الدكتور المحامي احمد عمران الزاوي
ولد في مطلع عام 1930 في قرية تابعة لصافيتا من الجمهورية العربية السورية . والزاوي رمز للعائلة وجدّها القديم الشيخ عمران الذي بنى من ماله الخاص زاوية في القرية للعبادة والصلاة ثم استمر في الإنفاق عليها وأورث أولاده هذا الواجب .
تلقى الأبجدية الأولى لدى كتاب القرية ثم التزم توجيها" من والديه بالقرآن الكريم ونهج البلاغة وكتب الشرتوني في اللغة .
وفي عام 1945 التحق بالجمعية الغرّاء في دمشق مع عدد من أبناء الأسر الدينية في المحافظة
درس لنفسه مناهج الإعدادية ونال الشهادة فيها عام 1947 والثانوية عام 1950 وشهادة الحقوق من الجامعة السورية في صيف 1954 وفي 1/11955 سجل محاميا" في نقابة المحامين باللاذقية . وكان طيلة المدة من عام 1947 حتى تفرغه للمحاماة يدرس مادة الأدب العربي للصفوف الثانوية فيما هو يتابع تحصيله لنفسه.
في شباط 1968 انتخب أمين سر النقابة في اللاذقية وحينما توحدت النقابات انتخب عضوا" في النقابة المركزية كما انتخب نقيبا" فرعيا" لفرع النقابة في طرطوس .
وقد تجدد انتخابه عضوا" مركزيا" لمرة ثانية وظل رئيسا" للفرع حتى أواخر صيف 1985 كما انتخب عضوا" في اتحاد المحامين لدورتين كما تم تكريمه بالعيد الذهبي للاتحاد على مدرج جامعة دمشق في1/2/1994 وقدم إليه درع الاتحاد مع شهادة تقدير .
بسبب انصرافه الكلي إلى مهنة المحاماة اقتصر نشاطه الأدبي على المناسبات إلى أن اضطرته ظروفه الصحية إلى التخفيف من نشاطه المهني والعكوف على الكتابة .
وتقديرا" لبعض مؤلفاته المتميزة منحه الاتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية درجة لدكتوراه الإبداع في مناصرة العدالة بالإقناع .
يتمتع بخلق عال ورفيع قل نظيره
زرته أول مرة حين كنت في السنة الثالثة حقوق حيث استقبلني استقبالا" رائعا" وخاطبني حينها أستاذ خجلت منه واعترضت , فقال لي أنت زميلنا في المستقبل القريب وأنت أستاذ يا أستاذ حيدر , واذكر انه عرض لي فكرة موجزة عن هذه المهنة وعن متاعبها وقال لي إن المحامين الشرفاء نهايتهم غالبا" بالسكتة القلبية وذكر لي أكثر من اسم لمحامين قضوا شهداء في المهنة منهم من قضى وهو على قوس المحكمة ومنهم من قضى بالكوريدور بالمحكمة ومنهم بعد أن غادر المحكمة وهو يقود سيارته عائدا" إلى مكتبه .
كان لي الشرف أن تلقيت أول الدروس في المحاماة على يديه وكان نعم المربي والمعلم والأستاذ والمحامي الفاضل فتح لي مكتبه وقلبه فكان نعم الأب والمعلم والأستاذ والمحامي .
وكانت أول نصائحه لي أن اقرأ وأكثر من القراءة وبالتالي من الاسئله وإذا لم تقرأ لن تستطيع توجيه الأسئلة واكتب وانسخ ما تجد فيه الفائدة وخذ معك إلى المنزل ما تشاء من القضايا .
وعلمني أن المحاماة خلق وعلم وفن .
في نهاية التمرين قدمت له البحث (( في المؤسسة التجارية _ المتجر)) فقدم لي تعليقا" عليه التزمت به و جعلت منه عنوانا" وطريقا" ومسلكا" لحياتي المهنية .
وقد ترددت كثيرا" في كتابة ما سطره في تعليقة خشية القيل والقال ولكني وجدت فيه الكثير من المعاني الرائعة لمهنة المحاماة فسطرته لكم :
لم يقدم لي هذا البحث تعريفا" جديدا" بالزميل حيدر ولم يزدني به معرفة . فقد عرفته عن قرب وعلى امتداد عامين كاملين متتبعا" لمصادر القانون فقها" واجتهادا" , يختزن منها زاد الطريق الطويل .
لقد عرفت فيه كريم الشمائل والخلق القويم , وتلك هي أولى واهم حاجات المحامي في علاقته مع الآخرين . فالناس لا يقدرون إلا من يحترم نفسه وفاقد الشيء لا يستطيع أن يعطيه ولا يحق له أن ينتظره , والصادق مع الله ومع نفسه صديق الجميع والجميع أصدقاء له وصادقون معه .
لن أتزيد في امتداح حيدر ولن أتوسع في تقريظ بحثه لئلا يتحول القول إلى دراسة ليست هذه ساعتها وليس هنا مكانها .
فقط أختصر بكلمات :
إن هذا البحث بموضوعيته وجديته واستيعابه صورة معبرة عن شخص الزميل حيدر المتأني الجدي الموضوعي .
وهما البحث والشخصية ـ ينمان عن مستقبل زاهر حافل .
فقديما" قال الشاعر :
وإذا رأيت من الهلال نموه .......... أيقنت أن سيصير بدرا" كاملا
إذ أزجي إليه التحية
أرجو له التوفيق والنجاح
هذه التقدمة بما فيها من دروس ومعان إنما تدل على نبل ورفعة وكريم خلق وكرم شمائل الأستاذ الدكتور احمد عمران الذي لم يبخل علينا من فيض عبقريته فكان مجاهدا" من الطراز الأول في دفاعه عن قضايا الأمة من خلال كتاباته
وأقول مجاهدا" بما تعنيه هذه الكلمة من معان وبدون تملق , فهو مجاهد في زمن قل ونذر فيه المجاهدون إذ انبرى الدكتور احمد عمران للرد على تلك الأبواق الناعقة بالعداء للإسلام المتعمدة تشويه صورته فكانت مؤلفاته :
1- الحقيقة الصعبة في الميزان .
2- القراءة المعاصرة للقرآن في الميزان .
3- القرآن والمسيحية في الميزان .
4- قراءة في التشيع وكتب أخرى للغر يقي .
5- الجدل بين التاريخ والطقوس المسيحية .
6- العدل الإلهي والتناسخ .
7- كتاب مفتوح إلى المواطن العربي .
8- نضال المرآة في مواجهة التحدي .
9- كلا لم يخرج العرب من التاريخ ولن يخرجوا .
10- كتابات من الجحيم وعقائد معجونه بالدماء .
11- قصة القرآن مع الدكتور شحرور .
12- بؤس الحقيقة في أدب سلمان رشدي وصادق العظم .
13- أضواء على العولمة وتكامل الحضارات.
14- التلاقي المسيحي الإسلامي بين الأنصار والخصوم .
15- الصهيونية اليهودية والصهيونية السياسية .
16- كتاب مفتوح إلى الأستاذ نبيل فياض يتضمن نقد مراثي اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى .
وما يزال يعطي من فيض فكره وعقله متفاعلا" مع الواقع وفاعلا" فيه فضل الدفاع عن دينه ووطنه على اعمال المحامي اليومية التي عهد بها إلى الأخ الغالي المحامي الأستاذ عمران احمد عمران
- تعرض مؤخرا" لوعكة صحية حيث أجري له عمل جراحي بسيط وأتوجه بالدعاء في هذا الشهر الفضيل لله تعالى أن يكتب له الصحة والسلامة والعافية وطول العمر .
- ناهز ال 76 سنه من العمر .
- يرفض النزول عن صهوة القلم قابضا" على لجام العبقرية , منازلا" من الدرجة الممتازة , تحكي عنه كتبه احمل الروايات والقصص , في الفداء والعبقرية والإيمان والوطنية وما يزال يكتب ويكتب ويكتب .
- له مني خالص شكري واحترامي وتقديري
- لما قدمه من خير وفير
- وعطاء كثير لمهنته ولوطنه ولدينه ولي ودعائي له أن يمن الله عليه بوافر الصحة والعافية
حيدر
8/10/2006