منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > المنتدى المفتوح > حوار مفتوح

حوار مفتوح إذا كان لديك موضوع ترى أهمية طرحه في منتدانا ولا يدخل ضمن الأقسام الأخرى فلا تردد بإرساله إلينا ولنناقشه بكل موضوعية وشفافية.

إضافة رد
المشاهدات 14610 التعليقات 34
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-2006, 10:50 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الشحات مرزوق المحامي
عضو مساهم نشيط جدا

الصورة الرمزية الشحات مرزوق المحامي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


الشحات مرزوق المحامي غير متواجد حالياً


افتراضي لصوص رمضان

محترفون يسرقون روحانية الشهر وفرص الأجر ويفتحون أبوابًا للوزر!!

"هل شهر رمضان المبارك على أمة الإسلام في كل مكان، وهلت معه نفحات الأجر والمثوبة لمن يلتمس فرص الخير ممن تعتمل في صدورهم بذرة الخير استجابة لداعي الله حيث يقبل باغي الخير، ويقصر باغي الشر. هذا الشهر العظيم الذي كان يبشر بمجيئه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه: [ إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصفدت الشياطين، وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كله ليلة ]. رواه الترمذي

وفيما يتأهب الكون لولوج هذا العالم الروحاني الرحب في مدارات الرحمة والبركة والمغفرة والأمن والأمان يتأهب ما تبقي من شياطين الإنس في التحضيرات السنوية الهائلة من عام إلى عام لصرف القلوب إلى فضاءات البث المباشر في الفضاء الذي أدركه ما كسبته أيدي الناس من الفساد الذي ظهر في البر والبحر!

وما يكاد يقترب رجب وأخوه شعبان حتى تنفرد وسائل الإعلام في مهمات التبشير بالأعمال الإعلامية الجديدة، تلك التي توصف بأنها أعمال رمضانية، وهو وصف لا علاقة له بعبادة رمضان وطاعة الله فيه!! بل على اكتساب حصص الأسود والذئاب من اهتمامات الساحة الشعبية، حيث يتولى قطاع ممن تشربت قلوبهم فتن الليل والنهار من سائر عامة الناس الذين اختلط في حياتهم اليومية ما في هذه الحياة حق وباطل!! وتتوسع وسائل الاعلام في إفراد المساحات من وقت البرامج المبثوثة، وصفحات الوسائل المقروءة لعرض تفاصيل مهازل اللهو تحت مسميات " الفوازير " و " المسلسلات " و " المسابقات " وبرامج " النجوم " و " الكاميرات الساخرة " وبرامج " المنوعات " وما يطلبه المتفرغون لاستقبال ومتابعة غثاء المتفرغين لإشغال الناس وإحالة حياتهم إلى حياة اللهو والهزل وهدر الوقت، بل هدر العمر!! واكتساب النجومية والشهرة والمال والمكانة بأرصدة الغثاء المتجدد فيما تتردى أحوال الأمة من عام إلى آخر وتتخلف، وتضعف وتؤكل وقد انتقصت من أطرافها، وتمكن منها أعداؤها وساموها سوء العذاب يقتلون رجالها وأبناءها، ويستحيون نساءها، ويستبيحون الممتلكات والأعراض، ويحيلون بلاد المسلمين إلى خرائب، ومقابر فردية وجماعية وأعزة أهلها أذلة وما تبقى منهم إلى مشردين ولاجئين!

شهر رمضان عاشت فيه الأمة انتصاراتها حيث أمر في رمضان بالجهاد، وكانت غزوة بدر الكبرى ( يوم الفرقان )، وكان فتح مكة ( الفتح الأعظم ) !!

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن العظيم محفوظًا بحفظ الله له. هذا الشهر الذي فضله الله على سائر الشهور وأمسى في زماننا محطة للهو واللعب ومعاقرة الشهوات والإسراف فيما أحل الله وحرم إلا بين من رحم الله وعصم من أهل دين الإسلام الذي أبى الله إلا أن يتمه ولو كره الكافرون، هذا الدين الذي بشر بظهوره القرآن على الدين كله.

لم يعد قطاع واسع من المسلمين يسمع عند حلول رمضان إلا ما يبشر باحتدام المنافسة بين القنوات الإعلامية التلفزيونية الفضائية وغير الفضائية، والقنوات الأخرى الإذاعية وغيرها لاستقطاب المشاهدين والمستمعين والمتابعين، وما يبشر باقتراب البرامج المنتظرة من برامج دروات الرياضة الرمضانية لإشغال شباب الأمة وصرف قلوبهم حتى في أرجى فرص العام للعودة إلى الله والسمو بقلوبهم ونفوسهم وبصائرهم وأرواحهم !! والتبشير بمواعيد المباريات الرياضية الساخنة ومسابقات الكؤوس المحلية والخارجية، والتبشير بمهرجانات التسوق الرمضانية لترسيخ العادات الاستهلاكية في أسمى مناسبات المسلم السنوية لإفساد روحانية لياليه ومغانمها!

فكيف ينقذ المسلمون شهرهم من عدوان المعتدين، ويخلصونه من أدران هذا الغثاء والمصاب الجلل؟، وكيف يحررون فيه أنفسهم من ربقة هذه العبودية المادية ليصفوا دينهم لله؟!

قال صلى الله عليه وسلم: [ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ]، وقال [ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ]. متفق عليه

قال ذلك عليه الصلاة والسلام حيث بين مجال السباق الرمضاني في مسارات الصيام والقيام، وقيام ليلة القدر، والثمن مغفرة تجعله في حل مما أذنب فيما سبق من حياته!! فأي سباق هذا؟ وأي جوائز رمضانية عامة لا يحرم منها أحد ممن وفق للعمل وأخلص؟ سباق لا فائز فيه وحيد بجائزته الأولى!! ولا هموم معها ولا غموم! ولا ضيق بعدها ولا شقاء وضياع فكم من حسير فقد برحيل الشهر نعمة إصلاح العلاقة مع الله في أعظم مواسم التوبة والعفو والمغفرة!! أولئك الذين ذهبت أوقاتهم نهبًا بين لصوص رمضان المحترفين المجندين للتضليل والتضييع، المتخصصين في أعمال السطو الموسمية، المبدعين في تمرير أيام الشهر على جناح الغفلة، المتمكنين من استلاب الناس وسرقة روحانية الشهر الكريم، وفرص الأجر بين قراءة القراءن والاعتكاف وسائر العبادات فروضها ونوافلها، المجتهدين في فتح أبواب الوزر ليلج الضعفاء السائرون المستدرجون لولوجها بالشهوات!!

لم يعد رمضان موسمًا روحانيًا خالصًا يتطهر فيه المسلمون مما علق بنفوسهم في سعيهم طيلة العام، بل صار مضمارًا لسباق الشهوات!! وصار لذلك بحق ميدانًا للمجاهدة للنجاة وسط أمواج من الفتن المتلاطمة!! فمن يسعه - في غمرة هذه العوائق وما تكالبت به فتن الزمان لصد المسلمين - الظفر بجائزة الجهاد الرمضاني حين يهل هلال العيد أيذاناً برحيل الشهر الجليل؟!
وكل عام وأعضاء المنتدى بخير







التوقيع

"الهي أذقني طعم عفوك يوم لابنون ولامال هناك ينفع"
مع تحيات ابن النيل0000000الشحات مرزوق المحامى

رد مع اقتباس
قديم 23-09-2006, 12:51 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
وليد الشحادة
عضو جديد مشارك
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


وليد الشحادة غير متواجد حالياً


افتراضي

شكرا اخي مرزوق على هذه اللفتة الكريمة 0
وانشاء الله نقومه جميعا ايمانا واحتسابا 0
وكل عام وانتم ونحن والجميع بخير 0







التوقيع


دع الايام تفعل ما تشاء وطب نفسا اذا حكم القضاء


ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء


0944651866
رد مع اقتباس
قديم 27-09-2006, 12:19 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الشحات مرزوق المحامي
عضو مساهم نشيط جدا

الصورة الرمزية الشحات مرزوق المحامي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


الشحات مرزوق المحامي غير متواجد حالياً


افتراضي هلال لكل مواطن

كل رمضان وأحبائى أعضاء المنتدى بخير لا أعرف لماذا أتذكر هذه النكتة مع بداية شهر رمضان من كل عام وهي أن اللجنة المشكلة لاستطلاع هلال رمضان في إحدي الدول حددت مكافأة لأول من يري الهلال ويدل اللجنة عليه 0وبالفعل حصل عليها أحد الأشخاص ولكنه وبعد ساعات قليلة وبعد أن صرف مبلغ المكافأة علي مزاجه، ذهب إلي اللجنة وأخبرهم أنه رأي هلالاً ثانياً

أليس هذا أمراً مضحكاً وأليس الواقع في حال المسلمين الآن أشد سخرية، فبعد أكثر من ١٤٠٠ سنة من ظهور الإسلام نجد المسلمين متفرقين في توقيت بداية أهم وأكبر مناسبة دينية لهم فهناك دول متجاورة ولها نفس خطوط الطول والعرض علي الخريطة ولكنهم مختلفون في بداية أول أيام هذا الشهر المعظم، وهل يعقل أن يعلن أحد الزعماء العرب عن بداية شهر رمضان في ظهر أخر أيام شهر شعبان؟ ولا نستبعد أن يخرج علينا آخر ليعلن قراراً جمهورياً بأن عدد أيام رمضان ١٧ يوماً وكله حسب المزاج0 فنحن نتوحد برؤية أحد المسلسلات الرمضانية، ولا نتوحد حول أهم الشعائر الدينية علي الأطلاق
وبمناسبه التوحد فى رؤيه أحد المسلسلات الرمضانيه ايه رأيكم فى الفنان جمال سليمان فى دور الصعيدى فى رأى أنا رائع
ورمضان كريم







التوقيع

"الهي أذقني طعم عفوك يوم لابنون ولامال هناك ينفع"
مع تحيات ابن النيل0000000الشحات مرزوق المحامى

رد مع اقتباس
قديم 28-09-2006, 02:11 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المحامي نشوان الحمو
عضو مميز

الصورة الرمزية المحامي نشوان الحمو

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي نشوان الحمو غير متواجد حالياً


افتراضي

بقينا دهرا ونحن نعتقد أن حكوماتنا العربية تتمتع بصحة وعافية فريدة... ولكن ... اكتشفنا متأخرين أنهم يعانون من أمراض ولادية رافقتهم طول سنين عهرهم السياسي ... وعندما رأيناهم في الهواء الطلق من غير ثياب طويلة تغطي عاهاتهم المختبئة خلف جلابيبهم... رأيناهم يتعثرون في مشيتهم فبان قصر نظرهم ... ووضح أصابتهم بتشتشة عظام سيقانهم الدقيقة التي لا تصمد أمام الوقوف فقط ...!!

الأستاذ مرزوق :
إليك هذا البث المباشر لقمة عربية...

يجتمع زعماء القبائل العربية والإسلامية في خيمة كبير قبائل المسلمين.... وقد أناخ كل واحد منهم راحلته عند باب الخيمة للتباحث في قضايا المسلمين...
قام زعيم قبائل بني كلب وقال: يا قوم... المنية ولا الدنية إن العجم قد اجتمعت سهامهم في قوس ابن نباش البترول ... ويريدون ضربكم ضربة رجل واحد ... ضربة تقسم الظهر... وتذلكم مدى الدهر... ويأخذون بلادكم من النهر إلى النهر!!.
وهاهم يجتمعون في دار ابن الرقيعة... يخططون للوقيعة وإنهم إن غزوكم في عقر داركم ذللتم... وإن صمتم فقد ذللتم!!.
فقاطعه أحد الحضور قائلاً: وما الرأي عندك بابن أبي سكلمة؟.
فأجابه قائلاً: أن نجتمع لهم كما اجتمعوا لنا... ونخرج لهم بجيوش جرارة أولها عندهم وأخرها عندنا... بجندلهم بأسلحتهم... فنسبي نساءهم ونغنم مصانعهم وأموالهم... ونرث قصورهم ومنتجعاتهم وفنادقهم ونمزقهم شر ممزق... ونجعلهم أثراً بعد عين ولا تقوم لهم قائمة أبداً...
وأنا أرجو تكون كونداليزا رايس إحدى جواري قصري... أما بوش لأجعلنه يعمل سائساً على جوادي الأبلق... وربيبه أولمرت لأشدن النير على عنقه وأجعله يدور بدل الثور في استخراج النفط...
هنا... قام زعيم قبائل بني بسبوسة المجعبص ابن أبي فستقة... وقد أزاح اللثام عن وجهه ... وهز المهند جانبه...وفتل شاربيه...وطقطق أصابعه ... ثم قال: يا سادة العرب والعجم... أيها الزعماء الأشاوس... والحكماء الدعابس... والرحماء البسابس.... لا تظنوا أن الحرب نزهة إلى شرم الشيخ أو منتجع أم الهرامس... فوالله إذا دارت رحى الحرب وحمي وطيسها... وخطبت السيوف على الرقاب... وأقدمت الرماح على الخطب الصعاب .... سترون رؤوساً تبتر... ودماء تهدر... وظهوراً تكسر... ولن تجدوا إلا أقداماً تسابق الريح فراراً... وحالة من الخيانة جهاراً نهاراً... عندها لن تكسبوا إلا عاراً وشناراً ولن تجدوا ما تهربون فيه ... حماراً كان أو قطاراً...!!!
فقام أحد الحضور فقال له وهو يرتجف حنقاً مما قال ويكاد يختنق من هول ما سمع: ومااااالرأي عنننننننندك يابن أبي فستقة؟؟؟؟
قال: الرأي عندي أن نتخير للإمبراطور بوش خير بناتنا فنزوجه إياها ونهديه إمارة أو اثنتين من بلادنا الكثيرة الكبيرة... وندعوه دعوى على العشاء... نذبح له الأغنام ... وترقص له الجواري على أجمل الأنغام... لأنه كما قال الحكماء: اطعم الفم تستحي العين...!!
وإذا بشيخ قبائل بني بقلاوة المخطرق الفلفشندي يستل من جيبه نفاضة سجائر... ويلطم بها شيخ قبائل بني بسبوسة ابن أبي فستقة... فدمي وجهه.
فتتناقل وكالات الأنباء العالمية الخبر من إعلاميي سوق عكاظ... فتسمع قبيلة ابن أبي فستق الخبر... فيقع عليهم وقع الصياصي... فيغزون قبائل شيخ بني يقلاوة وينكلون بهم أشد التنكيل... ويتفرق المجلس دون أن يتفقوا على شيئ.
وكل قمة وأنتم سالمون







التوقيع

قد يكون من المفيد أن نقرر بدايةً : أن المطابقة ما بين التصوّر الذهني للشيء عند الإنسان مع واقع ذلك الشيء يجعل الحكم عليه صادقاً وصحيحاً .
فالعلم في أدق تعريفاته ( معرفة الشيء على ما هو عليه في الواقع ) والمفارقة ما بين التصور والواقع تجعل الحكم خاطئاً , فالحكم على الشيء فرعاً عن تصوره . والحكم الصادر من الإنسان على شيء ما من غير تصور ذهنياً سابق لا يعتبر صاحبه عالما وإن أصاب . لأن العلم مطابقة بين التصور والواقع ... وهي معدومة في هذه الحالة .. فصاحبها مخطئ وإن أصاب.

آخر تعديل المحامي عارف الشعَّال يوم 02-12-2009 في 10:17 PM.
رد مع اقتباس
قديم 28-09-2006, 10:56 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الشحات مرزوق المحامي
عضو مساهم نشيط جدا

الصورة الرمزية الشحات مرزوق المحامي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


الشحات مرزوق المحامي غير متواجد حالياً


افتراضي

الأستاذ نشوان
ما رأيك فى أن تتولى منصب أمين عام جامعه الدول العربيه
وذلك لخبرتك الكبيره فى انعقاد القمم العربيه
ما هو اول قرار ستتأخذه
لاتنسى ان مرتبك يدفعه لك الاخوه فى الخليج
ولاتنس اخونا عمرو موسى عندما دافع يوما عن العراق
قال له وزير خارجيه الكويت احنا اللى بنقبطك
احذر اخى نشوان
ورمضان كريم







التوقيع

"الهي أذقني طعم عفوك يوم لابنون ولامال هناك ينفع"
مع تحيات ابن النيل0000000الشحات مرزوق المحامى

رد مع اقتباس
قديم 28-09-2006, 03:06 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المحامي نشوان الحمو
عضو مميز

الصورة الرمزية المحامي نشوان الحمو

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي نشوان الحمو غير متواجد حالياً


افتراضي

أول قرار أتخذه لو كنت أمين عام هذه الجامعة هو إلغاء هذه الجامعة أو تعديل لا ليس تعديل بل تبديل أهدافها لتتوافق مع واقع الحال وممكن جداً أن أعلن انفصال هذه الجامعة عن العرب وإعلانها دولة مستقلة لنصبح 23 دولة والله يزيد ويبارك...

ما يؤسفني حقاً أن يكون السيد عمرو موسى المعروف بوطنيته وعروبته هو أمين عام هذه الجامعة .... خسارة أن تخرج من يد هذا الرجل حقيبة الخارجية المصرية







التوقيع

قد يكون من المفيد أن نقرر بدايةً : أن المطابقة ما بين التصوّر الذهني للشيء عند الإنسان مع واقع ذلك الشيء يجعل الحكم عليه صادقاً وصحيحاً .
فالعلم في أدق تعريفاته ( معرفة الشيء على ما هو عليه في الواقع ) والمفارقة ما بين التصور والواقع تجعل الحكم خاطئاً , فالحكم على الشيء فرعاً عن تصوره . والحكم الصادر من الإنسان على شيء ما من غير تصور ذهنياً سابق لا يعتبر صاحبه عالما وإن أصاب . لأن العلم مطابقة بين التصور والواقع ... وهي معدومة في هذه الحالة .. فصاحبها مخطئ وإن أصاب.

رد مع اقتباس
قديم 29-09-2006, 05:43 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
برهان إبراهيم كريم
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي بعض من أمانينا في هذا الشهر الفضيل

بعض من أمانينا في هذا الشهر الفضيل
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أتوجه بالتهنئة للجميع متمنيا لهم كل الخير وكل خير.
راجيا أن يكون هذا الشهر الفضيل شهر مغفرة وتوبة وعتق من النار لكل عباد الله أجمعين.
وآملا من كل إنسان ذكر كان أم أنثى أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله على ما فرط بجنب الله. وأن يكتشف بنفسه أين أخطأ أو قصر في عمل. وأين عميت عنه الحقيقة أو التبست عليه الأمور فجعلته ينساق إلى الباطل فيبتعد عن جادة الصواب واتخاذ الموقف الرشيد والقرار السديد. ويحدد أين وكم مرة ذلت به القدم. أو ترك العنان للسانه يجرح ويطعن طعنات لن تلتئم بمرور الأيام. وأين دفع بفعله وقوله وتصرفاته الكاذبة والحمقاء أو المحشوة بالمكر والنفاق والتضليل والخداع البعض لانتهاج طريق خاطيء أضر ومازال يضر بهم وبغيرهم وقد يضر حتى به في نهاية المطاف. بعد إن دفع ببعض من حاول خداعهم وتضليلهم بأكاذيبه وترهاته وحماقته لأن يقسوا ويكونوا أشد غلظة في قولهم وخطابهم وبعض تصرفاتهم. والتي خرجت في بعض الأحيان عن قواعد اللباقة والأدب. وعليه أن يحمل نفسه كامل المسؤولية لا أن يتهرب ويحملها للآخرين وكأنهم بنظره مشاجب. فالمطلوب من كل منا قبل كل شيء أن يتقي الله ويسارع لمغفرة ورحمة من ربه . ويعمل على حسن أستخدم أطرافه ولسانه وحواسه لفعل الخير والقول الحسن ليمحوا بكل حسنة وفعل حسن خطيئة أو سيئة من أخطائه وسيئاته. ويعيد رسم طريق حياته وسلوكه وأسلوب معاملته بما يرضي الله وضميره وباقي البشر لينجح في امتحان الحياة لينال حسن الثواب ويدخل جنات الله بسلام.
أردت بهذه المقدمة المطولة أن أذكر لعل الذكرى تنفع كل من ضميره حي , وشريف ووجداني. وكل مؤمن بالله , وكل من لم يستوطن عقله الفساد, وكل من لم تخرب نفسه الطمع والحقد والأنانية والخيانة والعمالة وحب المال من كل العملات. لعل الذكرى تنفع على الأقل في هذا الشهر الفضيل.
1. إن ثناء البعض على قوات الاحتلال في العراق والإشادة بما قامت وتقوم فيه, والإطناب بمدح بوش وبللير, ودعوتها للبقاء في العراق والإصرار على ضرورة إقامة قواعد عسكرية أمريكية أو أطلسية دائمة في العراق. ما هو سوى جهد ضائع وأشبه بمن يحاول تدوير عقارب الساعة إلى الخلف. ونقول لمن يطرح مثل هذه الطروحات فاتك قطار الزمن ولن تكسب أمريكيا شريفا بمثل هذه الدعوات والطروحات والتبجحات, ولن تنقذ رقبتك من مقصلة الشعب الأمريكي الذي كان لك مع غيرك من العملاء الدور بقتل بنيه.
2. إن هناك تيار جماهيري أمريكي كبير ويزداد قوة كل يوم يعتبر أن التضحية بدماء وأرواح الجنود الأمريكيين من أجل تحقيق أحلام وآمال حفنة من الخونة والعملاء للوصول إلى الحكم إساءة بالغة لهؤلاء الضحايا وللشعب الأمريكي. وأن من ينتهج مثل هذا السلوك وهذه السياسات مجرد أحمق وجاهل وأرعن ومسيء لأمريكا العظيمة وتقاليدها والعظماء من مؤسسيها وبناتها وحتى لتقاليدها ودوروها وحضارتها وأبنائها البررة.
3. إن القناعات الراسخة حتى الآن في المجتمع الأمريكي أن الحرب على العراق غير مبررة,ودواعي بوش وبللير لشن هذه الحرب واهنة. وكل ما أدعوه كذب ونفاق.وأنه من الضروري التحقيق في مبررات الحرب ونتائجها وتداعياتها ومحاسبة كل من ساهم بدفع الولايات المتحدة الأمريكية لتغوص في هذا المستنقع وتجعلها غير آمنة حتى على أرضها. وتهدر ميزانيتها وأموال دافع الضرائب الأمريكي وتلحق أفدح الخسائر بقواتها المسلحة.
4. إن اتهام دول الجوار بدعم المقاومة وتهديدهم بدعم فصائل المعارضة لإرباكهم باتت أسطوانة مشروخة وغير ذات معنى, وثرثرة كلامية لا تقدم ولا تؤخر.
5. إن عدم الإقرار بشرعية وحق أي من المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان وكل مكان يتعرض للظلم والاعتداء والاضطهاد ما هو إلا نفاق, أو صمت غير محمود.
6. إن مجريات محاكمة الرئيس صدام حسين ومعاونيه عززت القناعة لدى غالبية شعوب العالم وحتى داخل أوساط المجتمع الأمريكي والبريطاني أن المحكمة مهزلة والمدعي العام ومعاونيه أفاقين ودجالين ومزيفين للحقائق ومشوهين لصورة العدالة والقضاء. وأن كل من القاضي رءوف رشيد والقاضي الجديد محمد العريبي المجيد أسوأ القضاة ويسيئون للقضاء والعدالة وهم أقرب إلى رؤساء عصابة تمتهن الإجرام واللصوصية وتزوير العملات وترويج المخدرات وتزييف الوقائع والأحداث والحقائق. وأن هؤلاء مع أمثالهم ألحقوا العار بالعدالة والقضاء والمحاكم وبالإنسانية والشعب الأمريكي ومختلف العقائد والأديان. وأن الرئيس صدام حسين ومعاونيه المعتقلين نجحوا في فضح أكاذيب الإدارتين البريطانية والأمريكية والعملاء . وأنهم في سجونهم أقوى من بوش وطوني بلير ووزرائهم وهم في سدة الرئاسة. وكل يوم تكتشف ملحق بهم من مظالم. بينما تنصب الاتهامات على كل من طوني بللير وجورج بوش والخونة والعملاء لتثبت عليهم الإدانة.
7. أن خطاب سعد الحريري في هذا الحشد وبجو حافل بالأبهة كان إساءة لشهر رمضان وإساءة لشرف كل من يدعي أنه مؤمن بالله ويصوم الشهر إيمانا واحتسابا, أو يدعي أنه شريف ووطني, ولا يفاخر بوجوده في هذا الحفل أو يصدق ما قاله الشيخ سعد الحريري صديق بوش وشيراك الذين دعموا العدوان إلاسرائيلي على لبنان سوى عدو لله أو مضلل أو مخدوع أو أخذ على حين غرة حين حضر وهو جاهل لطبيعة الحفل ومجرياته والإسراف على موائد لا تليق بتعاليم هذا الشهر الفضيل وفي وقت لم تمسح جراح المصابين من العدوان الإسرائيلي الغاشم. في حين أن كل من حضر أو شارك أو مثل بوفد وحزب أو أناب بديلا عنه في مهرجان انتصار المقاومة اللبنانية الذي أقامه حزب الله هم من الشرفاء ومن المؤمنين ووطنيين ومخلصين ولا تشوبهم شائبة.
8. إن الذين يناصبون الرئيس بشار الأسد العداء ويصطفون مع بوش وشيراك و الفاسدين والعملاء في مناصبته العداء إما ضالين أو مخدوعين أو مغرر بهم أو خونة وعملاء.
9. إن من يقدم الدعم والأموال للخونة والعملاء وبعض الليبراليين الجدد المتصهينين ولدعاة الانفصال في العراق ودعاة تقسيم العراق ماهم إلا بعض ممن يحاربون الله ورسوله.
10. إن من يصدق أو يعتقد أن الادارة الأمريكية ستنشر الحرية والديمقراطية والإصلاح, وتحفظ له حقوق الإنسان والحياة الكريمة وتحقق التنمية لبلاده ما هو إلا أشبه بمن يقف بذل أمام أصنام اللات والعزى ومنوة يتزلف إليهم ويستجديهم تحقيق أمانيه. أو من يعتقد أنه قادر على تحرير بلاده من القوات الأمريكية من دون مقاومة ما هو إلا واهم وحالم أو خائن وعميل. وأشبه بمن يحاول إقناعنا بأنه قادر على انتزاع السلام والأمن من إسرائيل بمساعدة الادارة الأمريكية وبقده الجميل ولون مقلتيه وصداقته لبوش. وأنه قادر على جعل السلام واقعا يعيشه ويحياه شعبه دون دعم فصائل المقاومة وجهودها. مع سعيهم لتجريد فصائل المقاومة من كل سلاح . ومتنكرين لتضحياتهم ودماء شهدائهم وأرمالهم ويتم أطفالهم, ودفعهم للاعتراف بإسرائيل. مع الرضوخ لمشيئة الادارة الأمريكية, والقبول بتنفيذ بعض القرارات الظالمة والمجحفة بحق الوطن والمواطن. وهؤلاء أشبه بمن يضع أبريق الماء تحت ضوء القمر أو نور مصباح الجيب الكهربائي ويجلس منتظرا أن يغلي له هذا الضوء أبريق الماء ليحتسي فنجان من القهوة أو الشاي.
11. إن غض الطرف أو إهمال أو محاولة التنصل مما يعانيه الشعب العراقي على يد القوات المحتلة للعراق وقوات الحكومة العميلة من شرطة وجيش وثني من عمليات قتل وخطف وتعذيب وتمثيل بأجساد العراقيين وهم أحياء لا يرضي الله ولا أي دين.
12. إن الإساءة لأي دين ونبي وخاصة الدين الإسلامي الحنيف ورسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه. وكذلك إشعال الفتن بين الأديان والطوائف والمذاهب عمل من عمل الشيطان لا يقوم به إلا كل حاقد وداع لكراهية والبغضاء ليشعل نيران الحروب الدينية والطائفية والمذهبية. والتغاضي عن أمثال هؤلاء من مثيري الفتن سلوك مرفوض.
لا أريد الإطالة فشهر رمضان شهر فضيل تنزل فيه القرآن وبعض الكتب السماوية الأخرى . وعلينا استغلاله في العبادات لنزداد تقربا من الله . ونعود إلى رشدنا ونهجر طرق الغي. ونتوقف عن انتهاج مواقف وسياسات خاطئة ومشبوهة لا تفيد سوى قوات الاحتلال وقوى الاستعمار والصهيونية وإسرائيل وهي ما تحضنا عليهم الشياطين. ناسين أو متناسين أنها تغضب الله رب العالمين. فهل سنتقي الله حق تقاته ونسير على الصراط المستقيم بدأ من شهر رمضان الكريم؟
الجمعة 29/9/2006م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم







آخر تعديل المحامي عارف الشعَّال يوم 09-12-2009 في 08:55 AM.
رد مع اقتباس
قديم 01-10-2006, 11:45 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الشحات مرزوق المحامي
عضو مساهم نشيط جدا

الصورة الرمزية الشحات مرزوق المحامي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


الشحات مرزوق المحامي غير متواجد حالياً


افتراضي الليل فى رمضان

الليل في رمضان‏ له فعلا مذاقا خاصا يختلف عن جميع ليالي السنة‏,‏ فقد يقوم الإنسان كثيرا وطويلا ليلا علي مدي السنة‏,‏ إلا أن من خصوصيات رمضان أن تجد القيام سهلا علي جميع الناس‏,‏ حتي إنك لتجد بعض من لا يصلي الفرائض في غير رمضان يصلي القيام فيه‏.‏

وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم‏:‏ من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه‏,‏ وقال الشيخ الألباني رحمه الله‏:‏ هذا الترغيب وأمثاله بيان لفضل هذه العبادات‏,‏ بأنه لو كان علي الإنسان ذنوب‏,‏ فإنها تغفر له بسبب هذه العبادات‏,‏ أما إذا لم يكن للإنسان ذنب‏,‏ يظهر هذا الفضل في رفع الدرجات‏,‏ كما في حق الأنبياء المعصومين من الذنوب‏.‏ فقد جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال‏:‏ يارسول الله‏,‏ أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله‏,‏ وصليت الصلوات الخمس‏,‏ وأديت الزكاة‏,‏ وصمت رمضان وقمته‏,‏ فمن أنا؟ قال رسول الله‏:‏ من الصديقين والشهداء‏.‏

وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام‏:‏ عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم‏,‏ ومنهاة عن الإثم‏,‏ ومطردة للداء عن الجسد‏,‏ ومن هذا الحديث تتضح مناقب قيام الليل‏,‏ وأنه منهاة عن الإثم‏,‏ لأن القلب الذي استشعر في الليل وهو قائم رؤية الله له ومباهاته به لا يصبح فيعصي الله‏,‏ أو كما قال الحسن‏:‏ من أحسن في ليله كوفئ في نهاره‏,‏ ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله‏.‏

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم‏:‏ إذا قام الرجل من الليل يصلي فغلبته عيناه فنام في سجوده‏,‏ فإن الله يقول لملائكته‏:‏ انظروا يا ملائكتي‏,‏ هذا عبدي روحه عندي‏,‏ وجسده بين يدي‏,‏ اكتبوا له قيامه‏,‏ واجعلوا نومه صدقة مني عليه‏,‏ فالله عز وجل يباهي ملائكته بساجد نائم‏,‏ فما بالنا بالمتيقظ المقاوم؟

دعاء‏:‏ إلهي‏..‏ كيف أمتنع بالذنب عن الدعاء‏,‏ ولا آراك تمتنع مع الذنب عن العطاء؟‏!‏ فإن غفرت فخير راحم أنت‏,‏ وإن عذبت فغير ظالم أنت‏,‏ إلهي أسألك تذللا‏,‏ فاعطني تفضلا‏
ورمضان كريم







التوقيع

"الهي أذقني طعم عفوك يوم لابنون ولامال هناك ينفع"
مع تحيات ابن النيل0000000الشحات مرزوق المحامى

رد مع اقتباس
قديم 16-10-2006, 03:09 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المحامية علياء النجار
عضو أساسي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية علياء النجار غير متواجد حالياً


افتراضي رمضان شهر التأمل الذاتي

رمضان شهر التأمل الذاتي
محمد إبراهيم زيدان
لو تأمل كل إنسان في ذاته، واستقرأ حياته وأوضاعه، لوجد أن له أفكاراً يتبناها، وصفات نفسية وشخصية يحملها، وسلوكاً معيناً يمارسه، وأنه يعيش ضمن وضع وقالب يؤطر حياته الشخصية والاجتماعية.

ورغم حاجة الإنسان إلى هذه المكاشفة والمراجعة، إلاّ أن أكثر الناس لا يقفون مع ذاتهم وقفة تأمل وانفتاح: لأسباب أهمها ما يلي:
أولاً: الغرق في أمور الحياة العملية، وهي كثيرة، ما بين ماله قيمة وأهمية، وما هو تافه وثانوي.
ثانياً: وهو الأهم، أن وقفة الإنسان مع ذاته، تتطلب منه اتخاذ قرارات تغييرية بشأن نفسه، وهذا ما يتهرب منه الكثيرون، كما يتهرب البعض من إجراء فحوصات طبية لجسده، خوفاً من اكتشاف أمراض تلزمه الامتناع عن بعض الأكلات، أو أخذ علاج معين.
دعوة إلى مكاشفة الذات:
في تعاليم الإسلام دعوة مكثفة للانفتاح على الذات ومحاسبتها، بعيداً عن الاستغراق في الاهتمامات المادية، والانشغالات الحياتية، التي لا تنتهي. فقد ورد في الأثر: (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا ))
إن لحظات التأمل ومكاشفة الذات، تتيح للإنسان فرصة التعرف على أخطائه ونقاط ضعفه، وتدفعه لتطوير ذاته نحو الأفضل. فثمرة المحاسبة إصلاح النفس.
ولعل من أهداف قيام الليل، حيث ينتصب الإنسان خاشعاً أمام خالقه، وسط الظلام والسكون، إتاحة هذه الفرصة للإنسان.
ولا يوجد شهر آخر يماثل شهر رمضان في هذه الخاصية، فهو خير شهر يقف فيه الإنسان مع نفسه متدبراً متأملاً، ففيه تتضاعف الحسنات، وتمحى السيئات كما روي عن رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الشهر فرصة عمر كبرى للحصول على مغفرة اللَّه فـ (( إن الشقي من حرم غفران اللَّه في هذا الشهر العظيم )) كما في الحديث النبوي، وقد يغفل البعض عن أن حصول تلك النتائج هو بحاجة إلى توجه وسعي.
فهذا الشهر ينبغي أن يشكل شهر مراجعة وتفكير وتأمل ومحاسبة للنفس، إذ حينما يمتنع الإنسان في هذا الشهر الكريم عن الطعام والشراب، وبقية الشهوات التي يلتصق بها يومياً، فإنه يكون قد تخلص من تلك الا نجذابات الأرضية ، مما يعطيه فرصة للانتباه نحو ذاته ونفسه، وتأتي تلك الأجواء الروحية التي تحث عليها التعاليم الإسلامية، لتحسّن من فرص الاستفادة من هذا الشهر الكريم، فصلاة الليل مثلاً فرصة حقيقية للخلوة مع اللَّه، ولا ينبغي للمؤمن أن يفوت ساعات الليل في النوم، أو الارتباطات الاجتماعية، ويحرم نفسه من نصف ساعة ينفرد فيها مع ربه، بعد انتصاف الليل، وهو بداية وقت هذه الصلاة المستحبة العظيمة، وينبغي أن يخطط المؤمن لهذه الصلاة، حتى تؤتي بأفضل ثمارها ونتائجها، فيؤديها وهو في نشاط وقوة، وليس مجرد إسقاط واجب أو مستحب، بل يكون غرضه منها تحقيق أهدافها قال عز وجل: {وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.
وقراءة القران الكريم والتي ورد الحث عليها في هذا الشهر المبارك، فهو شهر القران يقول تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ})وفي الحديث الشريف: (( لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان )) هذه القراءة إنما تخدم توجه الإنسان للانفتاح على ذاته، ومكاشفتها وتلمس ثغراتها وأخطائها، لكن ذلك مشروط بالتدبر في تلاوة القران، والاهتمام بفهم معانيه، والنظر في مدى الالتزام بأوامر القران ونواهيه.
إن البعض من الناس تعودوا أن يقرأوا ختمات من القران في شهر رمضان، وهي عادة جيدة، لكن ينبغي أن لا يكون الهدف طي الصفحات دون استفادة أو تمعن.
وإذا ما قرأ الإنسان آية من الذكر الحكيم، فينبغي أن يقف متسائلاً عن موقعه مما تقوله تلك الآية، ليفسح لها المجال للتأثير في قلبه، وللتغيير في سلوكه، ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: يا رسول اللَّه فما جلاؤها؟ قال: تلاوة القران وذكر الموت )).
وبذلك يعالج الإنسان أمراض نفسه وثغرات شخصيته فالقران {شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ}.


مجالات التأمل الذاتي:
إن حاجة الإنسان إلى التأمل والمراجعة لها أهمية قصوى في أبعاد ثلاثة:
البعد الأول: المراجعة الفكرية:
أن يراجع الإنسان أفكاره وقناعاته، ويتساءل عن مقدار الحق والصواب فيها، ولو أن الناس جميعاً راجعوا أفكارهم وانتماءاتهم، لربما استطاعوا أن يغيروا الأخطاء والانحرافات فيها، غير أن لسان حال الكثير من الناس {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} وليكن الإنسان حراً مع نفسه، قوياً في ذاته. إذا ما اكتشف أنه على خطأ ما، فلا يتهيب أو يتردد من التغيير والتصحيح.
البعد الثاني: المراجعة النفسية:
أن يراجع الإنسان الصفات النفسية التي تنطوي عليها شخصيته، فهل هو جبان أم شجاع؟ جريء أم متردد؟ حازم أم لين؟ صادق أم كاذب؟ صريح أم ملتو؟ كسول أم نشيط؟.. الخ. وليطرح الإنسان على نفسه عدداً من الأسئلة التي تكشف عن هذا البعد، مثل: ماذا سأفعل لو قصدني فقير في بيتي؟ ماذا سأفعل لو عبث الأطفال بأثاث المنزل؟ ماذا سأفعل لو حدث أمامي حادث سير؟ وكيف سيكون رد فعلي لو أسيء إلي في مكان عام؟ وكيف أقرر لو تعارضت مصلحتي الشخصية مع المبدأ أو المصلحة العامة؟
وتأتي أهمية هذه المراجعة في أن الإنسان ينبغي أن يقرر بعدها أن يصلح كل خلل نفسي عنده، وأن يعمل على تطوير نفسه، وتقديمها خطوات إلى الأمام.
البعد الثالث: المراجعة الاجتماعية والسلوكية:
أن يراجع الإنسان سلوكه وتصرفاته مع الآخرين، بدءاً من زوجته وأطفاله، وانتهاءً بخدمه وعماله، مروراً بأرحامه وأصدقائه، وسائر الناس، ممن يتعامل معهم أو يرتبط بهم.
وهذا الشهر الكريم هو خير مناسبة للارتقاء بالأداء الاجتماعي للمؤمن، ولتصفية كل الخلافات الاجتماعية، والعقد الشخصية، بين الإنسان والآخرين، وقد حثت الروايات الكثيرة على ذلك، إلى حد أن بعض الروايات تصرّح: بأن مغفرة اللَّه وعفوه عن الإنسان يبقى مجمداً فترة طويلة، حتى يزيل ما بينه وبين الآخرين من خلاف وتباعد، حتى وإن كانوا هم المخطئين في حقه، وحتى لو كان أحدهما ظالماً والآخر مظلوماً فإنهما معاً يتحملان إثم الهجران والقطيعة، إذ المظلوم منهما يتمكن من أن يبادر لأخيه بالتنازل وإزالة الخلاف،
فما أوضحها من دعوة للمصالحة الاجتماعية، وما أعظمها من نتيجة لو تحققت خلال هذا الشهر الكريم، وما أكبر منزلة تلك القلوب التي تستطيع أن تتسامى على خلافاتها، وتتصالح في شهر القرآن، من أجل الحصول على غفران اللَّه؟ من هنا يحتاج الإنسان حقاً إلى قلب طاهر متزكي، ونية خير صادقة، فاسألوا اللَّه ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة.
من جانب آخر فقد تسيطر على الإنسان بعض العادات والسلوكيات الخاطئة، ومهما كان عمقها في نفس الإنسان، والتصاقه بها، فإن الإرادة أقوى من العادة، وشهر رمضان أفضل فرصة لنفض وترك العادات السيئة الخاطئة.
فهنيئاً لمن يستفيد من أجواء هذا الشهر المبارك في المكاشفة مع ذاته، وإصلاح أخطائه وعيوبه، وسد النواقص والثغرات في شخصيته، فيراجع أفكاره وآراءه، ويدرسها بموضوعية، ويتأمل صفاته النفسية ليرى نقاط القوة والضعف فيها، ويتفحص سلوكه الاجتماعي، من أجل بناء علاقات أفضل مع المحيطين به.
وبهذه المراجعة والتراجع عن الأخطاء، يتحقق غفران اللَّه تعالى للإنسان في شهر رمضان، أما إذا بقي الإنسان مسترسلاً سادراً في وضعه وحالته، فإنه سيفوّت على نفسه هذه الفرصة العظيمة، وسينتهي شهر رمضان، دون أن يترك بصمات التأثير في شخصيته وسلوكه، وبالتالي فقد حرم نفسه من غفران اللَّه تعالى، وحقاً أن من لا يستفيد من هذه الفرصة ولا يستثمر هذه الأجواء الطيبة يكون شقياً.







التوقيع

صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الأحزاب وحده
آخر تعديل المحامي عارف الشعَّال يوم 03-11-2009 في 08:49 PM.
رد مع اقتباس
قديم 16-10-2006, 07:03 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
المحامي بهاء الدين باره
عضو مميز
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي بهاء الدين باره غير متواجد حالياً


افتراضي

اشكرك استاذه علياء على هذا الموضوع الجميل ..........ورمضان كريم ..... وأرجو ان يكون وقفة مع الذات .... وتخطيط لمستقبل فيه الخير للجميع .







آخر تعديل dbarmaster يوم 15-07-2010 في 10:07 PM.
رد مع اقتباس
قديم 16-10-2006, 07:33 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
شميسين
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي

كل عام وانتم بخير ....







رد مع اقتباس
قديم 16-10-2006, 10:34 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
المحامية علياء النجار
عضو أساسي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية علياء النجار غير متواجد حالياً


افتراضي

وانتم بالف خير
و ندعو الله ان يكون رمضان وقفة استراحة في منتصف طريق المعاناة اليومية ليكون متنفساً لمن لا يجد الهواء في حياته .....







التوقيع

صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الأحزاب وحده
رد مع اقتباس
قديم 18-10-2006, 10:55 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
المحامي ناصر الماغوط
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



110281 Imgcache هموم رمضانية

هموم رمضانية
المحامي ناصر الماغوط: ( كلنا شركاء ) 18/10/2006
في كل عام يغلِّب نفسه مجلس الوزراء السوري ويصدر بلاغا ينشر في الصحف المحلية يقول أن عطلة عيد الفطر تبدأ في الأول من شهر شوال وتستمر حتى الثالث منه. نقطة انتهى النبأ. وهذا النبأ أشبه ما يكون بقول الشاعر: وفسر الماء بعد الجهد بالماء. لأن السؤال الذي يطرح نفسه بعد قراءة هذا البلاغ هو التالي:
سؤال: يا ترى متى سيكون الأول من شوال؟
جواب: بعد نهاية رمضان مباشرة.
سؤال: طيب ومتى سينتهي رمضان؟
جواب: عندما يأتي العيد في أول يوم من شوال.
فندور في حلقة مفرغة.
وهذا يذكرنا بعادل إمام عندما قال:" فيه رمضان بيجي بالصيف وفيه رمضان بيجي في الشتاء، بينما أناـ أي سرحان عبد البصير بطل مسرحية شاهد ماشفش حاجة - خلقت في رمضان اللي بييجي بعده العيد".
أليس غريبا، مع كل توفر تقنيات العصر الحديث، أن لا نكون – كمسلمين - قادرين على معرفة بدء شهر شوال إلا في آخر لحظة من رمضان -الذي أحيانا يكون تسعة وعشرين يوما وأحيانا ثلاثين يوما، ونادرا جدا ثمانية وعشرين يوما - وذلك بوسائل بدائية هي العين المجردة.
عند الحديث عن اقتراب العيد، يجب أن نأخذ باعتبارنا أن العائلات التي تقطن خارج موطنها الأصلي سوف تسافر عائدة مدنها وبلداتها وقراها، حيث الأهل والأصدقاء، وهو ما يعني احتمال غياب أبنائهم عن مدارسهم إن تأخر العيد. والرجل والمرأة سيتركان عملهما إما بإجازة أو بغياب، ومن له مصلحة من المواطنين في دائرة عامة لا يعرف هل تنتهي قبل العيد أم بعده. وبمعنى آخر تخلق هذه الحالة من عدم التثبت بلبلة شديدة عند هذه الأسر ولدى المراجعين وأصحاب المصالح والمعاملات مع الدولة تحديدا. ويجب أن نأخذ باعتبارنا أن الكثير من الأجانب العاملين في الشركات الأجنبية في بلادنا ينظرون باستغراب شديد يصل حد السخرية إلى هذه الإشكالية، ويتساءلون دائما، لماذا لا تستطيعون حل هذه المسألة بشكل إداري سليم. معهم حق: إذا كان فقهاؤنا ربما أنهم يحرمون استخدام الوسائل التلسكوبية في تحديد أول الشهر القمري لأنهم لا يزالون يفسرون الحديث النبوي الشريف "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته" على أنه الرؤية في العين المجردة، ولم يتمكنوا من تطوير فعل الرؤية ليصبح ممكنا بالوسائل التقنية الحديثة. طيب لماذا لا يحل هذه المعضلة لنا أولياء أمورنا من كبار المسؤولين الإداريين وخصوصا في مجلس الوزراء. هذه المعضلة تستلزم مرونة كبيرة. فإذا كان متوقعا أن يكون العيد مثلا إما الأحد أو الاثنين، فليعلن مجلس الوزراء أن العطلة الرسمية تبدأ الأحد تسهيلا للأمور لأن الدين هو يسر. بذلك، سواء بدأ العيد الأحد أو الاثنين يكون الناس على بينة من أمرهم بشأن العطلة. وبهذه المناسبة دعونا نتذكر أن العطلة في الأصل كانت أربعة أيام لعيد الفطر وخمسة أيام لعيد الأضحى قبل أن تدرك حكومة عبد الرؤوف الكسم أهمية الوقت في دوائرنا الحكومية ومعاملنا العظيمة فجعلت منها ثلاثة أيام للأول وأربعة أيام للثاني.
المطلوب في هذه المرحلة أن نكون على مستوى مسيرة التحديث ونعلن أن العطلة، مثلا، تبدأ منذ التاسع والعشرين من رمضان وتنتهي في الثالث من شهر شوال، وإن كان ذلك يستلزم تعديلا قانونيا فليتم ذلك. مسألة أخرى يجب التنويه إليها أيضا هي أنه، فيما مضى، قبل عقدين من الزمن، إذا وقعت عطلة العيد، أو أي عطلة أخرى، في يوم عطلة أو تصادفت مع عطلة أخرى، كانت الحكومة تمنح العاملين يوما بديلا عنه هو أول يوم دوام تال. وللعلم هذا التقليد القانوني معمول به في معظم دول العالم المتطور، بما فيها اليابان، أكثر دولة في العالم احتراما للوقت والعمل، ومن لا يصدق فليسأل أي سفارة يابانية قريبة عليه، بينما هو غير معمول به في بلادنا التي تتميز بأن دوائرها الرسمية تعج بالعاطلين عن العمل والذين يهدرون الطاقة والأثاث وأوقات المواطنين مقابل رواتب هزيلة يتقاضونها كي لا يموتوا من الجوع.
وعودة إلى مسألة تحديد أول شهر رمضان وشوال وغيرهما من الأشهر القمرية الأخرى، لماذا لا نزال، في عصر الفضاء والذرة والتلسكوبات الهائلة والعملاقة، نلجأ إلى العين المجردة في تحديد بدء الأشهر القمرية، بينما من الثابت علميا إمكانية تحديد بداية أي شهر قمري فلكيا تحديدا دقيقا مئة في المئة ولو بعد عشرة آلاف عام.. ومن يظن أن في الأمر مبالغة فليسأل الجمعية الكونية السورية ورئيسها الأستاذ فايز فوق العادة الذي سيقنعه علميا بإمكان تحقيق ذلك وبمنتهى البساطة، فنتخلص بذلك من سخرية الآخرين واتهمامهم لنا بأننا بدائيون.
المضحك، وشر البلية ما يضحك، والأنكى من كل ذلك، نجد دولتين إسلاميتين متجاورتين: واحدة تصوم في يوم والثانية في اليوم التالي. وقد طلعوا لنا مؤخرا بموضة خطيرة جدا، إذ باتوا، حتى في الدولة الواحدة، حينما يكون هنالك سنة وشيعة مثلا، كما في لبنان والعراق، نجد أن كل طائفة تبدأ صيامها في يوم مختلف قبل أو بعد الطائفة الأخرى‍‍‍‍‍‍. أي وحدة وطنية نستحق التهنئة عليها كعرب وكمسلمين. طيب لماذا لا تتولى منظمة الدول الإسلامية حل هذه المعضلة فتتخذ قرارا بأن تكلف لجنة فنية منبثقة عنها إصدار تقويم هجري يستند إلى أساس فلكي علمي يكون ملزما لجميع الدول الإسلامية – أو إصدار تقويم هجري مناسب لكل دولة أو لكل مجموعة دول متجاورة إن اقتضى الأمر ذلك - ونكف عن هذه المهزلة المستمرة والمتواصلة، والناتجة عن إقفال باب الاجتهاد في العالم الإسلامي، وهو ما جعلنا أسرى مشاكل موروثة حلها سهل للغاية لو أعملنا العقل فيها للحظة واحدة، فنضع حدا لحالة الفوضى في إعلان شهر الصيام والفوضى الثانية في إعلان العيد. وأستغرب لماذا لا تأمر كل دولة إسلامية رعاياها من الحجاج بالوقوف على عرفة أثناء الحج وفقا لتقويمها الهجري، وبذلك كنا سنرى رعايا كل دولة يقفون على عرفة ويمارسون الطقوس الأخرى وفقا لتعليمات دولتهم.
بالله عليكم فكروا واعملوا لحل هذه المتناقضات، فنكفّ عن تسويق أنفسنا كرمز للتخلف، مع أن كل وسائل التقدم متوفرة لدينا، بما فيها الأحاديث النبوية الشريفة، التي أقل ما يقال عنها بأنها أكثر تقدمية ومعاصرة ومسايرة للزمن من كثير من الأشخاص المسلمين في عالم اليوم.







رد مع اقتباس
قديم 18-10-2006, 11:08 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
رجاء حيدر
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي

ما بعرف شو قصد الاستاذ ناصر من هيك موضوع لازم يدخل عالمنتدى
ويفصح عن نوياه
بدو ايانا نتفق يا جماعة
بدو ايانا نبطل نصير عرب
شو هالمهزلة هي
شو الحل ؟
قصدو نعيد سوا ونصوم سوا
بتظبط شي ونحن عرب ولا نخجل ؟







رد مع اقتباس
قديم 19-10-2006, 12:34 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
المحامي أحمد صالح الحسن
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي

يااستاذ ناصر
طلع علسان الدنيلا كلا شعر بهالكلام
وكل سنه .......برمضان
ولاحياة لمن تنادي...............







رد مع اقتباس
قديم 19-10-2006, 02:16 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
المحامي بهاء الدين باره
عضو مميز
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي بهاء الدين باره غير متواجد حالياً


افتراضي

اما بالنسبة لبلاغ رئاسة الوزراء معك حق مائة في المائة ..... وكنت قد وضعت موضوع بعنوان التمسوا هلال شوال لتحديد بداية عطلة عيد الفطر السعيد .

اما ماطرحت حول بداية شهر رمضان : وأقتبس :

اقتباس:
وعودة إلى مسألة تحديد أول شهر رمضان وشوال وغيرهما من الأشهر القمرية الأخرى، لماذا لا نزال، في عصر الفضاء والذرة والتلسكوبات الهائلة والعملاقة، نلجأ إلى العين المجردة في تحديد بدء الأشهر القمرية،

نقول للاستاذ العزيز ان الامور الدينية الصريحة النص لاحاجة للبحث بها طالما ثابتة بنص .... واتباعة واجب .... وقوله صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته ..وأفطروا لرؤيته ) والرؤية ليست مجازية بل بالرؤية الطبيعية ..... الى جانب انه ( وإذا غم عليكم ... فاتموا ....) اي اذا كان هناك جو غائم .... لانقول ان العلم والفضاء اثبت ...... بل نتم شهر رمضان .... لذلك لاحاجة للخوض بهكذا مواضيع .....استاذي العزيز .....


والذي يسخر بديننا ..... فأولئك يعرفونه كما يعرفون انفسهم ..... اما سخريتهم منا .... فهذا ذنبنا .... وليس ذنب الدين ...

اما عن التخلف .... فان تخلفنا عن ديننا هو سبب تخلفنا ..... والدين ليس سببا للتخلف ..... بل نحن سببه .... لاننا لسنا واثقين من انفسنا ..... ونناقش بالدين ونحن لانفهمه .... والكل يفتي ...... والكل يشرع بالدين ... والكل يستهين عليه دينه وللاسف

وللجميع احلا تحية







رد مع اقتباس
قديم 19-10-2006, 07:01 AM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
رجاء حيدر
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي

الاخ بهاء العزيز
اوافقك في بعض ما قلت واخالفك في بعض اخر

اقتباس:
اما عن التخلف .... فان تخلفنا عن ديننا هو سبب تخلفنا ..... والدين ليس سببا للتخلف ..... بل نحن سببه .... لاننا لسنا واثقين من انفسنا ..... ونناقش بالدين ونحن لانفهمه .... والكل يفتي ...... والكل يشرع بالدين ... والكل يستهين عليه دينه وللاسف

طبعا اوافقك هنا مئة بالمئة
ولكن يا استاذ بهاء
المحامي ناصر لم يق هذا
اقتباس:
فنكفّ عن تسويق أنفسنا كرمز للتخلف،

قال نف ما تقول لماذا تخالفه الراي د
لم يقل ان ديننا هو سبب تخلفنا كما تنفيه انت
هذا ما قاله وهذا يعني اننا نحن من نسوق التخلف ولم ياتي عى ذكر الدين الحنيف







رد مع اقتباس
قديم 19-10-2006, 12:14 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
المحامي ناهل المصري
مدير عام

الصورة الرمزية المحامي ناهل المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي ناهل المصري غير متواجد حالياً


افتراضي

أنا عندي اقتراح بتصوري بيحل المشكلة تماماً

فبغض النظر عن المسألة الشرعية ورؤية الهلال وتحديد بدء شوال ........ يتم اعتبار رمضان بالنسبة للدولة وبالنسبة لمسألة العطلة تحديداً 29 يوم دائماً وتكون عطلة عيد الفطر أربعة أيام ...

فإذا جاء رمضان 30 يوم كان يوم الوقفة أو أخر يوم عطلة ..... وكانت العطلة يوم من رمضان و3 من شوال........

أما إذا جاء رمضان 29 يوم فتكون العطلة أربعة أيام من شوال......

أما بالنسبة لعيد الأضحى فأعتقد أنه لا مشكلة لأن تحديده يتم من قبل المملكة السعودية وتتبعها كل الدول العربية والإسلامية في ذلك كون الأمر بتحديد يوم وقفة عرفات ومناسك الحج...







التوقيع


يعجبني الصدق في القول والإخلاص في العمل وأن تقوم المحبة بين الناس مقام القانون
رد مع اقتباس
قديم 19-10-2006, 07:38 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
المحامي بهاء الدين باره
عضو مميز
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي بهاء الدين باره غير متواجد حالياً


افتراضي

الاخت رجاء ... الكاتب اعتبر ... تطبقنا للنص الصريح ..دون الرجوع للجمعية الكونية تخلفا .... كما اعتبر التباين في اثبات رمضان في بعض الول الاسلامية دون الاخر ... كذلك تخلفا .... وباعتقادي ...ياليت الاستاذ .... تعمق بالموضوع .... لوجد ان هناك حكمة الاهية بالامر .... والموضوع ليس مجرد دخل الشهر ... او لم يدخل ...

لك تحياتي ..... وشكرا لخلافك معي بالرأي ... فإن في ذلك تبيان للحقيقة .







رد مع اقتباس
قديم 19-10-2006, 10:47 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
رجاء حيدر
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي

الاخ بهاء المحترم والذي اقدره حق التقدير
الكاتب اعتبر ما تقوله تخلفا صح
لكن استاذ بهاء هل الزمن من1400 سنة مثل الزمن الحاضر
اغلب الظن والله واعلم لو كانت في وقتها الجمعية العلمية السورية هل تعتقد ان الرسول الكريم لن يحض على استخدامها
بما ان الزمن تطور فهو يعد اسلوب بدائي يا استاذ بهاء
يعني نحن لم نعد نعيش نفس الاساليب والعادات كل شيئ بالمجتمع تغير
ما المانع يا استاذ بهاء في استخدام الجمعية العلمية واستخدام العلم في كشف شهر رمضان طالما لا يخل ولا يخالف الشرع والنص في الذكر الحكيم
من جملة ما تطور يمكن ان نستخدم التقنيات الحديثة طالما هي لا تخالف بل تساعد
يغني هاه ............!!!!!!!!!!!!!!!!
والله بغني ..........اغنية نجوى كرم.............. شو المانع يا عيني
وبطالع كل اللي بالمنتدى اذا غنيت الكل بيهرب
بس مو لدرجة انو صوتي نزل بالقرآن .......هاه !!!!!!
رمضان كريم وانشالله العيد الي جاي منكون.......................







رد مع اقتباس
قديم 17-09-2007, 06:04 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
المحامية علياء النجار
عضو أساسي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية علياء النجار غير متواجد حالياً


افتراضي رمضانيات - الاخلاص عنوان الصوم

الاخلاص عنوان الصوم



أحلى اُعطيات الصوم وأغلى معانيه : الإخلاص ، والإخلاص لله خَلاصٌ وتجرد بعيداً عن أوحال الأرض.
والصومُ هو العبادة الوحيدة التي خُصت بالنسبة إلى الله " إلا الصيام فإنه لي "

قال الإمام أحمد : لا رياء في الصوم. فلا يدخله الرياء في فعله، من صفى صفى له، ومن كدّر كدّر عليه، ومن أحسن في ليله كوفي في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفي في ليله، وإنما يكال للعبد كما كال.
والجنة لا تطلب إلا قلباً خالصاً لله
والصوم يُعلّم الناس الإخلاص ، فما صام مُنافق مرائي .
والغاية الواحدة في مصطلح القرآن هي الإخلاص وهي محور دعوات الرُسل قال تعالى : { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبدالله مخلصاً له الدين ..}الزمر: 2 { قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين} الزمر: 11 { قل الله أعبدُ مُخلصاً له ديني..} الزمر: 14 {وادعوه مُخلصين له الدين..} الأعراف: 29. { فادعوه مخلصين له الدين..} غافر:14.
والإخلاصُ : التعرّي عما دون الله ونسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق .. أن يكون سكونُ العبد وحركاته لله تعالى خاصة وإخراج الخلق عن مُعاملة الرب . والاخلاص أشد شيء على النفس لأنه ليس لها فيه نصيب كما سهل.
والصدق في الإخلاص من أشد الأمور على النفوس ،
يقول سفيان الثوري : " ما عالجتُ شيئاً عليّ أشد من نيتي ، إنها تتقلب عليّ " .


تفيضُ نفوسٌ بأوصابها * * * وتكتُم عُوادها ما بها
وما أنصفت مُهجةً تشتكي *** جواها إلى غير أحبابها

"شجرةُ الإخلاص أصلُها ثابت ، لا يضرها زعزع ( أين شركائي ) ، وأما شجرة الرياء فاجتُثت عند نسمة ( وقفوهم )..

لريح المخلصين عطرية القبول، وللمرائي سموم النسيم، نفاقُ المنافقين صيّر المسجد ( لا تقم فيه أبداً ) وإخلاصُ المُخلصين رفع قدر ( رُبَّ أشعث أغبر ) .
فيا أسفا ذهب أهل الاخلاص والتحقيق وبقيت بنيات الطريق، رحل والله السادة وبقي قرناء الرياء والوسادة.

ذم المنازل بعد منزلة اللوى .. والعيش بعد أولئك الأقوام


كم بذل نفسه مُراءٍ لتمدَحَهُ الخلائق فذهبت والمدح ، ولو بذلها للحق لبقيت والذِكر ، المُرائي يحشو جراب العمل رملاً فيُثقلُه ولا ينفعه ..
ريح الرياء جيفة تتحاماها مسا القلوب.
لما أخذ دُود القزّ ينسُجُ أقبلت العنكبوت تتشبه وقالت : لك نسجٌ ولي نسج ، فقالت دُودةُ القز : ولكن نسجي أرديَةُ بناتِ المُلوك ونسجُكِ شبكة الذباب ، وعند مسّ النسيجين يبين الفرق .
إذا اشتبكت دُموعٌ في خُدود تبيّن من بكى ممن تباكا

والأمةُ أحوجُ ما تكونُ إلى إخلاص ابنائها ، قال صلى الله عليه وسلم : " إنما ينصرُ اللهُ هذه الأمة بضعيفها ، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم " .
وفيه خلاص الأمة ورفعتها، عن أُبيّ بن كعب – رضي الله عنه – قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " بشّر هذه الأمة بالسناء والدين ، والرفعة والتمكين في الأرض ، فمن عمل منهم عملَ الآخرة للدُنيا لم يكن له في الآخرة نصيب " . وفي رواية للبيهقي قال رسول الله هذه الأمة بالتيسير والسناء والرفعة بالدين والتمكين في البلاد والنصر، فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا، فليس له في الآخرة نصيب"

ما أحوجنا إلى الصيام والاخلاص، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما يبعث الناس على نياتهم" وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما يحشرالناس على نياتهم" ما أحوجنا إلى الفرار من الرياء والصيام خير عون، عن عبد الله بن عمرو ( رضي الله عنهما) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سمع الناس بعمله سمع الله به مسامع خلقه وصغره وحقره "
وقال صلى الله عليه وسلم : " ثلاثٌ لا يُغل عليهن قلبُ امريء مُؤمن : إخلاص العمل لله ، والمُناصحة لأئمة المُسلمين ، ولُزوم جماعتهم ، فإن دُعاءهم يُحيط من ورائهم " .
ولو لم يكُن في الإخلاص إلاّ طردُ الخيانة والحقد من القلب لكفاه شرفاً ، فكيف والأعمال ميّتةً بدُونه ، وقِشرُ خالٍ من اللُباب سواه .

ومن هُنا تأتي أهمية الصوم ومعناه الكبير ! إذ كُل عبادةٍ سواه قد يدخلها الرياء حتى الصلاة خير الأعمال قد يدخلها الرياء .
عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال : خرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكرُ المسيح الدجال ، فقال : " ألا أُخبركُم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال " ؟ فقلنا : بلى يا رسول الله ! فقال : " الشركُ الخفيّ : أن يقوم الرجل فيُصلي ، فيُزيّن صلاته لما يرى من نظر رجل " .


إذا كان يوم القيامة ينزل على العباد ليقضي بينهم ، وكل أُمةٍ جاثية ، فأول من يُدعى به رجلٌ جمعَ القرآن ، ورجل قُتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال ، فيقول الله عزوجل للقاريء : ألم أُعلّمك ما أنزلتُ على رسولي ؟ قال : بلى يارب ، قال : فما عمِلت فيما علمت ؟ قال : كُنتُ أقوم به آناء الليل وآناء النهار ، فيقولُ الله عزوجل : كذبت ،وتقول له الملائكة : كذبت ، ويقول الله تبارك وتعالى : بل أردتَ أن يُقال فلان قاريء وقد قيل ذلك ، ويُؤتى بصاحب المال فيقول الله عزوجل : ألم أُوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ، قال : بلى يارب قال : فماذا عملت فيما أتيتك ؟ قال : كنتُ أصلُ الرحم ، وأتصدق فيقول الله له : كذبت ، وتقولُ الملائكة : كذبتَ ، ويقول الله تبارك وتعالى : بل أردتَ أن يُقال فلانٌ جواد وقد قيل ذلك ، ويُؤتى بالذي قُتل في سبيل الله فيقولُ الله له : فيم قُتلت : فيقولُ : أي ربّ أمرت بالجهاد في سبيلك ، فقاتلتُ حتى قُتلت ،فيقول الله له : كذبتَ ، وتقولُ الملائكة : كذبت ويقول الله : بل أردتَ أن يُقال : فلانُ جريئ فقد قيل ذلك ، ثم ضربَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رُكبتي ، فقال : " يا أبا هريرة أُولئك الثلاثة أولُ خلقِ الله تُسعّرُ بهم النار يوم القيامة " ،

قال الوليد أبو عُثمان المديني : وأخبرني عُقبة أن شُفيّاً هو الذي دخل على مُعاوية فأخبره بهذا ، قال أبو عُثمان : وحدثني العلاء بن أبي حاتم أنه كان سيّافاً لمُعاوية : قال : فدخل عليه رجل فأخبره بهذا عن أبي هُريرة ، فقال مُعاوية : قد فُعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس ؟!! ثم بكَى مُعاوية بُكاءً شديداً حتى ظننا أنه هالك ، وقُلنا قد جاءنا هذا الرجل بشر ، ثم أفاق مُعاوية ومسح عن وجهه ، وقال : صدق اللهُ ورسوله : " من كان يُريدُ الحياةَ الدُنيا وزِينَتَهَا نُوَّفِّ إليهم أَعمالَهُم فيها وهُم فيها لا يُبخَسُون * أُولئك الذين ليس لهم في الآخرةِ إلاّ النار وحبِطَ ما صَنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون } .

فكيف بمن بقي من الناس ..

لا نجاة إلا بالإخلاص .

فياللصوم من عبادةٍ أُسُها ولُحمتُها وسداها الإخلاص وفيه من النيران الخلاص .







التوقيع

صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الأحزاب وحده
آخر تعديل dbarmaster يوم 15-07-2010 في 10:09 PM.
رد مع اقتباس
قديم 17-09-2007, 10:43 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
المحامية ديمة حمو سندس
عضو مساهم نشيط
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية ديمة حمو سندس غير متواجد حالياً


افتراضي Re: رمضانيات - الاخلاص عنوان الصوم

سلمت يداك يا اختاه
سلمك الله من كل سوء
جزاك الله الف خير
كلماتك يا غالية كلمات من نور اتمنى ان نكون جميعآ مخلصين النية لله تعالى







التوقيع

(بسم الله الرحمن الرحيم
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم
صدق الله العظيم)
من خاف الله خافه كل شئ
ومن يتوكل على الله فهو حسبه

رد مع اقتباس
قديم 18-09-2007, 05:32 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
المحامية علياء النجار
عضو أساسي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية علياء النجار غير متواجد حالياً


افتراضي Re: رمضانيات - الاخلاص عنوان الصوم

لمرور كلماتك الطيبة مدلول طيب استاذة ديما ..
كل عام و انت بخير ..







التوقيع

صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الأحزاب وحده
رد مع اقتباس
قديم 18-09-2007, 05:38 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
أحمد العساف
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي رمضانيات - أكرم به من ضيف ومعلم

أكرم برمضان من ضيفٍ و معلم ..





إكرام الضيف عادة عربية أصيلة لا يهجرها إلا لئام الناس، وقد جاء الإسلام مؤكداً عليها ورافعاً شأنها، وإجلال المعلم مسلَّمة عقلية لا تتخلف إلا عند من لا عقل له، وللعلم وأهله احتفاء كبير وظهور بارز في النصوص الشرعية المقدسة وفي تراث أمتنا الخالد . والشأن أعظم مع ضيف يعطي ويضاعف ولا يأخذ أو يستوهب والأمر آكد مع معلم صادق يربي ويعلم في كل لحظة ولا يكتم أو يغير من الحق شيئاً. وشهر رمضان الأغر هو الضيف الكريم ، عزيز يحل على المسلمين مرة كل سنة ولا يفارقهم إلا وقد علمهم ما يستفيد منه كل من كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد.

والضيف عند الكرماء يُتلقى ويُستقبل ساعة حضوره بالحفاوة والبشر والسعادة وبكل ما يرغبه الضيف ويحبه؛ وليس من عادات الناس " حساب " وقت قدوم الضيف بل متى جاء استقبل، ولا يجمل بالكرام تسفيه الضيوف واقتراف ما يخالف حق ضيافتهم.

وأما المعلم فيستفاد من علمه وآثاره ويقتبس من أدبه وإشراقاته؛ وحقيق بنا معاشر الطلاب ألا نسيء للمعلم بالانصراف عنه إلى متع زائلة ولذائذ متحولة، وواجب علينا ألا ندع المعلم وحيداً وننساق خلف أهل المجون والفسوق لأننا حينها سنخسر مرتين: فوات العلم وضياع العمر بالسفاسف.

ومن تقدير الضيف والمعلم ألا يعمل أحد بحضرته ما يكره أو ما يسوءه؛ والعجب يتوالى من أناس لا تحلو لهم المعاصي إلا في رمضان؛ ويزداد العجب من فئات يتمالئون على إفساد فرحة قدوم الضيف وصرف المضيفين والمتعلمين عن علومه وفيوضه ونفحاته،
ووالله لو أن هذا الضيف احتجب عن الناس أو ارتفع من دنياهم بسبب هذا السوء المتناسل والبلاء المتتايع لما كان أمراً مستكثراً منه؛ غير أن فضل الله بعباده ورحمته بهم اقتضت ألا يكون ارتفاع أو احتجاب ونضرع إلى الرحمن الرحيم ألا يحرمنا بركة هذا الموسم وخيريته.

ومن العلوم الرمضانية الجليلة:
تغيير العادات، وليس أضعف من إنسان تأسره عادة ولا أصعب من حياة تسير على نمط واحد فقط. وفي تغيير العادات تكييف على العيش مع أكثر من حال دون الإدمان على حالة واحدة طوال العمر ومن غير صعوبة الانفكاك عن بعض المرفهات.

ومن خيرات رمضان بعد كسر العادات:
الانتصار على الشهوات، فللبطن واللسان والعين والأذن شهوات قد يعتقد صاحبها أن لا خلاص منها فيأتي رمضان مفنداً هذه الحيلة الشيطانية والأكذوبة النفسية ويقول للناس: ها قد صبرتم ساعات وأياماً فمتى تقلعون عما حرم الله؟

ولا تنكسر العادة وتخف دواعي الشهوة إلا بصبر جميل، والصبر قيمة إيجابية لا سلبية وقوة لا ضعف وعمل لا نكوص وكم نحن بحاجة لتعلم الصبر وفنونه وطول النفس والانتظار حتى نصبر على تقويم أنفسنا وننتظر نضوج مشاريعنا على نار هادئة؛ وينتسب جزء من بلاء الأمة لمن لم يصبر فاستعجل!

وإذا ما حل الأضياف في مكان كانوا سبباً في إزالة الشحناء والتواصل بين المتقاطعين وتجاور الفرقاء وربما تبادلوا الأحاديث الودية، فلم لا نجعل من هذا الموسم المعظم فرصة لإزالة ما بنفوسنا من محن وخلافات على مستوى الأفراد والتجمعات والدول .


وإذا حضر العلماء في مكان فخير ما يتدارس ويتلى كتاب الله العزيز المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد درجت تسمية رمضان بشهر القرآن والتلاوة ففي التراويح والقيام قرآن يتلى وفي المساجد والبيوت وكل مكان شريف يحرص المسلمون على قراءة كتاب ربهم واستزادة من الإيمان، ولا غرو فرمضان شهر القرآن فيه نزل وفيه تدارسه الأمينان: محمد وجبريل - عليهما السلام -. وليت كل واحد منا يلتزم بختمة شهرية كأثرٍ مبارك وذكرى حسنة لهذا الموسم الميمون.

وحين يهم المعلم بالرحيل يحرص نبهاء الطلاب على الالتصاق به حتى لا يفوتهم منه لحظة ليظفروا منه بعلم غزير وفضل كبير خاصة إذا كان المعلم يزداد عطاءه بالتقادم؛ وهكذا هذا الشهر الأجَّل فلا تزيده الأيام إلا روحانية يتفطن لها الموفق ويغفل عنها راغم الأنف.
وبعض الناس يجتهد أول الأيام حتى يكاد أن ينقطع، وينقطع آخر الأيام مع أن أواخر رمضان خير من أوائله؛ ويكفي الأواخر شرفاً ليلة القدر التي تحتاج إلى استقبال خاص وترقب .

ومقت العلماء شأن البطالين وكره الضيفان عادة البخلاء واجتماع الخصلتين لا يكون إلا من شرار الناس وبغضاء الخلق.
وقد بلينا والبلاء يزداد- بأقوام ينتسبون لديننا عقدوا عزمهم على تنغيص الفرحة بهذا الضيف الكريم وتقليل الاستفادة من هذا المعلم الجليل بمهازل فنية ساقطة يجتمع فيها الفحش والكذب والافتراء والتماجن ويكفيك من شر سماعه؛ وليس من وقت يكثر فيه فضاء الإعلام في بلاد المسلمين مثل ما يكون أيام رمضان ليقوم شياطين الإنس مقام إخوانهم من مردة الجن والشياطين، ولو أن أحداً أهان ضيفنا الشخصي أو أزرى بمقام معلمينا لهجرنا هذا المهين المزدري، فواعجباً من مسلمين يحتفون بهذه القنوات الهابطة التي يزداد سمها في رمضان. والمتأمل في عدد البرامج الإعلامية المخصصة لرمضان لا يسعه أن يحسن الظن بهذه الوسائل ولا بملاكها ولا بمن أطلق لهم العنان أو سن لهم هذه الخطى الخبيثة؛ وبالله العظيم نستدفع البلايا ثم بالغيورين من أهل العلم والسلطان؛ فهل من غيرة إسلامية وغضبة عربية تعيد لضيفنا بهاءه وتحفظ لمعلمنا قدره؟

ولا يفوت التأكيد على أن رمضان فرصة لأهله ومكرميه وطلابه لينفضوا عن أنفسهم غبار كل مخذل ومرجف وينطلقوا في أرض الله الواسعة وفضاءه الرحب لتعليم الخلق ودعوة الناس إلى الله والدار الآخرة؛ ففي النفوس إقبال وفي الأرواح تآلف وإن كان النداء لباغي الخير لنفسه مرة واحدة فهو للعاملين لدينهم ألف مرة ..
فحيّا على ميدان لو أحسنا استغلاله لما بقينا في ذيل الأمم علماً وحضارة؛ ولما استولى على وسائلنا أسافلنا؛ ولما كان ديننا ونبينا - عليه الصلاة والسلام - وكتاب ربنا وأبنائنا كلئاًً مباحاً لكفار لا يخافون العاقبة، ولنجعل من رمضان بداية الانطلاقة الكبرى لمجد عريض وعزة عظمى فرمضان شهر النصرة على النفس وعلى الأعداء.
أحمد العساف
نقلته للمنتدى المحامية علياء النجار







آخر تعديل dbarmaster يوم 15-07-2010 في 10:11 PM.
رد مع اقتباس
قديم 18-09-2007, 11:07 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
المحامية ديمة حمو سندس
عضو مساهم نشيط
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية ديمة حمو سندس غير متواجد حالياً


افتراضي Re: رمضانيات - أكرم به من ضيف ومعلم

سعادتي بك اختاه لا توصف
ليس لي للتعبير عنها سوى الدعاء لله تعالى ان تكون تلك الصالحات كالطود العظيم بميزان حسناتك يوم الدين
لان الله جل وعلا يربي الصدقات واجمل الصدقات تلك العبر والكلمات النورانية التي نسمعها بعضنا بعضآ لكي نتدبر علنا نفز برضا الله ورضوانه
ربنا انك عفو كريم فاعف عنا







التوقيع

(بسم الله الرحمن الرحيم
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم
صدق الله العظيم)
من خاف الله خافه كل شئ
ومن يتوكل على الله فهو حسبه

رد مع اقتباس
قديم 20-09-2007, 12:00 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
المحامية علياء النجار
عضو أساسي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية علياء النجار غير متواجد حالياً


افتراضي حدثٌ في رمضان

غزوة فتح مكة ( 8 هـ )

سبب الغزوة‏‏

ذكر في وقعة الحديبية أن بنداً من بنود هذه المعاهدة يفيد أن من أحب أن يدخل في عقد محمد صلى الله عليه وسلم وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وأن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءاً من ذلك الفريق، فأي عدوان تتعرض له أي من تلك القبائل يعتبر عدواناً على ذلك الفريق‏.‏

وحسب هذا البند دخلت خُزَاعَة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وصارت كل من القبيلتين في أمن من الأخري، وقد كانت بين القبيلتين عداوة وتوترات في الجاهلية، فلما جاء الإسلام، ووقعت هذه الهدنة، وأمن كل فريق من الآخر ـ اغتنمها بنو بكر، وأرادوا أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فخرج نَوْفَل بن معاوية في جماعة من بني بكر في شهر شعبان سنة 8 هـ، فأغاروا على خزاعة ليلاً، فأصابوا منهم رجالاً، وتناوشوا واقتتلوا، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح، وقاتل معهم رجال من قريش مستغلين ظلمة الليل، حتى حازوا خزاعة إلى الحرم

لا شك أن ما فعلت قريش وحلفاؤها كان غدراً محضاً ونقضاً صريحاً للميثاق، ولذلك أحست قريش بغدرهاً، وقررت أن تبعث قائدها أبا سفيان ممثلاً لها ليقوم بتجديد الصلح‏.‏

وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بما ستفعله قريش إزاء غدرتهم‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العَقْدَ، ويزيد في المدة‏)‏‏.‏
ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً، ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ما أنا بفاعل‏.‏ ثم أتي عمر بن الخطاب فكلمه، فقال‏:‏ أأنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فوالله لو لم أجد إلا الذَّرَّ لجاهدتكم به، ثم جاء فدخل على على بن أبي طالب، وعنده فاطمة، وحسن، غلام يدب بين يديهما، فقال‏:‏ يا علي، إنك أمس القوم بي رحماً، وإني قد جئت في حاجة، فلا أرجعن كما جئت خائباً، اشفع لي إلى محمد، فقال‏:‏ ويحك يا أبا سفيان، لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه‏.‏ فالتفت إلى فاطمة، فقال‏:‏ هل لك أن تأمري ابنك هذا فيجير بين الناس، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر‏؟‏ قالت‏:‏ والله ما يبلغ ابني ذاك أن يجير بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وحيئذ أظلمت الدنيا أمام عيني أبي سفيان، فقال لعلى بن أبي طالب في هلع وانزعاج ويأس وقنوط‏:‏ يا أبا الحسن، إني أري الأمور قد اشتدت علي، فانصحني، قال‏:‏ والله ما أعلم لك شيئاً يغني عنك‏.‏ ولكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس، ثم الْحَقْ بأرضك‏.‏ قال‏:‏ أو تري ذلك مغنياً عني شيئاً‏؟‏ قال‏:‏ لا والله ما أظنه، ولكني لم أجد لك غير ذلك‏.‏ فقام أبو سفيان في المسجد، فقال‏:‏ أيها الناس، إني قد أجرت بين الناس، ثم ركب بعيره، وانطلق‏.‏


التهيؤ للغزوة ومحاولة الإخفاء‏‏

يؤخذ من رواية الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عائشة ـ قبل أن يأتي إليه خبر نقض الميثاق بثلاثة أيام ـ أن تجهزه، ولا يعلم أحد، فدخل عليها أبو بكر، فقال‏:‏ يابنية، ما هذا الجهاز‏؟‏ قالت‏:‏ والله ما أدري‏.‏ فقال‏:‏ والله ما هذا زمان غزو بني الأصفر، فأين يريد رسول الله‏؟‏ قالت‏:‏ والله لا علم لي، وفي صباح الثالثة جاء عمرو بن سالم في أربعين راكباً، وارتجز‏:‏ يا رب إني ناشد محمداً‏.‏‏.‏‏.‏ الأبيات‏.‏ فعلم الناس بنقض الميثاق، وبعد عمرو جاء بديل، ثم أبو سفيان، وتأكد عند الناس الخبر، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاز، وأعلمهم أنه سائر إلى مكة، وقال‏:‏ ‏(‏اللّهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها‏)‏‏.‏

وزيادة في الإخفاء بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قوامها ثمانية رجال، تحت قيادة أبي قتادة في أول شهر رمضان سنة 8 هـ ؛ ليظن الظان أنه صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى تلك الناحية، ولتذهب بذلك الأخبار، وواصلت هذه السرية سيرها، حتى إذا وصلت حيثما أمرت بلغها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة، فسارت إليه حتى لحقته‏.‏

وكتب حاطب بن أبي بَلْتَعَة إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، ثم أعطاه امرأة، وجعل لها جُعْلاً على أن تبلغه قريشاً، فجعلته في رأسها، ثم خرجت به، وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث علياً والمقداد والزبير بن العوام وأبا مَرْثَد الغَنَوِي فقال‏:‏ ‏(‏انطلقوا حتى تأتوا رَوْضَةَ خَاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب إلى قريش‏)‏، فانطلقوا حتى وجدوا المرأة بذلك المكان، فاستنـزلوها، وقالوا‏:‏ معك كتاب‏؟‏ فقالت‏:‏ ما معي كتاب، ففتشوا رحلها فلم يجدوا شيئاً‏.‏ فقال لها علي‏:‏ أحلف بالله، ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا، والله لتخرجن الكتاب أو لنجردنك‏.‏ فلما رأت الجد منه قالت‏:‏ أعرض، فأعرض، فحلت شعرها ، فاستخرجت الكتاب منها، فدفعته إليهم، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه‏:‏ ‏(‏من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش‏)‏ يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطباً، فقال‏:‏ ‏(‏ما هذا يا حطب‏؟‏‏)‏ فقال‏:‏ لا تَعْجَلْ على يا رسول الله‏.‏ والله إني لمؤمن بالله ورسوله، وما ارتددت ولا بدلت، ولكني كنت امرأ مُلْصَقـًا في قريش ؛ لست من أنْفَسِهم، ولي فيهم أهل وعشيرة وولد، وليس لي فيهم قرابة يحمونهم، وكان من معك له قرابات يحمونهم، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي‏.‏ فقال عمر بن الخطاب‏:‏ دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فإنه قد خان الله ورسوله، وقد نافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنه قد شهد بدراً، وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال‏:‏ اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم‏)‏، فذَرَفَتْ عينا عمر، وقال‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

وهكذا أخذ الله العيون، فلم يبلغ إلى قريش أي خبر من أخبار تجهز المسلمين وتهيئهم للزحف والقتال‏.‏

الجيش الإسلامي يتحرك نحو مكة‏‏

غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة متجهاً إلى مكــة، في عشرة ألاف من الصحابة رضي الله عنهم

ولما كان بالجُحْفَة ـ أو فوق ذلك ـ لقيه عمه العباس بن عبد المطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلماً مهاجراً، ثم لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان ابن الحارث وابن عمته عبد الله بن أبي أمية، فأعرض عنهما، لما كان يلقاه منهما من شدة الأذي والهجو، فقالت له أم سلمة‏:‏ لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقي الناس بك‏.‏ وقال على لأبي سفيان بن الحارث‏:‏ ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف‏:‏ ‏( ‏قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ‏ )‏ ‏، فإنه لا يرضي أن يكون أحد أحسن منه قولاً‏.‏ ففعل ذلك أبو سفيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏) قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )‏ ‏



وواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيره وهو صائم، والناس صيام، حتى بلغ الكُدَيْد ـ وهو ماء بين عُسْفَان وقُدَيْد ـ فأفطر، وأفطر الناس معه‏.‏ ثم واصل سيره حتى نزل بمر الظهران ـ نزله عشاء، فأمر الجيش، فأوقدوا النيران، فأوقدت عشرة آلاف نار، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحرس عمر بن الخطاب رضي الله عنه


و قد سُمع أبو سفيان يقول‏:‏ ما رأيت كالليلة نيراناً قط ولا عسكراً‏.‏ قال‏:‏ يقول بديل‏:‏ هذه والله خزاعة، حَمَشَتْها الحرب، فيقول أبو سفيان‏:‏ خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها‏.‏



الجيش الإسلامي يغادر مر الظهران إلى مكة‏‏

غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران إلى مكة، وأمر العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي عند خَطْمِ الجبل، حتى تمر به جنود الله فيراها، ففعل، فمرت القبائل على راياتها، كلما مرت به قبيلة قال‏:‏ يا عباس، من هذه‏؟‏ فيقول ـ مثلا ـ سليم، فيقول‏:‏ مإلى ولِسُلَيْم‏؟‏ ثم تمر به القبيلة فيقول‏:‏ يا عباس، من هؤلاء‏؟‏ فيقول‏:‏ مُزَيْنَة، فيقول‏:‏ ما لي ولمزينة‏؟‏ حتى نفذت القبائل، ما تمر به قبيلة إلا سأل العباس عنها، فإذا أخبره قال‏:‏ مالي ولبني فلان‏؟‏ حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون والأنصار، لا يري منهم إلا الحَدَق من الحديد، قال‏:‏ سبحان الله‏!‏ يا عباس، من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار، قال‏:‏ ما لأحد بهؤلاء قِبَلٌ ولا طاقة‏.‏ ثم قال‏:‏ والله يا أبا الفضل، لقد أصبح مُلْكُ ابن أخيك اليوم عظيماً‏.‏ قال العباس‏:‏ يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال‏:‏ فنعم إذن‏.‏

وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، فلما مر بأبي سفيان قال له‏:‏ اليوم يوم الملحمة، اليوم تُسْتَحَلُّ الحُرْمَة، اليـوم أذل الله قـريشاً‏.‏ فلما حـاذي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان قال‏:‏ يا رسول الله، ألم تسمع ما قال سعد‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏وما قال‏؟‏‏)‏ فقال‏:‏ قال كذا وكذا‏.‏ فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف‏:‏ يا رسول الله، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏بل اليوم يوم تُعَظَّم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً‏)‏ ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء، ودفعه إلى ابنه قيس

قريش تباغت زحف الجيش الإسلامي‏

أسرع أبو سفيان حتى دخل مكة، وصرخ بأعلى صوته‏:‏ يا معشر قريش، هذا محمد، قد جاءكم فيما لا قبل لكم به‏.‏ فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن‏.‏

قال أبو سفيان‏:‏ ويلكم، لاتغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن‏.‏ قالوا‏:‏ قاتلك الله، وما تغني عنا دارك‏؟‏ قال‏:‏ ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن‏.‏ فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد،

الجيش الإسلامي يدخل مكة‏

وتحركت كل كتيبة من الجيش الإسلامي على الطريق التي كلفت الدخول منها‏.‏

فأما خالد وأصحابه فلم يلقهم أحد من المشركين إلا أناموه‏.‏ وقتل من أصحابه من المسلمين كُرْز بن جابر الفِهْرِي وخُنَيْس بن خالد بن ربيعة‏.‏ كانا قد شذا عن الجيش، فسلكا طريقاً غير طريقه فقتلا جميعاً، وأما سفهاء قريش فلقيهم خالد وأصحابه بالخَنْدَمَة فناوشوهم شيئا من قتال، فأصابوا من المشركين اثني عشر رجلاً، فانهزم المشركون، وانهزم حِمَاس بن قيس ـ الذي كان يعد السلاح لقتال المسلمين ـ حتى دخل بيته، فقال لامرأته‏:‏ أغلقي على بابي‏.‏

فقالت‏:‏ وأين ما كنت تقول‏؟‏ فقال‏:‏

وأقبل خالد يجوس مكة حتى وافى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا‏.‏

وأما الزبير فتقدم حتى نصب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحَجُون عند مسجد الفتح، وضرب له هناك قبة، فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل المسجد الحرام ويطهره من الأصنام‏

ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله، حتى دخل المسجد، فأقبل إلى الحجر الأسود، فاستلمه، ثم طاف بالبيت، وفي يده قوس، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما، فجعل يطعنها بالقوس، ويقول‏:‏ ‏)‏ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا‏ ) ‏[‏الإسراء‏:‏81‏]‏، ‏( ‏قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ‏ )‏ ‏[‏سبأ‏:‏49‏]‏ والأصنام تتساقط على وجوهها‏.‏

وكان طوافه على راحلته، ولم يكن محرماً يومئذ، فاقتصر على الطواف، فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففتحت فدخلها، فرأي فيها الصور، ورأي فيها صورة إبراهيم، وإسماعيل ـ عليهما السلام ـ يستقسمان بالأزلام، فقال‏:‏ ‏(‏قاتلهم الله، والله ما استقسما بها قط‏)‏‏.‏ ورأي في الكعبة حمامة من عيدان، فكسرها بيده، وأمر بالصور فمحيت‏.‏

الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي في الكعبة ثم يخطب أمام قريش‏


ثم أغلق عليه الباب، وعلى أسامة وبلال، فاستقبل الجدار الذي يقابل الباب حتى إذا كان بينه وبينه ثلاثة أذرع وقف، وجعل عمودين عن يساره، وعموداً عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه ـ وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ـ ثم صلي هناك‏.‏ ثم دار في البيت، وكبر في نواحيه، ووحد الله، ثم فتح الباب، وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ماذا يصنع‏؟‏ فأخذ بعضادتي الباب وهم تحته، فقال‏:‏

‏(‏لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثُرَة أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين، إلا سِدَانَة البيت وسِقاية الحاج، ألاوقتيل الخطأ شبه العمد ـ السوط والعصا ـ ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولاد‏.‏

يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية‏:‏ ‏)‏ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ).

لا تثريب عليكم اليوم

ثم قال‏:‏ ‏(‏يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال‏:‏ ‏(‏فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته‏:‏ ‏( ‏لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ‏ )‏ اذهبوا فأنتم الطلقاء‏)‏‏.‏

بلال يؤذن على الكعبة

وحانت الصلاة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن يصعد فيؤذن على الكعبة، وأبو سفيان بن حرب، وعتاب بن أسيد، والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتاب‏:‏ لقد أكرم الله أسيدا ألا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه‏.‏ فقال الحارث‏:‏ أما والله لو أعلم أنه حق لاتبعته‏.‏ فقال أبو سفيان‏:‏ أما والله لا أقول شيئًا، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصباء‏.‏ فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم‏:‏ ‏(‏لقد علمت الذي قلتم‏)‏ ثم ذكر ذلك لهم‏.‏

فقال الحارث وعتاب‏:‏ نشهد أنك رسول الله، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك‏.‏




خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم الثاني من الفتح‏:‏


ولما كان الغد من يوم الفتح قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس خطيباً، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجده بما هو أهله، ثم قال‏:‏
(‏أيها الناس، إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دماً، أو يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا‏:‏ إن الله أذن لرسولة ولم يأذن لكم، وإنما حلت لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب‏)‏‏.‏
وفي رواية‏:‏ ‏(‏لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده ولا تلتقط ساقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاه‏)‏، فقال العباس‏:‏ يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لقينهم وبيوتهم، فقال‏:‏ ‏(‏إلا الإذخر‏)‏‏.‏


إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة وعمله فيها

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يومًا يجدد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى والتقى، وخلال هذه الآيام أمر أبا أسيد الخزاعي، فجدد أنصاب الحرم، وبث سراياه للدعوة إلى الإسلام، ولكسر الأوثان التي كانت حول مكة، فكسرت كلها، ونادى مناديه بمكة‏:‏ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنما إلا كسره‏.‏







التوقيع

صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الأحزاب وحده
رد مع اقتباس
قديم 23-09-2007, 11:30 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
المحامية علياء النجار
عضو أساسي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية علياء النجار غير متواجد حالياً


افتراضي رمضان شهر الاصلاح الشامل

رمضان شهر الاصلاح الشامل


"الإصلاح" مصطلح يتردد هذه الآونة على نطاق واسع، سياسيا واقتصاديا ودينيا وإعلاميا. والإصلاح مطلب ديني، وهو جوهر الرسالات السماوية، ووظيفة الأنبياء، كما ورد ذلك على لسان نبي الله شعيب: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).

والإصلاح الذي هو جوهر الدين، ومطلب الرسالات، وعمل الأنبياء، هو الإصلاح الشامل لكل مجالات الحياة ومختلف جوانب المجتمع البشري، الإصلاح العقائدي بتوحيد الله تعالى وحده وإفراده بالعبادة وإخلاصها له، والإصلاح الاقتصادي كما اقترن بدعوة نبي الله شعيب عليه السلام، والإصلاح الاجتماعي الذي اقترن بدعوة نبي الله لوط عليه السلام، أما دعوة موسى عليه السلام فقد اقترنت بالمطالبة بالإصلاح السياسي، حيث بعثه الله تعالى إلى فرعون.

والإسلام في دعوته الإصلاحية الشاملة له منهج خاص في تحقيق إصلاح المجتمع، منهج يقوم على إصلاح الفرد، فلا فائدة من دعاوى إصلاحية ضخمة ومصطلحات رنانة وأبنية مؤسسية تحمل عناوين براقة، لكنها في النهاية تبقى خاوية بلا سكان ولا حياة، ولذا كان صلاح الفرد المسلم صلاحا للمجتمع كله؛ لأن الفرد الصالح يقوم بواجبه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهكذا تعم قيم الصلاح وتنتشر من فرد إلى فرد حتى تغلب على المجتمع ككل بكافة مؤسساته السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية والرياضية والإعلامية.

شهر رمضان والإصلاح الشامل

فإذا كان صلاح الفرد هو صلاح للمجتمع، فإن فريضة الصيام وشهر رمضان الكريم هي إحدى وسائل الإسلام في تربية الفرد المسلم على الصلاح والاستقامة، وتقويم اعوجاجه والسعي لتحقيق التقوى الشاملة لله تعالى، فغاية فريضة الصيام التقوى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، فتحقيق التقوى على اتصال وثيق بقضية الإصلاح، ولقد وصف الله تبارك وتعالى المفسد في الأرض بقوله: (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المصير)، ولذا كان شهر رمضان هو مناسبة كبرى على طريق إصلاح الفرد والمجتمع. فكيف يؤدي شهر رمضان المبارك هذه الوظيفة الإصلاحية في حياة المسلمين؟.

أولاً: إعادة التوازن بين القيم والغرائز:

إن الهدف المحوري الفعال الذي تقوم عليه فريضة الصيام هو إعادة التوازن المفقود بين القيم النبيلة الراقية وبين شهوات وغرائز الإنسان، أو إعادة التوازن بين متطلبات الروح، ومتطلبات الجسد، فلا شيء يهدد صلاح المجتمعات على كافة المستويات سوى تحكم الغرائز والشهوات وعبودية الهوى، وعن مثل هذا يحدثنا القرآن الكريم في أكثر من موضع محذرا من ارتكاس الإنسانية إلى درك الحيوانية، حينما تعلو الغرائز والشهوات وتسود فوق القيم العلوية، والقواعد الربانية المنظمة لحياة البشر: (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم)، (أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون).

ففريضة الصيام تعمل على هذه المنظومة أو الثنائية، ثنائية القيم والرغبات أو القيم والغرائز. إن إعادة التوازن المفقود لهذه الثنائية، ورد الاعتبار للقيم الراقية التي يمكن أن تغيب في أزمة المادية الطاحنة، هي أهم مقومات الإصلاح المنشود.

ثانيا: تقوية التحكم في النفس والسيطرة على الذات:

ويقدم شهر رمضان - من خلال فريضة الصيام وأثرها التربوي - فرصة ذهبية للإنسان للتحكم والسيطرة على النفس، فهو فرصة للمدخن أن يتحكم ويسيطر على إدمانه للتدخين، وفرصة لمدمن المنبهات والمكيفات في السيطرة على هذا الإدمان، وفرصة لمدمن الصور الماجنة والأفلام الإباحية والمواقع الخليعة أن يقلع عن إدمانه.

إن نهار رمضان فرصة لكل مبتلى ليجاهد نفسه ويقوي إرادته ويعيد تحكمه وسيطرته على رغباته في محاولة للوصول لحالة عالية من ضبط النفس والسيطرة عليها، وأن يحقق الفرد المسلم وقفة مع الإصلاح النفسي والسلوكي والأخلاقي تكون زادا إصلاحيا له طول العام.

ثالثا: ربط الخاص بالعام:

لم يجعل الله تبارك وتعالى فريضة الصيام فريضة فردية يقوم بها المسلم في أي زمن شاء، ولكن جعلها في أيام معدودات معلومات، أيام شهر رمضان الكريم، كفريضة جماعية تجب على الأمة المسلمة كلها في زمن واحد، حتى يؤتي الإصلاح الفردي أكله على المستوى الجماعي.

إن المجتمع كله يشترك في أداء الفريضة، ويمارس تفاعلاته الاجتماعية ومتطلبات حياته اليومية كلها من خلال فريضة الصيام، ليكون التأثير على الفرد، ويكون التأثير على المجتمع ككل من خلال الربط بين الخاص والعام، وبين العبادة الفردية وخصوصية التعبد بها، وبين جماعية الأداء، حيث تكون الأمة كلها صائمة إلا الاستثناء (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر).

والمسلم عَلَم على الإصلاح، يرجع إليه الناس، ولذا كانت فرائض الإسلام الكبرى تستهدف هذا الفرد بالعناية والتربية والتوجيه والتزكية، وصولاً من الخاص إلى العام، ومن الفرد إلى الجماعة.

رابعا: ربط العبادة بالأخلاق والمعاملات:

ولأن الصيام - كما الصلاة والزكاة والحج - فريضة وشعيرة إسلامية ذات أثر تربوي ودور فعال في بناء شخصية المسلم، فهي ليست مجرد طقوس تؤدى ثم ينتهي أثرها بانتهاء أدائها، وإنما لكل عبادة من عبادات الإسلام غاية وحكمة وثمرة، وأثر كل العبادات على الفرد المسلم يتعدى حدود الأداء إلى مختلف الأخلاق والمعاملات، فلقد ربط الإسلام برباط وثيق بين العبادات أو الشعائر التعبدية وبين الأخلاق الشخصية وبين المعاملات الحياتية في رباط فريد ومنظومة متكاملة تهدف في مجموعها إلى صلاح الفرد والمجتمع.

ولقد أوضحت النصوص الشرعية الغاية والأثر التربوي من كل فريضة، فيقول تعالى عن الصلاة (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، وقد جاء في الحديث: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"، ويقول صلى الله عليه وسلم عن الصيام: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يضع طعامه وشرابه"، وينتقل الحديث إلى الربط بين فريضة الصوم وبين السيطرة على النفس حتى في الانفعالات أثناء المعاملات: "الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل، فإن إمرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين"، وفي الزكاة يقول رب العزة لنبيه صلى الله عليه وسلم: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)، ويقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا"، وفي الحج يقول: وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك مأزور غير مأجور".

وفي الدعاء يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أشعث أغبر يطيل السفر، يقول: يا رب يا رب، ومأكله من حرام ومشربه من حرام وغذي بالحرام، فيقول صلى الله عليه وسلم: "فأنى يستجاب له"!!.

وفي مقام الترغيب في حسن الخلق الحسن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم".

إن الربط بين العبادة وأثرها التربوي وثمرتها المرجوة في إصلاح النفس والمجتمع، ينقلها من مجرد عبادة تؤدى بطريقة آلية قد تشبه العادة في بعض الأحيان، إلى دائرة التفكر والتعايش معها بالوجدان والقلب والعقل والشعور، لتسيطر على النفس سيطرة كاملة، وتصيغها صياغة جديدة، تنقلها من واقع إلى واقع آخر مغاير، كما في فريضة الصيام (لعلكم تتقون).

الاستفادة المرجوة من رمضان

لقد علمنا ما لشهر رمضان وفريضة الصيام فيه من وظيفة إصلاحية تجمع بين إصلاح الفرد والمجتمع عن طريق إعادة التوازن بين القيم والغرائز، وتقوية قدرة الإنسان على السيطرة على النفس والربط بين الخاص والعام أو الفردي والاجتماعي وبين العبادات والمعاملات والأخلاق في منظومة واحدة متكاملة، فكيف يستثمر المسلمون هذه المنظومة الإصلاحية المتكاملة لتحقيق خطوة إصلاحية في حياتهم على مستوى الفرد والمجتمع؟.

إن أول مطلب من مطالب استثمار شهر رمضان في الإصلاح هو النظر في فقه العبادة وغايتها والرجوع إلى ربط العبادة بالأخلاق والمعاملات، والنظر في آدابها وخلقها، فلكل فريضة في كتب الفقه الإسلامي آداب كما لها أحكام، ولا يجب أن يقف المسلم عند حدود أحكام الفريضة، وإنما عليه كذلك أن ينظر في آدابها وأخلاقها التي نبه عليها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه.

المطلب الثاني: هو النظر في عيوب النفس لإصلاحها، فلا مجال لإصلاح لا يحدد فيه الإنسان عيبه بدقة ليتعاطى بمصداقية مع المناسبة الإصلاحية. لابد إذن من الوقفة مع النفس لتحديد العلة أو الخلل، هل هو شح مطاع، أو سرعة غضب، أو تحكم وسيطرة شهوة، أو ضعف إرادة، أم تكاسل عن الطاعة، فالإجابة عن السؤال: "أين الخلل؟" هي أول مراحل الإصلاح (بل الإنسان على نفسه بصيرة).

المطلب الثالث: إعادة الاعتبار للأخلاق والمعاملات باعتبارهما من مكملات العبادة وآدابها، فلا غناء لإحداهم عن الأخرتين، والأمة المسلمة أمة متدينة بطبيعتها بل هي أكثر الأمم تدينا وتعبدا، غير أن الربط بين الشعائر التعبدية والأخلاق والمعاملات والرغبة في التميز الحضاري هي المفردات الغائبة نسبيا، والتي بوجودها في حياة المسلمين تتحقق شمولية الإصلاح.

المطلب الرابع: الخروج من قوقعة الذات والنظر إلى المجتمع والأمة بشكل عام، ومناحي الحياة العامة التي تحتاج إلى إصلاح؛ لأن سفينة المجتمع واحدة، والغرق لا يكون لفئة دون فئة، ولذا سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟ فقال: "نعم، إذا كثر الخبث".

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح للناس، وتربية الأبناء والأسر، وإشعار المفسدين برفض فسادهم، كلها من عوامل الضبط الاجتماعي التي تحول دون تصدع المجتمع وتفشي ظواهر الفساد والانحلال فيه.

إن التحول إلى فعاليات العمل العام والمشاركة في مؤسسات المجتمع المدني أحد أهم ركائز الإصلاح، وهو كل عمل يؤدي إلى تطوير المجتمع وإصلاحه ويشمل كافة مجالات الحياة كما يشمل العمل التطوعي بأنواعه.

إن عزوف الفرد عن المشاركة في العمل العام هو أول درجة من درجات تصدع كيان المجتمع، حيث تتعمق السلبية والفردية، بينما يعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أول مرحلة من مراحل المشاركة في العمل العام، فليس المسلم فردا منعزلاً عن مجتمعه، بل هو جزء في كل وواحد من مجموع، ولقد كانت الدعوة القرآنية إلى العمل العام من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى إقامة مؤسسات المجتمع المدني، نفهم ذلك من قوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون).

لعل هذه المتطلبات هي أهم ترجمة عملية وتفعيل تطبيقي لاستثمار مدرسة رمضان الإصلاحية، تفعيلاً لدور الشهر المبارك في الإصلاح الشامل المنشود.





اسلام أون لاين







التوقيع

صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الأحزاب وحده
رد مع اقتباس
قديم 29-09-2007, 01:05 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
د مروة عزمى جنينة
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي شهر الصيام...... ومناجم التمر

اقتباس:
بقلم د/ مروة عزمى جنينة

قسم الحيوان الزراعي - كلية الزراعة –جامعة المنصورة

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجه الأنظار نحو التركيز على المناجم الطبيعية الغنية بالمواد الغذائية ذات الفائدة الأعلى والأسهل هضما والأقل تكلفة, ومن بين ابرز ما يؤكل خلال شهر الصيام شهر البر والإحسان..... التـــمر.

اختص الله التمر أو الرطب بفضائل كثيرة حيث أنها مصدر خير وبركة فالتمر يعتبر منجم غنى بالعناصر الغذائية الهامة لجسم الإنسان والتي يحتاجها طوال السنة وخاصة في شهر الصيام. وقد أشارت الآيات القرآنية إلى ما للتمر من منزلة عالية فقد ذكر التمر والنخيل في القران الكريم في أكثر من آية نذكر منها:

قوله تعالى {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا} سورة مريم (الآية 25) .وقد جاء ذكر التمر في السنة النبوية الشريف نذكر منها:-

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيت ليس فيه تمر جياع أهله) صحيح البخاري.

تعالوا احبائى نتعرف معا على أهم العناصر الغذائية الموجودة في التمر.... وكذلك فوائده الطبية والعلاجية..... وأخيرا الفوائد الطبية للإفطار على حبات التمر.

أهم العناصر الغذائية الموجودة في التمر:

يعد التمر غذاءً مثالياً كافياً للإنسان لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل السكريات والأحماض، والمعادن والدهون والبروتينات وغيرها.

1- مصدر للسكريات:

إن التمر هذه الفاكهة الحلوة الممتازة، غنية جداً بالمواد السكرية الضرورية للإنسان مثل سكر الجلوكوز والفركتوز والسكروز, فهي تحتوى على نسبة (تصل إلى 75%) والتي تعطي سعرات حرارية عالية (حوالي 300كيلو سعر حراري لكل 100جم تمر).

كما أن كيلوا جراما واحدا من التمر يعطي ثلاثة آلاف كالوري أي ما يعادل الطاقة الحرارية للرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد. كما أن الكيلوجرام الواحد منه يعطي نفس القيمة الحرارية التي يعطيها نفس الوزن من اللحم، و يعادل ثلاثة أضعاف ما يعطيه كيلو واحد من السمك.

2- مصدر للقيتامينات:

ويحتوي التمر على فيتامين (أ) وهو موجود بنسبة عالية تعادل في أعظم مصادره أي تعادل نسبته في زيت السمك والزبدة . كما انه يحتوي التمر على فيتامين ب 1وفيتامين ب 2

3- مصدر للمعادن:



أشجار النخيل التي تثمر التمر

غني بالفسفور، فهو أغنى من المشمش والعنب ففي كل مائة جرام من التمر نجد أربعين مليجراما من الفسفور بينما لا تزيد كمية الفسفور الموجودة في أي فاكهة أخرى عن عشرين مليجراماً. كما انه غنى بالبوتاسيوم علاوة على ذلك، فإن بضع حبات من التمر تزيد في مفعولها عن فائدة زجاجة كاملة من شراب الحديد أو أخذ حقنة من الكالسيوم، لأن الحديد والكالسيوم موجودان في التمر بشكل طبيعي يتقبله الجسم ويمثله بسرعة بينما أدوية الحديد والكالسيوم قد لا تهضمها المعدة كاملة والدليل على ذلك اصطباغ لون براز من يتعاطى الأدوية الحديدية بالسواد. ويحتوي التمر على أيضا على الماغنيسيوم وقد لوحظ أن الذين يتناولون التمر بكثرة لا يعرفون مرض السرطان إطلاقا. وكذلك عنصر الزنك, ومن العناصر النادرة والمهمة في التمر عنصر البورون.

4- الألياف:

والتمر يحتوي على الألياف التي تكسبه الشكل الخاص به وتساعد هذه الألياف الأمعاء على حركتها.

5- الأحماض الامينية:

يحتوى على16 حامض امينى اهمها حامض النيكوتينك و حامض الأرجنين.

6- الدهون:

يحتوى على نسبة قليلة من الدهون

7- البروتينات:

يحتوى على نسبة متوسطة من البروتينات.

8- الهرمونات:

يحتوى على هرمون الاستروجين وكذلك هرمون الببتوسين

الفوائد الطبية والعلاجية والوقائية للتمر:

1- غني بمعدن الفسفور وهو يعطي القوة الجنسية بالإضافة إلى حامض الأرجنين وهو من الأحماض الأمينية الأساسية وهذا الحامض له دوره المؤثر في الذكور حيث يؤدي نقصه عند الذكور إلى نقص تكوين الحيوانات المنوية ومن ثم فله أهمية وخاصة لبعض من يعانون العقم نتيجة نقص الحيوانات المنوية لذلك فهو غذاء هام ومفيد يصلح للرجال ويساعدهم على الحفاظ على قدراتهم الجنسية.

2- أما للسيدات فانه غنى أيضا بالهرمونات المهمة مثل هرمون البيتوسين الذي له خاصية تنظيم الطلق عند النساء بالإضافة إلى انه يمنع النزيف أثناء وعقب الولادة ومخفض لضغط الدم عندما تتناوله الحوامل, وكذلك هرمون الاستروجين الذي ينشط المبيض ، و يساعد على تكوين البويضة. ويعتبر التمر أيضا مفيد جداً للأم ورضيعها في فترة النفاس فهو منبه لحركة الرحم وزيادة فترة انقباضاته بعد الولادة وهو مهم لتكوين لبن الرضاعة وتعويض الأم ما ينقصها بسبب الولادة وذلك لاحتوائه على عنصري الحديد والكالسيوم وفيتامين أ وهذه هامة لنمو الطفل الرضيع وتكوين الدم ونخاع العظام.

3- يعتبر علاجا للانيميا وأمراض القلب لما يحتويه من معدن الحديد.

4- يعطي مناعة ضد مرض السرطان لاحتوائه على الماغنسيوم

5- منقوع البلح مدر للبول وذلك بفعل السكريات الموجودة به

6- يعتبر مقوي للعظام والأسنان والجنس لاحتوائه على معدن الفسفور والكالسيوم

7- يقوي البصر ويحفظ رطوبة العين لاحتوائه على فيتامين أ وهو يكافح مرض العشى الليلي

8- له تأثير مهدئ للأعصاب لاحتوائه على فيتامين أ وفيتامين ب1 المقوي للأعصاب والتمر يحد من نشاط الغدة الدرقية كما أنه يحتوي على الفسفور الذي يعتبر غذاءً للخلايا العصبية في الدماغ

9- يعد التمر علاجاَ لأمراض الكبد واليرقان وتشقق الشفاه وجفاف الجلد وتكسر الأظافر لاحتوائه على فيتامين ب

10-يستخدم التمر في علاج أمراض المثانة والمعدة والأمعاء لاحتوائه على فيتامين ب1 ، ب2 والنياسين وهذه ترطب وتحفظ الأمعاء من الضعف والالتهابات .

11- يعتبر التمر مليناً معالجاً للإمساك لاحتوائه على ألياف سليلوزية تساعد على حركة الأمعاء الطبيعية في حين أن العقاقير الملينة تحطم الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء بسبب الحركة الاصطناعية كما أنه عند استعمال العقاقير تبقى الأغذية مدة طويلة في الأمعاء الغليظة مما يسبب التهاب القولون

12- التمر يعادل حموضة المعدة لأنه غني بالأملاح القلوية كأملاح الكالسيوم والبوتاسيوم .

13- وجود الأملاح القلوية تعادل حموضة الدم الناتجة من تناول النشويات كالخبز والأرز وهذه تسبب كثير من الأمراض الوراثية كحصى المرارة والكلى وارتفاع ضغط الدم .



تمر طازج مقطوف حديثاً


الفوائد الطبية للإفطار على حبات التمر:

قال صلى الله عليه و سلم : " من وجد تمراً فليفطر عليه ، و من لا يجد فليفطر على الماء فإنه طَهورٌ" الحديث رواه أبو داود ، الترمذي و ابن ماجة.

والثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان يفطر على التمر قبل أن يصلي ، و في إفطاره صلى الله عليه و سلم على الرطب أو التمر ما يظهر نور النبوة و ذلك لما ثبته العلم في السنوات الأخيرة عن أهمية الإفطار على التمر و ذلك لأن الصائم يعتمد على ما يوجد بجسمه من سكر و خاصة المخزون منه في الكبد. و السكر الموجود في طعام السحور يكفي 6 ساعات فقط من السحور و بعد ذلك يبدأ الإمداد من المخزون الموجود بالكبد ، و من هنا فإن الصائم إذا أفطر على التمر أو الرطب والتي تحتوي على سكريات أحادية مثل الفركتوز ، فإنها تصل سريعاً إلى الكبد و الدم الذي يصل بدوره إلى الأعضاء و خاصة المخ فيعطى الجسم الطاقة اللازمة له بعض الإفطار. أما الذي يملأ معدته بالطعام و الشراب فيحتاج لمدة من ساعتين إلى ثلاثة ساعات حتى تمتص أمعاؤه السكر ويستفيد منه كطاقة للجسم.

صدق رسول الله العظيم وصدق كلامه الكريم الذي لا ينطق عن الهوى , فكل يوم يثبت العلم المزيد والمزيد من الحقائق العلمية التي حدثنا عنها رسولنا الكريم منذ مئات السنين والتي تثبت أن رسولنا حق ورسالته حق وكتابه حق وكلامه حق ومن لا يؤمن بذلك فهو في ضلال مبين....... اللهم اجمعنا مع رسولنا الكريم في جنات الفردوس.

آمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـين

نقله للمنتدى سيف الحق







آخر تعديل dbarmaster يوم 15-07-2010 في 10:15 PM.
رد مع اقتباس
قديم 29-09-2007, 01:09 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
عبد الدائم الكحيل
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي الصوم: سلاح يعمل في الخفاء

اقتباس:
بقلم عبد الدائم الكحيل

أثناء تجولي في بعض المواقع الطبية والعلاج الطبيعي وجدتُ أكثرهم يؤكد على أن أفضل طريقة لعلاج الكثير من الأمراض هو الصوم، ووجدتهم يطلقون الصيحات والنداءات للناس لكي يعتمدوا هذه "التقنية" الرخيصة وذات الفوائد الكثيرة. وتذكرتُ نعمة الله علينا نحن المسلمين عندما أمرنا بالصيام، بل وجعل الصوم عبادة خاصة له سبحانه هو يجزي بها.

وقد أكَّد أهمية هذه العبادة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما شبَّه الصوم بالترس الذي يحتمي به المقاتل فقال: (والصوم جُنَّة) [رواه مسلم]. والجُنَّة هي الشيء الذي يحتمي الإنسان به من خطر ما أو من عدو ما. والسؤال: ما هي الأخطار ومن هم الأعداء الذين يقف الصيام بيننا وبينهم؟

يقول العلماء إن أخطر شيء يهدد حياة الخلايا في الجسم هي السموم التي تتراكم داخل الخلايا وتعيق عملها وتقلل من نشاطها. هذه السموم تمكث لفترات طويلة في الجسم ولا يمكن إزالتها، وغالباً تكون هذه السموم مسؤولة عن الهرم المبكر لدى الإنسان.

إن أحدنا يستهلك من السموم كل يوم أكثر من 500 سنتمتر مكعب، من خلال الهواء الملوث والغذاء الملوث والماء الملوث، حتى الهواتف الخليوية تؤثر على كمية السموم في الجسم! والجسم له قدرة كبيرة على امتصاص السموم وكذلك على معالجتها، ولكن عندما تزيد كمية السموم عن حد معين يكون الجسم في حالة المرض.

وعلى الرغم من الجهود والأبحاث الكثيرة التي تهدف إلى إزالة هذه السموم، لم يجد العلماء وسيلة أفضل من الصيام للقيام بهذه المهمة. إن السموم المتراكمة في الجسم تعمل على تدمير الجسم باستمرار، والصيام يعمل مثل السلاح الخفي الذي يحارب هذه السموم ويزيلها دون أن يؤثر على بقية أجزاء الجسم.

للصوم تأثيرات مدهشة، فهو يعمل على صيانة خلايا الجسم، ويعتبر الصيام أنجع وسيلة للقضاء على مختلف الأمراض والفيروسات والبكتريا، وهذا الكلام ليس فيه مبالغة، وربما تعجب عزيزي القارئ إذا علمت أن في دول الغرب مراكز متخصصة تعالج بالصيام فقط!! وتجد في هذه المراكز كثير من الحالات التي استعصت على الطب الحديث، ولكن بمجرد أن مارست الصيام تم الشفاء خلال زمن قياسي!

وأقول من جديد سبحان الله! لقد وفَّر الله علينا عناء فتح هذه المراكز وعناء إقناع الناس بهذه الطريقة، فجعل الصيام فريضة نتقرب بها من الله، وثوابها كبير جداً حتى إن الله تعالى خصص باباًَ للجنة لا يدخل منه إلا الصائمون!

من أهم الفوائد التي يقدمها الصيام أنه ينشط نظام المناعة للجسم، ونحن نعلم أن جهاز المناعة هو بمثابة الجنود التي تحرس الجسم وتهاجم الفيروسات والبكتريا الضارة وتدافع عن الجسم ضد أي جسم غريب يدخل إلى الجسم. ولذلك فإن الصيام يقوي هذه "الجنود" ويزيد من نشاطها وكفاءتها، وبالتالي فهو يعمل كسلاح فعال يساعد الجسم على الدفاع عن نفسه.

إن مرض السُّمنة أو البدانة أو الوزن الزائد، هو مرض العصر، فهناك مئات الملايين الذين تزيد أوزانهم عن الوزن الحرج، وهؤلاء مهددون بشكل دائم بالنوبات أو بمختلف الأمراض، ولذلك يمكن اعتبار الوزن الزائد عدواً يفتك بالإنسان دون أن يشعر. والصيام يهاجم هذا العدو ويعالج ظاهرة الوزن الزائد، فهو يعمل كسلاح غير مرئي ينفذ مهامه بدقة وباستمرار.

الاضطرابات النفسية تعتبر من الأمراض الأكثر انتشاراً في العصر الحديث، هذه الاضطرابات تعمل على تدمير البنية النفسية للجسم، وقد أثبت الدراسات أن الصيام يعمل على تخفيف هذه الاضطرابات ويعمل كذلك على تخميد المراكز ذات النشاط الزائد في الدماغ، ولذلك فالصوم هو أفضل سلاح لمقاومة الأمراض النفسية بأنواعها.

هل حاولت عزيزي القارئ أن تطور مداركك وأن تصبح أكثر إبداعاً؟ إنه الصوم! أفضل وسيلة عملية لتنشيط خلايا الدماغ، وإعادة برمجتها وزيادة قدرتها على العمل والإبداع. وهذا يحسّن سيطرتك على نفسك وزيادة قوة إرادتك.

وهكذا لو تتبعنا القائمة الطويلة من الأمراض التي يعالجها الصيام نلاحظ أن هذه القائمة تزداد يوماً بعد يوم، وفي كل يوم يكشف الطب الحديث فائدة جديدة للصيام، وقد قمتُ بإحصاء الأمراض التي يعالجها الصوم فوجدت أن جميع الأمراض تقريباً يعمل الصيام كسلاح فعال على علاجها ومقاومتها والقضاء عليها: سلاح ضد الشيخوخة، سلاح ضد آلام المفاصل وأمراض ضغط الدم.... ومن هنا نستطيع أن نعمق فهمنا للحديث الشريف (والصوم جُنَّة) أي أن الصوم هو وقاية وستر وسلاح يقينا شر الأمراض في الدنيا، ويقينا حرَّ جهنم يوم القيامة.

أخي المؤمن! أختي المؤمنة! أقول لكم وبكل ثقة إذا كان واحد منكم يعاني من أي مرض مزمن، فعليه بالصوم المتكرر، مع الإكثار من تناول حبات من التمر على الفطور، مع قراءة القرآن باستمرار والاستماع إلى القرآن بصوت مقرئ مع الخشوع التام، فإن هذا سيكون علاجاً مثالياً لأي مرض كان!

ــــــــــــــــ

نقله للمنتدى سيف الحق







آخر تعديل dbarmaster يوم 15-07-2010 في 10:13 PM.
رد مع اقتباس
قديم 29-09-2007, 01:14 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
سيف الحق
عضو مساهم
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سيف الحق غير متواجد حالياً


افتراضي Re: رمضان شهر الاصلاح الشامل

ما أجمل أن تعيش شهر رمضان بأجواء تشعر من خلالها بالإيمان وتسمع صوت الأذان بتكبيراته العالية يسبقها صوت المدفع معلناً موعد الإفطار ليهل الدعاء من أفواه أفراد العائلة حول مائدة الطعام حيث صلة الأرحام والمحبة التي تملأ القلوب بذكر الله تعالى.

وما أجمل الاستيقاظ للسحور وأداء صلاة الفجر

حلاوة لا يعرفها إلا من ذاقها كل عام وأنتم بخير







آخر تعديل dbarmaster يوم 15-07-2010 في 10:16 PM.
رد مع اقتباس
قديم 30-09-2007, 02:08 PM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
المحامية علياء النجار
عضو أساسي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية علياء النجار غير متواجد حالياً


افتراضي حرب تشرين التحريرية - 10 رمضان

حرب أكتوبر هى إحدى جولات الصراع العربى الإسرائيلى وقد وليت حرب يونيو 1967. اندلعت الحرب عندما قام الجيشان المصري والسوري بهجوم خاطف على قوات الجيش الإسرائيلي التي كانت منتصبة في شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، المناطق التي احتلها الجيش الإسرائيلي من مصر وسورية في حرب 1967.
جاء الهجوم في 6 تشرين الأول‌/أكتوبر 1973 الذي وافق في العاشر من رمضان.تلقت الحكومة الإسرائيلية المعلومات الأولى عن الهجوم المقررة في 5 أكتوبر فدعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا ميئير بعض وزرائها لجلسة طارئة في تل أبيب، ولكن لم يكف الوقت لتجنيد قوات الاحتياط التي يعتمد الجيش الإسرائيلي عليها.
حدد الجيشان المصري والسوري موعد الهجوم للساعة الثانية بعد الظهر حسب اقتراح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، بعد أن اختلف السوريون والمصرين على موعد الهجوم ففي حين يفضل المصريون الغروب يكون الشروق هو الأفضل للسوريين لذلك كان من غير المتوقع اختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم، حيث انطلقت كافة طائرات السلاح الجوى المصرى في وقت واحد لتقصف الأهداف المحددة لها داخل أراضى سيناء. ثم انطلق أكثر من ألفي مدفع ميدان على التحصينات الإسرائيلية على الضفة الشرقية للقناة، التي سمتها إسرائيل "خط بارليف" ( و للتنويه فقط : فإن خط بارليف أقوى خط دفاعى فى التاريخ الحديث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة وهو من خطين،: يتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية ، بطول 170 كم على طول قناة السويس. بعد عام 1967 قامت اسرائيل بناء خط بارليف ، والذي اقترحه ( حاييم بارليف ) رئيس الاركان الاسرائيلي من اجل تامين اسرائيل
ضم خط بارليف 22 موقعا دفاعيا ، 26 نقطة حصينة ، و تم تحصين مبانيها بالاسمنت المسلح والكتل الخرسانية و قضبان اللسكك الحديدية للوقاية ضد كل اعمال القصف ، كما كانت كل نقطة تضم 26 دشمة للرشاشات ، 24ملجا للافراد بالاضافة الي مجموعة من الدشم الخاصة بالاسلحة المضادة للدبابات و مرابض للدبابات والهاونات ، 15 نطاقا من الاسلاك الشائكة و حقول الالغام وكل نقطة حصينة عبارة عن منشاة هندسية معقدة و تتكون من عدة طوابق و تغوص في باطن الارض ومساحتها تبلغ 4000 متراً مربعا و زودت كل نقطة بعدد من الملاجئ و الدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة ، وكل دشمة لها عدة فتحات لاسلحة المدفعية والدبابات ، وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة ، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائري اذا ما سقط اي جزء من الاجزاء المجاورة ، ويتصل كل موقع بالمواقع الاخري سلكيا ولاسلكيا بالاضافة الي اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكة الخطوط المدنية في اسرائيل ليستطيع الجندي الاسرائيلي في خط بارليف محادثة منزله في اسرائيل .
وبلغت تكاليف خط بارليف خمسة مليارات من الدولارات " )

عبر القناة 8000 من الجنود المصريين،ً ثم توالت موجتى العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60000 جندى، في الوقت الذى كان فيه سلاح المهندسين المصرى يفتح ثغرات في الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياة شديدة الدفع.
في الساعة الثانية تم تشغيل صفرات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل لإعلان حالة الطوارئ . بدأ تجنيد قوات الاحتياط بضع ساعات قبل ذلك مما أدى إلى استأناف حركة السير في المدن مما أثار التساؤلات في الجمهور الإسرائيلي. بالرغم من توقعات المصريين والسوريين، كان التجنيد الإسرائيلي سهلا نسبيا إذ بقى أغلبية الناس في بيوتهم أو احتشدوا في الكنائس لأداء صلوات العيد. ولكن الوقت القصير الذي كان متوفرا للتجنيد وعدم تجهيز الجيش لحرب منع من الجيش الإسرائيلي الرد على الهجوم المصري السوري.
حقق الجيش المصري انجازات ملموسة حتى 14 أكتوبر حيث انتشرت القوات المصرية على الضفة الشرقية لقاناة السويس، أما في اليوم التاسع للحرب ففشلت القوات المصرية بمحوالتها لاجتياح خط الجبهة والدخول في عمق أراضي السيناء. في هذا اليوم قررت حكومة الولايات المتحدة إرسال "قطار جوي" لإسرائيل، أي طائرات تحمل عتاد عسكري لتزويد الجيش الإسرائيلي بما ينقصه من العتاد.
أما الجيش السوري فتمكن في 7 أكتوبر من الاستيلاء على القاعدة الإسرائيلية الواقعة على كتف جيل الشيخ وعلى أراض في جنوب هضبة الجولان. أخلت إسرائيل المدنيين الإسرائيليين الذين استوطنوا في الجولان حتى نهاية الحرب. في 8 أكتوبر أطلقت سورية هجوم صاروخي على قرية مجدال هاعيمق شرقي مرج ابن عامر داخل إسرائيل، وعلى قاعدة جوية إسرائيلية في رامات دافيد الواقع أيضا في مرج ابن عامر.
في 9 أكتوبر فشلت قوات سورية في اجتياح خط الجبهة قرب مدينة القنيطرة.
أرسل العراق قوات لمساعدة الجيش السوري.
شن الجيش الإسرائيلي إسرائيل غارات جوية لقصف مواقع في عمق الأراضي السورية وتمكن من إلحاق أضرارا في مقر قيادة الجيش السوري بدمشق. بين 10 و13 أعادة الجيش الإسرائيلي احتلال هضبة الجولان ما عدا كتف جبل الشيخ الذي أعاد احتلاله في 21 أكتوبر. تقدمت القوات الإسرائيلية إلى مزرعة بيت جن واحتلت منطقة شرقي هضبة الجولان.
في 22 أكتوبر وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل.
في ليلة ال15 من أكتوبر تمكن قوة إسرائيلية من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية وبدأ تطويق الجيش الثالث من القوات المصرية. في 23 أكتوبر كانت القوات الإسرائيلية منتشرة حول الجيش الثالث مما أجبر الجيش المصري على وقف القتال. في 24 أكتوبر وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل.



نهاية الحرب
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءا من يوم 22 أكتوبر عام 1973م، وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار. وأقر المؤرخون أنه لولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في إيقاف الحرب الرابعة لكانت إسرائيل قد خسرت الحرب وحصلت أشياء اخرى ربما كانت لتغير من التاريخ فعلاً .







التوقيع

صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الأحزاب وحده
رد مع اقتباس
قديم 04-10-2007, 12:11 PM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
ناصر الماغوط
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي مشاهد وأحداث رمضانية

كالمتسابقين المتحفزين خلف خط البداية في سباق المائة متر، كنا نتحلق حول طاولة الطعام بعد يوم صيام طويل بانتظار مدفع الإفطار. وما إن ضرب المدفع ونادى المؤذن الله أكبر لصلاة المغرب حتى اندفعنا جميعا بكل ما لدينا من قوة نحو الصحون الغنية بكل ما لذ وطاب من ألوان الطعام والشراب والحلويات، ورحت أتسابق أنا وأفراد عائلتي في التهام تلك المأكولات الشهية حتى وصلت لمرحلة شعرت فيها بأن جسدي أشبه ما يكون بشوال قطن أبو ميل أحمر متروس ترسا لكثرة ما أكلت. إذ انني غالبا ما أتناول في كل وجبة إفطار ما يعادل ثلاث وجبات مما أتناوله في الأحوال العادية. هرعت إلى أقرب فراش وقلبت على ظهري حتى قبل أن أغسل يدي وفمي، وتسطحت قليلا كي أرتاح لأستأنف رحلة طعامي وشرابي التي عادة ما تستمر حتى فجر اليوم التالي. وغالبا ما أبقى على هذه الحالة طوال الشهر الفضيل الذي هو في الحقيقة شهر عبادة مع العلم أنني بصراحة لا أمارس أي نوع من العبادة سوى عبادة الصوم. وفي رمضان أذهب إلى الصلاة فقط يوم الجمعة. هكذا تربيت على أن أهم شيء هو الصوم، وبقدر ما أجوع بقدر ما كنت أشعر بلذة الطعام عند الإفطار، ولذة تناول الطعام بحد ذاتها هي ما ينسيني مقاساة الجوع والعطش التي أعيشها طوال اليوم.

لرمضان عندي نكهة خاصة وذلك لتميزه بطقوسه الجميلة التي تبقى محفورة في الذاكرة طوال الشهور التالية حتى يعود إلينا من جديد، حيث يتغير فيه كل شيء، مواعيد الطعام وساعات العمل، والاجتماع العائلي حول وجبات الإفطار، وما يتلو ذلك من سهرات طويلة غالبا ما تستمر حتى وقت السحور نشاهد خلالها مسلسلات وبرامج تلفزيونية مميزة. ولأن شهر رمضان هو شهر الخير والكرم، فإن زوجتي تستغل هذا الشهر وتتدلل علي أكثر وتقول لي: أحضر لنا كذا وكذا من خضار وفاكهة وحلويات ومكسرات ومشروبات طبيعية. ومن جانبي، ومع أنني مجرد موظف عادي، وراتبي متواضع، لكن والحمد لله أن طبيعة عملي تؤمن لي شوية براني من إكراميات وبخشيش، ولولا ذلك لما كان ممكنا لا من قريب ولا من بعيد أن ألبي طلبات زوجتي وأولادي لا في رمضان ولا في غيره من الأشهر القمرية أو الشمسية. هذا هو الواقع، كل عام في شهر رمضان أشعر بأنني أصرف أضعاف ما أصرفه بالشهور الأخرى، مع أن وجبات الطعام هي أقل، وهذا يعني حسابيا أن المصروف يجب أن يكون أقل أيضا، لكن الواقع يقول غير ذلك، فمصروفي يتضاعف في رمضان لأن الصائم، أي أنا، يستأهل أن يدلل نفسه. فإذا كنت أصرف في الشهر العادي معدل عشرين ألف ليرة سورية على الطعام والشراب مثلا، فإنني أصرف خلال الشهر المبارك أكثر من خمسين ألفا، لأن شهر رمضان كريم، ويستحق الصائم أن يأكل فيه ما لذ له وطاب. وما يثير شهية كل واحد منا أكثر، نحن الصائمين، هو اجتماعنا كزملاء وزميلات في الوظيفة ظهر كل يوم لنتحدث عن الطعام وتبادل الرأي حول الأطباق الذي سوف تكون على طاولة إفطار كل واحد منا. وطبيعي أن نكون في ذلك الوقت جائعين جدا، لذلك، تتفتق قريحتنا ويتذكر كل منا ما يحبه من مأكولات. هذا يقول تسقية وكبة لبنية ومقلية ومشوية، وثان يقول قوزة ومنزلة ورز وبرغل وكبسة، وثالث يقول كباب هندي وحلبي وتركي وصومالي، ورابع يقول سمك ولحم متبل وبطاطا مقلية وفتوش. وهذا الأخير أعرف أنه يحب الكاس والطاس في الأحوال العادية، لكن في رمضان أكيد أنه لا يشرب، إذ لا يعقل ان يشرب أحد في رمضان، شهر العبادة والصوم. أنا متأكد من ذلك لأن لي صديقا يحب النسوان، لكنه في هذا الشهر يكف عن البصبصة وملاحقة النساء لأنه يقول لي: كل الشهور لي وهذا الشهر للصوم. لراحة الجسم من كل شيء، من الطعام والشراب والنسوان أيضا.

في طريق العودة إلى المنزل من الوظيفة أو من العمل، يعرج كل واحد منا على الدكاكين والمحلات ويحمل ما يستطيع حمله. أحيانا تقول لي زوجتي بأن البراد طافح بالطعام ولم يعد يتسع أكثر من ذلك، وتقترح أن لا نطبخ اليوم شيئا ونأكل من هذه المأكولات، ودائما كان جوابي لها هو: لا تكوني بخيلة يا بنت عمي، نحن في رمضان الكريم وتريدين أن تطعمينا طعاما بايتا؟. فنقوم أنا وزوجتي بجرد المأكولات المكدسة في البراد، وكثيرا ما كنا نرمي في سلة المهلات ما يكون قد فسد من الأطعمة، ونوزع على الفقراء ما يمكن توزيعه من طعام لا زال صالحا للاستهلاك.

في يوم رمضاني قائظ، كان معظم زملائي في المكتب إما هربانين من العمل أو نائمين على طاولاتهم حينما جاء أحد المراجعين وكنت عطشانا وجائعا جدا ونعسانا لأنني، كما قلت، عادة ما أسهر طوال الليل حتى السحور أنا وزجتي نتسلى ونتابع المسلسلات والأفلام والبرامج الرمضانية المميزة. لذلك كان قلبي من الداخل نائما. وقبل أن أعرف ماذا يريد ذلك المراجع قلت له: إذا ممكن أن تأتي غدا، اليوم أنا تعبان جدا. لكن المراجع لم يستجب لطلبي بل راح يرجوني أن أخدمه، فقلت له: لاتطالع لي، خلقي، أنا صائم. فقال لي: وهل أنت صائم لأجلي؟ أرجوك أنا قادم من مكان بعيد، وسوف أكرمك بعد أن تنهي لي معاملتي. وما إن سمعت بالإكرامية حتى استيقظت واستعدت نشاطي وأنهيت له معاملته بسرعة، وأكثر من ذلك، خدمته كأنه في سويسرا، إذ قمت أنا ذاتي وحملت له المعاملة ووقعتها له من باقي زملائي ومن المدير وختمتها من الديوان وناولتها له وأنا أقول: تكرم عينك، نحن في خدمتك. تناول المعاملة مني وشكرني وهم بالمغادرة.

فشعرت وكأنه قد ضحك علي، فقلت له: شو يا؟ وين الإكرامية التي وعدت بها؟ قال لي: حرام الآن، الراشي والمرتشي في النار، خصوصا نحن في رمضان، لكن بعد العيد سآتي إلى عندك وأقدم لك عيدية. قلت له: الآن يجب أن تدفع لي الإكرامية والعيدية سلفا، وإلا قسما عظما لن أخدمك في حياتي. ولأن له مصالح دائما معي، خاف وقام بدفع مبلغ من المال وهو يقول لي: روح افطر، صيامك غير مقبول. قلت له: لست أنت من يقرر قبول أو عدم قبول صيامي، لكن حقي أريد أن آخذه.

كنت في طريق عودتي من المغاسل إلى مكتبي، عندما شممت رائحة قهوة تنبعث من مكتب أحد الزملاء، شعرت بالدم يضرب رأسي، وسرت دفقة من الحقد في أوصالي ضده. دخلت إلى المكتب ونظرت إلى زميلي نظرة تشع منها الكراهية وسألته: شو؟ ألست صائما؟ حاول أن يبرر عدم صيامة مدعيا بأن رأسه يؤلمه من الجوع لذلك يفضل أن يفطر على أن يتقاعس عن خدمة الناس. ثم قال: كما تعرف أنا لا أتقاضى رشاوى من المراجعين كي أمشي لهم أمورهم، لذلك، أفضل أن أفطر وأخدمهم على أن أصوم وأرتشي منهم قبل أن أخدمهم.

شعرت وكأنه يقصدني حينما تحدث عن الرشاوى، مع أنني لا آخذ أنا رشاوى وإنما إكراميات فقط. ولتوضيح هذه النقطة الهامة، قلت له وأنا أجلس على كرسي بجانبه: شوف يا صديقي، أنا مثلك لا أرتشي، لأن الرشوة فعلا حرام شرعا. لكن بعض المراجعين يدفعون لي إكرامية بعد أن أنهي لهم معاملتهم ، وهذه ليست رشوة أليس كذلك؟ قال لي: عفوا أنا لا أقصدك ولا أقصد أحدا. أنا أتحدث عن نفسي وأشرح لك وضعي.

أثناء وجودي في ذلك المكتب اللعين، دخل عدد من الزملاء الذين كانوا يدعون أمامي وأمام كل الزملاء الصائمين في المؤسسة بأنهم يصومون. وقبل أن يلمحوني قالوا لزميلهم: شو جهزت القهوة؟ ولما رأوني شعروا بالإحراج. لكن أحدهم سألني ماإذا كنت قد انضممت لقائمة المفطرين التي عادة ما تكون في الأيام الأولى من الشهر الفضيل قصيرة ثم تطول يوما بعد يوم. أعوذ بالله. أجبته. أنا لم أفطر يوما في حياتي والحمد لله. ذكرني أحدهم بأن ثمة حديثا شريفا يقول: رب صائم لم ينل من صومه غير الجوع والعطش. سألته ماذا تقصد؟ لكنه لم يسمع سؤالي إذ انفجر بقية الزملاء بالضحك. ابتلعت الإهانة وقلت لهم: الله يهديكم. وخرجت.
بقيت طوال ذلك اليوم معكرا.

قبل الإفطار، وفي طريق عودتي إلى المنزل، كان الشارع مثل خلية النحل، يتسابق الناس فيه قبل أن يضرب المدفع وينادي المؤذن على صلاة المغرب، وكل واحد من المارة كان محملا بكل ما يستطيع حمله. سلوك الناس في تلك الساعات جدير بالدراسة: تجد الناس في ساعات ما قبل الإفطار وكأنهم في حالة من الهيستريا المحمومة على الشراء قبل أن يتم حظر التجول. هذا يدحش في سيارته، وثان يركض خلف الباص أو الميكرو، وثالث يفاوض سائق تكسي يطلب ضعف العداد أو مبلغا مقطوعا، لأن الدنيا صيام. أصحاب المحلات يغلقون أبواب محلاتهم بصخب وعنف. تابعت طريقي سيرا على الأقدام. ضرب المدفع وأنا لا أزل في الشارع. وبلحظة، صار الشارع خاليا إلا من السيارات التي كانت تعبر بسرعة كبيرة. مع صوت الآذان فكرت أن أدخل إلى الجامع. لكنني لم أفعل، وسألت نفسي: لماذا يحضنا التجار على الصيام أكثر من الصلاة أو من أية عبادة أخرى؟

صارت الشوارع خالية. دخلت إلى المنزل وكانت زوجتي وأطفالي يتسابقون في التهام الصحون وكأنهم مجموعة من النمور يتناهبون فريسة أمامهم. ولشدة استغراقهم، لم ينتبهوا لدخولي في البداية، وإذ لمحتني زوجتي قالت لي وهي تلوك لقمتها على كلا الضرسين بينما اللقمة التالية جاهزة للدفع إلى داخل فمها حالما تزلط اللقمة التي تمضغها: لقد جعنا كثيرا ولم نستطع أن ننتظرك. تفضل، الطعام جاهز.
قلت لها يجب أن أصلي أولا. قالت لي مستغربة: منذ متى؟ على كل صل أنت حر. واستأنفت طعامها.

وإذ كنت واقفا أنوي الصلاة، تذكرت أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. والصيام هو تهذيب للنفس وتدريب لها. وحزنت لأني أعرف من ذاتي أن الفساد على أشده في هذا الشهر وغيره، مع أنه من المفترض أن تكون نسبته على الأقل في هذا الشهر متدنية. تساءلت عما إذا كانت موجة الصيام ستكون على هذه الشدة لولا ركوب الشركات موجة الدين وحضها على الصيام في رمضان كي تسوق هذه الشركات أطعمتها وبرامجها ومسلسلاتها ودعاتها؟ وماذا لو لم تقم محطات التلفزيون بتخصيص برامج لخدمة الزبائن الصائمين؟ وماذا لو كف الدعاة عن إرهاب الناس من عدم الصيام. هل كان شهر رمضان سيأخذ هذا الطابع المهرجاني الفولكلوري الشعبي على حساب معناه الديني أم لا. شعرت بحقد كبير على كل من يفقد الأشياء العزيزة والغالية على قلوبنا من معناها.

شعرت بنفسي وكأني ضحية، أنا ضحية هذه الموجة من الفساد والإفساد. تذكرت ما قرأته في جريدة الصباح من أن الفنانة فيفي فهمي تغلق الكباريه الذي تملكه في رمضان وتكف عن الرقص والغناء طوال هذا الشهر. أما الراقصة نانا عبدو فهي تتفرغ للعبادة تماما. بينما الممثلة نيازي حمادة تكف عن كل اللقاءات والمقابلات وتتفرغ لبيتها وعائلتها في رمضان وتخصص كل الوقت للصوم والصلاة والعبادة. تذكرت مديرنا الذي لا يقل انحطاطا عن كل البغايا والممومسات، إذ يعاقب الموظفين دائما ويضرهم بحرمانهم من المكافآت والتعويضات، ويرتشي ويسرق بمئات الألوف كل شهر، ومع ذلك هو يتظاهر بالصيام والصلاة والعبادة والتقى والورع، ويغلق البوفيه ويمنعها من تقديم القهوة والشاي لأنه حرام في رمضان، وكل الموظفين يدعون عليه قائلين: الله لا يتقبل منه لا صيامه ولا صلاته.

استنتجت أخيرا بأننا نتمسك بمظاهر الدين على حساب جوهره. وأدركت أنه بقدر ما نبتعد في داخلنا عن قيم الدين وأخلاقه ومثله، وبقدر ما نصير فاسدين بقدر ما نتظاهر ونجهد أنفسنا لطلاء وجوهنا بمساحيق وأقنعة دينية وغيرها في محاولة منا لتضليل الآخرين الذين لا يمكن أن تخفى عليهم حقيقتنا من الداخل.







رد مع اقتباس
قديم 05-10-2007, 01:08 AM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
المحامي غالب مظلوم
عضو مساهم نشيط
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي غالب مظلوم غير متواجد حالياً


افتراضي Re: مشاهد وأحداث رمضانية

الله يصلح الاحوال

والله فيها عبرة







التوقيع

حاولت أن أفكر في توقيع خاص لكنني !! وضعت يدي على فمي وكسّرت القلم !! أأصنع توقيعاً من حبر في حين يصنع أطفال الأقصى تواقيع من دمائهم؟؟!! فتوقفت عن وضع أي توقيع
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما أعنيه .. و ليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكره لأصحابها
فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري
وهذه كتاباتي بين يديكم
أكتب ما أشعر به .. و أقول ما أنا مؤمن به
هي في النهايه .. مجرد رؤيه لأفكاري
مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه
رد مع اقتباس
قديم 11-10-2007, 05:58 AM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
عمر الفاروق
عضو مساهم نشيط جدا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عمر الفاروق غير متواجد حالياً


افتراضي عادات? ?رمضانية

مع انتهاء شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات اورد اليكم بعض الملاحظات والعادات الطريفة في بعض الدول الاسلامية اتمنى أن تنال اعجابكم :

في? ?اندونيسيا? : ?تمنح? ?أجازة? ?للتلاميذ? ?في? ? الأسبوع? ?الأول? ?من? ?شهر? ?رمضان? ?للتعود? ?علي? ?الصيام .


في? ?باكستان? : ?يزف? ?الطفل? ?الذي? ?يصوم? ?لأول? ?مرة كأنه? ?عريس .


في? ?ماليزيا? : ?تطوف? ?السيدات? ?بالمنازل? ?لقراءة? ? القرآن? ?الكريم? ?ما? ?بين? ?الإفطار? ?والسحور .


في? ?نيجيريا? : ?تستضيف? ?كل? ?أسرة? ?فقيرا? ?يوميا للإفطار .


في? ?موريتانيا? : ?يقرأ? ?أهلها? ?القرآن? ?الكريم? ? كله? ?في? ?ليلة? ?واحدة .


في? ?اليمن? : ?يعاد? ?طلاء? ?المنازل ..


في? ?المغرب? : ?يضربون? ?سبع? ?مرات? ?النفير? ?للسحور .


في? ?أوغندا? : ?يصومون? ?12? ?ساعة? ?يوميا? ?منذ? ?دخول الإسلام? ?إليها? ?لتساوي الليل? ?بالنهار? ?هناك? ?لوقوعها? ?علي? ?خط? ?الاستواء? ?

في سوريا : ترفع? ?الأسعار? ?في? ?كل? ?شي? ?المواد? ?الغذائيه و? ?الأستهلاكيه? ?والألبسة والاحذية? ?واللحوم? ?والخضروات?.? واصبح الافطار علنا حرية شخصية ومنظرا مالوفا تشاهده اينما توجهت!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!







التوقيع

أخاف أن أمر في هذا العالم دون أن أترك أثرا لوجودي أو أن أجد نفسي موثقا إلى دوامة الذين لم يخرجوا أبدا من ظلام حياتهم

أومن بأن الله يعاقب الأشرار فالعدالة التي اختارتها مشيئته نظاما لحياة البشر, يجب أن تسود.
غير أنني أتساءل أيضا : ألا يعاقب الذين لا يقومون بعمل يذكر؟

هناك من سيقرأ سطوري وما بينها وسيجيبني بضميره الحي ولهؤلاء سأستمع
وهناك من قد لا يعجبه حرف جر هنا ‏أو هناك ويتفلسف على أفكاري الطفلة ويهاجمها محتمياً باسم مستعار وهؤلاء سأطنش
آخر تعديل dbarmaster يوم 15-07-2010 في 10:18 PM.
رد مع اقتباس
قديم 16-08-2010, 02:13 AM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
أحمد الزرابيلي
عضو أساسي ركن
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


أحمد الزرابيلي غير متواجد حالياً


افتراضي رمضان دمشق

دمشق في رمضان
دمشق – تلك المدينة العتيقة الرابضة على سفوح قاسيون – أجواءً ساحرة تزيد هذه المدينة العتيقة تفرداً وجمالاً.
فأول ما يطرق رمضانُ أبوابَ الدمشقيين في ليلة النصف من شعبان – تلك الليلة التي اعتاد الدمشقيون إحياءها في المساجد- فيحرك لواعج الشوق في قلوبهم , و يهيئ الأرواح و الأفئدة أن تحتضن نفحة من نفحات السماء ...


و يترقب الدمشقيون موعد ( إثبات الهلال ) في مشهد عجيب من يوم التاسع و العشرين من شعبان , فالكل يسأل ( ثبتوها ؟ ) , و الجميع يتزاحم في الأسواق يعد العدة لشهر الصوم .

وتعلن المحكمة الشرعية في قصر العدل ثبوت هلال رمضان بالرؤية الشرعية , و ترتسم على الشفاه أجملُ تعابير التهنئة و التبريك

( رمضانِ مْبارك ) ( الله يحيكم لرمضان القادم ) ( كل عام و أنتم بخير ) ( تعيش لأمثالو ).



وتستقبل دمشق ضيفها العزيز الوافد بضربات المدفعية فرحاً وطربا , و تتعالى صيحات التكبير على مآذن دمشق العتيقة الرشيقة إيذانا بحلول عيد المسلمين الأعظم
فيذهب رجالها الى المساجد التي تكتظ بالمصلين لصلاة التروايح .
وينام الدمشقيون تلك الليلة تداعب خيالاتهم ذكرياتُ رمضان ( أيام زمان ) , ليهبوا من نومهم على طرق طبلة ( المسحر ) ذلك الذي تسري نداءاته بين أزقة الشام العتيقة لتنبه آذان أهلها الغافلين في دعة وآمان .
يا نايم وحد الدايم – يا نايم وحد الله و يندي كل صاحب دار باسمه حتى يرى نور منزلهم قد أضاء
و ما أن ينتهي من مهمته حتى تجد سلته مملوءة بأطايب الطعام
وتتداعى نساء البيت لوضع ( السفرة ) فكل واحدة لها مهمة , إحداهن توقظ إخوتها , والأخرى تعد ( قمر الدين ) , والثالثة تسكب المربيات والأجبان في صحاف الخزف الصيني , و الرابعة ( تلقم الشاي ) , ويتحلق أهل البيت حول مائدة السحور العامرة بأنواع ( الحواضر )

الدمشقية التي لا يعرف طعمها إلاّ من ذاقها , ولا يغني وصفها عن ذوقها .


ويبدأ السحور على سماع الآذانَ و ترانيمُ السحر و ابتهالاتُ ( الرابطة ) , وتصدح رابطة المنشدين بأرق القصائد تحملها نسمات السحر من أطهر بقعة في قلب دمشق النابض , من حضن دمشق الدافئ , من مفخرة تاريخها الغابر من جامعها الأموي .

ويتناهى إلى سمعك في هدوء السحر ذلك الصوت الأسطوري الذي سرى فيه يوماً عبقُ دمشق وسحرها فكان صوت ( توفيق المنجد ) وهو يلهب العواطف فرحاً بالقادم الغالي , ويصدح بصوته منشداً ( روح فؤادك قد أتى رمضان ) .
ويؤَذَّن للسحر فتنفضُّ العائلة عن سحورها , ليهيئ الرجال أنفسهم لصلاة الفجر في مسجد الحي , و تتداعى النساء لـ ( لم السفرة ) و ارتداء ( غطاء الصلاة ) ليدركن من بركة الصلاة في السحر .


ويسير الأب مع أبنائه في مهابة , ويتلاقي أهل الحي في طريقهم إلى بيت الله , فتتعانق الأرواح في فضاء الحارة الدمشقية , و تتصافح القلوب قبل الأيدي في رحاب مسجد الحي الذي يدلِفُ إليه المصلون قبل الوقت المعتاد , و كأنما ألهب الشوقُ إلى لقاء الله قلوبَهم فما يطيقون الانتظار , و تنقضي الصلاة و ما يحتف بها من أوراد و أذكار , و يهرع الناس إلى مصاحفهم يعانقونها عناق الواله المشتاق .
وتطلع شمس اليوم الأول من رمضان تداعبُ أشجار النارنج والليمون , وتلاعب الحبق والياسمين , وتتمايل أشعتها بين ( زواريب ) دمشق وحاراتها الضيقة , وتنشر ضياءها على مشارب البيوت وأسقف الأسواق .


وتتبدى أسواق دمشق في رمضان عن أبهى حلة وأحلى زينة , وتعرض للغادي والرائح ما لذّ وطاب من أطعمة ومشروبات لا يغني وصفها عن ذوقها
.
وتدخل سوق ( البزورية ) فلا تملك بصرك أن يرمي بنظراته إلى بهاء ما فيه , ولا تمسك قلبك أن يهفو إلى لذيذ ما حواه . فلا تملك يدَك عندها أن تمتد لتشتري ما تريده النفس ويسر به الأولاد.

وتعود إلى بيتك عند الأصيل وقد انحنت الشمس إلى الغروب رويداً رويدا , فتتلقاك ( الأهل ) ببسمة حانية وكلمات رقيقة ( الله يعطيك العافية ولا يحرمني من فوتك الحلوة ) , ويتراكض من حولها الأبناء ينظرن ما أتيت لهن من لذيذ ( المعروك ) و ( الناعم ).
فيسأل الأب عن أولاده الصغار ان صاموا درجات المادنه أن انهم أفطروا باكراً فتقوم الأم بالتغطية على أولادها الصغار المفطرين كي لا يحرمهم الأب من أكل المعروك
وما أجمل لحظات رمضان قبل الغروب والبيت كله في شغل و حركة , فالبنات تعد مائدة الإفطار , و الأب يتلو آيات من القرآن , و الأبناء يطرقون أبواب الجيران بـ ( سكبة ) الأم إلى جاراتها من الطعام , و تتناثر الأطباق على مائدة الإفطار , و يتحلق الشاميون حولها و عيونهم تحتار بين أطايبها .


وتخلو حارات الشام وشوارعها إلا من أطباق الطعام يتهاداها الجيران قبل مدفع الإفطار , ويجلس (كبير العيلة ) وحوله الأبناء والأحفاد يتحلقون حول مائدة الإفطار , و يرهف بعضهم السمع إلى المدفع , و آخرون ينصتون إلى أذان الأموي الجماعي الذي أراده أهل دمشق دليلاً فريداً على حبهم للجماعة والوحدة .

وينساب صوت المؤذن رخيا خاشعا بين أزقة الشام وحواريها , و تهدأ الحركة في الحارة لتبدأ الحركة على المائدة , ويعلو صوت الأب بالدعاء و هو يرتشف ماء ( الفيجة ) عذباً فراتا أساغه الله لأهل الشام دون غيرهم , فتؤمِّن الأم وبناتها على دعواته , و يتساقى الجميع (شراب الورد) و (العرقسوس) و (التمر هندي) , ويضحك الكل في جو ملؤه المرح و السرور.



ويؤم الأب عادةً زوجته وأولاده وبناته في صلاة المغرب جماعة أو يؤديها الأب والأبناء جماعةً في مسجد الحي القريب من البيت ، ثم يعودوا لتكمل العائلة طعام الإفطار الشهي اللذيذ الساخن.
ولا ينسى أهل الشام أن يأكلوا الناعم و المعروك مسرعين ليقوموا إلى صلاة التراويح , صلاة التراويح التي تمتلئ فيها مساجد دمشق بالشيب والشباب , ويتداعى الدمشقيون إلى الصلاة , كل يسأل صاحبه ( وين الصلاة اليوم ؟) .
ويؤم الناسُ المساجد وقد لبست أبهى حللها , وتهيأت لاستقبال ضيوفها , وتتلاصق الأجساد في صلاة ينساب فيها صوت الإمام ندياً هادئا , يلف المكان بهالة من الخشوع والإخبات , وينعم المصلون بسماع جزء كامل من القرآن الكريم ينفضُ عن قلوبهم غفلة رانت عليه أياماً وربما شهورا.


وينفضُّ المصلون بعد ذلك إلى بيوتهم , فيخرجون من المسجد جماعاتٍ جماعات , جماعات تتعانق فيها البسمات وتتعالى منها الضحكات , ويبلغ كل رجل بيته فيدلف إليه وقد هيأت له زوجه الفاكهة و المكسرات والتف حوله الأهل والأولاد , فيداعبهم و يلاطفهم , و يمازحونه ويضاحكونه ويكون أجمل سهر وأطهر سمر , يقضي فيه الرجل حق أهله بعد أن قضى في الصلاة حق ربه.

وتمر ليالي رمضان , وتتعاقب أيامه , وتبرهن دمشق لربها كل ليلة أنها على العهد باقية ......... ظهر الإسلام ...... و فسطاط المسلمين .
منقول بتصرف






التوقيع

الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات !!
كل دموع الارض
لا تستطيع ان تحمل زورقا صغيرا يتسع لابوين يبحثان عن طفلهما المفقود
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أهنئكم بقدوم شهر الخير رمضان احمد ابوالزين ركن التعارف والتهاني والمباركات 23 06-09-2010 10:59 AM
توقيفات بسبب التدخين في القصر العدلي خلال شهر رمضان سلطان حوار مفتوح 22 31-08-2010 02:05 AM
برنامج الأخت المسلمة في رمضان المحامي عبد الله تلاج حوار مفتوح 2 20-12-2004 10:37 PM


الساعة الآن 05:38 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع