعد أن أنهى عمليته الكبيرة وجمع الأموال من مئات الأشخاص، وبالفعل استأجرت سهاد مكتبا وسط دمشق ودفعت ما بين الإيجار والفرش نحو 200 ألف ليرة سورية، وقد دفع في مكتبها الكفالة البنكية نحو أربعة أشخاص، وتسلمها علي قبل رحيله، وطلبت منه ورقة استلام فكتب وصلاً وبصم عليه متذرعا أن النقود سيحولها إلى الشركة، وقبل رحيل علي استفسرت سهاد من أحد أصدقائها فيما إذا كان السيد رامي مخلوف له نسبة في هذه الشركة، فوصلها الرد أنه لم يسمع بها لا من قريب ولا من بعيد، وتبين أن سفرها إلى دبي كان بقصد زيارة عائلية، ولم تزر الشركة ولا تعرف أي شيء عنها، وعندما أخذت من علي رقم الشركة لتتصل بها لم يجب الرقم، وسألته عن السبب فقال إن الرقم لم يفّعل بعد ولا يفعل حتى تفتتح الشركة.

الحكاية الطويلة جدا

ليست هي المرة الأولى فيما يخص موضوعنا، أي جمع المال بطريقة احتيالية، التي تفرغ جيوب المحتاجين فقط في هذا البلد أكثر مما هي فارغة، ولا نعتقد إنها الأخيرة، طالما أن الناس بحاجة إلى عمل يضمن لهم حياة أفضل، الغريب هنا أن الرجل الذي يدعى علي معروف حسب ما علمنا قد تحرك بطريقة علنية وواضحة أمام كل السلطات الأمنية والمؤسسات الرسمية وبنى علاقات جديدة مع أسماء معروفة في وزارة الإعلام والتلفزيون، وإذا كان بهذا الذكاء ربما لا نعتب على هذه السلطات بقدر ما نطلب منها متابعة الموضوع، وخاصة حين أشيع أن هذا الرجل قد عمل حتى على تزوير بطاقة شخصية سورية باسم علي معروف، وحتى يبعد الشبهات عنه تحدث باسم المستثمر رامي مخلوف، وعلمنا أيضا أن الأخير هو من ابلغ الجهة الأمنية التي تتابع الموضع بقصة علي معروف، إذا الجميع هم ضحايا وخاصة هؤلاء الذين استدانوا المبلغ على أمل أن يجدوا هذا العمل الموعود، أما سهاد فقد طلبت أن ننتظر لأن القضاء سيأخذ مجراه في هذا الأمر، وخاصة بعد أن أوضحت أنها لم تزر الشركة في دبي، ولم تكن وكيلتها ولا وكيلة غيرها، عدا عن أنها دفعت مبلغا إضافيا كأتعاب للمحامي بلغ 200 ألف أخرى وقد أخبرنا
أخوها، بأنهم قد باعوا منزلهم في مدينة حمص من أجل أن يخلص أخته من ذنب لم تقترفه، وسؤالنا الأخير من هو هذا الشخص الذي عرف باسم علي معروف؟ وهل له شركاء في هذا العمل؟ أسئلة ربما يفصح عنها مستقبلا التحقيق الأمني في هذا الموضوع، والسؤال الأهم أيضا لماذا لم يحقق مع شركاء علي معروف في العملية مثل محمد حسن الذي تسلم المبلغ المالي من المتقدم حسام وسكرتيرته، رغم أن التقديرات الأولية لمن تقدم في عموم أيام الفحص تجاوزت 3000 متقدم، وهل حقا أن علي معروف شخصية غير معروفة حتى هذه الأيام؟!!.