((( المحامي أحمد صوان )))
في هذا اليوم الكئيب /30/7/2006/ الذي اقترف فيه الصهاينة مجزرتهم الرهيبة في قانا ...في هذا المساء كانت غيوم الحزن الداكنة تظلل سمائي . تخنق أنفاسي .. و تعصر روحي ...
في هذا المساء كنت أقلب في دفاتري القديمة فعثرت على هذين النصين : فوددت نشرهما . لاستثارة النقاش و فتح الحوار ... أرجو المشاركة بالتعليق و إبداء الرأي .
((( النص الأول )))
1- لشاؤول تشرغوفسكي قصيدة عنوانها (بقوة روحي) يصف فيها شعور الصهيوني تجاه الأغيار فيقول:
يا سيفي أين سيفي، سيفي المنتقم؟
أعطني سيفي لأنتصر على أعدائي
أين أعدائي؟ سوف أصرعهم
وأحطمهم و أقطعهم إرباً
سوف أقطع كالحاصد، وأجتز جذورهم
سأجعل سيفي يشرف فخوراً من دمهم
ستستحم خطواتي في دماء الصرعى
وتدوس قدماي على شعر رؤوسهم
سأقطع باليمين وأحصد بالشمال
فلقد اشتعل غضبي، وصار جحيماً
لقد ضايقني كثيرون، ولكني لن أبقي أحداً بعد المذبحة نعم سأفنيهم حقاً
يا سيفي أين سيفي؟ أين سيفي المنذر؟
أعطني سيفي، فلن أغمده مرة أخرى
حتى أذبح كل أعدائي
لست أطيق الاحتمال، لقد أشرقت روحي وغضبي مشتعل، وقلبي تل يتحرك
وسرى في عروقي تيار من شرار جارف .
( انتهى )
((( النص الثاني )))
أجرى الأديب اليهودي (عاموس عوز) حواراً مع شخصية سياسية هامة أشار إليها بالحرف (ذد) جاء فيها: ( إنهم يطلقون علينا الآن اصطلاح (اليهود النازيون) يريدون تخويفنا، الضغط علينا عن طريق تشويه صورتنا ، ولكني أقول لهم: إنني لا أبالي بهذا الوصف وهل في هذا الوصف ما يشين؟ إنني لا أريد أن أحصل على إعجاب الأغيار، وفي سبيل ذلك ألجأ إلى أن أسلك سلوك اليهود، ، إن كثيرين من مشاهير زعماء العالم كانوا قتلة إرهابيين، فلماذا أكون أنا أفضل منهم من الناحية الخلقية؟ إنني أريد أن تنضم إسرائيل إلى هذا النادي الذي يضم مجموعة من الزعماء الأقوياء، الذين لا يراعون المبادئ والأخلاق، لأنه حينئذ سيهابنا العالم بدلاً من أن يعطف علينا، حقيقة سيبدأ العالم في الارتجاف خوفاً من نزواتنا، بدلاً من الإعجاب بنبل أخلاقنا، ولكن أتركهم يعوون في العراء، ويصفوننا بأننا أمة من الكلاب المسعورة، دع العالم كله يعرف أننا لا نتورع عن إثارة حرب عالمية ثالثة إذا قتل أحد سفرائنا في الخارج.
***
كان يهود الشتات يدعون أننا نحن الذين تلوثت أيدينا بالدماء في الحرب، وأنهم هم الأتقياء المتدينون المسالمون الذين لا يعرفون العنف، وإراقة الدماء، أما الآن فهم يتعرضون للانتقاد والهجوم والكراهية، وهذا في صالحنا، لأنهم في النهاية سيرفعون شعارنا القديم الذي يقول: (أيها اليهود، اذهبوا إلى فلسطين) وسيضطرون إلى المجيء إلى هنا، لأنه لن كون أمامهم خيار آخر، وسيزداد عدد المهاجرين ، إنني لا أهتم بأن يطلقوا علينا أفظع الألقاب، لا يهم فكل شيء محرم مسموح في سبيل البقاء، حتى طرد العرب من الضفة الغربية، فليقولوا عنا إننا نازيون، ماذا لو قتلنا من العرب مليوناً، أو حتى ستة ملايين؟ ماذا سيحدث؟ سيكتب التاريخ عنا صفحتين فقط مجللتين بالسواد، وسيكون ثمن ذلك عظيماً، سيأتي إلينا يهود الشتات، ونصبح أمة تعدادها خمسة وعشرون مليوناً (يهود العالم خمسة عشر مليوناً فقط) أمة تدعو للاحترام، وبعد ذلك سينسى التاريخ ، ويأتي أدباؤنا ليكتبوا روايات عظيمة عن المذابح التي ارتكبناها في حق العرب، وسيحصلون على جوائز نوبل مثلما فعل أدباء النازية.
والذي سيحدث أنه بالرغم من هذه الجرائم التي سنرتكبها، سنجد في جميع أنحاء العالم من موسكو إلى بكين إلى واشنطن من يتمسح فينا ويتودد إلينا، ويخطب ودنا، برغم أيادينا الملطخة بالدماء. ما العيب في أن يكون لكل دولة سجل إجرامي، إن كل الدول الكبرى لها مثل هذا السجل ثم أصبحت الآن محترمة ومتحضرة، ونسيت ماضيها الإجرامي القديم…نعم :صدق ذلك اليهودي الذي قال بأن الصهاينة تعلموا من هتلر أكثر مما تعلموا من موسى عليه السلام.
((( المحامي أحمد صوان ))) /30/7/2006/