عَدِمتُكَ عاجِلاً يا قلبُ قَلْبَا
أتجعلُ مَن هويتَ عليك رَبّا
بأي مشورةٍ وبأي رأيٍ
تُمَلِّكُها ولا تَسْقيك عَذْبا
تَحِنُّ صبابةً في كل يومٍ
إلى (حُبَّى) وقد كرَبَتك كرْبا
وتهتجرُ النساء إلى هواها
كأنك ضامنٌ منهن نَحبا
أمِنْ رَيحانة حَسُنت وطابت
تبيتُ مُروّعاً وتظلُّ صَبّا
تَرُوع من الصِّحابِ وتَبتغيها
مع الوسواس مُنفرداً مُكِبَّا
كأنك لا ترى حَسَناً سِواها
ولا تلقى لها في الناسِ ضَرْبا
وكم مِن غَمرَةٍ وجواز فَيْن
خَلوتَ بهِ فهل تزداد قُربا
بَكيتَ مِنَ الهوى وهواك طفل
فَوَيلك ثم وَيلك حين شَبَّا
إذا أصبحت صَبَّحَك التَّصابِي
وأطرابٌ تُصَبُّ عليك صَبَّا
وتُمسي والمَساءُ عليك مُرٌّ
يُقلِّبُك الهَوى جَنباً فَجَنبا
أظُنّك مِن حِذارِ البَينِ يَوماً
بِداء الحُبِّ سَوفَ تَمُوتُ رُعبا
أتُظهِرُ رَهبَةً وتُسِرُّ رَغْباً
لقَد عَذَّبتني رَغْبا ورَهْبا
فَمَا لك في مَودَّتِها نَصِيبٌ
سِوَى عِدّةٍ فخُذْ بِيَديك تُرْبا
إذا وُدٌّ جَفَا وأرَبّ وُدٌّ
فَجانِب مَن جفاك لِمَن أرَبَّا
وَدَعْ شَغْبَ البَخيل إذا تَمادى
فإنّ لهُ مَعَ المعروفِ شَغْبا
وقالتْ: لا تزالُ عليَّ عينٌ
أراقِبُ قَيِّماً وأخافُ كلْبَا
لقد خَبَّتْ عليك وأنتَ ساهٍ
فَكُنْ خبّاً إذا لاقَيتَ خبَّا
ولا تَغْرُرك مَوعِدةٌ (لِحُبَّى)
فإنّ عِداتِها أنزَلْنَ جَدْبا
ألا يا قلبُ هَلْ لك في التَّعَزِّي
فَقَد عَذَّبتنِي ولَقِيتُ حَسْبَا
وما أصْبَحتَ تأْمُلُ مِن صَديقٍ
يَعُدُّ عَليك طُول الحُبِّ ذَنْبا
كأنّكَ قَد قَتَلتَ لَه قَتِيلاً
بِحُبِّك أو جَنَيتَ عَلَيهِ حَرْبا
رَأيتُ القَلبَ لا يأتي بَغِيضاً
ويؤثرُ بالزيارةِ مَن أحَبّا