هل هناك من ينظر الى ابناء المغتربين على انهم مواطنين ذوي حق طبيعي بالمواطنه؟؟
لا أحد يعلم مقدار الحيف والاجحاف الذي يلحق بشباب سوريا ابناء المغتربين في دول الخليج وبخاصة السعودية ..وللأسف لا أحد يضعهم بحسابه ولاينظر اليهم كمواطنين سوريين كاملي الحقوق..هل من سخرية القدر أن ينشأ طفل سوري لأبوين حكم عليهما قدرهما وقلة الفرص في الوطن بالهجرة والعمل في بلد كالسعودية؟؟ليقع بين مطرقة التعليم في السعودية وسندان قوانين القبول في الوطن؟؟.. لنلق نظرة على حال الناشئ السوري في السعودية:
1* لاتقبل مدارس المملكة الرسمية ابناء المقيمين الاجانب ( والسوريين في حكمهم) الا بالواسطة..
وبالتالي يقع التلميذ في براثن التعليم الخاص التجاري ..الذي يكوي ذويه بغلاء الأقساط من جهة..وبضعف الكادر التدريسي المنتقى وفق أسوأ المعايير التجارية..
2* المناهج في المملكة تتبع التوجيه الديني وتكرس اكثر من نصف ساعات عمل الطالب في هذا الاتجاه..بينما لاتبدي تركيزا على مناحي اللغة والادب والعلوم بكل انواعها نصف ساعات الاسبوع توزع على مواد كالفقه والتوحيد والتفسير والتحفيظ ووو.....وباقي المواد لها النصف الاخر.... وتركز التربية الاجتماعية على تاريخ مجتزأ يشمل مسارين مؤطرين.. تاريخ الرسالة الاسلامية المبكر..وتاريخ المملكة الحديث منذ نشاتها على يد الملك عبد العزيز..فقط
3*وفق قرارات الجهات التعليمية المختصه..فرض هذا المنهاج على المدارس الخاصة ايضا..وبنفس الوقت ظهرت مدارس خاصة دعيت بالمدارس الاجنبية..هذه تدرس مناهج اجنبية مستوردة ولاتدرس العربية الا حصة واحدة يوميا..طبعا هذا لن يناسب غالبية السوريين الطامحين للعودة الى وطنهم.. أما من حزم امره وقرر مسح الوطن من ذاكرته ..فقد اصبحت هذه المدارس ملاذا غير آمن لأطفاله ..لامتلائها بأفكار وطباع مستوردة لاتتناسب وبيئة السوري او طباعه واخلاقه.. 4* ونظرا لصدمة المناهج السعودية تقوم بعض الدول بإنشاء مدارس خاصة برعاياها..ليدرسوا فيها مناهج بلادهم وهذا حل منطقي..لولا أن هناك قرار من الجامعه العربية!!!! بمنع تدريس مناهج دولة عربية على أرض دولة عربية أخرى.. لانعرف مامعنى هذا القرار ولم اتخذ؟؟ وبالتالي يحرم العرب السوريين المقيمين في السعودية من متابعة الدراسة وفق المنهج السوري..ألا يجب مقابل هذا القرار ان تعتبر الشهادات العربية موازية لبعضها البعض حيثما وأينما طرحت في اسواق القبول الجامعي العربي؟؟؟ منطقيا يصح أن يفرض هذا القرار عندما يتم الاعتراف بشهادات الثانوية العربية جميعا دون انتقاص لقيمتها.. بعض الدول العربية كمصر.. قدمت حلا محترما لمغتربيها.. يطمئنهم على مستقبل ابنائهم.. نعم..مصر الدولة الاكثر تعدادا بالسكان والأقل دخلا وامكانات نتيجة الكثافة السكانية العالية...والتي تدفع ابناءها دفعا ليخرجو ا منها طلبا للقمة العيش..قدمت لهم حلا منطقيا..فتحت ابواب سفاراتها وقنصلياتها للمصريين المقيمين ليقدموا امتحانات الشهادة الثانوية المصرية في مكاتبها..بشكل متزامن مع اقرانهم المقيمين في مصر ..كل ماعلى الطالب ان يجلس في بيته ويحضر المنهج المصري ويقدمه.. وهكذا لم يخترقوا نظاما اخرقا وضعته الجامعه العربية ، وبنفس الوقت اتبعوا نظام التعليم بالمنازل..ويوم يقدم الطلبة المصريين امتحاناتهم في مصر يكون ابناء المصريين المغتربين على طاولات الامتحان في السفارة ليقدموا الامتحان للشهادة.. طبعا لم تفكر الحكومة السورية يوما بإيجاد حل عادل لأبناءنا في الغربة.. وتركت الامور هكذا ..لينتقل الطفل في المغترب..من كارثة المناهج..الى كارثة اجتزاء حقه في الالتحاق بجامعة بلده ..وأخيرا مفاضلة الموازي ..ثالثة الاثافي...ويبقى ينظر للطالب السوري الذي عانى الامرين بغربته وتعليمه..كولد مدلل حصل على شهادته بدون تعب ..وهو لاشك فاشل نظرا لذلك!!! اي مرارة تدفعها في حلوقنا ايها الوطن الحبيب... الأمر الأهم هنا ..انه بعد كل هذه المعاناه ..تعد المرحلة الجامعية..مرحلة الحسم.. لكل اسرة مغتربة ..ابواب الجامعات السعودية مسدودة في وجه ابناءهم..وأكثر السوريين المقيمين يعتبرون ان لحظة العودة تقترن بلحظة بدء الدراسة الجامعية لأبنائهم وبناتهم....وهكذا عندما يجد السوري أن الجامعات السورية تغلق الخيارات امام ابناءه ..إما بإختصار معدله والاستخفاف بمجهوده..أو بإلزامه بدفع مبالغ للموازي ..أو للجامعات الخاصة ( آخر موضة.. والتي توازي بأسعارها أسعار أعرق الجامعات العالمية!!!!!!!).. قد يكون مفترق الطرق هذا يضع طلقة الرحمة في حلم عودته ..ويوجهه الى طريق واحد.. الى وطن ما ..يعطيه حق المواطنه الطبيعي..
نضال - سوري مقيم في السعودية