صدفة غير موفقة
في طريق عودتي إلى منزلي بعد قضاء يوم مرهق وشاق. صادفني صديق انقطعت أخباره عني منذ أكثر من عشرون عام. تبادلنا التحية والسلام وحلو الكلام. وتغير الحال عندما سألته عن العيال وأم العيال. فتقطب وجهه وقال: أم العيال! كتاب تالف وبال, ضاع غلافه وتمزقت بعض أوراقه وبعضها تلف بمرور الأيام من كثرة الاستخدام والاستعمال,فغدت قراءته من المحال. زوجتي تهوى الصراع والعراك والقتال.عقلها منجم جهل قد يستنزف النفط من باطن الأرض والبحار ولا يستنزف منه الجهل. وحواريها من أندر الجهال. وصدرها يعج بمستوطنات من الكذب والحقد والسفه والجور والاستكبار والغيرة والبخل والضلال وشبيهة ببعض ما شيدته إسرائيل من مستوطنات في ظل الإحتلال. مغرمة بالقيل والقال, وكثرة السؤال والجدال. جامعة لأسوأ الخصال.تثير المشاكل لأتفه الأسباب, وتهوى حلها بالحروب والقتال والعراك. تتهمني بالإرهاب, وبأنني مغامر لا يحسب لكل الأمور من حساب. تدير المنزل وشؤون العيال بنفس أسلوب حكومتي نوري المالكي وفؤاد السنيورة.أصبت بالإحباط من سلوكها الغريب, وازددت تعقيدا من تصرفها السيئ والمريب. وكأنه لا يكفيني ما أصابني من سياسة جورج بوش وصقوره وصديقهم طوني بللير التي تعج بالعداء والبغضاء للإنسانية والإسلام وفلسطين ولبنان وسوريا والسودان والعراق. بعد أن نشروا الخوف والرعب والقلق والإرهاب والاضطراب, وتركوا الفقر يعيث فسادا في حياة العباد. ومع ذلك فهي كاذبة إن حدثت. وحمقاء إن غضبت, ومزعجة إن ضحكت أوهي قهقهت, ومفزعة إن هي تبسمت. إذا صنعت شيئا ما خربته, وإذا سعت للإصلاح هدمت وكأنها نسخة محسنة للسيدة غونداليزا رايس الفاتنة بنظري والحيزبون بنظر باقي الناس. حوارها أشبه بحوار فضائيات الحرة والمستقبل والعربية. تئد الحسنات, وتتعهد بالرعاية السيئات والمسيئين والمسيئات,إن ضحكت لأمر أتبعته بالبكاء,وبكائها مرعب ومخيف.وإن بكيت لمصاب ومصيبة أظهرت حزنها برياء واستهزاء,إن شجعتها على المكوث بالمنزل سارعت بالخروج, وإن أصرت على البقاء في سارعت إلى الفراش لتغط في سبات عميق. إن دعوتها لحفلة سمر تثاءبت وراحت تحس بالنعاس وهمها أن تهرع لتندس في الفراش. وإن غلبني النعاس هامت بالسهر تهدر الوقت وهي تفتش في محطات التلفاز عن كل تافه وغير مجدي ومفيد ويعود على الأولاد بأفدح الأضرار. شيبت رأسي لكثرة ما زيفت من حقائق وأتلفت من حكم وقواعد وبديهيات. بخيلة بكل عمل يعود علينا وعليها بالخير , وما أكثر جودها بالمساوىء والسيئات التي لا تليق بالسيدات. أصابتني هي وحكام العراق والعملاء وأنظمة العمالة والخيانة والفساد بالقرحة والصداع والتوتر والإحباط. في حياتها الود مفقود, والرأفة والرحمة ليس لهم من وجود, أما النكد فليس له حدود. امرأة تهوى أن تستر جل في معظم الأمور, وكلامها كجورج بوش وعيد وتهديد وخالي من أية فائدة تعود بالنفع على البشر في أرجاء الأرض, إن نطقت فصوتها أجش,تمقت الحقيقة وكأنها لها ضرة, وتعتبر الحق مضرة. لا تشعر بأدنى ألم مهما اعتراني من عذاب وأنين وأوجاع, وربما جلب لها معاناتي الكثير من المسرات. أكثر الأحيان منتفخة الشريان والوريد , إن مشت فهي ثقيلة الخطوة, تجر أرجلها جرا فينطلق من جر أقدامها على أرض الدار جلبة اصواتا منكرة. تبكي وهي ظالمة للآخرين, وتشهد الزور لكل من يشهدها على صحة ما فعل ويفعل ويقول. تهوى الغرور لتغطي به كل فشل أو خطأ.قٌذفت بي في هاوية سحيقة. وأغرقتني هي والصهيونية والخونة والإدارات الأمريكية ببحور من الأحزان. في النقائص لا يشق لها غبار, لها لسان أطول من لسان الحرباء, وأحد من نصل المنشار. تسيء للأهل والجار, جدالها وحوارها ونقاشها لا يجدي سوى بتوتير الأجواء وبدء الحروب والخصام والحصار والمقاطعة وشن الحملات على مختلف الصعد. بالأكاذيب تشبع كبريائها وكبرياء قبيلتها وعشيرتها, ليس لها علم بأن الغيرة مفتاح جحيم الشقاء في الحياة, وأن الحقد واللؤم يورث البغضاء. تعتبر العالم قرية صغيرة تتصارع فيها حضارتين حضارة قبيلتها وعشيرتها التي بظنها تبهر الأنظار. وحضارة الآخرين وهم بنظرها ثلة من الأشرار, وليس لهم في نفسها وقلبها وعقلها أدنى اعتبار. سفيهة تهين كرامتي وتثير عنادي لأبسط الأمور.لا يمكنني ان أحس وأشعر وأهنأ معها بأمن وسلام واستقرار بأي حال من الأحوال. إن زانت الأمور أحسست بشدة بخسها وتلاعبها بالميزان أن الأرض تمور وترتجف وتهتز. وإن قررت أن تخص أحد بدعاء فدعائها غليظ . بارعة بفحش القول, وماهرة في التجني على الغير, ولا يضاهيها من أحد في سرعة الغضب والضحك والتجهم والبكاء والعبوس وحتى بدون سبب. أما خطابها فيفتقر لأبسط قواعد اللغة واللباقة واللياقة والأدب. حاقدة يروي ظمأها بلايا الناس ومصائبهم. تعشق الخمول والنوم والكسل. لجوجة في كل ما أكره, تغفل عن عمد كل ما يسرني , وتجود بكل ما يلحق بي من ضرر, هي والزمان حليفان استراتيجيين في كل عدوان علي.أصابتني بالغم والهم والكمد, وأرهقتني بميراثها الجم من الجهل والحقد والغباء . جاحدة وناكرة لكل جميل. تشتكي من الصداع وعوارض المرض إن هي سمعت صوت مصلح أو داع للخير من رائي أو مذياع.وكالمجنونة تحطم كل شيء وهي تصرخ وتصيح إن سمعت من يرشدها إلى السلوك القويم والعمل الصحيح أو سلوك بر الأمان المريح. لا يعجبها العجب, تجود على غيرها بالحصرم وتلتهم من العنقود كل حبات العنب, أوقدتها حطب التين لعلها تلين فلان فخشب التين وهي لم تلين. أصابتني هي ورامسفيلد وولفوتيز وبولتون وبيرل وروس قلبي بالعطب. والغريب أنها تهيم حبا بطروحات وخطابات وتصريحات كل من بللير و بوش وصقوره ومحافظيه والعملاء ومن على شاكلتهم وتعتبرهم مثلها الأعلى في كل أمر وتدعوا لهم بالنصر وطول العمر. وتعتبر زوجاتهم محظوظين بظفرهم بصيد هؤلاء الأزواج.
صمت صديق فلم أرغب بأن أسأل أو أستفسر عن العيال حتى لا يصفعني بمحاضرة أو خطبة عصماء مطولة قد تكون أشد وأطول. وخاصة إذا ما كان له من الذرية منها كثر وخاصة أن العرق دساس. وقلت له مداعبا أتصل ببولتون أو أرسل له برقية ليضمه لفريقه من المحافظين حتى تكتمل شلتهم. ثم تابعت كلامي بهدوء لأنهي اللقاء بسرعة:أصبر ودع الأمور للزمن فهو وحده من ينتصر على المرأة ويهزمها شر هزيمة, وعليك تقع مسئولية كبيرة في إبقاء طرق الحوار والنقاش معها سالكة. فما لم تقتنع به الآن ستقتنع به بعد مرور الوقت. ومع الزوجة والأولاد يجب ان يستمر الود. أما الآخرون الذين ذكرتهم لي ويزعجونك فهؤلاء يسيئون لكل البشر والشعوب, ويدفعون بشعبهم الأمريكي والعالم والإنسانية إلى مسالك وعرة وخطرة ليحققوا لأنفسهم المهترئة وشخصياتهم المريضة حب الظهور,لأنهم عبيد مسخرين للصهيونية وشركات النفط والسلاح. وودعته وانصرفت متابعا طريقي إلى المنزل حزينا على صديقي ومذهول من هول ما سمعت. وتراودني الأفكار السوداء وصورة زوجته وحالتها حين تشهد السقوط المريع لمن تعتبرهم مثلها الأعلى.
الثلاثاء 17/10/2006م برهان إبراهيم كريم
البريد الإلكتروني: bkburhan@yahoo.com