من فشل إلى نجاح متوج
من فشل إلى نجاح متوج
إنه إخفاق كبير.. فشل ذريع.. يأس عظيم.. احباط قاتل.. لاتشتهي بعده أن يرى عينيك المنكسة إنسان.. لاتحب الأحاديث مع البشر لكي لا يذكر فشلك أويساق الحديث لما تخشى أن تتحدث عنه وقد مللت الحديث عنه..
وسط كل هذا هناك إرادة إنسانية وقوة بشرية وهمة نارية لا يقف أحد أو حدّ.. لا يستطيع مجاراتها منافس ولا تخمدها مياه الدنيا ولا يسقطها ألف حاسد ولاتهدمها جرارات المدافع.. إنها الإرادة الإنسانية والرغبة المشتعلة والحماس المتوقد والجمر الملتهب.. إنه غليان النفس واصرار الفؤاد واصطكاك الأسنان وتصميم اليد على المسير بكل ما أوتيت من قوة لتصل لقمم النجاح.. لتحقق ماتريد رغماً عن كل شيء ومهما كانت النتائج ومهما كانت الطريق وعرة فإنك سائر سائر ولو لوحدك ولو كانت الطريق مظلمة ولو كانت الأرض شائكة ولو أصابك الدمع وبكيت من شدة ما تلاقيه فلن تردك الدموع ولن تؤخرك الأهوال بل إصرار وعزيمة وهمة تناطح الجبال وفكر وذكاء تزول منه تلك الجبال العالية.. ستجد من يتخلى عنك بعد فشلك وفي ذات الوقت ستجد من يعيد اللهيب بداخل نفسك.. ستجد من تتحمل صعاب الدنيا لأجل عينيه.. ستجد من تنجح لأجله وسيظهر هذا الحبيب في قمة يأسك وعند ضمور روحك ونزول دموعك وعندما تنكس رأسك ويحزن قلبك من أسفل رأسك ليرفعه ليقول انظر لأعلى لترى عيني.. مبستم لذلك الملاك وذاك الخيال وتقوم معه واضعاً كفك بكفه تتقاسم النجاح معه ولأجل وجنتيه.. تتدرب معه.. تعمل ليل نهار لبلوغ تلك الغاية تتذكر ليالي الحزن لتقول لها لن أفشل مرة أخرى ولن أعود لها مرة أخرى.. أقسمت على ذاك النجاح وبلوغ غاية الغايات.. أن اكون الأفضل وأفضل إنسان أستطيع أن أكونه.. أن أنجح لمن أحبني بصدق ولمن وقف معي بالشدائد ولكي اسكت أفواه الشامتين وأزيد غيظ قلوب الحاسدين.. لأجل عيني ذلك الحبيب.. لأجله.. لأجلي..بعد ذلك سطعت أنوار النجاح وقام كل إنسان في مكانه إعجاباً ومنبهراً بذلك النجاح الذي لم ير مثله ولم يفكر حتى أن أحد يستطيع فعله.. الجميع يقف مذهولاً معجباً.. الكل يصقف وبشدة وبحرارة.. إنها لذة النجاح وروعته.. إنه ثمرة سهر الليالي.. ثمرة جد وصبر طويل.. ثمرة اخفاق وفشل تحول لحماس متأجج يصل بصاحبه لغاية لم يفكر بيوم أنه سيبلغها حتى يكون ذكره على كل لسان وعطره بكل إنسان.. وبيانه في كل مكان ومدحه بكل الأحيان.. أصفق لك الآن يا من بلغت الغاية.. تصفيق إعجاب ودموعي بين عيني تبكي فرحاً بنجاحك.. فقد رأت صبرك وكفاحك وبكت معك عند حزنك وجراحك وها هي تبكيك فرحاً وبهجة وسروراً..
هجم السرورعلي حتى أنه من فرط ما قد سرني أبكاني
منقول