هناك بعض الردود التي جاءت على هذا الموضوع بعد نشري له بالمنتديات الأخرى والتي نالت على اعجابي سأنشر هنا الرد وبعدها سأنوه على ردي انا .... شكراً ...
ولا ننسى ان الردود لم تأت من أفواه قانونية ...
رد Heavnsent
لم أحذف أي شي من الرد حرصاً على الأمانة ....
بعيداً عن الدين (لفترة ما, و عودة لاحقة) في الولايات المتحدة الامريكية, حيث يمكننا ان ندرس تلك الظارهة من خلال الاحصائيات لدولة واحدة يطبق في بعض ولاياتها عقوبةا لاعادم و في البعض الآخر لا يطبق...
اثبتت تلك الاحصائيات ان نسبة الجريمة واحدة, فعقوبة الاعدام لم تردع من يريد القتل عن القتل, و لم يرفع عدم وجودها من نسبة القتل (على سبيل المثال)
هذا احصائيا, فان كان لنا الحديث عن القيمة الردعية لعقوبة الاعدام فعلينا ان نفكر مرتين قبل ان نقول بنعم!!
- من ناحية ثانية: يمكننا ملاحظة الكثير من الجرائم التي تتم و التي يعلم صاحبها ان عقوبته ستكون الاعدام و لكنه يذهب بعيدا في تنفيذها دونما كبير هم, فهو موت "وما كان" .. و تبدو لي من وجهة نظر شخصية, عقوبة سجن ابدية اقسى.. فان قتل احدهم فردا مقربا لي, فلن يرضيني ان يعدم (ان غاليت في تعصبي) و سيكون من الكثر ارضاءا لأنتقامي ان يذوق عذابا اطول... "لا حاجة لي بالحديث عن عقوبة الآخرة, فان كنا سنعتمد عليها, فلا حاجة لعقوبة الدنيا أصلا" و لا اظن موته بأي طريقة كانت, سريعة ام بطيئة, سيجعله يذوق جزءا مما يشتعل في صدر أهل المقتول!
- امكانية الخطا في هذه العقوبة, فمهما علا النظام القضائي و ارتفع شأنه فهو نظام بشري, يقع بين خانة الخطا و الصواب, و ان قلت الاخطاء برقي هذا النظام ... فلا يمكننا أن نتوقع عدمها, عقوبة مثل الاعدام هي من العقوبات التي لا يمكن ان يتم التراجع عنها (حتى سنوات السجن لا يمكن ان يتم التراجع عنها, فما مضى من حياة اي انسان لا يمكن ان نرده له, و لكن بالتأكيد أخد الجزء اقل ايلاما من أخذ الكل)
- بالنظر الى كل من قال بوجوب العقوبة كونها عقوبة الهية, واردة فرضا في القرآن ... ما هي عقوبة السارق؟و ما هي عقوبة الزاني؟ الى آخره من حدود, ستجد ان معظم(ان لم يكن جميع) تلك الحدود هي من الحدود التي يتم تنفيذها بصورة سريعة لا تحتاج لنظام خاص و مصاريف خاصة و مستلزمات خاصة, فالرجم جماعي, و القتل بحد السيف, و قطع اليد بحد السيف ايضا...الخ, لن نجد نظاما من السجون في تلك الايام, و لكننا لو لاحظنا في ذات الوقت على سبيل المثال شروط تطبيق حد السرقة, فسنراها, الا يكون السارق له شبهة ملك في المال, ان يكون المال في حرز حريز, ان يكون السارق غير محتاج... شروط تجعل مرتكب هذه السرقة شخصا مريضا بالسرقة, يشرق لأجل السرقة, فهو ليس بحاجة المال الذي يسرقه, فانسان كهذا ليس بحاجة الى عقوبة, انما هو بحاجة لعلاج نفسي بالدرجة الاولى (لاحظ انه لا يمكنك تطبيق الحد نفسه مرتين على السارق, فان سرق مرة اخرى فلا يمكنك اعادة الحد على يده الثانية, فما القيمة الردعية لهذا الحد, اكثر من القيمة الاعلامية و الاعلانية المشوهة لصورة هذا الانسان؟ الا يمكن ان يتوب و ان يعود لخانة الصواب؟ لم احكم عليه للأبد بوصفه بالسارق؟عبر علامة يحملها الى آخر أيام حياته؟)
- بتطور البشرية على القانون ان يجاري هذا التطور, فنهوض مفاهيم و صور جديدة لكلمات الحرية الانسانية, الحق , و العدالة, و الكرامة.. علينا ان ندرك ان بعض العقوبات من الواجب تعديلها و تحريفها و تغييرها..الخ (على سبيل المثال سأرى عقوبة قطع اليد مثالية لمجتمع الرسول"ص" فزمن الحروب بالسيف و الترس حيث امكانية قطع اليد اكثر من واردة و متوافرة, فلا يتحول ذلك الحد الى وصمة بدل ان يكون عقوبة)
- الحديث عن الاعدام, حديث طويل, فالحديث عن عقوبة الاعدام بحق الجرائم الخادشة بالحياء العام, جرائم الاغتصاب, و خصوصا اغتصاب الاحداث .. حديث طويل, فكل من يعرف و يدرك الفطرة الطبيعية و الاكثر ورودا عن الانسان السوي (السواء النفسي لا يعني الصحة, اكثر من ان يعني الاكثر تواترا بين المجتمعات) سيعرف ان الذكر ينجذب للأنثى الناضجة, و بالتالي قيامه بأية عمليات أخرى خارجة عن هذا السياق يعد أمرا يستحق العلاج لا القصاص, و من قام بأغتصاب انثى بالشكل السوي و لكنه كان اتصالا جبريا, فعلينا ان ندرك (مع فظاعة ما اراه في هذه الجريمة) انه ان كان مكتفيا جنسيا لما اقدم على ما اقدم عليه, مع امكانيات الخطا الكبيرة, فكثيرة هي قصص التواصل الجنسي التي تتم برضى الطرفين و من ثم تتحول الى قصة اغتصاب, حيث تسير الامور بعكس ما يتوقعه أحد الاطراف, فتحويل الامر الى جريمة تكون عقوبتها الاعدام.. هو ام اكثر من جائر, ليس بحق الفاعل فحسب, و لكنه بحق من قد يكون برئيا او حتى مغررا به من ناحية اخرى !
- عقوبة الاتجار بالمخدرات, صحيح ان ذلك التاجر يدمر حيوات العديد و ارواحهم, لكن العلاج ممكن اولا (رغم الفداحة الاقتصادية) و من ناحية اخرى فمن يتعاطى المخدر هو المسؤول اولا و اخيرا عن نفسه (السعودية على سبيل المثال الكحول الطبي ما بينباع الا بوصفة طبية "ادمان كحولي", في بين طلاب الجامعات ادمان على عدد من الادوية "بالتان" "سيمو".. و غيرها من الادوية ذات التأثير النفسي او المخدر...فما دايما نلزق الشغلة و الحق عالبياع, في حق كمان عالمتلقي, و برأيي الحق عليه اولا و اخيرا, الخيار كان بأيدو)
بيبقى كل ما ورد هو عبارة عن رايي الشخصي و الذي لا يتجاوز الا رأيي الشخصي, فغياب آليات التغيير الديمقرايطة لقوانينا بيجعل حديثي هو مجرد ترف فكري.. لن يغني و لن يغير شيئا!!!