![]() |
|
قصة القصص القصيرة والوجدانيات والخواطر العابرة التي تعبر عن ألوان الفصول الانسانية المتنوعة. |
![]()
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() الباطل لا يقبل التصديق ..........مهما طال الحوار إعفاء…..؟؟؟ لملم عباءته التي كانت تفترش الأرض، وأسرع ليُنْزِل الكرسي وقد اكتحلت عيناه بكبر السن ،لكن عمره لم يتجاوز الخمسين. جلس في بهوٍ امتلأ بالغرائب ، لكن ما أثر به أكثر تلك السلاسل التي التفت حول قامة أحدهم خوفا من أن يؤذي نفسه ومن حوله.أنزله برفق وأجلسه الكرسي وبدأ يومه باسم الرحمن والاستعاذة من الشيطان. جلس ويده تداعب خصلة من شعر ولده الذي قدّر له أن يجترع كأس المرارة من الشلل ،واجتاحت ذاكرته تلك اللحظات التي افترسه فيها الفقر وبعد جهد جهيد استطاع أن يقترض بعضا من المال، ليستطيع القدوم إلى الموعد المحدد لمقابلة ابنه حتى يعفى من الجيش. ـ يا رجل لن يقرضنا أحد ، فالجميع يعرف بأننا لن نستطيع السداد إلا بالموسم..؟ ـ ياهنيه… ما العمل الموعد غدا؟ ـ والعمل..لابد من عمل شي؟؟ والتحف هواء كانون ،وأسرع بخطا كادت تكون أقرب إلى الهرولة منها للمشي ،ووصل إلى مبتغاه ،تردد في طرق الباب لكنه فعل ،وإذ به ينتظر لفترة حتى يفتح. ـ ألن تسمح لي بالدخول..!ـ من أبو هاني..؟ ـ مم….حسنا تفضل ودخل الرواق وهو يجر ذيول الهزيمة المرار كان يفترش فمه ..لبرهة أحس بأنه بدأ يصغر حتى أصبح بحجم بعوضة ،تئن والجميع يلاحقها ليضربها ـ هل مازالت تريد ....قطعة الأرض تلك ..؟ وتبدل وجهه …وارتسمت الضحكة التي لم يرها أبو هاني من قبل على شفاه الزعيم نعم لقد كان يلقب بالزعيم لكثرة ماله،ولغطرسة نفسه حتى نسي أهل الضيعة اسمه الحقيقي . ـ حسنا هذا هو الكلام الذي يفرح القلب ، ألم أقل لك منذ زمن أعطني إياها، هي بالأصل ليس لك منها أي منفعة وهي بجانب أرضي ـ على بركة الله ..أعطني الخمسين ألف …ودعني أذهب ـ الخمسين ..ماذا …….؟ وبدأ نبض قلبه يتسارع ،كما قالوا له فعلا ..سوف يبتزه لحاجته للمال وسيقضم من السعر الأول ، لكنها لم تكن قضمة…بل نهشا كاسرا… ـ والله لم تعد تساوي هذا السعر ..هذا السعر كان من شهر ونيف ـ بالله عليك ..أنت قلت بخمسين أو لم تتذكر وعظمة لسانك شاهدة عليك ـ والآن لم تعد تساوي إلا ... إلا خمس وعشرين… ـ قسمت السعر نصفين لكن أنا .. وقاطعه بوقوفه وكأنه يطرده… وبدأت أشباح الفقر تطارده وتجبره على الخنوع ،ومنظر ولده وعيناه اللتان كانت تدمعان عندما خرج من المنزل،أوقفتا الحيرة لديه ليقول… ـ حسنا يازعيم مثلما تريد … ـ هذا هو الكلام المنطقي..تعال الآن لنتعشى معا (نتعشى…) كلمة نهشت من عمره ذكريات مع هذه الأرض ،وهل سيأكل الآن قربانها مع هذا الوحش الكاسر..؟ ـ الله يكثر من خيرك أعطني المال ودعني أذهب فقد أصبح الوقت متأخرا. ـ كما تريد.. وكأنه كان يعرف الجواب مسبقا فهو مشهور ببخله القاتل . وسرعان ما جلب المال ،وكأن أشباح الشيطان أخبرته سابقا بأنه سيأتي ويبيع الأرض ،فخبأ المال في جيبه لأن السرعة التي أحضر بها المال ، لم تكن لتسمح له بفتح مخزنه الذي يقال عنه أنه (بسابع أرض ) أمسك المال ويداه ترتجفان ،لقد باع ابنته ..عرضه ..تعبه بثمن بخس، لكن غبطته بتيسير ابنه يوم غد أعاد الثبات له، فشكر الزعيم وارتحل. أعاد يده إلى جيبه ليتفقدها،فكانت تجلس بعيدا عن الشق الذي طلب من زوجه خياطته أكثر من مرة حتى لا يفقدها . وبينما هو سارح في ذكرياته الحزينة ، اجتاح ذاك الهدوء صياح والد الشخص الذي ربط بالسلاسل … ـ قال ودهم عشرين ألف تا يعفو ..ياخذو خلهم يتحملوه ، ذنبهم عا جمبهم عشرون ألف…هي مايملك،لكن ذاك الشخص مختل عقليا وطالبوه بعشرين ألف ،ماالذي سيفعله إذا طالبوه بأكثر من ذلك… هل سيعود لذاك الوحش… مالذي سيدفعه هذه المرة… تساؤلات كثيرة أدخلت فكره في غيبوبة ،كادت تُدخل جسده معها ،لكنه تنفس الصعداء وعاد لرشده حين ذيع اسم ابنه، ليقابل اللجنة الفاحصة ـ هاني…. من هو هاني؟ ـ هنا …إنه هنا ـ دعه يأتي إلى هنا. ـ مشلول ، أنا سأحضره ـ ماذا... مشلول…؟دعه يأتي حالا. وغمز له بعينه طالبا منه أن يأتي بمفرده ليتكلم معه على انفراد،ولم يتوانى وأسرع بخطاه ـ هل تريد أن يقوموا بإعفاءه … ـ طبعا ...يجب أن يعفوه ـ لا تقول لازم …أعطني العشرين و أنا سآتي بالإعفاء .. ودون أن يناقش الأمر حتى مع نفسه، أعطاه المال خوفا من أن يصيبه الضعف ،ففي داخل كل واحد منهم ..زعيم قد يزيد بالسعر مثل ماحدث معه في بلده وأمسك الكرسي وسلمه إياها مع من يجلس عليها وانتظر لم يمر إلا دقائق حتى خرج ابنه وورقة الإعفاء تفترش حضنه وقد سقيت بدموع غاليه احتضن الوالد ولده….احتضن ما بقي منه من مشاعر اغتصبت منذ أنامل طفولته ،حين حرم اللعب مع الأطفال بسبب إعاقته، وقد اغتصب البارحة واليوم حين دُفع ثمنا لإعاقته ،وكأنها تُشترى . ورجع الوالد أدراجه متفائلا ،لأن خوفه من المجهول ..من الزعماء كان له سبب ،لكنه لم يعرف يوما بأن ما حدث معه ،وضع أقدام ولده على طريق يستطيع المشي عليه دون أقدام… وأصبح كاتبا مشهورا كانت أول قصصه "إعفاء". |
|||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مجلس الشعب يقر إعفاء المتخلفين عن سداد فواتير الكهرباء | تيسير مخول | سوريا يا حبيبتي | 0 | 17-10-2012 09:54 PM |
قصة مثل شعبي - (المكتوب مكتوب ما منه مهروب) | المحامي محمد ايمن الزين | قصة | 0 | 09-10-2012 12:06 AM |
كيف تكتب قصة مشوقة | محمد منصور طه | قصة | 1 | 10-02-2008 11:58 PM |
قصة اميرة - نساء سوريا | رجاء حيدر | قصة | 0 | 20-01-2007 06:39 PM |
![]() |