منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > المنتدى المفتوح > حوار مفتوح

حوار مفتوح إذا كان لديك موضوع ترى أهمية طرحه في منتدانا ولا يدخل ضمن الأقسام الأخرى فلا تردد بإرساله إلينا ولنناقشه بكل موضوعية وشفافية.

إضافة رد
المشاهدات 4139 التعليقات 4
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-2006, 12:00 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد السلام هيكل
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي فرسان الزمان الصعب ...

فرسان الزمان الصعب ...
بقلم : عبد السلام هيكل


بنى أرسطوطاليس نظرية الفضيلة لديه بشكل رئيسي على مدى تأثير الشخصيات القدوة على المجتمع. ويعتقد الفيلسوف اليوناني (وهو تلاميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر) أن الانسان يتعلم أن يكون فاضلاً بأن يقلد تصرفات الأشخاص الفاضلين. وباستمرار التقليد يصبح الانسان فاضلا بسبب الاعتياد الذي نشأ لديه.



ورأى أرسطو أن واجب كل مواطن أن يكون قدوة حسنة. وينطبق هذا بشكل خاص على الشخصيات العامة والمعروفة لأنه غالبا ما تكون العيون عليهم. وبالتالي فعلى تلك الشخصيات أن تكون قدوة في عملها وحياتها، بل ويضعهم أرسطو أمام مسؤولية جدية عليهم تحملها. هؤلاء الشخصيات هم الفارس الموجود في كل منا، والذي نسعى أن نكونه.



والتمثل بالقدوة يبدأ منذ الطفولة. فأول ما يقتدي الطفل بوالديه، فهما له الأعلم والأقوى باعتبارهما يجيبان على أسئلته ويحميانيه من العالم الخارجي الذي يجهله. وفي بداية سن المراهقة، يبدأ الإنسان بالشعور بأن الوالدين بإمكانهما أن يخطئا كذلك، فيبحث في عقله الباطن عن قدوة جديدة يتعلق بها غالباً ما تكون من الشخصيات العامة الرياضية أو الفنية، وفي مرحلة النضوج تكون الشخصية مهنية أو سياسية أو فكرية أو من حقل الأعمال. وفي الكثير من الحالات يأتي الالهام من الأجداد أو الأقارب أو الزملاء الذين كانوا قدوة في شخصيتهم وانجازاتهم. وفي حالات أخرى، يتمثل الإنسان شخصية روائية أو درامية أم ملحمية. ومن الملفت جدا الدراسات التي أظهرت أن غالبية الأشخاص الذين نجحوا وتحوّلوا إلى قدوة، كانوا قد اقتدوا بأشخاص آخرين اعتبروهم مثلا أعلى وسعوا للسير على منوالهم لاكتساب مثل ما لديه من مؤهلات. وكلّما كانت القدوة حائزة على مؤهلات أكبر، كانت قوّة الدفع نحو الإنجاز والنجاح أكبر. وكلما كثرت الشخصيات التي توصف بالعظيمة في مجتمع معين أو في ثقافة معينة، كلما أنتج ذلك المجتمع شخصيات عظيمة أخرى. فالقدوة أو الفارس أو البطل لهم أثر كبير في تكوين شخصية الإنسان منذ صغره وفي التغييرات الكثيرة التي تحصل عليها في المراحل العمرية المختلفة.

**

وفي الزمن الرديء وأوقات الشدة ومرحلة التغيير تقتقد القدوة. وللأسف فالمجتمعات التي تتقهقر اقتصادياً وفكرياً واجتماعياً تندر فيها الشخصيات القدوة، ولا يعود أهل المرء وأقاربه وأصدقاؤه قادرين على القيام بدور القدوة لأنهم لم يحققوا انجازات تلهم من حولهم، فيسعى المرء للإقتداء بأمثلة تجعله يعيش ولو في مخيلته حياة أفضل. وعندما يسود تلك المجتمعات الرأي الواحد والإعلام الواحد مثل غالبية دول العالم الثالث تصبح القدوة على قلتها غائبة (أو مغيبة) كذلك. والنجاحات الفردية إن لم يروّج لها الإعلام فلا سبيل لعامة الناس للاطلاع عليها واتخاذ أصحابها قدوة والتأثر بهم. وبسبب الفساد والإفساد العامين في تلك المجتمعات، وضعف الشفافية وزيادة التعتيم يصبح أغلب الناجحين في شبهة. فللنجاح في تلك المجتمعات أساليب تنافي ما يجب أن تكون عليه القدوة بشكل عام. فأول صفات القدوة هو اقتران القول بالعمل، فلا تناقض بين منطقها وسلوكها. وأن تكون ثابتة على المبادئ فهي ليست مزاجية أو موسمية تتبدل حسب الزمان والمكان والمقام. وأن تكون كذلك تتصرّف بوحي من ثقتها بنفسها وإيمانها ، وعلى سجيّتها دون تصنّع ولا تكلّف ولا تمثيل. ولا بد لها من أن تعمل بما تأمر به، تنتهي عمّا تنهى عنه. والقدوة غير معصومة عن الخطأ، لكنّها تسارع إلى الاعتراف به ومعالجته وتفاديه، وبذلك تكون قدوة حتى في صراحتها وشفافيتها ، وفي سعيها إلى تصحيح ما تقع به من أخطاء.



وسورية تعاني اليوم من غياب القدوة على جميع المستويات وخاصة في المجالس التمثيلية. وقد استوى في مجتمعنا الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وما عدنا قادرين على تمميز الغثّ من السمين، بل وخلطنا الصالح بالطالح. وأدى غياب القدوة بالاشتراك مع أسباب أخرى- لا مجال لذكرها الآن- إلى انهيار منظومة القيم السورية، وسواد مقاييس مثل "معك قرش بتسوى قرش" أو "لا يهم ماذا تعرف، المهم من تعرف." وبغياب الشخصيات المرجعية، هل يمكن أن نفكر سوية بمن هم قدوة جيل الشباب اليوم؟ أين هو الطبيب القدوة؟ أو المهندس؟ أو الأستاذ؟ أو النقابي؟ أو الوزير؟ أو النائب؟ أين هو التاجر القدوة؟ أو الصناعي؟ أو رجل الأعمال؟ أين هو العصامي القدوة؟ أين هو الشاب القدوة؟ أين هي الشركة القدوة؟ أين هو الرياضي القدوة؟ أين هو الفنان القدوة؟ أين هو من يشكل قدوة صالحة في سورية؟ لا شك أن هناك أشخاص عديدين تنطبق عليهم صفات القدوة الصالحة، إلا أن تأثيرهم محدود لبضعة أشخاص من مخالطيهم. وليس من المفيد أن تطغى قدوة فوق قدوة مّما يؤدي إلى غلبة لون واحد يعيق التقدم، كأن يغلب مثل رجال الدين بزهدهم وتعففهم عن الدنيا وطريقة حياتهم كقدوة دون غيرهم. إلا أن النهضة المرجوة تحتاج وعياً إعلامياً بالقدوة مما يزيد من تأثيرها الملهم ويسرع من عملية انتاج فرسان آخرين يلهمون النجاح والصبر والعمل الدؤوب والاخلاص والأمانة وغير ذلك من صفات تفتقدها عملية الإصلاح. والخطة الخمسية العاشرة التي تعد بأن "تشيل الزير من البير" لن تساعدها حالة غياب القدوة والمرجعية في سورية، والتي يحل مكانها ما تصوره قنوات الغزو الفضائي المستعربة من ابتذال وميوعة وبطون مكشوفة وأجسام مهتزة، أو النجاحات التي يروج لها فرسان "الحلم الأميركي" وأبطال نهضة دبي. وغياب الفرسان الحقيقيين إعلامياً يسهل أن نتمثّل من الدين مظاهره (كالحجاب أو اللحية)، أو من المسؤولية المنصب، وهكذا دواليك.

**

في حديث مع صديق لي حول ما هو كائن وما يجب أن يكون، قال لي بحدة: يا أخي خلّصنا، فقد انتهى عصر الفرسان. ربما تبدو هذه العبارة درامية زيادة عن اللزوم، إلا أنني لا ألوم صديقي عليها وعلى ما أراه تشاؤما يعرقل السير إلى الأمام، فهو قال ما قاله بسبب غياب القدوة، غياب الفارس في مجتمعنا فعلاً. ولابد لسورية أن تعود إلى ما كانت عليه في أواسط القرن الماضي، فتقدم نماذج قدوة حقيقية-من أبطال وفرسان حقيقيون- بعيدًا عن المهللين والمهرجين والفاسدين وأولئك الباحثين عن المادة فقط. ولابدّ أن يستعيد المجتمع رشده وعقله وأهدافه الكبرى، بتخطيط من الحكومة ومؤسسات المجتمع الأهلي وغرف التجارة والصناعة، وبدعم من الإعلام، فالأسرة وحدها لن تستطيع أن تقوم بدورها بمعزل عن هؤلاء جميعاً. وأقول بتفاؤل وإيمان كبيرين: لا يا صديقي. ففي بلدنا، لم يبدأ عصر الفرسان بعد لينتهي.



الاقتصاد والنقل – خاص سيريانيوز







رد مع اقتباس
قديم 12-07-2011, 01:29 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
علي الشيخ عمر
عضو مساهم نشيط

الصورة الرمزية علي الشيخ عمر

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


علي الشيخ عمر غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فرسان الزمان الصعب ...

"لا يا صديقي. ففي بلدنا، لم يبدأ عصر الفرسان بعد لينتهي."

أعتقد أنه بدأ.....







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 13-07-2011, 05:14 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المحامي محمد عصام زغلول
عضو مساهم نشيط جدا

الصورة الرمزية المحامي محمد عصام زغلول

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي محمد عصام زغلول غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فرسان الزمان الصعب ...

القدوة فعلاً غائبة
وإن وجدت .. فهي كما عبر صدر المقال , قدوة الفتيان والفتيات .. ذاك الرياضي , وتلك المطربة , و هاتيك الممثلين ..

ولعلي أحمّل الجزء الأكبر في غياب القدوة لا لغياب الفرسان
بل لتوجه الإعلام بكافة أشكاله المسموع والمرئي والمقروء
إلى سفاسف القدوات , وإلى ترهات النزوات

كنت في إحدى المكتبات فأطلت كميرا التلفزيون نحوي تسألني
ماهو أهم كتاب نشر هذا الشهر برأيك ؟
فقلت .. وكان أعظم كتاب وأكثره جهداً رأيته بحياتي .. مسند الإمام أحمد في اثنين وخمسين مجلداً

طبعاً تابعت البرنامج فكانت أهم الكتب المنشورة
أبراج , روايات , كتاب طبخ , كهانة بأحداث العالم

أما مقابلتي فيبدو أنها سقطت سهواً

أقرأ في معظم الصحف الزاوية الثقافية
وأكاد أجزم أن المثقفين الذين ينشدونهم هم غير القدوة التي نبتغي

وأسأل متى أضاء الإعلام زاوية لمؤرخ أو مفكر أو فيلسوف أو فقيه ؟
فيما يجدّ الجد كل يوم في إظهار مدى نجاح جميلات ووسيمي المسلسلات والأفلام

أعود وأقول
المشكلة ليست في غياب الفرسان .. فوالله إنهم موجودون
بل .. المشكلة في عمق الحاجة التي في نفس يعقوب يقضيها

ولن ننسى أننا جزء من المشكلة
فلو كتبنا مقالاً عن صلاح الدين وصفاته قد تجد مشاركة أو لا تجد
وإن كتب أحد عن الفارسة نانسي لوجدت عشرات المشاركات أو تزيد .. خاصة إن ضمت صورة لطيفة







التوقيع

قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الـــــــــحياة عقـــيدة وجـــهاد

المحامي محمد عصام زغلول


رد مع اقتباس
قديم 16-07-2011, 02:15 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
باحث عن الحق
عضو جديد مشارك
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


باحث عن الحق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فرسان الزمان الصعب ...

ليست القدوة في رأيي شخصية يزينها و يجملها الإعلام, و إنما هي الشخصية التي يبحث عنها من يفتقد للقدوة, فالفقيه سليمان الطماوي أو الفقيه موريس دوفرجيه لم يعاصرهم الحقوقيون الجدد, إلا أننا نجد الكثير من يتأثر بهم و يقتدون بهم, و كذلك الأمر بالنسبة للسياسين فكم من شخص يعشق لينن أو خروتشف أو جورج واشنطن دون أن يكون قد عاصره بالطبع, فغياب القدوة يعود لمجهود الشخص نفسه, و ليس لغياب مجهود الغير, فليس الغير من يصنع قدوتي و إنما أنا من أجد قدوتي و أسعى لتطوير ما توصل إليه..







رد مع اقتباس
قديم 18-07-2011, 10:53 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نمر خطاب
عضو جديد مشارك

الصورة الرمزية نمر خطاب

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


نمر خطاب غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فرسان الزمان الصعب ...

ومن اعظم قدوة وافضل من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فلو ان كل شخص اقتدى به بشكل صحيح فوالله لا اعلام ولا غيره في وقت لم يكن فيه اعلام يستطيع ان يكون الفرسان الفرسان







التوقيع

فكر طويلا قبل أن تجعل أعداءك يصفقون لك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النص الكامل لكلمة السيد الرئيس بشار الأسد على مدرج الجامعة عمر الفاروق سوريا يا حبيبتي 4 25-06-2011 10:37 PM
نعم لمصلحة الشعب أن «تعلق» بين الحكومة ومجلس الشعب! ... بسام طالب سوريا يا حبيبتي 0 22-06-2006 12:10 AM
الخيانة المحامي ناهل المصري سوريا يا حبيبتي 0 02-01-2006 06:23 PM
دستور الجمهورية العربية السورية المحامي ناهل المصري الدساتير العربية 0 28-11-2004 11:06 PM
دستور الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى المحامي محمد فواز درويش الدساتير العربية 0 21-11-2004 11:58 PM


الساعة الآن 11:52 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع