منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى سوريا > سوريا يا حبيبتي

سوريا يا حبيبتي أخبار البلد وأهل البلد ويومياتهم وتجاربهم وحياتهم وكل ما يهم المواطن ببلدنا الحبيب.

إضافة رد
المشاهدات 9616 التعليقات 8
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-2006, 12:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد أحمد
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي ]الشبكة الذكية... وتشليح المواطن?!

الشبكة الذكية... وتشليح المواطن?!
محمد أحمد: الثورة 23/5/2006
شهدت وسائل الاتصال تقدماً وتطوراً كبيرين في العقد الأخير وتنوعت الخدمات من خلالها وكانت الخدمات الهاتفية الثابتة بميزاتها المتنوعة والمعروفة ( ميزة الانتظار - ميزة النداء وحجب النداء - ميزة كشف رقم المتصل...الخ
حتى جاءت ميزة الشبكة الذكية والتي فوجئ بها المواطنون لتكون عبئاً ثقيلاً على جيوبهم حيث تتجاوز أجور الدقيقة الواحدة خمساً وعشرين ليرة ومافوق وإن كانت هذه الميزات وضعت لتسهيل التواصل بين الناس والعالم الخارجي,فإنها أضحت بالنسبة إلى المواطن عبئاً مادياً حيث يتصل أحد أفراد الاسرة ببرنامج مسابقات مثلاً (من سيربح المليون أو بالاذاعة والتلفزيون ) المحلي فتأتي الفاتورة بالآلاف و( العترة) على الفقير والمؤسسة العامة للاتصالات تعتبر وحسب الاعلانات التي نشرتها بوسائل الاعلام المحلية كل المواطنين مشتركين في هذه الخدمة إذا لم يذهب المواطن إلى مركز الهاتف التابع له ويقدم إلغاء الاشتراك بهذه الخدمة الذكية (ونعتقد أنها طريقة (ذكية) في نهب جيوب المواطن ?!.‏
وهذا على عكس القاعدة المعروفة للاشتراك بالخدمات الاخرى والمشار إليها وغيرها من الخدمات وهنا بيت القصيد فكيف تعتبر المؤسسة كافة المواطنين مشتركين إلى أن يثبت المواطن العكس.‏
وكم سيكون عدد المراجعين لتقديم الطلبات ووضع الأوراق والطوابع وزيادة التكاليف والاعباء على المواطنين?!.‏
وكم سيأخذ من وقت المشتركين والموظفين?!.‏
ولماذا لا تتبع المؤسسة نظاماً آلياً مثل باقي الميزات للاشتراك بهذه الخدمة غير الذكية وغير المعروفة للناس...?!.‏







آخر تعديل المحامي عارف الشعَّال يوم 09-11-2009 في 11:56 PM.
رد مع اقتباس
قديم 25-05-2006, 04:53 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المحامية علياء النجار
عضو أساسي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية علياء النجار غير متواجد حالياً


افتراضي

الم يحن الوقت بعد لاستخدام الحضارة براحة بال وراحة جيبة بعد؟

ام ان هذه الحضارة وتلك التقنية ستظل عبئا يكبلنا ؟







التوقيع

صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الأحزاب وحده
رد مع اقتباس
قديم 30-05-2006, 10:44 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
م.وعد المهنا
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي

أنقذوا قلب دمشق..
م.وعد المهنا (كلنا شركاء )29/5/2006
ما يحدث لقلب دمشق أخطر من اجتياح المغول؟!
اليونسكو سوف تقرع الأجراس!
حسناً إنه قلب دمشق المثخن بالجراح ومن يكترث!
سيأتي جيل الحق القادم، وسيفتح دفاتر الحساب، مع كل مسؤول حُمِّل أمانة المحافظة على دمشق، وأساء لها، ولقلبها ،دمشق القديمة، حتى لو اضطر،هذا الجيل، إلى نبش قبره ورمي عظامه للكلاب الداشرة.
قلب دمشق، القائم قيام الدهر، تتقاذفه النائبات وتتسكع في شوارعه الساقطات.
وأهله الطيبون تتقاذفهم القرارات والتوصيات و اللجان الرئيسية والفرعية والكارثية إلى الشوارع ولكن من يكترث!
قلب دمشق يتهالك، يتناثر، يتطاير إرباً إربا
قلب دمشق عجوز لا يحترمون شيبتها
قلب دمشق طفل لا يحترمون طفولته
قلب دمشق امرأة مفجوعة تصيح كل يوم "وين راحوا"!
قلب دمشق جنة وطأها الزعران ولوثتها الكروش بفضلاتها وآثامها المستعصية!
قلب دمشق يريدونه للدولار فقط و للزيارة العابرة وللأكل والعهر واللغو وكراج للسيارات ولأشباه رجال يتلقطون الدراويش للوجبة والنارجيلة وللجحيم ناسها الطيبون وللجحيم الأخلاق والقيم والحجارة التي حملتْ الدهر وجاءها مغول يدك الإسمنت والحقد والقرف من أجل عبودية الليرة.
لا أعرف من أين ستأتي تلك الليرة عندما تسقط المدينة في صرفها غير الصحي وصرف أصحاب المطاعم للناس المحترمين عندما يمنعونهم من الدخول.
قالها صديق جزائري مقيم في فرنسا أثناء حضوره لمؤتمر ICCTA'6 منذ مدة قريبة " زرت كل بلدان العالم ولم يمنعني أحد من دخول مطعم إلا في دمشق القديمة " أستاذ الجامعة قالها وغادر هذه المرة دمشق الذي سبق أن قال فيها أثناء زيارته الأولى لحضور ذات المؤتمر في 2004 " دمشق تسكن خيال كل جزائري منذ الصغر " ولهذا دعا هذه المرة الأصدقاء والأشقاء للقدوم إلى سوريا وبكل بساطة منعوهم من الدخول وبكل قلة الأدب!
أشقاء من الأردن كذلك يررد السيد رجائي الذي أنهكه المسير في شوارعها " لا أشعر بأني عربي إلا وأنا أسير في دمشق القديمة " وأبو عمر يساجله " دمشق التاريخ لكنهم يمنعوننا من الدخول إلى مطاعمها وإن أدخلونا يجلسوننا وكأننا منبوذين "! ومدير مكتب الـ BBC في عمان أبو سعود " جئنا لنستمع للعود وأغانٍ دمشقية لا لأغاني المراهقين " ويختتم " والله نحن ناس محترمين وولاد عيل كمان"!
ربما لأنهم عرب وربما لأن أصحاب المطاعم لم يعتادوا على أستاذ الجامعة يرتدي الجينز بل على كل من قلب الخزانة على خيبته ومضى إليهم!
حسناً كثيرون سيعتبرونني صحفياً متجنياً وأرجو فقط متابعة أصحاب العلم والاختصاص والشأن.
معاون وزير الثقافة لشؤون الآثار د. عبد الرزاق معاذ:
طالما هناك روح التغيير مع شخصيات متخشبة أو غير متفهمة لموقعنا من التراث هذا يعزز روح التعاون بين الآثار والمحافظة لمصلحة دمشق القديمة..
ومن جانب آخر هناك شخصيات إيجابية تحاول أن تقوم بمبادرات إيجابية لصالح المدينة داخل مبنى المحافظة..
كتاب اليونسكو يعود ليوضح لما سجلت دمشق القديمة كدمشق داخل السور وأيضاً الأحياء التي تقع خارج السور
اليونسكو تساعد في التكية السليمانية التي تبعد عن سور دمشق حوالي 2 كم وهي تعتبرها جزءاً من تراثها..
حمام القرماني في السوق العتيق هو جزء من ذاكرة المدينة يعود للعهد المملوكي والمنطقة ذات طابع تراثي وشعبي أيضاً واليونسكو سوف تقرع الأجراس في حال بناء أبراج..
"نحن بحاجة لانتظار جيل 2020 م حتى نتجاوز هذه الإشكاليات في رؤية التراث عند جهات مختلفة"؟!
لابد لنا أن نتكلم بشيء من الإيجابية عن مكتب عنبر (مديرية دمشق القديمة) حيث هناك محاولات لوضع الأمور في نصابها والقيام بمشاريع هامة للمدينة القديمة وخاصةً بالمقارنة مع تراكمات سابقة..
حكمت شطا معماري اختصاصي في التصميم من الوحدة التربوية للعمارة في غرونوبل – فرنسا واستشاري في شؤون ترميم المنازل الدمشقية القديمة
الذي يعتبر كل منزل مباع في دمشق القديمة يمكن اعتباره منزلاً مستباحاً يضيف:
لست بالضرورة ضد فكرة تحويل بعض المنازل إلى فنادق ومطاعم، لكن بشرط ألا يخل ذلك بتوازن معماري اجتماعي بيئي لمدينة لا تزال قائمة لحسن الحظ بكل خواصها وخصوصيتها. هناك فارق كبير بين التخطيط العلمي والمدروس من قبل فريق عمل متعدد الاختصاصات يمتلك الكفايات ويكرس بأمانة كل جهوده للتفكير بمستقبل دمشق القديمة، وبين الممارسات الاعتباطية لإدارة، من الواضح في وضعها الحالي وآليات عملها، أنها غير قادرة على تأمين الحماية لهذه المدينة البائسة. فتتحول سريعاً موضة تحويل المساكن لمطاعم من ظاهرة إلى وباء فتاك، في مجتمع يبدو أنه يميل أكثر للتقليد منه للابتكار.
يوجد فارق بين الترخيص لبعض المطاعم وبين تحويل دمشق القديمة كلها إلى مطعم كبير أو مدينة للأكل. وبذلك يتحول التراث المعماري لسلعة استثمارية تنهشها رؤوس الأموال لا رأفة لديها ولا ضمير.
المصيبة في كون هؤلاء المستثمرين الذين يرغبون في الإفادة من أي سنتيمتر مربع متوافر أو غير متوافر! تصل بهم الوقاحة حد وضع الطاولات والكراسي على الأسطح أمام أعين الجيران وعلى حساب راحتهم، والتطاول على الأملاك العامة من خلال حجز أجزاء من الحارة أمام المطعم لسياراتهم وتوظيف الحراس المتخصصين بالتحرش وتلقيط الزبائن، وتثبيت عشرات أجهزة الإنارة المتنوعة القوة، وتركيب التوربينات والشفاطات، ونشر اللوحات الدعائية الثابتة والمتحركة، وكل ذلك من دون محاسب أو رقيب. إنه تلوث بصري سمعي رئوي لا يحتمل. همجية لا تصدق.
النظام المديني لدمشق القديمة قائم على الفصل بين الأحياء السكنية والأحياء التجارية (الأسواق) بين المحاور التجارية الخارجية والحارات السكنية الداخلية.
النسيج السكني مكّون من منازل متلاصقة عضوياً وشبكة من الحارات الضيقة والمغلقة على ذاتها، ما يجعلنا نصنّف هذه الكتل اجتماعياً بنصف عامة. لذلك فإن تحويل أي منزل متواجد ضمن هذا النسيج من سكني إلى تجاري سيسبب خللاً يؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى موت المحيط السكني بأكمله وبالتالي إلى اندثار النظام المديني القائم.
ما يحدث اليوم هو أخطر من اجتياح المغول لأن دمشق استعادت عافيتها من بعدهم، ولكن من بعد اجتياح المطاعم لن تعود كما كانت أبداً.
لنكن صريحين.. عندما ننظر لما يحدث على أرض الواقع لا نستطيع الكلام عن حماية. تراث دمشق القديمة غير محمي. أين دفاتر شروط الحماية؟ ما هي قواعد الحماية المطبقة؟ وهل هي كافية؟ وهل تطبق فعلاً؟ وعلى من تطبّق؟


أنقذوا قلب دمشق
جوزفين عنتابي: (كلنا شركاء )29/5/2006
دمشق ترحل
بهدوء العَالِم وعزة كبير النفس ترحل!
دون ضجة، في صمت الليل المطبق، وصمت المسؤولين المخجل أيضاً .... ترحل
القانون لم يحمِ نفسه فكيف يحميها؟!والعدل مصلوب على أعتاب تجار الحضارات والشعوب
ودمشق ترحل ولا خيار ولا أمل يرجى من الانتظار.
ونحن.......... عذراً دمشق
لسنا أولادك ولا أهلك ولا أصحابك ولا أحبابك وبكل بساطة نحن جلادوك وقاتلوك ولاعنوك وناكرون عهودك ولا شربنا من نهرك ورمينا فيه آثامنا وخطايانا وسكنا بيوتك وبدل أن نشرّع أبوابها للحرية شرّعناها للدعارة.ولا بادلنا روحك بالمال وقلبك بالمحال ورائحتك بوجع البال. ولما سكتنا أمام ما يحدث؟!!
سياسة قتلك مستمرة وإذلالك أمرٌ نفاخر به، والقائمون على سياحتك يهللون لسفك دمك ويتباهون كلما أمعنوا في تعذيبك.أما كل محافظ والمقصود طبعا من "يحفظ" دمشق فيا ليت تلك المسؤولية، وتلك الصفة تستطيع الكلام لقالت له: (تبت يداك) ولتبرأت منه!
فأين المحافظة من التفريط؟ وأين الأمانة من خيانتها؟ وأين المسؤول من مسؤوليته؟
لقد حولوا دمشق إلى سوبر ماركيت كبير، يعرض كل شيء، ويبيع كل شيء بحجة الاستثمار والسياحة والحرية.
فهنا جسدٌ يعرض للبيع لمن يدفع أكثر أمام مرأى وسمع العائلات في هذه المدينة وعلى الناصية الأخرى أشخاص سكيرون يفرغون معدتهم في أي مكان حتى لو كان باب بيت دمشقي. وأسراب من الشبان الطائش يجولون في أحياء دمشق المقدسة يصرخون هنا وهناك يزرعون الخوف في قلب كل من يشاهدهم.
الآن أصبحت دمشق عارية فقدت الأمن والأمان تنزف الأهل والجيران والخلان. فهي لبوه مثخنة بالجراح وأنينها يسمعه كل من يصغي إلى صوت ضميره.
استغاثتك يا دمشق صحتنا .............متأخرين لكن صحونا
وقفنا للدفاع عنك، تظلمنا لسوء معاملتك، اشتكينا واشتكينا... وشكوانا بقيت حبيسة أدراجهم.
قصدنا صحفنا العامة، وعن أي صحف نتكلم فهي شبكات مترابطة تخشى أن تزعج أصحاب الأموال وابتساماتهم المسمومة لتبقى وعودهم كاذبة وذواتهم عارية.
وقلنا الصحف الخاصة ؟ فليكن.. كتبنا لكل ضمير مسؤول
حاكموا كتّابنا يا دمشق وصوت يعلو لمحاميهم في ردهات العدل "إقامة دعوى على مظلوم حتى وبثلاثين ليرة سورية"؟!
طالبنا بتنفيذ القانون فأرسلوا الشرطة تطاردنا
كل طريق للمساعدة مقطوع، كل دواء لإسكات الألم ممنوع، وسيف التهديد والوعيد على رقابنا مرفوع، وأنا أسأل المسؤولين وغير المسؤولين: ما الغاية من تدمير أقدم عاصمة في التاريخ؟ ما الفائدة التي ستجنونها من محي ذاكرتنا؟ والى أي مصير تدفعوننا؟ وما المعلومات الجديدة المفبركة لنا كوجبة الهوت دوغ؟
إنه تهجين مفضوح تخجل ان تستره اساليبكم الهزيلة
من أنتم؟ أجهلة؟ والذي تعلمتموه طوال عمركم اين ذهبتم به؟ أغبياء؟ لا يحترم الوطن المسؤولين السذج. تجار؟ وحسب علمنا وتربيتنا ومدارسنا وجامعاتنا ووزاراتنا وأخلاقنا التي تربينا عليها و... الوطن ليس للبيع!
أسكتم اليونيسكو لتتكلموا أنتم وهنا على هذه الارض لن نسمع ترهاتكم ولغتكم الغريبة ولهجتكم العوجاء، لن نفهمها!
هنا دمشق وأهل دمشق مارد أصيل لو تعلمون............ لن يسمح بتحويل التاريخ الى بار نبيذ، والحضارة لمطعم لملء البطون، والثقافة لفحمة على أركيلة مراهق..
متى ترحلون؟!

من أجل سورية حصينة
هشام الدجاني: الحياة 29/5/2006
أضحى الحديث عن الاصلاح والتغيير الشغل الشاغل لوسائل اعلامنا وفي أوساط المثقفين والمحللين في السنوات الخمس الأخيرة ويكاد لا يمر يوم واحد إلا ويطالعنا تصريح رسمي حول الاصلاح والتغيير.
وأصبح هذا الموضوع موضع اهتمام كثير من المثقفين والباحثين السوريين الذين يكتبون لوسائل الاعلام المحلية والعربية.
وتظهر هذه الكتابات أو المحاضرات أو المقابلات حالة من عدم التوافق مابين الحماسة للتغير وبين ما يقرب من اليأس من امكانية تحقيقه.
إذا كانت الحماسة نابعة من شعور ملح بضرورة التغيير، بعد سنوات من الركود، فإن اليأس ناجم عن البطء الشديد في اتخاذ خطوات الاصلاح والتغيير.
ويرى بعض المتابعين لتطور الأوضاع في سورية ان ما تم حتى الآن لا يعدو أن يكون مجرد خطوات محدودة لا تحدث انعطافاً جدياً في اتجاه التطوير والتغيير. كما يرى هؤلاء أن استبدال شعار الاصلاح والتغيير بشعار التحديث والتطوير الذي يتردد في وسائل الاعلام السورية، يدل على تواضع برنامج الاصلاح.
ويرى هؤلاء أن ما يحبط الآمال أن من يتحدثون عن التغيير أو حتى التطوير ليست لديهم مطامح تتجاوز خدمة مصالحهم والمحافظة على امتيازاتهم. إنهم أدوات تنفيذية لا تفكر بمنطق ينسجم مع مطامح الجمهور.
اما المواطن العادي فلا يزال يرى أن شعارت محاربة الفساد ما تزال مجرد شعارات. واذا طبقت فلا تطبق إلا على فئة محدودة من الفاسدين.
بينما علاقات النفوذ والمحسوبية والزبائنية الحزبية والعشائرية ما تزال قائمة في مناخ الانسداد الاقتصادي وتضاؤل فرص العمل، وتدني مستوى المعيشة بالنسبة إلى قطاع واسع من الشعب.
هذا القطاع عانى منذ شهرين أو اكثر، وما يزال، من هبوط مفاجئ في مستوى المعيشة بعد الارتفاع المفاجئ لأسعار العملات الصعبة بالنسبة إلى الليرة السورية. صحيح ان الحكومة استطاعت ان تلجم ارتفاع معدلات العملة الصعبة، وتعيد التوازن ما بين الليرة السورية والعملات الأجنبية، إلا أن ذلك لم يؤثر على الاسعار كما ارتفعت أسعار العقارات بنسبة تتراوح ما بين 30 و40 في المئة.
وفي ظل الظروف العسيرة اقتصادياً بالنسبة إلى السواد الأعظم من السوريين نجد أن الثقة بالتغيير والاصلاح بدأت تتراجع أمام ما يبدو من جمود مقلق في بعض الأوضاع وتقهقر في كثير من شروط الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية, وتراجع نسبي عن مناخ الانفتاح، اضافة الى الخشية من عودة الكثير من التقاليد الشمولية القديمة، بما في ذلك قمع المثقفين، وتوقف الحديث عن حملة مكافحة الفساد.
يحاول بعض معارضي التغيير أو حتى التطوير أن يوظف بعض الضغوط التي تتعرض لها سورية من اجل عدم احداث تغييرات جذرية لأن من شأنها، حسب تقديرهم، أن تؤدي إلى قلقلة الوضع الأمني. وبالتالي ينبغي الا نتوقع في الظروف الراهنة حدوث أي تغيير جوهري. وفي حقيقة الامر ان استمرار سيطرة أشخاص نافذين ورجال حكم سابقين، وعدم حصول أي تغيير في دور المؤسسات والأجهزة المختلفة التي يعتمد عليها النظام، يؤكدان استبعاد أي تغيير جوهري في الوقت الحاضر على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
أما على الصعيد الاداري فإن شعارات محاربة الفساد لم تر بعد أي تطبيق عملي فعال، بمعنى أنها لم تتخذ طابع حملة شمولية تطال كل الأجهزة، وتضع ضوابط صارمة تحول دون استشراء الفساد.
ما نكاد نلمسه هو تزايد علاقات النفوذ والمحسوبية والتنافس على ملء المناصب الرفيعة الشاغرة في مناخ من الانسداد الاقتصادي، وتضاؤل فرص العمل، وتعاظم ضغط شبكات المصالح الجزئية على المصالح العامة.
لقد أصبح النظام البيروقراطي اليوم يعمل لصالح الجيل الجديد من رجال المال والاعمال بالدرجة الاولى بعد أن كان يعمل لصالح بيروقراطية الدولة. وهذه الشريحة من رجال المال والاعمال هي التي تستخدم هذا النظام لتحقيق أقصى ماتستطيع من التراكم البدائي. وبالتالي فإن المضمون الجوهري للتحول الجاري اليوم هو انتقال مركز الثقل إلى الطبقة الخاصة الجديدة التي تمتص بشكل مكثف موارد الدولة لصالح ملكيتها الخاصة.
يرافق هذا التحول تراجع مكانة الاقتصاد المخطط الناجم عن ترك شركات القطاع العام تعيش على حافة الافلاس والموت البطيء، وتراجع هيبة مؤسسات البلاد السياسية والمدنية والاقتصادية والفكرية وتفككها، وانكفاء المجتمع على نفسه.
إن الغاء الحياة السياسية والفكرية الى جانب العوامل الاقتصادية التي أشرت إليها، من شأنها جميعاً أن تضعف النظام لا ان تقويه. وهذا ما ينبغي أن تتنبه إليه الكوادر والشخصيات المخلصة في الحزب والمؤسسات العسكرية والمدنية، أي كل الدوائر الفاعلة في الدولة، حتى تتحصن سورية من الداخل وتظل منيعة أمام جميع الأخطار

داروين والمسؤول الذي فقد لسانه!
د. عمار سليمان علي :نشرة النزاهة29 /5/2006
لا يخفى على كل ذي بصيرة أن غالبية المسؤولين في العديد من البلدان, ومنها بلدنا الحبيب, هم أكثر من يقومون بمخالفة القوانين, بدءاً بقوانين السير, وانتهاءً بقوانين البورصة والاستثمار, لأن هناك, في مكان ما, من يتغاضى عن كل مخالفاتهم, ويغض النظر عنهم, لغاية في نفسه, أو في جيبه, أو من أجل المصلحة الوطنية العليا!
ولكن الأمر الذي يلفت النظر, ويدعو للعجب والتأمل, هو أن المسؤولين في بلدنا يتمتعون بموهبة مخالفة القوانين, ككل مسؤولي الدنيا, وينفردون عنهم بأمر عجيب غريب, لم يسبقوا إليه, وهو مخالفة القوانين الطبيعية للحياة, وأهمها قانون التطور الطبيعي لداروين! وسوف نرى كيف...
* * *
من مبادئ داروين الأساسية أن العضو الذي يحتاج إليه الكائن بكثرة, يستعمله بكثرة, فينمو ويتطور ويزداد حجمه وأهميته.
وفي كل بلاد الدنيا كلما ترقى المسؤول في المناصب أصبح أكثر حاجة, وأكثر استعمالاً للسانه, ليشرح السياسات, ويطرح الأفكار, ويروج للمشاريع, ويدافع عن نفسه تجاه الانتقادات, فترى المسؤول, عندهم, كلما زادت الانتقادات الموجهة إليه كثف من حضوره الإعلامي, وندواته الجماهيرية, وطلاته التلفزيونية, وأحاديثه الصحفية.
أما عندنا فالمسؤول الذي يتعرض للانتقادات يلجأ إلى الصمت التام والسكوت المطبق, ويحبس لسانه في فمه, فيضمر مع مرور الأيام, وربما يختفي تماماً, فينطبق عليه الوصف: المسؤول الذي فقد لسانه! بما يتناقض تماماً مع مبادئ داروين!
* * *
سيقال: أنت تظلم الكثير من مسؤولينا الذين يتكلمون أحياناً لساعات وساعات, بلا كلل ولا ملل!
نعم إنهم يفعلون, ولكن ألا تلاحظون معي أن ألسنتهم اصطناعية لا حس فيها, وأن تعبيراتهم خشبية لا روح لها؟؟!!
وسيقال كذلك: إنهم لا يسكتون على الانتقادات, فهم وإن كانوا "يترفعون" عن الرد بأنفسهم, إلا أنهم على الأقل يكلفون مكاتبهم الإعلامية, أو أحد (أصدقائهم) الإعلاميين بذلك!
إذا كان الأمر كذلك فيا ليتهم لا يفعلون! لأن الألسنة المستعارة كالثياب المستعارة لا تدفئ!!
فما معنى أن يتعرض محافظ, مثلاً, على مدى أسابيع, عبر وسائل الإعلام, الالكترونية خصوصاً, لانتقادات واسعة النطاق بخصوص أحداث ومخالفات ومآخذ وتجاوزات محددة ومثبتة بالوقائع والشهادات والوثائق والمستندات, ثم يكون رده بالواسطة عبر أحد الكتاب المخضرمين من نوع "ما كان العشم يا أهل المحافظة", أو ينتظر, بمنطق شيوخ القبائل, أن تبرد الأمور قليلاً لكي يدعو من انتقدوه إلى جلسة لفتح "صفحة جديدة", لعله ينجح في أن يطويهم تحت جناحه؟؟!!
وما معنى أن تنتقد مديرية ما, لأنها ترمي ملايين الليرات على قارعة الطريق, على شكل جهاز غالي الثمن يحرم المواطنون من الاستفادة من خدماته الضرورية, على مدى أشهر, فلا يحرك مسؤول تلك المديرية ساكناً, ولا يرف له جفن, ولا ينبس ببنت شفة؟؟!!
والأمثلة على هذه الشاكلة لا تعد ولا تحصى...
فما هو المطلوب؟!
* * *
بعيداً عن كل المطولات التنظيرية والنقدية, الساخرة والجدية, التي أغرقونا بها على مدى السنوات الأخيرة, أعتقد أن أهم نقطة في تطور إعلامنا السوري وتحديثه وتفعيله ومواكبته للعصر, وجعله سلطة رابعة حقيقية, تكمن في استرجاع المسؤولين لألسنتهم الحقيقية والفعالة والصادقة!. ولتكن قدوتهم الكبرى في هذا المجال السيد الرئيس بشار الأسد الذي لا يختلف اثنان على أنه يمتلك خطاباً إعلامياً صادقاً وذكياً وشفافاً ومتطوراً وعصرياً ومنفتحاً, ويتمتع بقدرة هائلة على مخاطبة الآخر ومحاورته, سواء كان هذا الآخر يثني أو ينتقد.
فهل يتعلمون منه؟! يا ليتهم يفعلون!!







آخر تعديل المحامي عارف الشعَّال يوم 18-11-2009 في 10:31 PM.
رد مع اقتباس
قديم 30-05-2006, 11:09 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
هدى حوتري
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي قرار بحاجة لتحريك وتنشيط.........................

قرار بحاجة لتحريك وتنشيط
هدى حوتري (كلنا شركاء )26/5/2006
كاتبة وجامعية سورية
لاشك بأن قطار الاصلاح والتحديث قد أطلق صفيره منذ فترة من الزمن داخل بلادنا، في خطوات جبارة لاحقة تنتظرنا جميعاً لاحداث النقلات النوعية المتتاليه على صعيد المهام المطروحة أمام سوريا العربية، لتقوية جبهتها الداخلية، والتخفيف من أعباء الحياة ومتطلباتها عن كاهل الأغلبية الساحقة من أبناء سوريا وكافة مواطنيها.
وعليه، فالقرار / التوجه المتخذ منذ فترة ليست بالقصيرة بضرورة تغيير مواقع العاملين من الموظفين ورؤساء الدوائر والمدراء العامين كل أربع سنوات، أمسى بحاجة لعملية تحريك وتفعيل لتطبيقه، وتحويله الى فعل ملموس على الأرض، لتتكرس قيمته المرجوة منه.
والقرار بصيغته العامة على غاية من الايجابية، حيث يشكل اسهاماً متميزاً في مكافحة الهدر والتسيب والفساد، ويمنع تشكل عصابات ومافيات ومجموعات المصالح التي أرهقت الوطن والمواطن على حد سواء، ويعيد ضخ الدماء والطاقات والكفاءات في دورة الحياة العامة في المجتمع العربي السوري وكافة مؤسساتنا الوطنية في القطاعين العام والمشترك. بالرغم من الممانعة الكبيرة التي يبذلها المتضررين من القرار المشار اليه، وهم بغالبيتهم من أساطين الفساد الذين دوخوا الوطن والمواطن.
لهذا، من غير المنطقي أبداً، أن يبقى البعض لسنوات طويلة بل لعقود متربعين في مواقع معينة، ومن غير المنطقي أن يكون رؤساء ومديري بعض شركات ومؤسسات القطاع العام في مواقعهم بالرغم من انسياب الزمن، وانسياب التحول المعرفي في الرقي والتصاعد، ومن غير المعقول مثلاً أن يتربع غالبية رؤساء الجمعيات التعاونية السكنية لمدة تزيد عن 17 عاماً كل في موقعه، الأمر الذي دفعه لتحويل الجمعية الى مكتب عقاري خاص للنصب والاحتيال، والى بازار يسكب مزراب أموال النهب فوق رأسه، على حساب الغالبية الساحقة من أبناء سوريا، والأمر ذاته ينسحب بضرورة اجراء التغيير المتتالي في رئاسة الاتحاد العام للجمعيات التعاونية السكنية في مختلف المحافظات. وكل التغييرات تتطلب عيناً ساهرة من نخبة أبناء الوطن المخلصين في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، بدلاً من وسمها على حد قول أحد رؤساء الجمعيات التعاونية السكنية بالفساد وأن " كل واحد سعره معروف " وذلك عندما واجه رئيس الجمعية أحد المواطنين من غلابى القوم الذين هدده باللجوء الى الهيئة لانصافه.
فتطبيق التوجه المقر بتدوير رئاسة المؤسسات ذات النفع العام كل أربع أعوام، يسهم ويقلل الى حد كبير من تمدد ديناصورات الفساد اللعين، ويحد منه، ويدفع بقطاعات الشعب السوري للمشاركة أكثر فأكثر في ادارة دفة المؤسسات الوطنية في القطاعين العام والمشترك، وحتى في انعاكس نتائجه على القطاع الخاص، وبالنتيجة فان معايير الحصاد ستكون بالضرورة ايجابية على البلاد وعلى المواطن وفي رفع سقف الانتاج في مؤسساتنا والتقليل من الهدر والسرقات.
ان المجتمع السوري، المجتمع الفتي، الذي يتميز بارتفع نسبة الخصوبة السكانية وفق مقاييس النمو السكاني في العالم، قادر على انجاب الكفاءات المتوالدة كل يوم، وقادر على حل مشاكله في حال اتباع نهج داخلي يقوم على تطبيق القرار المشار اليه، فهو مجتمع معطاء على مستوى العمل المادي المباشر، وعلى مستوى العمل الفكري والابداعي، ولم يصب أبداً بالترهل أو بداء الكائن " العاقر ".
ان تحريك القرار الخاص بمنع شغل الموقع الواحد لأكثر من أربع سنوات متتالية يشكل خدمة لنداء المواطن العادي المخلص لوطنه وشعبه وقيادته، والمتضرر من انتشار غول الفساد على يد ديناصورات تضخمت وانتفخت على حساب معيشة وحياة المواطن العادي في كافة محافظات وطننا العربي السوري.
ان محبتنا والتفافنا حول قيادتنا الشابة، يحدونا دوماً لاعلاء صوتنا في العمل من أجل تطبيق التوجهات المثمرة، ومحاربة كل من يستغل موقعه لتعذيب المواطن، وسلبه حقوقه العامة المدنية والمعيشية.
اننا نأمل أن نصل الى اللحظة التي يحين فيها دك كل من تسول نفسه لاستغلال المواطن في قفص العدالة، والى اللحظة التي يعاد فيها توصيف الفاسد باعتباره شخصاً مرزولاً، منبوذاً، طالحاً، لامكان له في أخلاق ومناقبية الشعب السوري.
فالشعب السوري بقيادته الأولى وبكل مواطنيه من أقصى الوطن الى أقصاه أرقى وأنبل وأسمى وأجمل من مجموعات تحاول النيل منه ومن تاريخه الناصع، وقد هب ليقدم يد المساعدة لشعبنا المجروح في فلسطين الغالية، الجزء الجنوبي من بلاد الشام شاء من شاء وأبى من أبى.







آخر تعديل المحامي عارف الشعَّال يوم 09-11-2009 في 11:55 PM.
رد مع اقتباس
قديم 02-06-2006, 01:13 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المحامي أحمد صالح الحسن
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي

محافظ طرطوس .. خارجاً ... ومها قنوت تدخل
( نشرة النزاهة ) : 1/6/2006
علمنا من مصادر مطلعة أنه خلال الساعات القادمة سيعلن عن قرار يتعلق بتغيير محافظ طرطوس . حيث سيعزل السيد سليم كبول من منصبه كمحافظ طرطوس ويعين بدلاً عنه السيدة مها قنوت وزيرة الثقافة السابقة . وتعتبر هذه المرة الأولى في تاريخ سوريا التي تعين فيها إمرأة بمنصب المحافظ إذ بقي هذا المنصب حكراً على الرجال طوال الفترة الماضية .
ويذكر أن محافظ طرطوس كان قد تعرض لحملة واسعة من الانتقادات بسبب طريقة تعامله مع قضية ولده مهند والتي أثارت عليه ردود أفعال مستهجنة ومستنكرة من قبل جميع أوساط المحافظة الشعبية والسياسية والصحفية وأفقدته ثقة المجتمع والمواطنين به بعد تحيزه الصارخ لعواطفه ومصالح عائلته.



رغم تغنيهم بأناشيد المساواة.. الشرقي يشعر بالإهانة عندما ترأسه زوجته



رغم كل الوعود البراقة التي يوعدك بها أثناء فترة الخطوبة وعدم معارضته لعملك بعد الزواج طالما أنت قادرة على التوفيق بين عملك وبيتك وأولادك، تنهار هذه الوعود تماما إذا شعر زوجك بتفوقك عليه .

والطامة الكبرى عندما تكونين رئيسته في العمل حينها لن يقبل عملك مطلقا رغم كل مزايا عملك وتعلقك به . حينها تذكري فيلم "مراتي مدير عام" الذي قدمه الثنائي السينمائي صلاح ذو الفقار وشادية في الستينات من القرن الماضي، وناقشا من خلاله بأسلوب رومانسي ممزوج بالكوميديا قضية الزوجة التي ترأس زوجها في العمل والمشاكل التي تواجه تلك التجربة .

تتكرر القصة مرة أخرى متمثلة في واقعة طلاق تداولتها الصحف المصرية أخيرا أثارت الجدل مرة أخرى حول هذه القضية.
تفاصيل القصة تعود الى زوجين كانا يعملان في إدارة واحدة بإحدى الشركات، ولتميز الزوجة في عملها ترقت لتترأس الإدارة التي تعمل بها هي وزوجها، ما أثار حفيظة هذا الأخير، وجعله لا يتحمل الموقف على الإطلاق. فقد بدأ في إثارة الخلافات بمناسبة وبدون معها، إلى الحد الذي ترك فيه بيت الزوجية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أفشى كل أسرارها لزملائهما في العمل من باب الانتقام، ما دفع الزوجة إلى إقامة دعوى طلاق ومطالبته هو لها في بيت الطاعة. القضية فتحت من جديد باب النقاش في هذه الظاهرة وبخاصة مع ما حققته المرأة من مكاسب في عملها أهلتها إلى تولي مناصب قيادية شتى. ففي مصر وحدها يبلغ عدد الموظفات 3.6 مليون. وطرحت القضية أيضا العديد من التساؤلات ذات الصلة بعلاقة الرجل بالمرأة في العمل سواء كانا متزوجين ام لا، وما إذا كان يفضل الرجل رئاسة المرأة له بوجه عام في العمل.

كريم، مهندس مدني في إحدى الشركات، ابدى منذ البداية رفضه العمل في مكان ترأسه فيه زوجته، مبررا ذلك بان ضغوط الحياة لا تسمح بالخلافات في البيت والعمل، مؤكدا أن الخلاف بين الرئيس والمرؤوس أمر وارد في العمل، وتساءل : "ماذا افعل إذا أخطأت في العمل أو حدث خلاف في وجهات النظر بيني وبين زوجتي؟ وهل اتركها توبخني أمام زملائي؟ بالطبع لا، لأنني لن اسمح لها بذلك".

سماح، زوجة منذ 9 سنوات وتعمل في أحد البنوك كرئيسة لأحد الأقسام ويعمل زوجها في ذات البنك، ولكن في قسم آخر، قالت - حسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط: "احمد الله أن طبيعة عملي أنا وزوجي لا تؤهلنا للعمل في قسم واحد، لأنني رأيت بعيني كيف تسبب ذلك الوضع في تدمير العاطفة التي جمعت بين اثنين من زملائنا عندما تمت ترقية الزوجة قبل الزوج، ما أثار غيرته، ولولا أنها تداركت الأمر وطلبت نقلها إلى قسم آخر غير الذي يعمل به لانتهت زيجتهما بالطلاق".

وتؤكد سماح أن "الرجل الشرقي لا يحب في العادة تفوق الزوجة عليه بوجه عام، ويحب دائما أن تكون تابعة له في كل شيء حتى لو كان عملها بعيدا عنه، فما بالنا لو كانت الزوجة هي مديرة زوجها. لا شك أن الحياة بينهما ستصبح قنبلة موقوتة يترقب فيها الزوج أي هفوة تصدر عن زوجته".

لا نقبل بقيادة المرأة
*************
الدكتور احمد المجدوب، أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أكد أن الرجل الشرقي لا يكره تفوق المرأة عليه في العمل، والدليل كم النساء اللاتي يتقلدن المناصب في المصالح الحكومية المختلفة، ولكنه قد يشعر بالإهانة إذا ما وجد زوجته هي رئيسته في العمل نظرا "لأننا كمجتمع لا نربي في أطفالنا من الذكور تقبل قيادة المرأة، ونغرس فيهم منذ الصغر رفض قيادتها للمركب حتى لو كانت شقيقته الكبرى أو والدته، بدعوى انه رجل البيت الأقدر على القيادة، كما انه ينشأ على مفهوم أن تنازله عن تلك القيادة فيه انتقاص لرجولته وقوامته، وان التنازل عن حقه في القيادة سيتبعه بلا شك تنازل في أمور أخرى. ليس هذا فقط، نحن نرى أزواجاً يعتمدون على راتب الزوجة في تسيير أمور الحياة ويرفضون الاعتراف بمكانة ذلك الدخل وتأثيره في الحياة حتى لا يثير فخر الزوجة أو إحساسها بقيمتها.. أنها مسألة تربية وتنشئة، لأننا بحاجة إلى أن نربي في أولادنا أن القيادة لمن يستحقها بغض النظر عن جنسه".


"الأمر لا يتعلق بقيادة المرأة لزوجها في العمل فقط ونظرة كل منهما للآخر في ذلك الموقف، ولكنه يمتد إلى نظرة الأبناء" كما يقول نسيم الذي أصر على استقالة زوجته بعد ان صدر قرار بترقيتها قبله في مقر عملهما ما جعلها تذعن لرغبته وتتفرغ لرعاية الأبناء والبيت. يقول: "التحقت زوجتي بالعمل في الشركة التي عملت بها قبلي بنحو ستة أشهر ما جعلها تسبقني في الترقي ولم أكن أمانع، حتى كان قرار ترقيتها الأخير الذي كان يؤهلها لرئاستي وهو ما لم تتحمله طبيعتي الريفية، فطلبت منها الاختيار بين العمل وزواجنا والأبناء. ولم يكن تصرفي نابعا من الغيرة، كما قد يظن البعض، بل من عدم رغبتي في أن يقول الأبناء أن والدتهم أفضل من أبيهم في العمل أو أن يشعروا أنها صاحبة اليد الطولى في الإنفاق على المنزل لأن راتبها أعلى من راتبي".

وعلى الرغم من عدم منطقية ما ساقه نسيم من مبررات إلا أن زوجته أدركت ـ كما تقول ـ أن طبيعته لا تتحمل ذلك الموقف وآثرت السلامة والبقاء في البيت للتفرغ لأسرتها، مؤكدة انه اضطر للالتحاق بعمل آخر بعد الظهر لتعويض غياب راتبها ليصل عدد ساعات عمله إلى 19 ساعة في اليوم، ومع ذلك يرفض الاعتراف بما أصابه من إرهاق، مؤكدا سعادته بحالتهم كما هي.

هذا ويعي الرجال جيداً أن عمل المرأة لا يكون من أجل تحقيق الذات فقط والتفاخر بالخروج اليومي ومنافسة الرجال بل يكون من أجل سد حاجات المنزل ومتطلبات الأطفال بسبب صعوبة ظروف الحياة ؛ ففي لبنان، على سبيل المثال لا الحصر، ونتيجة الحاجة الاقتصادية، أصبح لزاما عليها العمل للمساهمة في احتياجات البيت والأسرة، لكن مسؤولياتها خارج البيت لم تلغ مسؤولياتها بداخله، وبالتالي تضاعفت على حساب راحتها النفسية والجسدية، والمقابل امتيازات لا توازي الجهد المبذول. فالمرأة التي طالبت بالخروج إلى العمل ما زالت المسئولة الأولى، وفي أغلب الأحيان الوحيدة، عن الواجبات الأسرية، لجهة تربية الأولاد ومتابعتهم والقيام بالأعمال المنزلية، أو على الأقل الإشراف عليها إذا استطاعت الاستعانة بخادمة. وهذا يجعلها تتوق إلى بعض الراحة وأن تلعب دور "الزوجة التقليدية" في بعض الأحيان، حتى يقوم زوجها عنها بمعظم المهام الخارجية على الأقل. والملاحظ أن النساء العاملات لم يعدن يشعرن بالحرج من إظهار تبرمهن بهذه "الصفقة الخاسرة" أو الخجل من خذلان بنات جنسهن اللواتي ناضلن لسنوات للحصول على هذا الحق، بما فيهن بعض من وصلن إلى مواقع يحسدن عليها. فهن لا ينكرن حاجتهن إلى الراحة والاسترخاء بعيدا عن هموم العمل والمسؤوليات الكثيرة الملقاة على عاتقهن، ولو لفترة يشحذن فيها قوتهن وطاقتهن.




هيك يظهر
وياسيدي ياريت لو يعاقبوا كل مسؤول على هالاساس
كانت البلد نضفت
مانك معي اسعد
لانه اذا تمت المحاسبة على امور صغيرة
بلكي بيستحوا عادمن

اخي اسعد
ابعث لك الردود حول هذا الموضوع من موقع النزاهة:
لى متى
2006-06-01
أنا مواطن كتب علي العمل ليلاً نهاراً لأعيش حياة هنية ولأساهم في حضارة بلدي جميعنا متهمون من الخارج بأننا شعب مستهلك للحضارة وحقيقة الأمر نحن شعب ينتج الحضارة بكل ما أوتي من قوة من حبه لوطنه من حبه لقائده ,نحن هنا في طرطوس نريد فقط القانون في إطار الوطنية , أبحث عن حليب لأطفالي أجد الحليب محتكر في جيب الوهيب في جيب مفيد , أبحث عن منزل لأهلي أجد منزلي مغتصب ,لم يترك لي وهيب ومفيد لا حليباً ولا منزلاً , خلفوا الفساد بأموال الفساد . سرقوا حليب أطفالنا وحاربونا به ، لا يعرفو كيف تبييض الأموال دخلوا عن طريق نفوس ضعيفة إلى السوق ( العقارات _ البناء _ الإعلان (علي بدر أكبر مبيض للأموال)_ استراد الموز ـ الإسمنت _) حياتنا في طرطوس صعبة ورزقنا معسور لم يدع لنا ما نسد به قوتنا

السيدة مها قنوت : سوف يطلبون منك الرضوخ والإنحناء والإنحاء لغير الله مزلة , نريد منك المثل الشامخ في محاربة ومكافحة الفساد بكل أشكاله وكل ألوانه المهمة صعبة للغاية ولا شيء يغلو الوطن ولا شيء مستحيل أملنا بك كبير وكبير جداً نريد أن نعيش مثل كل الناس , لا محكومون لغير الوطن _ بعض النفوس فاسدة تخرب حياتنا وحياة أهلنا وأطفالنا لا تنسي سيعرضون عليك كل المغريات رجائي لك لا تساومي علينا وعلى الوطن نحن أمانة في عنقك وكل المحبة لقائدنا الدكتور السيد الرئيس بشار الأسد وكل الشكر له لإنقاذنا من هذا الوضع الغير محمول

/مواطن/


رد
محافظ طرطوس قايدينو الشباب
مواطن سوري طرطوسي
2006-06-01
أنا شهدت واقعة حقيقة في مدينة طرطوس , حيث جاء المحافظ إلى أحد المواقع و معه وهيب مرعي و قام المحافظ بإيقاف عمل مهم و حيوي (مشروع معين) يخدم محافظة طرطوس كلها و لكنه يؤثر( قليلا) على مصلحة أحد أحباء الوهيب فجاء المحافظ كالمسعور و أمر بإيقاف العمل و خرب المشروع حيث أن الوهيب قام بإيصال المحافظ إلى موقع العمل ثم قال له( متل ما اتفقنا ايه)ثم ذهب الوهيب و بقي خادمه ليكمل المهمة , و مازال المشروع متوقف منذ سنة و حتى يومنا هذا

رد
لك اليوم كان
مواطن سوري طرطوسي
2006-06-01
لك اليوم كان هال..... مع الدردري عم بيدور بالبلد و مبين باقي و ما الهيئة رايح؟؟؟؟؟؟؟

رد
راح المحافظ جاء
مواطن مع وقف التنفيذ
2006-06-01
راح المحافظ جاء المحافظ(ة) كل هذا لا يهم اي مواطن وإنما يهم شلة الحرامية والمتنفذين. وإنما سؤالي هو: كيف يتم اختيار المحافظ؟ ومن يزكيه؟ وإذا نظرنا قليلا نرى أنه لايمكن أن ترى مسؤولا إلا وكان مسؤولا في مكان آخر طبعا ليس المعنى وإنما المنصب أي المسؤول الذي استلم منصبا ما سوف يبقى في سلسلة المناصب حتى يتذكره عزرائيل. ولماذا لايتم تعديل مثل هذه القوانين بحيث يتم انتخاب المحافظ وليحاسبه الشعب مع احتفاظ الرئيس بحق الإقالة الفورية حين اللزوم كما في روسيا مثلا.

رد
يا بيت مالي منك
المواطنة الغيورة
2006-06-02
ان الوضع العام في هذه البلاد العزيزة على قلوب محبيها صعب و الضغوط تنهال عليها من الدول العربية اكبر من الدول الغربية والظرف الحالي يلزمنا جميعا بالوقوف وقفة رجال 0اخر همنا هو انفسنا و ان اية محاولة فردية او جماعية لاستغلال المنصب او الكسب الغير مشروع لا يمكن ان تفسر الا بالخيانة

رد
وين الحزب و ين الامن ؟
أسدي
2006-06-02
ما شا الله حولكن .. العقل المدبر لكبول هو آل السيد بزعامة أمير الفساد ..... و اخيه م.س. فالمحافظ لم يدخل بيتاً في طرطوس حتى الآن سوى بيتهم .. و هم قالوا له نحن أعلم بالمحافظة و بأهلها .. قالوا له : ما في رجال بطرطوس ..كلهم نـ.... من نايف رمضان و مروراً بالوهيب و انتهاء بامين فرع الحزب خصوصاً السابق ..

رد
هل كانت السيدة
2006-06-02
هل كانت السيدة قنوت ناجحة في عملها حتى تستفيد طرطوس من ابداعها 000؟
رد

الخارطة اللغوية في سورية: 15 لغة حية وواحدة منقرضة
الجمل : يبلغ عدد سكان القطر العربي السوري، حوالي 18,1 مليون نسمة، وتبلغ نسبة التعليم فيه 65% للإناث، و78% للذكور. واللغة الرسمية الوطنية هي العربية. وبجانب اللغة العربية، توجد بعض اللغات الأخرى، التي تتعامل بها بعض الجماعات والأقليات التي تعيش في بعض مناطق سوريا. وفي هذا الشأن، تم إجراء العديد من الدراسات والبحوث والمسوحات في المجال اللغوي – الاثنولوجي للقطر العربي السوري، وكانت النتيجة وجود 16 لغة في سوريا حالياً، منها 15 لغة حية قيد الاستخدام والتعامل، ولغة واحدة غير مستخدمة، وعلى وشك الانقراض النهائي.
أبرز الدراسات، التي تناولت لغات سوريا المعاصرة، قام بها بعض الباحثين والمختصين؛ الأولى في عام 1963، أجراها (تي سيبيورك)؛ والثانية في عام 1980، وأجراها كل من (دبليو فيشر) و(أوحاسترو)؛ أما الثالثة فكانت في عام 1982، وأجراها (بي إنغهام).

اللغات الحية قيد الاستخدام
أولاً: اللغة العربية: وهي الأوسع انتشاراً، ويتحدث بها جميع سكان القطر، لذلك فهي تمثل لغة التعامل اليومي السائدة. وهناك ستة أنماط للغة العربية في سوريا، هي:
1-النمط البدوي لشرق المتوسط:
-نطاق الانتشار: يبلغ عدد المتحدثين بها حوالي 70 ألف شخص، ويتمركزون في الجزء الجنوبي الغربي من سوريا، ابتداء من المناطق الحدودية، وصولاً إلى مسافة 20 ميلاً من العاصمة دمشق.
-التسميات الأخرى البديلة: البدوية.
-التصنيف اللغوي: الأفرو – آسيوية، السامية الوسطى، السامية الجنوبية، والعربية.
الذين يتحدثون هذا النمط، يمثلون خليطاً من المسلمين والمسيحيين، وذلك على أساس الاعتبارات والانتماء.

2-النمط النجدي:
-نطاق الانتشار: يبلغ عدد المتحدثين بهذا النمط حوالي 500 ألف شخص، منهم 100 ألف في الجزء الشمالي، و100 ألف في الجزء الجنوبي من القطر، وذلك حسب تقديرات عام 1995، إضافة إلى أن الباقين يتمركزون في المنطقة الصحراوية.
-التسميات الأخرى البديلة: البدوية.
-التصنيف اللغوي: الأفرو – آسيوية، السامية الوسطى، السامية الجنوبية، العربية.
يمثل هذا النمط امتداداً للهجة النجدية السائدة في إقليم الصحراء العربية، وبالذات قبائل نجد الشمالية، مثل شمر وبني خالد، وقبائل نجد الوسطى، مثل القصيمية والسريرية، إضافة إلى قبائل نجد الجنوبية. إن جميع الذين يتحدثون هذا النمط، ينتمون إلى الدين الإسلامي، وذلك لأنهم بالأساس يمثلون امتداداً بشرياً لقبائل الجزيرة العربية.

3-نمط ما بين النهرين:
-نطاق الانتشار: يبلغ عدد المتحدثين بهذا النمط في سوريا حوالي 1,8 مليون شخص، ويتمركزون في الجزء الشرقي من سوريا.
-التسميات الأخرى البديلة: كلتية ما بين النهرين، عربية ما بين النهرين اللينة، عربية بغداد، عربية العراق، الفراتية، السورية الشمالية.
-اللهجات الفرعية: الأناضولية، الفراتية، الدجلاوية.
-التصنيفات: الأفرو- آسيوية، السامية الوسطى، السامية الجنوبية، العربية.
لا يوجد انتماء ديني محدد لمن يتحدثون هذا النمط، فهو يضم المسلمين بمختلف طوائفهم في منطقة ما بين النهرين، ويضم المسيحيين أيضاً، إضافة إلى الأيزيديين والصابئة.

4-نمط شرق المتوسط:
-نطاق الانتشار: يبلغ عدد المتحدثين بهذا النمط حوالي 8,8 مليون شخص في سوريا، وذلك حسب تقديرات عام 1991، منهم 6 مليون في منطقة سوريا الوسطى ولبنان، ومليون واحد في شمال سوريا. وكذلك ينتشر استخدام هذا النمط في بلدان المهجر من قبل المغتربين السوريين. وقد لوحظ استخدام هذا النمط من قبل المهاجرين في كل من: أنتيجوا، باربادوس، الأرجنتين، بلايزا، قبرص، الدومينيكان، غويانا الفرنسية، جامايكا، مالي، بوتوريكو، سورينام، توباغو، وتركيا.
-التسميات الأخرى البديلة: عربية شرق المتوسط، عربية شمال شرق المتوسط، عربية سوريا ولبنان.
-اللهجات: المعيار القياسي لهذا النمط اللغوي، يقوم بالأساس على أسلوب الحديث الدمشقي، وهناك بعض التأثيرات للأسلوب البيروتي، والذي هو بالأساس فرع ثانوي للأسلوب الدمشقي. أما الأسلوب الحلبي، فيعتمد أيضاً على الأسلوب الدمشقي، ولكن مع تحويرات وإضافات، تنتمي إلى نمط ما بين النهرين، المنتشر في الشمال السوري.
-التصنيفات: الأفرو - آسيوية، السامية الوسطى، السامية الجنوبية، والعربية.

5-نمط ما بين النهرين الشمالي:
-نطاق الانتشار: يتحدث بهذا النمط حوالي 300 ألف شخص في سوريا، وذلك حسب تقديرات عام 1991، ويتمركزون بشكل أساس في أقصى شرق سوريا.
-التسميات الأخرى البديلة: محلية سورية، ما بين النهرين، الهوصلاوية، كلتية ما بين النهرين.
-التصنيفات: الأفرو- آسيوية، السامية الوسطى، السامية الجنوبية، والعربية.
يتحدث بها الجميع من مختلف الأديان في مناطق انتشارها.

6-النمط القياسي المعياري:
يتمثل هذا النمط في اللغة العربية الفصحى، في كل مستوياتها الكلاسيكية القديمة، والوسيطة والحديثة.
-نطاق الانتشار: تستخدم بشكل عام في جميع أجزاء القطر العربي السوري، وذلك في كل المؤسسات التعليمية والحكومية، ويتعامل بها جميع السكان.
-اللهجات: حتى الآن توجد لهجتان لهذا النمط؛ الأولى هي اللهجة الكلاسيكية القديمة، الموجودة في الشعر الجاهلي القديم، والنصوص التاريخية الدينية، العربية القديمة، إضافة إلى النصوص التراثية. أما اللغة العربية الحديثة، فتوجد بشكل أساس في الاستخدامات الأدبية الحديثة والمعاصرة بمختلف أنواعها. ورغم هذا الاختلاف، فإن القواعد النحوية تمثل قاسماً مشتركاً، يتم الحفاظ عليه في اللهجتين معاً.

ثانياً: اللغات غير العربية
تتمثل في مجموعة اللغات التي تتحدث بها بعض الأقليات الموجودة في سوريا، وهي لغات يرتبط بعضها بأقليات وجماعات سكانية موغلة في القدم، وما زالت موجودة في المنطقة السورية، وبالتالي فهي تمثل الامتداد الاجتماعي الثقافي اللغوي والاثني للواقع الاجتماعي الذي كان سائداً منذ آلاف السنين. أما البعض الآخر من هذه اللغات غير العربية، فيرتبط بالجماعات التي هاجرت من مواطنها الأصلية، واختارت الإقامة في الأراضي السورية، حيث اندمجت ضمن القوام الاجتماعي السوري.

1-اللغة الأديجية:
-نطاق الانتشار: يتحدث بها حوالي 25 ألف شخص في سوريا، جميعهم ينتمون إلى الاثنية الشركسية، ويتمركزون في الأحياء والقرى التي يشكل الشركس أغلبية فيها.
-التسميات الأخرى البديلة: الشركسية الغربية، الأديجية.
-اللهجات: تتضمن الأديجية ست لهجات، هي: الشابسوق، الخاكوشي، البيتزيدوخ، الأبادزيخ، الناتوزاج، الكابارديني. ورغم تعدد هذه اللهجات، إلا أن الأديجية السورية، تشكل مزيجاً من هذه اللهجات، مع بعض التحويرات والتأثيرات العربية.
-التصنيف اللغوي: القوقازية الشمالية، القوقازية الغربية، الشركسية.

2-اللغة الأرمنية:
-نطاق الانتشار: يتحدث اللغة الأرمنية في سوريا حوالي 320 ألف شخص، وذلك حسب تقديرات عام 1993، ويتركز استخدامها في أصحاب الأصول الأرمنية، لا سيما في معاملاتهم الاجتماعية والدينية، وأغلبيتهم العظمى تنتمي إلى الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية الشرقية.
-التسميات الأخرى البديلة: الهايدينية، السومخوري، الإرمينية، الأرميانسكية.
-اللهجات: الأرمنية الغربية.
-التصنيف اللغوي: الهندو - أوروبية، الأرمنية.

3-الأذربيجانية الجنوبية:
-نطاق الانتشار: بلغ عدد المتحدثين بها حوالي 30 ألف شخص، وذلك حسب تقديرات عام 1961، وكانوا يتمركزون آنذاك في منطقتي حمص وحماه. وتشير التقديرات الأولية إلى أن عددهم حالياً ربما في حدود 120 و130 ألفاً، وتطلق عليهم تسمية التركمان.
-التسميات الأخرى البديلة: الأذرية، أو التركية.
-اللهجات: تتضمن الأذربيجانية الجنوبية العديد من اللهجات. والأذربيجانية الجنوبية الموجودة في سوريا، أقرب إلى لهجة الـ (عثمانلي)، التي تمثل إحدى اللهجات الفرعية التركية.
-التصنيف اللغوي: الألتيكية، التركية، الأذربيجانية الجنوبية.

4-لغة الدومري
-نطاق الانتشار: بلغ عدد المتحدثين بها في سوريا حوالي 10 آلاف شخص، وذلك حسب تقديرات عام 1961، ومن المتوقع أن يكون عددهم الآن حوالي 50 ألفاً. ويتكون القوام الاجتماعي للمتحدثين بهذه اللغة من مجموعات النور، والكوربات، والباراكي.
-التسميات الأخرى البديلة: رومانية الشرق الأوسط، التسايغينية، القبسية (أو الغجرية)، النورية، الكوربات، الباراكي.
-اللهجات: النورية، الكورباتية، البايروتية، النابلوسية، الباراكية. وجميع هذه اللهجات أصبحت تتضمن العديد من التحويرات العربية.
-التصنيف اللغوي: الهندو - أوروبية، الهندو- إيرانية، الهندو - أريانية.

5-اللغة الكردية الشمالية:
-نطاق الانتشار: بلغ عدد المتحدثين بها حوالي 938 ألف شخص، وذلك وفقاً لتقديرات عام 1993، وربما يقدر عددهم الحالي بـ 1,5 مليون شخص. وهم يتمركزون في الجزء الشمالي من سوريا، موزعين على مناطق القامشلي وكورداغ بما فيها سايايي، وكودري وعفرين، إضافة إلى عين العرب، وحلب ودمشق.
-التسميات الأخرى البديلة: الكورمانجي، الكورمانشي، الكردي.
-اللهجات: البوطية، الماراشية، الأشينية البايازيدية، الهيكارية، الشيمدينانية.
-التصنيف اللغوي: الهندو - أوروبية، الهندو - إيرانية، الإيرانية الغربية، الإيرانية الشمالية الغربية، الكردية.

6-لغة التورويو:
-نطاق الانتشار: ويبلغ عدد المتحدثين بها حوالي 7 آلاف شخص، وفقاً لتقديرات عام 1994. ويمكن أن يكون العدد قد ارتفع حالياً إلى 15 ألف شخص، وذلك ضمن مجموعة اثنية يبلغ قوامها الكلي حولي 30 ألف شخص تقريباً.
-التسميات البديلة: السوريوي، السيريويو، الطوراني، السورياني.
-اللهجات: الميديات، الميدين، الكفارزي، الإيواردو، الأنهيل، الرايتا.
-التصنيف اللغوي: الأفرو - آسيوية، السامية الوسطى، الآرامية الشرقية، الآرامية الوسطى، الآرامية الشمالية الغربية.

7-الآرامية الجديدة الآشورية:
-نطاق الانتشار: يبلغ عدد المتحدثين بها في سوريا حولي 30 ألف شخص، حسب تقديرات عام 1995، ويقدر عددهم حالياً بـ 45 ألف شخص، ويتوزعون على حوالي 30 قرية تنتشر على ضفتي نهر الخابور شمال سوريا.
-التسميات البديلة: الليشانا أتورايا، السوريت، السوريز السوريايا سوادايا، الآشورية، السيرياكية الجديدة، الأشوريسكي، الإيزوريزيكي.
-اللهجات: الأورمي، السيبورنمان، السولدرز، السلاماز، الفان، الجيلو، القافز، الكودشانيد، الباواري العليا، الديز، الباز، الماربيشو، النوخيا، الشاميزدين، الطيرقاوار، التال، اليوين، الأراضين، التينا، الداوودية، الإينيشكي، البينازا.
-التصنيف اللغوي: الأفرو- آسيوية السامية الوسطى، الآرامية الشرقية، الآرامية الوسطى، الآرامية الشمالية الشرقية.

8-الآرامية الجديدة الغربية:
-نطاق الانتشار: يبلغ عدد المتحدثين بها في سوريا حوالي 15 ألفاً، وذلك حسب تقديرات عام 1996، وحالياً يقدر العدد بـ 25 ألفاً. ويتمركز من يتحدثون هذه اللغة في مناطق: جبال القلمون التي تبعد حوالي 30 ميلاً شمالي دمشق، وقرى منطقة معلولا، وباخّا، وجب الدين. لا توجد هذه اللغة إلا في سوريا حصراً، لذلك لا يتحدث بها سوى سكان هذه المناطق.
-التسميات البديلة: المعلولية، السيريون، اللوغزا سيريانويزا، الآرامية الجديدة الغربية.
-اللهجات: المعلولي، الباخاي، الجوباديني. والفرق بين هذه اللهجات طفيف للغاية.
-التصنيف اللغوي: الأفرو - آسيوية، السامية الوسطى، الآرامية الغربية.

ثالثاً: اللغات غير الحية:
توجد في سوريا حالياً لغة واحدة غير حية، وهي من إحدى اللغات المهددة بالانقراض في العالم، ويمكن الحديث عنها على النحو الآتي:
الاسم: لغة الملاهسو:
نطاق الانتشار: توجد حصراً في منطقة القامشلي، وبالذات في قرى ملاهسو، وأنشا، وأيضاً في منطقة ديار بكر في تركيا.
-التسمية الأخرى البديلة: السوريويو.
-اللهجات: شديدة الشبه بلغة التوريويو.
-التصنيف اللغوي: الأفرو- آسيوية، السامية الوسطى، الآرامية الشرقية، الآرامية الوسطى، الآرامية الشمالية الغربية.

الجمل - ملاحظة:
آخر متحدث بهذه اللغة مات في عام 1998، ولكن ابنته ما تزال تعرف لغة الملاهسو جيداً، وتعاني من صعوبة في حاسة السمع، ولا يوجد شخص آخر يمكن أن تتحدث معه بهذه اللغة، رغم أن عدد المتحدثين بالملاهسو كان لا بأس به خلال حقبة السبعينيات. وهناك توجهات من قبل منظمة اليونسكو لإنقاذ اللغات القديمة من الانقراض. فهل يا ترى يمكن إنقاذ هذه اللغة التي تمثل واحدة من مكونات الإرث الثقافي اللغوي الإنساني في سوريا، أم أنها سوف تندثر كما اندثر الكثير من كنوز سوريا الثقافية القديمة؟



إعداد: الجمل - قسم الترجمة

كمامات لسكان دمشق قبل نهاية 2010
قام مركز الدراسات البيئية بقياس ملوثات الهواء في مناطق مختلفة من مدينة دمشق ذات نشاطات متباينة سواء مرورية أو سكنية أو تجارية في عام 2001 و 2004 و2005 وتم قياس ملوثات العوالق الهوائية وغاز ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد الآزوت وأول أكسيد الكربون. ‏

ولمعرفة وضع ملوثات الهواء في مدينة دمشق، تم اختيار خمسة مواقع خلال الفترة نفسها من السنة حيث الظروف المناخية نفسها، وهذه المناطق هي باب توما ـ البرامكة ـ التجارة ـ المحافظة ـ الميدان. ‏

بينت تراكيز الغبار في مواقع القياس لعام 2001 و2005 أن تركيز الغبار ازداد عام 2005 عما كان عليه عام 2001، وكان أعلى متوسط تركيز يومي في موقع التجارة حيث وصل التركيز الى /478/ ميكروغراماً/ م3 وازداد بمقدار الضعف عما كان عليه عام 2001 وأخفض تركيز متوسط يومي في موقع البرامكة حيث كان التركيز /233/ ميكروغراماً/م3. ‏

ولوحظ ان تركيز الغبار وبالمواقع كلها تجاوز الحد اليومي المسموح به. ‏

‏ انخفض متوسط تركيز ثاني أكسيد الكبريت في موقع باب توما بمقدار 50% عام 2004 عما كان عليه عام 2001 ثم عاد وارتفع بمقدار 25% عام 2005. ‏

أما موقع التجارة والبرامكة فقد كان انخفاض التركيز عام 2004 أقل مما كان عليه عام 2001 لكنه ارتفع عام 2005 بمقدار 20%. ‏

ومع ذلك بقيت متوسطات التراكيز دون المعيار اليومي 125 ميكروغراماً /م3 والمعيار الساعي 350 ميكروغراماً /م3 وعدم وجود تجاوزات بالقيم الساعية واليومية للمعايير. ‏

‏ تدل الدراسة على أن هناك ارتفاعاً في متوسط تركيز ثاني أكسيد الآزوت عام 2004 عما كان عليه عام 2001، وبمقدار الضعف لكن في عام 2005 عاد وانخفض متوسط التركيز ليصبح مساوياً تقريباً لما كان عليه عام 2001، وبالرغم من الزيادة التي حصلت بقي متوسط التركيز دون الحد الساعي المسموح به، ولوحظ اعلى متوسط في باب توما. ‏

‏ لوحظ ارتفاع اول أكسيد الآزوت عام 2004 بمقدار كبير يتراوح بين 2 ـ 6 مرات عما كان عليه عام 2001، ثم عاد وانخفض عام 2005 ماعدا موقع المحافظة حيث بقي متوسط التركيز ضمن مجال عام 2004، وكان عدد من القيم اليومية عام 2004 أعلى من 200 في معظم المواقع ماعدا المحافظة حيث كان هناك تجاوز لـ 200 ميكروغرام /م 3 في عام 2005. ‏

ولوحظ وجود عدد من القيم الساعية لأكسيد الآزوت أعلى من 400 ميكروغرام /م 3 في جميع المواقع ولكن في عام 2005 انخفضت القيم في بعض المواقع وازدادت في مواقع اخرى، وفي منطقة التجارة وجد عدد من القيم الآنية أعلى من 700 ميكرو غرام /م 3، وارتفعت بعض القيم الساعية عام 2005 عن عام 2004. ‏

أشارت الدراسة الى ان متوسط التركيز اليومي تناقص عام 2004 عما كان عليه عام 2001 في باب توما وارتفع قليلاً في البرامكة والميدان أما التجارة والمحافظة فقد تناقص. كما لوحظ تجاوز في القيم اليومية للمعيار اليومي عام 2001 في المحافظة وباب توما، وكذلك عام 2004 فقط في باب توما، ولكنه عاد للانخفاض عام 2005. ‏

تدل الدراسة بشكل عام الى ارتفاع تراكيز الغبار عام 2005 عما كانت عليه عام 2001 حيث تجاوزت القيم الحد المسموح به، وهذا يعود الى طبيعة مدينة دمشق ومناخها الجاف والصحراوي وزيادة العمران بالمدينة وحركة السيارات ووجود المقالع حول مدينة دمشق. ‏

كما انخفض متوسط تركيز ثاني أكسيد الكبريت عام 2004 عما كان عليه عام 2001 ثم عاد وارتفع عام 2005 لكن مع ذلك بقيت هذه التراكيز ضمن الحدود المسموح بها كما تقول الدراسة. ‏

أما تراكيز ثاني أكسيد الآزوت فلوحظ ارتفاعها عام 2004 عما كانت عليه عام 2001 بمقدار الضعف ثم عادت وانخفضت عام 2005. ‏

ولوحظ أيضاً خلال التغيرات اليومية ازدياد تركيز أكاسيد الآزوت بشكل ملحوظ خلال فترة الليل من الساعة 11 ليلاً وحتى الصباح والسبب ان الغازات تبرد ليلاً فتتجمع في الطبقة السطحية لكن عند ظهور الشمس تسخن الغازات وترتفع لطبقات الجو العليا، وتزايدت تراكيز أكاسيد الآزوت بشكل ملحوظ ولعدة مرات في مواقع التجارة والبرامكة وباب توما والمحافظة. ‏

أما تراكيز اول أكسيد الكربون فلوحظ انخفاضها بين عامي 2001 وعام 2004 ويعود التغير في تركيز الملوثات الى عوامل عديدة منها اختلاف في نسب الكبريت والآزوت الداخلة في تركيب الوقود ونوعية الوقود المستخدم خلال الأعوام السابقة أو انخفاض عدد السيارات التي تعمل على المازوت بسبب عدم مرورها داخل المدينة، اضافة الى منع استخدام السيارات القديمة، وتناقص عدد الميكروباصات بسبب استخدام النقل الجماعي في بعض الخطوط. ‏

أورد الدكتور مروان دمشقي أرقاماً ومعلومات مهمة تستحق التأمل والمتابعة من قبل المعنيين وليس فقط وكما هي العادة قراءتها والمرور عليها وكأنها لاتعنينا حول المتوسط السنوي لتركيز بعض الملوثات في مدينة دمشق وارتفاع بعضها عن المعايير المسموح بها من منظمة الصحة العالمية. ‏

فإذا ما تحدثنا عن الغبار والعوالق الكلسية، نرى ان المعايير المسموح بهامن منظمة الصحة العالمية 90 ميكرو غراماً/م3، بينما في دمشق /418/، وفي بكين /377/ ومكسيكو/279/ وأثينا /178/ وطوكيو /49/ وبرلين /50/ وفي سنغافوره وللعجب صفر. ‏

أما ثاني أوكسيد الكبريت فالمعايير المسموح بها من منظمة الصحة العالمية /50/ ميكرو غراماً/م3 بينما في دمشق /96/ وفي بكين /90/ ومكسيكو /74/ وأثينا /34/ وطوكيو /18/ وكوبنهاغن /7/ وبرلين /18/ وسنغافوره /20/. ‏

وبالنسبة لثاني أوكسيد الآزوت فالمعايير المسموح بها /40/ ميكرو غراماً/م3 بينما في دمشق /122/ وبكين تساوينا في ذلك، ومكسيكو /130/ وأثينا /64/ وبومباي /39/ وميلان /248/ وطوكيو /68/ وفي برلين /26/. ‏

وبعد هذه الأرقام المخيفة ماذا يقترح الدكتور مروان دمشقي لتخفيض انبعاث الملوثات الى هواء المدينة؟! ‏

يؤكد الدكتور دمشقي انه لغاية الآن لا يوجد مواصفة وطنية للانبعاثات المسموح بها من السيارات الحديثة عند الاستيراد، وقد تم خلال السنوات القليلة الماضية استيراد أعداد هائلة من السيارات من الصين وايران وتركيا وغيرها من البلدان، التي لا تراعي الاشتراطات البيئية في صناعة السيارات، وخاصة انه لا يطلب منها ذلك في إجازة الاستيراد، بينما نجد بعض السيارات الحديثة التي يتم استيرداها عن طريق دول الخليج العربي والسعودية تحتوي على تقنيات معالجة الملوثات، لذلك لابد من الاسراع بوضع المواصفة اللازمة والزام مؤسسة سيارات والجمارك ووزارة الاقتصاد بتطبيق هذه المواصفة عند استيراد السيارات الحديثة واشتراط ان تحتوي هذه السيارات على تقنيات تخفيض انبعاث الملوثات. ‏

ويشير الدكتور دمشقي، الى انه لدينا كميات وفائضاً من الغاز الطبيعي الذي يتم حرقه بآلاف الأمتار المكعبة يوميا دون الاستفادة منه في مجال النقل، وخاصة انه ثبت علمياً ان احتراق الغاز الطبيعي في السيارات يخفض حتى 90% من انبعاث الملوثات. ‏



ورأى الدكتور دمشقي ضرورة الاستغناء التدريجي عن استخدام اسطول النقل الحالي من الميكروباصات التي تبث السموم في هواء المدينة وضواحيها وتشجيع الاستثمار في قطاع النقل العام باستعمال وسائط النقل الجماعية ذات المواصفات الفنية والبيئية الجيدة، وإعفائها من الرسوم الجمركية وتيسير عمليات القروض والمنح لأصحابها شريطة أن تكون هذه الآليات تعمل بنظام ثنائي الوقود، إضافة إلى العمل على تحسين نوعية وقود الديزل المستعمل في وسائط النقل والتدفئة ودعم قطاع الطاقات المتجددة، ونقل الفعاليات التي تسبب الازدحام والاختناقات المرورية من داخل المدينة إلى أطرافها، ونقل الصناعات الصغيرة ومتوسطة الحجم والورش الصناعية إلى المنطقة الصناعية في عدرا. ‏

ويشير الدكتور دمشقي إلى مسألة هامة جداً وهي أن مديريات النقل تمتلك التجهيزات اللازمة لقياس انبعاثات الملوثات من السيارات أثناء اجراءات الفحص السنوي، لكن للأسف لا يتم التطبيق الصحيح لاختبار فحص غازات العادم نظراً للضغط الناتج عن العدد الكبير من الآليات التي يجري تجديد الرخصة لها يومياً، لذلك لا بد من السماح بالترخيص لجهات فنية مرخص لها لإجراء هذه الاختبارات ومنح الشهادة السنوية لاختبارات غازات العادم. ‏

وفي ظل تزايد الأمراض الصدرية حتى يكاد لايخلو بيت منها، وما يعانيه الناس وكابوس التلوث الجاثم فوق صدورنا كان لا بد من التوجه إلى الدكتورة لبنى حويجة اختصاصية بأمراض التنفس والحساسية واضطرابات النوم، فتحدثت دون أن تطمئننا على حالتنا الصحية في ظل وجود هذا الكم الكبير من التلوث ولاسيما أنه ليس هناك حلول تلوح في الأفق القريب فقالت: إن مراجعة سريعة لما نشر سابقاً عن تلوث البيئة، قد يكون أقرب ما يمكن لموسوعة، ويبدو أن هذا التأثير لا يتضمن فقط الأذية على الصحة البشرية ولكن له تأثير على الصالح العام أيضاً، كالأبنية والمنشآت والمزروعات وكامل النظام الاقتصادي. ‏

فقد دلت الأبحاث على أن أي زيادة بمستوى تركيز الغازات أو الأكاسيد أو الجزيئات تؤثر على جهاز التنفس، ومن ملوثات الطبيعة ثاني أوكسيد الكبريت وأكاسيد الآزوت والأوزون والأكاسيد الكيمياضوئية والمواد الجزئية والرادون وأكاسيد الكربون. ‏

وتنتج أكاسيد الكبريت من تكرر البترول وصهر المعادن ومن منشآت مولدات الطاقة والكهرباء، وأهم مصادرها داخل المنزل الدفايات التي تعمل على الكيروسين (الكاز)، وأهم تأثير لها على جهاز التنفس إحداث تشنج قصبي. ‏

وتتابع الدكتورة حويجة أن أهم مصدر لأكاسيد الآزوت هو انبعاث الدخان من محركات المركبات (العوادم) وأهم مصدر لها داخل المنزل هو أفران الغاز والدفايات التي تعمل على الكيروسين، وأهم تأثير لها على جهاز التنفس هو التهاب القصيبات الشعرية وتلف أجهزة الدفاع التنفسية، حيث تكثر انتانات الطرق التنفسية العلوية والسفلية، وتطوير فرط حساسية قصبية للمؤرجات بأنواعها. ‏

أما الاوزون والأكاسيد الكيمياضوئية فتنتج عن انبعاث الدخان من محركات المركبات (العوادم) ومصدر التعرض الداخلي لها هو كبين الطائرات وأعمال اللحام المعدنية ومولدات الاوزون والطابعات، ويؤدي إلى التهاب قصيبات شعرية، ونقص بحجوم الرئة، وزيادة في تواتر نوب الربو عند الأشخاص الربويين، وزيادة القابلية للتحسس لمختلف المؤرجات. ‏

وبالنسبة للمواد الجزيئية فتقول عنها الدكتورة حويجة إنها واحد من أهم مصادر تلوث الهواء وهي تأتي من عوادم السيارات ومولدات الطاقة، وفي داخل المنزل تنتج عن تدخين السجائر واستنشاق نواتج احتراق الخشب والأفران، وتسبب زيادة بالنوب الربوية وتحدث داء انسداد الطرق الهوائية المزمن، كما تؤدي إلى زيادة الوفيات عند الأشخاص الذين يعانون من الأمراض القلبية الرئوية. ‏

أما الأشخاص الذين يتعرضون للرادون ويقيمون بالطوابق السفلى فيؤدي ذلك لحدوث أورام الرئة، وبالنسبة لأكاسيد الكربون تنتج عن عوادم السيارات وتدخين السجائر وتؤدي لحدوث أورام الرئة. ‏



سناء يعقوب

المصدر :تشرين

حمام النسوان اليوم: المساج بدل الشداد والهمبرغر مكان المجدرة
الجمل ـ تحقيق: ليلى نصر:اعتاد أبو حسام الجلوس على كرسي خشبي أمام حمام (البكري) في باب توما لاسيما في الفترة المخصصة لحمام النساء، فهو (الحمامي) صاحب الحمام الذي يعود بناءه لعام 1027 هـ وعلى بابه نقش بيت شعري يقول:
لأبي المواهب بالكمال بنى بكري حماماً بإحكام
فنظمت في شعري أؤرخه لأبي المواهب خير حمام
استهل كلامه بعبارة (رزق الله أيام زمان) فقديماً كان لا يشعر بالوقت كيف يمضي إذ يستأنس بالذاهب والآتي، وبحرارة السلام وأحاديث أهل الحي، ففي الماضي كان هذا المكان الملجأ الوحيد لأهالي الحي يرتادونه بمعدل مرة أو مرتين أسبوعياً من أجل النظافة والاستحمام، لعدم توفر الحمام في المنازل، إذ يستخدم المطبخ لهذا الغرض، فيجدون في حمام السوق التدفئة الممتازة والماء الساخن الوفير لاسيما في أيام الشتاء البارد، وقد كان عدد الحمامات في دمشق حوالي مئة وستة وثلاثين حماما، تقلص عددها مع وجود الحمامات في الأبنية الحديثة إلى ما يقارب الأحد عشر حماما ً، أربعة حمامات منها تعمل بشكل جيد.
مسرح
كل شيء تغير على حد قول أبي حسام، المحبة التي كانت تلف الجميع، والطيبة التي ما عادت موجودة في أيامنا هذه، فقد كان حمام السوق مسرحاً لشتى الأنشطة الاجتماعية، تُحل فيه خلافات الحارة، وتعقد الصفقات التجارية، وكان ملجأ للثوار الموجودين في الغوطة أيام الانتداب الفرنسي، حيث يرسلون مندوباً لإعلام صاحب الحمام بقدومهم، وعندما تنام عيون الناس يأتون للاستحمام والراحة، ويخرجون منه مطلع الفجر للعودة مجدداً إلى الغوطة. عداك عن المناسبات الاجتماعية التي تجمع أهالي الحي فيه، كحفلة الخطوبة والتلبيسة، وحمام كل من العريس والعروس لدى الزواج، وما يرافقه من طقوس احتفالية مميزة.
وفي أيامنا هذه قل ارتياد حمام السوق كثيراً، لكن موجه شبابية حديثة منذ عشر سنوات تقريباً تحاول إحياء طقوس المناسبات التي كانت تحصل في حمام السوق، ولعل الهدف الأساسي من زيارته هو الاجتماع بالأصحاب، والرقص والغناء، وإمضاء وقت ممتع في هذا البناء الشامي القديم أكثر من استخدام الحمام.
وقد أكدت كلام أبي حسام الفتاة (إيفون) التي أحبت أن تستغل مناسبة زواجها وتجتمع مع أهلها وصديقاتها في حمام السوق لتحيي حفلة الحمام فيه، فحجزته قبل يومين من زفافها في الفترة المخصصة لحمام النساء.

رقص وفقش
لدى دخولي الحمام كان في استقبالي على بابه (أم أديب) أخت العروس حيث قالت: كما ترين (اللمة والرقص والفقش) فالهدف من وجودنا هو تغيير الجو والاجتماع مع الأصدقاء، أكثر من استخدام الحمام، مع أنه أفضل بكثير من حمام المنزل، حيث التلييف والتكييس والبخار الذي يخلص الجسم من الطبقة الميتة، ليغدو أكثر نضارة، ومن المفترض أن يستخدم مرة كل أسبوعين على الأقل، لكن مسألة الإحراج من وجود أحد غريب، هي التي تمنع الكثيرين من ارتياده، وأن تحجزه مجموعة منفردة قد يكون ذلك مرهقاً مادياً لها.
للريجيم
أما العروس (إيفون) التي لم تر حمام السوق، وإنما تعرف أجواءه من خلال أحاديث الكبار عنه، وما صورته الدارما السورية، حيث الرقص والغناء والأركيلة، وتناول الغداء والمشروبات، فأحبت أن تستغل المناسبة، للتعرف عليه وتغيير المعتاد، حيث تقول: أول ما دخلت الى الحمام أدهشني البناء المعماري القديم, الأرض المبلطة بالرخام، والبحيرة التي تتوسط الليوان، ونافورة المياه، وبعد أن بدلنا ملابسنا في الممر الواصل بين الغرفتين، ودخلنا إلى الغرفة المتوسطة، كاد أن يغمى علي من شدة الحر، ولكن ما إن مضت ثوانٍ عدة حتى تأقلمت مع الجو، وعندما دخلنا إلى الغرفة الداخلية الساخنة التي تدعى بحمام البخار، أعتقد أن وزني نقص أكثر من خمسة كيلو، فهو طريقة للريجيم.
شبك الطرحة
تتابع (إيفون) حديثها وتقول: ولأنه لا مفر من الحمام اجتمعت صديقاتي عليّ، ووضعنني أمام حوض الماء أو الجرن كما يسمونه، وبدأن بتحميمي، ثم وضعنني تحت رحمة المكيّسة (أم سامر) حتى غدا جسمي ناعماً كالحرير، وبعدها بدأن بعملية المسّاج، وعند الانتهاء غنّين لي، وزغردن، وقمن بقرصي لكي يصبن بعدوى الزواج مثلي، ثم شبكن الطرحة التي أحضرتها معي مع طقم العريس، وهو تقليد قديم أيضاً لكي نبقى معاً طوال العمر، ولا نفترق أبداً.
أكبر الحاضرات سناً جدة (إيفون) التي حملت نفس الاسم، وقد جلست جانباً، وأخذت تشرب الأركيلة.. تعود الجدة إلى حمام السوق هذا، بعد أربعين عاماً من غيابها عنه، للاحتفال بزواج حفيدتها، حيث أخذت تتذكر كيف كان حمام السوق مكاناً للتعارف بين النساء وتبادل الأحاديث والأخبار والتباهي بالجمال وامتلاك الحلي، واختيار العروس.. ولكن لماذا في حمام السوق، وكيف يتم ذلك؟
تقول: قديماً درجت عادة اختيار العروس في حمام السوق، حيث يظهر جمالها على طبيعته دون تبرج أو (ماكياج)، ويتم التأكد من صحتها، وكل ما يتعلق بجسدها من تفاصيل، فإذا أعجبت إحدى السيدات بفتاة ما، تتعرف عليها وتتقرب منها، وتحمل مواصفاتها إلى الشاب الذي يهمها أمره ويريد الزواج، فإذا أعجبته مواصفاتها، يسألون عن أهلها ويطلبون يدها، ليتم تحديد موعد الخطوبة، والتلبيسة في حمام السوق.
العرس والغمرة. والنفاس
وتسرد الجدة قائلة: إذا تم الزواج، حمام كل من العريس والعروس يكون في نفس المكان، بحضور جميع أهالي الحارة، حيث الزغاريد الخاصة بهذه المناسبة للعروس، والعراضة الشامية للعريس، وبعد أسبوعين منه تدعو أم العروس، العروسين وأهالي الحي والأقارب لحمام يسمى حمام الغمرة، وبعد الولادة هناك حمام النفاس أو الأربعين، وفيه تقوم النساء بعملية (الشداد)، إذ يطلين جسد النفساء بخلطة مؤلفة من (الزنجبيل، والخردل، والقرفة، والبيض)، ويضعنها على بيت النار، فهذه العملية كما يقال تشد عروق النفساء، وتعيد لجسمها حيويته التي كانت قبل الولادة.

قضامي مغبرة
اجتمعت جميع الفتيات في مقصورة واحدة، وبدأن بالرقص والغناء بعد الاستحمام على إيقاع ألحان وكلمات أغاني هيفا وروبي، يقلدن حركاتهن حيناً، وينتقلن للديسكو الغربي حيناً آخر، فأطلقت الجدة التي أخذت تراقبهن دون أية مشاركة تنهيدة قوية وقالت: أين الأغاني الشامية القديمة من هذه الأغاني ( يا قضامي مغبرة) و(ع اليانا) وأغاني صباح فخري و(يم العباية) والدلعونة، والأهازيج الخاصة بالمناسبة التي تطرب لها الآذان.
تولت أم أديب مسألة توزيع الطعام، الذي أحضر جاهزاً، في موعد تناوله من أحد المطاعم المجاورة، وقد تألف من البيتزا، والهامبرغر، والكولا، وغيرها ...فأضافت الجدة قائلة: كان للطعام نكهته المختلفة في هذا المكان، حيث يجتمع الموجودون في الحمام، الأقارب والأصدقاء وأبناء الحي على نفس المائدة كعائلة واحدة، إذ يتألف طعام الغداء عادة من المجدرة أو البرغل والبندورة والتبولة والخيار والمخلل والجزر الأحمر، ومع أن كل شيء محضر (ع البساطة)، لكن الجميع كانوا سعداء.
البناء القديم
مع كل التغيرات التي طالت عادات وتقاليد ارتياد حمام السوق، والتي طالت حياتنا كلها، هل ما زال حمام السوق محافظاً على طابعه القديم، أم نابه نصيب منها؟
يقول أبو حسام: ما زال حمام السوق محافظاً على طابعه القديم، من حيث البناء المعماري الإسلامي المتميز بالقبب، وتوزع أقسامه الرئيسية البراني والوسطاني والجواني، والأحواض الواسعة التي يجري فيها الماء الساخن والبارد، والمزينة بالزخرفة والنقوش، لكن بعض الحمامات أدخل إليها البورسلان كمادة جديدة، لكنها بقيت تتميز بمواد بنائها الأساسية وأهمها الكلس، وهو مادة حية تحافظ على الحرارة، وتعطي أكسجيناً للتنفس، إضافة لمادة طبية من (القصرمل) مصنوعة من الرماد المحروق مع الكلس، وعادة ما يكون النصف الأرضي من الحمام مكسواً بالرخام، والنصف العلوي بالكلس، إضافة للحجر المزي المميز بلونه الأحمر الجميل، لاسيما عندما يوضع عليه الماء، والحجر البازلتي الأسود، مع التزينات المرافقة له.
وبذلك اعتبرت دمشق المدينة الأولى في العالم التي امتازت بحماماتها، ويذكر أن الخليفة الوليد بن عبد الملك لما بنى الجامع الأموي تحدث إلى أهلها قائلاً: (تفخرون على الناس بأربع خصال بمائكم وهوائكم وفاكهتكم وحماماتكم فأحببت أن يكون مسجدكم الخامسة)
ومع الأهمية التي أولوها لعمارتها كانت متنفساً اجتماعياً ومكاناً للراحة والاسترخاء، وميداناً للتعارف وتبادل الأحاديث لاسيما بالنسبة للنساء حيث تحتضن سيرهن وهمومهن وأفراحهن، ويقضين فيها وقتاً ممتعاً، ومع أن دورها تهاوى مع ما لف حياة المدينة وحياتنا من متغيرات، ما زال الحنين إليها موجوداً، كجزء من الحنين لماض كان للمحبة والطيبة التي تلف قلوب الناس عنواناً في ذاكرة المكان، فهلا يعود ذلك الماضي الجميل ؟!




مذكرات مواطن سوري

بصوت مذعور و مرتجف، أخبرني كلّ من كنت أتصل به، أنّ سعر دقيقة الاتصال اليوم من أيّ هاتف خليوي إلى آخر هو 40 ليرة سورية، و السبب هو التّبرع بالفائض من المبلغ لإخواننا الفلسطينيين في تنظيم حماس، أعتق الله بلادهم و حماهم من كلّ مكروه...

وبالطبع، اتصلت بخدمة الزبائن مستفسراً عن الموضوع، وكانت الإجابة على سؤالي النفي، ولم يتعدى الموضوع كونه مجرد إشاعة لا تقدم ولا تؤخر، وكلّ ما سببته كان توتراً هستيرياً
عند جميع المشتركين...
ولكن يا مفكرتي، وكما تعلمين، بسبب طبعي الفضوليّ، لم أستطع أن أمنع نفسي من التساؤل عن كيفية تصديق الناس لهكذا إشاعة، فعلى الرغم من أن شركات خطوط المحمول تعمل ما في بوسعها لسحب ما تستطيع من الأموال من جيوب الزبائن المساكين، إلا أن الوقاحة لا يمكن أن تبلغ هذا الحد، أي رفع تسعيرة الدقيقة دون أن يتم الإعلان عن ذلك، وبهدف التبرع الذي يعتبر موضوعاً طوعياً بحتاً....

هل هي غريزة القطيع ؟؟؟؟

صحيح أن شعبنا اعتاد أن يتم سوقه – إلى الخدمة الإلزامية، المسيرات الشعبية، الانتساب إلى الحزب.... الخ- كقطعان الماشية دون أن يعترض، ولكن حتى قطعان الماشية لها طرقها الغريزية في التأكد من وجهتها، استشعار الخطر، والتبيّن إن كان العشب الأخضر الشهيّ موجوداً حقاً إلى حيث هي راحلة...
هل وصل بنا الحال إلى هذا الحد ؟
إذاً سلام على العشب الأخضر، فما أمامنا إلا اليباس ...

زميلتي في العمل كادت أن تبكي عندما علمت بالإشاعة، لكنها لم تثر، وكذلك الآخرون!!!
وحتى أنا فقد استغربت، لكني لم أغضب.

هل وصلنا حقاً إلى العجز عن الإحساس بما أحسه الفرنسيون عندما قاموا بثورتهم الشهيرة على ملكتهم الجميلة
من أجل الخبز ؟

لم يحصل ولن يحصل أمر كهذا في الولايات المتحدة الأمريكية، وإن حصل، لأقام الشعب الأمريكي الدنيا ولم يقعدها، ولاحتلت قواتهم عشر دول متخلّفة للتنفيس عن غضبها...
ومع هذا نحن نكرههم، ونتهمهم بالغباء، ونرفض بكل جوارحنا، وجوارح جيراننا، وجوانح دجاجتنا – التي لم تصب حتى الآن بإنفلونزا الطيور– نرفض مجيئهم ونلعن كريستوف كولومبس على اكتشافه مأساتنا البشرية...

غيرة أم حسد، خوف وذعر، أم هو رفضنا النهائي والقاطع للآخر؟
لعله الأخير، هذا عن الآخر ، لكن ماذا عنا نحن حين يصبح آخرنا مثل أي آخر الغريب؟ حتى الآن لا نستطيع تقبل أنفسنا في مختلف النواحي الحياتيّة، إن كانت ثقافيّة، ماديّة، دينيّة، جنسيّة، أو حتى محافظاتيّة!!!
فأهل دمشق، وحتى اللحظة، ساخطون وكارهون لكل من جاء من محافظة أخرى وساهم في تلويث مدينة الياسمين
...
وأهل حمص قد يبتسمون للنكات، ولكنهم يبكون في أعماق روحهم على معالم مدينتهم التي مسحها القادمون من الخارج على مدى 30 عاماً من الزمن....
وعلى هذا المنوال وغيره في حلب و إدلب والسويداء، وكل شبر من بلدي التي ترفضني جسداً وروحا،ً حتى يبدو السفر بعيداً إلى بلاد أخرى الحلّ الوحيد، حيث ننعم هناك بكلّ ما قد يحتاجه الثديّ ذو العقل ليحس إنسانيته..
السفر إلى بلاد الآخر الذي نرفضه، ونلعنه، وسنحاربه بحطامنا إن هو خطا على أرض بلدنا التي تلفظنا كما لفظ الحوتُ يوسفَ
من بطنه.....

تبّاً لنا....

فإذا كنّا نريد الآخر و بشدّة، فلم لا نسمح له بالقدوم إلى بلادنا ليعيد صياغتها بالشكل الذي صاغ به بلاده التي نحلم بها ؟
نحن نرفض، لان الاحتلال تحت أي مسمى مرفوض ، والغزو مرفوض، والرفض يعني أيضاً وجود جذوة أمل بأننا سنتحرك لإصلاح أنفسنا يوماً....
كم أنا ممتلئ بالخوف من تبدد شعاع الضوء المتبقي ، فيلفنا الظلام....

قال أحمد شوقي:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر

مفكرتي العزيزة:

في الحقيقة، وبعد التفكير، سرت اليوم إشاعة كما تسري النار في الغشيم....


الجمل - يزن الأتاسي

يوميات مواطن سوري :
المزيد و المزيد من المحاولات الفاشلة لدحض اليأس و حالة انعدام الأمل خاصتي، و أقول خاصتي لأنّ هناك حالة انعدام أمل عامّة.... فلنتوخى الدّقة.
بابتسامة عريضة، استيقظت هذا الصباح و حماس ملتهب يغلي في عروقي، فبعد سنة و أربعة أشهر قضيتها محاولاً الحصول على هويّة جديدة بدلاً عن هويتي الضائعة....
لا لم أحصل على الجديدة، و قد تعلمت التعايش مع حياتي كمواطن سوريّ بلا هويّة حاملاً كل الأوراق الثبوتيّة التي تنوب عنها.... لكنني كنت قد قررت منذ مدّة أن أحصل على جواز سفر (سوريّ طبعاً)، لأغادر هذه البلاد على أنّ أعود إليها يوماً، أو لا... لا يهمّ طالما أنّي اصطنعت أملاً خارج حدود بلادي التي فرضها الاستعمار، لحى الله وجهه.....
بعد زيارات عديدة لفرع الهجرة و الجوازات مستفسراً عن كل ما قد يلزم من أوراق رسميّة لاستخراج جواز سفر، و سفري الدائم إلى حمص لجلب معظم تلك الأوراق (لأنّ نفوسي مسجلّة هناك كوني حمصيّ الأصل)...
تأبّطت اليوم أطنان الأوراق الرسميّة تلك و التي ذبحت آلاف الأشجار لصنعها، ملصقاً عليها كل ما قد أصدرته الدولة من طوابع ماليّة يوما، مزخرفةً بأختام و آلاف التواقيع لأشخاص يذوون يوماً بعد يوم في غياهب دوائر الدولة....
و صلت الفرع.... الكثير من المواطنين يحومون في المكان، تحوم في عقولهم أفكار و أحلام لا يعلم بها إلا الباري الجبّار، ينتقلون من كوّة إلى أخرى، يتحملون جهامة وجه من وراء الكوّة و إذلاله لهم، طالما أنّهم يعلمون أنّه ما بعد هذا الإذلال إلا الخلاص...
و بما أنني مواطن سوريّ بلا هويّة، فلم يكن مسموحاً لي أن أتبع الإجراءات الروتينيّة القاتلة التي يتبعها المواطنون أصحاب الهويّات في المكان، بلّ توجب عليّ إتّباع الإجراءات المستحيلة الخاصة بفاقدي الهويّة، و هكذا أمرت بقسوة بالاتجاه إلى الطابق الرابع من قبل شرطيّ يكاد فمه أن يكون خالي الأسنان، و هناك عليّ أن أتقدّم بطلب التماس و رجاء و سؤال و خنوع و تذلّل للسماح لي بالحصول على جواز سفر بموجب:
- قيد نفوس يحمل صورتي - ضبط الشرطة -موافقة شعبة التجنيد(و التي اتّضح أنّها لا تلزم لاحقاً).
و قد كنت احمل هذه الأوراق بالطبع....
استغرق تقديم الطلب ساعة و نصف لأن المكان كان مزدحماً، و حضرة الشرطي في خدمة الشعب منزعج و متململ، ممتلئ الصدر برضاه عن ذاته لقدرته على إذلال الحشد الهائل الذي أمام مكتبه.
و عندما جاء دوري، و بعد أن أنهى (الشرطي الموظف) كلّ أنواع المحادثات -من أخبار العراق إلى الطريقة المثلى لتحضير الرزّ بحليب- مع زملائه في المكتب، و على الطّرف الآخر من الموبايل، تناول أوراقي ثمّ تجهم يسألني عن إشعار البصمة!!!!
تعريف إشعار البصمة:
و هو الإيصال الذي نستلم بموجبه الهوية السوريّة الحديثة عوضاً عن القديمة ورديّة اللون....
لم أكن أحمل إشعار البصمة، لأنني و بالأساس، لم أقم بعد بتقديم طلب للحصول على الهويّة السورية الحديثة، لأنّ ضياع الورديّة حال دون ذلك....
أخبرته بذلك، فقام بكتابة الديباجة التالية على طلب الالتماس:
السيّد مدير الفرع:
المذكور من حمص... يرجى اعتماد إخراج قيد النفوس كون الهويّة الشخصيّة (فاقده)!!!!!!
ربطاً إخراج قيد نفوس و صورة عن ضبط الشرطة رقم 819/ تاريخ 17/3/2005
لم يبرز إشعار بصم.
ثمّ طردني باحتقار، و أمرني بالتوّجه إلى مكتب العميد ليوقع لي على الطلب.
ذهبت إلى مكتب سيادة العميد المحترم، و روحي تتآكل، و لأنّ والديّ ربياني على احترام الآخرين، دققت الباب بهدوء و ابتسامة بريئة ممزوجة بآلاف السنين من القمع و الخوف من الرتب العسكريّة مرتسمة على وجهي و قلت: صباح الخير....
فما كان الرّد إلا وجهاً عابساً معنوناً بنظرة حادّة و صوت قاس يقول: استنّى برّة....
حافظت على هدوئي و سكينتي، منتظراً حضرة العميد الساخط حتى أومأ برأسه سامحاً لي بالدخول....
ناولته الطلب مرفقاً بكلّ ما احمله من أوراق...
و بعد أن ألقى نظرةً خاطفة على طلبي، شطب العميد بالقلم الأسود بحقد و عنف تحت عبارة (لم يبرز إشعار بصم) و طلب منّي أن أحضر الإشعار، الذي لم يكن أحد على وجه البسيطة ممن عملوا و يعملون و سيعملون في فرع الهجرة و الجوازات قد أتى على ذكره قطّ....
و عندما أردت أن أخبر العميد بأن نفوسي في حمص، و أنّ إحضار هذا الإشعار سيتطلّب سفري و تعطيل يوم كامل آخر من حياتي، ما كان منه إلا أن رمى الأوراق التي أفنيت ساعات لأجلها في وجهي، صارخاً بعنف:
ما في إشعار.... ما في جواز سفر....
دمعت عيناي التي رأت خلال سنيّ عمرها الـ 25 ما لم تره عينا رجل قد يبلغ الـ 70 عاماً في دولة متحضرة.
لملمت أوراقي، أملي المحطم، تفاؤلي الغبيّ، و كعبد حقير انصرفت هائماً على وجهي في شوارع بلدي المزدحمة، مسترجعاً حكايات معلمتي عن الإقطاعي اللئيم و إذلاله للفلاح المسكين في الماضي السحيق....
غداً يوم آخر.....







آخر تعديل المحامي عارف الشعَّال يوم 18-11-2009 في 10:42 PM.
رد مع اقتباس
قديم 02-06-2006, 11:35 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
تيسير فارس أبوعيطه
عضو مميز
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


تيسير فارس أبوعيطه غير متواجد حالياً


افتراضي

اذا كان الله عز وجل وضع الرجل في درجة أعلى من المرأة واورثه ضعف ماترث ولم يرسل أيما امرأة نبيا رسولا ولشدة ضعفها علقها بالعرش فمن وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله
على هذا نشأ الرجل المسلم سواء في الشرق أو الغرب منذ نعومة أظفاره واذا شذ عن القاعدة نفر من المسلمين فان الاستثناء يبقى استثناءا ولكل قاعدة استثناء
ويكفي المرأه ( زوجة أو أم أو شقيقه) الاعباء والمسؤوليات المنزليه التي تقوم بها فاذا أضافت اليها أعباء جديده أو تركت هذه المسؤوليات فمن سيقوم بها والكل يجمع بأن ( الام مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الاعراق) فكيف يمكن أن يعد هذا الشعب وأمهاته قد تركن هذه المهام للخادمة أو الحاضنة
منذ فجر التاريخ كانت الانثى تحرس مملكتها ( منزل الزوجيه) فيما كان الزوج يخرج ليؤمن قوت الاسرة ومازال الحال على ماهو عليه حتى يومنا هذا
فكيف يمكن أن يقبل الزوج أو الاخ أو الاب أو أي قريب ( ذو رحم) أن تكون قريبته رئيسا عليه في عمله
ان هذا يتناقض تماما مع مانشأ عليه
ولذلك فأنني ألتمس العذر لكل ذكر وجد نفسه في هذا الوضع المحرج
والمرأة الذكيه هي التي تتجنب المواجهة في مثل هذه الحالات كما فعلت تلك الزوجه التي طلبت نقلها الى قسم آخر حتى لايقع المحظور







التوقيع

Bin Fares
Advocat & Legal Consultant

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2006, 12:41 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
المحامية علياء النجار
عضو أساسي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية علياء النجار غير متواجد حالياً


افتراضي

من الغريب القول بان نسبة من التلوث كبيرة هي في التجارة ؟؟؟؟؟؟؟؟

مع انها ليست مركز مواصلات او عقدة انتقال ؟؟؟؟؟

فمن اين ظهرت هذه النسبة ؟؟؟؟ في منطقة التجارة بالذات ياترى ؟؟؟؟؟؟







التوقيع

صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الأحزاب وحده
رد مع اقتباس
قديم 06-06-2006, 08:54 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أمير سبور
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي الخليوي والضحك على اللحى!!!!!!!

سيريتل: تخفيض الرسوم يستوجب دراسة متكاملة



الثورة ـ أمير سبور
اكد نادر قلعي مدير عام شركة سيريتل موبايل تيليكوم ان نموا ملحوظا تحقق في ايرادات الشركة نتيجة اتساع قاعدة المشتركين حيث وصل عددهم الى حوالي مليوني مشترك .


واشار الى ان حصة المؤسسة العامة للاتصالات ارتفعت من 30% الى 40% من ايرادات الشركة. وحول امكانية تخفيض الرسوم المتوجبة على خطوط الهاتف الخليوي اجاب في اجتماع الهيئة العامة للشركة ان هناك دراسات موجودة حاليا حول امكانية التخفيض وان اي تخفيض لن يكون بدون دراسة وهنا لابد من توسيع قاعدة المشتركين بهدف تعويض الخسائر التي ستفقدها الشركة جراء ذلك. واما فيما يتعلق بتأثير الابراج الخليوية على الصحة العامة وخاصة التي يتم تركيبها داخل المناطق المأهولة اجاب ان كل الدراسات لم تثبت صحة ما يشاع حول الاضرار الناجمة عن تلك الابراج وخاصة ان شركة سيريتل تطبق المعايير الدولية في ذلك.‏

وحول عدم توزيع الارباح على المساهمين حتى الآن في وقت كان من المفترض القيام به مع بداية العام الحالي 2006 اجاب قلعي ان الارباح لا يمكن توزيعها على المساهمين ما لم يتم صدور الميزانية العامة للشركة وذلك بعد اجتماع الهيئة العامة.‏

بدوره السيد عماد حامد المدير التقني في الشركة اجاب حول اسباب سوء الخدمة وخاصة التغطية والانقطاعات المتكررة وحتى داخل المدينة الواحدة بالقول السبب الاساسي يعود الى عدم موافقة المواطنين والسماح للشركة بتركيب ابراج التغطية لقناعتهم بالاثار السلبية الناجمة عنها


تعليق:
اين الخسائر يااستاذ نهاد؟؟؟؟؟؟
هذا الكلام يقال للاستهلاك الخارجي وليس لنا نحن الملتاعون منكم ومن اطماعكم
ويبدو انكم لم تشبعوا ولن تشبعوا!!!!!!!!!

اما عن الاثار السلبية لابراج التغطية فهذا شيىء مسلم به
والا لم كافة دول العالم تمنع اقامتها بالمناطق السكنية او حتى بالقرب منها؟؟؟؟؟؟؟
حبذا لو يتحفنا بالمعايير الدولية التي تطبقها شركته؟؟؟؟؟؟؟؟

حاجي ضحك عاللحى!!!!!!!!
والله عيب







رد مع اقتباس
قديم 06-06-2006, 09:13 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المحامية علياء النجار
عضو أساسي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامية علياء النجار غير متواجد حالياً


افتراضي

على سيرة ابراج التغطية يقول العالمك الالماني فولنهورست : وهو مخترع الهاتف المحمول نفسه ان محطات التقوية تعادل في قوتها الاشعاعات الناجمة عن مفعل نووي صغير 00000 وللحديث بقية







التوقيع

صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الأحزاب وحده
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لماذا يتحمل المواطن أخطاء الموظفين اللامبالين .؟ !! تيسير مخول سوريا يا حبيبتي 1 29-12-2010 09:16 AM
حذف وتغيير مضمون استشارة قانونية يوسف اسود استشارات قانونية مجانية 3 14-07-2010 11:35 PM
سـيادة القانـون وكرامة المواطن.. محمود عنبر مقالات قانونية منوعة 0 02-03-2010 10:06 PM
بين الوطن و المواطن..... كنان النجاري سوريا يا حبيبتي 0 06-05-2006 12:19 PM
من المواطن المقهور إلى الحاكم!!! د.جميل الحمو سوريا يا حبيبتي 0 08-02-2006 03:10 PM


الساعة الآن 05:45 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع