عمالة الأطفال في تشريعات العمل السورية
يقول الكاتب البريطاني توماس هاكسلي :
إن الوليد لايحمل عند ولادته لوحة تشير الى أن هذا ( زبال ) وهذا (تاجر) وذلك ( قسيس) وأخر أمير، فالوليد يشبه كتلة غير متميزة من العجينة الحمراء وبتربيته فقط نستطيع اكتشاف مواهبه وامكاناته0 وهو ماأكد عليه ايضاً العالم واطسن بقوله :
أعطوني عشرة أطفال أسوياء التكوين وأختار أحدهم جزافاً ثم أربيه فأصنع منه ما أريد: طبيباً – فناناً- عالماً - تاجراً أو لصاً أو متسولاً, وذلك بغض النظر عن ميوله وموهبته وسلالة أسلافه.
ويصرح الكاتب الفرنسي رونيه بوبليسف بأن الطفولة هي أغلى من الشباب ذاته .
ويرى علماء الاجتماع أن المجتمع يعتبر مسؤولاً عن تربية الفرد وتنميته وأن عدم العناية بالطفولة وإهمالها يعني الحصول مستقبلاً على إحداث منحرفين إخطتوا مساراً معوجاً منذ نعومة إظفارهم لهذا كان من الأهمية بمكان التركيز على التعليم والتوجيه في تعديل السلوك بالنسبة للطفل وعدم ادخاله الى سوق العمل باكراً.
ويعد عمل الأطفال واحدة من المشكلات الخطيرة التي تطرح نفسها على الساحة بقوة لما تشكله من خطر على المجتمع في المستقبل على هذه الأجيال الواعدة فمن المعروف في عالم الطب أن نمو وتطور الأطفال لايكون مكتملاً قبل سن العشرين وهذا العمر يعتبر بمراحله المختلفه فترة انتقالية للنضج وتبلور الشخصية إضافة الى أن الاطفال في هذه المرحلة من العمر يحتاجون لفترات راحة طويلة بالمقارنة مع الكبار البالغين مما يزيد من إضطرباتهم إذا حيل بينهم وبين الراحة المطلوبة لأجسادهم وبالتالي يعرضهم لتأثيرات نفسية وسلوكية كثيرة إضافة الى أن الأعمال الشاقة وإضطراب الإيقاع الطبيعي لحياة الطفل وإرهاقه وتشغيله في الليل وقلة ما يحصل عليه من تغذية وعناية وتعرضه لعوامل ضارة في مجال عمله كل هذه الاشياء ستؤثر سلباً على عمليات النمو الطبيعي لديه وستضعف لديه المقاومة للأمراض .
ولقد اهتمت المنظمات الدولية المعنية بظاهرة عمل الأطفال لخطورة الأمر حيث صدرت أول توصية دولية بهذا الخصوص عام 1919والتي تحظر تشغيل الاطفال والنساء دون سن الثامنة عشر في أعمال بعينها وتوفير سبل الحماية في تلك الأعمال ثم تتابع صدورتوصيات الاتفاقيات الدولية التي تسعى بمجملها الى الحد من عمالة الأطفال والتصدي لظاهرة إ ستغلالهم وحظر تشغيلهم في الاعمال الخطرة والضارة بصحتهم أخذة بعين الاعتبار مايتميز به الحدث من تكوين جسماني وقدرات بدنيةً تحد من طاقة تحمله لأعباء ثقيلة في العمل فالأحداث ينتمون الى فئات العمال الآولى بالرعاية وإذا كانت هناك ظروف معينة إضطرت الحدث الى العمل المبكر فإن الاتفاقيات الدولية سعت الى وضع ضوابط لتشغيل الحدث حيث اهتمت بتحديد المسائل التالية :