اليكم الفصل الخامس والسادس من فصول زقزوق الفصلين بعنوان حدادة وتدخين ... اليكم كامل التفاصيل والفصول السابفة موجودة في منتدى القصة الى التفاصيل
حدادة
لم تنته آلامي عندما عملتُ عند حداد الحي بل ازدادت قوة وعذاباً ..
فالعصا التي مثل سيخ النار والتي ودعتها في المدرسة استقبلت عوضاً عنها عصا قرمزية من قصب الخيزران أتى بها معلمي من سوق المنجدين ..
معلمي رجل عصبي المزاج ، طيب القلب ، كلمة تأخذه وكلمة ترده ..رأسه خالي من الأفكار كما أنه خالي من الشعر أما “فلقاته” فهي ألذ طعماً من “فلقات” الأستاذ حامد..
ولكنه طيب القلب فهو يحبني لأني كنت أحب عملي ..
مرة ناداني لأدق على حديدة قد أخرجها للتو من بيت النار ، فقد تعب وأراد أن يستريح قليلاً ..
وبدأتُ العمل بجدية تامة ..ورأسهُ الأصلع يضيء مع كل ضربة على حديدة تتوهج ..
ولكن ما حدث معي البارحة جعلني أدخل حلبة التفكير ، إذ أن حفلة عيد ميلاد أخي أنور لم تجعلني أنام طيلة الليل ..ومازال يرن في أذني كلام رفاق أخي عندما قال لهم بأن اسمي زقزوق
لقد تأثرت كثيراً ولن أسمح لهم أن يعيدوها مرة أخرى ..
وهنا تجمعت قواي مرة واحدة ..وضربت على الحديدة بقوة حتى أن يداي لم تتحمل ارتجاج المطرقة فقفزت من يدي لتسقط على ..[ علمتم على رأس من ؟؟]..
على رأس معلمي وسببت له جرحاً بليغاً ..ولولا طيبة قلبه المفرطة وحبه لي لما أرجعني إلى العمل عنده ..
إلا أنه وفي كل يوم يذكرني بالحادثة ويقول :
زقزوق طرق رأسي قبل أن يطرق الحديدة
تدخين
كنت أشاهدها في يد والدي برأس مشتعلة ومؤخرة صفراء .. ولم أعلم أن يوماً ما ستغزو تلك اللفافة عقلي وتنتصر عليه بحجة أن لا بد من تجربة كل شيء في هذه الحياة حلوه ومره ، وخاصةً أني سمعتُ من أحد أصدقائي أنه أصبح يدخن لفافة التبغ لكي يصبح رجلاً وشدني في الموضوع كيف كان يدخن في البيت خلسة فهو يدخل إلى الحمام ويدخن..
قررت أن أدخن أول لفافة ولم أعلم أن الحبل على الجرار فأصبحت شريكةَ حياتي وسنحت الفرصة بأن نسي والدي علبة دخانه وذهب إلى عمله مبكراً ..فسرقتُ لفافة من العلبة وخبأتها وركضتُ إلى الحمام ..فأشعلتها ونفخت بها فلم يحصل شيء ..ولكني اهتديتُ بأن أسحب إلى الداخل ..وفعلت ..وكانت الكارثة .. فانتابتني موجة سعال بصوت عال ..فخفت أن يسمعني من في البيت ومن شدة خوفي نسيت أن أطفئها ورميتها من نافذة الحمام المطلة على مستودع الأخشاب الذي بجانب بيتنا ..وما هي إلا ساعات حتى عمَّ الحريق المستودع..
واتهم والدي بالحريق ..ولكنه نجا لأنه أثبت وجوده خارج المنزل ساعة الحادث .. ولكني لم أنجُ بفعلتي فبعد أيام ليست بكثيرة ..ضبطني أخي أنور في الشارع أدخن ..وفي الليل كان الحساب مضاعفاً ..
والى اللقاء مع الفصول القادمة