طالبة بالصف السادس تموت في غرفة مدير المدرسة بحمص

[المحامية علياء النجار]

طالبة بالصف السادس تموت في غرفة مدير المدرسة بحمص
في حادثة هزت أطفال حمص و مدارسها الابتدائية , توفيت الطفلة حنان المحمد - 13عام- وهي بلباسها المدرسي و أثناء الدوام ....؟




ففي الساعة الحادية عشرة و نصف من صباح يوم 9/5/2006 استدعى مدير المدرسة الابتدائية حنان لمعاقبتها على تصرفاتها مع زميلاتها و كان العقاب ضرب بالكبل مع الاهانة مما أدى إلى فقدان حنان الوعي و نقلت اثر ذلك إلى اقرب مستوصف إلا إنها كانت قد فارقت الحياة و آثار الخوف بادية على محياها و آثار الكبل ما تزال على يديها الصغيرتين , نقلت بعد ذلك الجثة إلى المشفى الوطني و كشفت عليه لجنة ثلاثية خرجت بان سبب الوفاة ( آفة قلبية غير مكتشفة ) , إلا أن الأحداث تسارعت بعد التأكد أن مدير المدرسة كان قد ضرب التلميذة حنان بعنف مما أدى إلى خوف شديد و فقدان الوعي , جاء ذلك مؤكدا بالضبط الصادر عن قسم شرطة حمص الشمالي رقم /1640/ حيث ذكر أن عدد من زميلات الطفلة حنان في المدرسة أكدن ضرب المدير لها بعنف قبل نقلها إلى المستوصف و جاء أيضا جملة قالها المدير بعد فقدان حنان وعيها ( موتي حدك جهنم )........!
الأكثر حزناً من ذلك استخراج الجثة بعد الدفن و اقتلاع القلب الصغير لإعادة فحصه و التأكد من سبب الوفاة الحقيقي و كان ممكن أن يتخذ هكذا إجراء قبل الدفن .

في زيارة لبيت الطفلة حنان ذلك البيت البسيط ‏الطيب ,استقبلنا والدها أبو احمد والحزن يملأ عينيه و ‏بزفرة حزن قال : في يوم وفاة حنان ذهبت إلى ‏المستوصف مذهولا بعد خبر الوفاة ولكنهم لم يسمحوا ‏لي بالدخول و بعد توسل ورجاء دخلت قليلاً و رأيت ‏ابنتي مسجاة جثة هامدة , و قالوا لي جميعا و بالحرف ‏الواحد أن ابنتك و قعت لوحدها و لم يضربها أحد , ‏سلمت أمري لله و طلبت منهم دفن الجثة و لم ادعي ‏حينها على أحد لأنني لم أكن أعرف الوقائع و لكني فيما ‏بعد تأكدت أن ابنتي تلقت ضربات من مدير المدرسة و ‏كان ذلك سبباً للوفاة , يتابع أبو أحمد أخذت الجثة إلى ‏المشفى الوطني للتصوير إلا أن جهاز التصوير كان ‏معطلاً كالعادة ..... ينوه أبو الطفلة استغربت جدا لما ‏ورد في تقرير الوفاة الذي ارجع سبب الوفاة إلى آفة ‏قلبية فحنان لم تدخل بحياتها إلى طبيب إلا لسبب بسيط ‏جدا و لم تشكو طيلة حياتها القصيرة من أي عارض و ‏كانت أكثر إخوتها نشاطا و حيوية ..... وأكد أن حق ‏أبنته لن يضيع و سيلاحقه ...‏

أفراح صديقة حنان ماذا قالت .............؟

لعل من اقرب صديقات حنان إليها, أفراح التي قالت : ‏كانت حنان نشيطة جدا و كانت تسبقنا جميعا أثناء ‏الجري و في ذلك اليوم ذهبت حنان إلى الإدارة و قالت ‏زميلاتي أن المدير ضربها على يديها بكبل و أنا ‏شخصيا تعرضت لنفس العنف من المدير ...‏

بكل بساطة فارقة الطفلة حنان الحياة فهل سيمر موتها ‏ببساطة أيضاً .............؟

زمان الوصل

أنتهز هذه المناسبة ، لأثير موضوع العنف بشكل عام ...
العنف ظاهرة خطيرة في أي مجتمع ، رغم أنني أحس بالقرف مما فعله هذا المدير إلا أنني أرى أن المشكلة أكبر من مدرسة و طالب و ممنوع الضرب أو مسموح في المدارس ...
المشكلة مشكلة مجتمع كامل لا زال عنيفاً بشكل كبير ...

في الطريق ترى السيارات تقف لينزل السائقون على بعض بالضرب و الشتائم و في البيت الأب يضرب ليطاع ... و ... و ... حتى بيوت الزوجية لم تسلم من ذلك...
حتى في مجال العدالة ... كم يحزنني أن أرى المتهمين عندما يجلبون وهم مقيدون في القصر العدلي و آثار الضرب المبرح بادية عليهم ... و حسبي الله و نعم الوكيل

منذ أيام حدثني شخص عن رجل قتل ولده عن طريق رميه من النافذة ، بعد أن عصب منه ... هل يعقل هذا
و الله و اقسم لي الرجل أن جاره فلان عمل ذلك ، و سألني ما انصحه هل يشتكي عليه ؟؟
لا اخفيكم أنني قلت له أن عقوبته وصلته و اظن أن قلبه سيعذبه اكثر من أي عقوبة تفرض عليه
فهل كنت مصيباً ... افيدونا يا زملاء بآرائكم

[المحامي حازم زهور عدي]

يا سيدي العنف موجود في كل مكان و ليس في المدرسة فقط و هذا الحادث قد يكون اثر فيك لانك قد علمت به اما ما لم تعلم به فهو اعظم
لا انكر ان الحادثة على الصورة التي رويت بها بشعة اشد البشاعة كونها تحول المدارس من اماكن للعلم الى مجازر و حين يجب ان ياتمن الاهل المدرسة على ابنائهم يجب على الاب ان يفكر مليا قبل ان يرسل ابنه للمدرسة
لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف تعين هذا المدير في السلك التعليمي و كيف ارتقى به حتى وصل الى مركز مدير مدرسة اين الرقابة و تقييم الاداء النفسي للمدرسين و المربين
ان هذا المدير ليس حالة شاذة في مجتمعنا فالعنف هو ظاهرة لا يكاد يخلو منها شبر في بلادنا و هذا الموضوع قائم على اساس تفريغ القهر في من هو ادنى حتى نصل الى اضعف و اغلى من في الوجود اطفالنا و نساؤنا فنكون بذلك نربي اجيال جديدة على نفس الحلقة المفرغة السابقة و سيقوموا بدورهم بقهر اولادهم
ارجو منكم رجاء حارا ان تنظروا الى امراض المجتمع التي تظهر عن طريق حوادث فردية كهذه