يا سادتي الكرام :
اعتدت ان اطرح دائما مشاهداتي كمحام حيثما نذهب وكنت دائما أركز على النواحي السلبية في العمل في الدوائر الحكومية في ,المحاكم هذه المرة الموضوع مختلف تماما فالمشاهدة من احدى دواوين العمل في احدى الدوائر الحكومية ,.
اعتدت الدخول إلى هذا الديوان لأبحث عن أوراق تهمني وفي إحدى المرات دخلت الديوان لأجد الموظفين يتناولون الإفطار المكون من سندويشة وكاس من الشاي وباعتبار ان وجهي مألوفا وصرت لديهم معروفا , نهضت سيدة من وراء طاولتها وأصرت إلا أن تلبي لي طلبي , وبعد أن أنهت عملها, قلت : يا سيدتي انا أحس إني ارتكبت خطيئة بحقك قالت : ولا يهمك , السيدة في الخمسينات من عمرها لكني لن اخفي عليكم صرت أراقب عملها كلما قدمت المكان لأرى كيف تتعامل مع المراجعين , يا سادتي تمثل الرقي في تعامل هذه السيدة فعلا ,وبالرغم من أن بعض المراجعين اقل ما يقال عنهم أنهم غليظين , متخلفين , كانت هذه السيدة تتعامل معهم بشكل مختلف عن زملائها الآخرين مع أن زملائها وكلمة الحق تقال ليسوا سيئين أبدا , قررت في نفسي أن اعرض خدماتي عليها والسبب هو اني أحسست أنها تستحق الإحسان , وما جزاء الإحسان إلا الإحسان وفعلا أعطيتها بطاقتي مازحا : سيدتي الاستشارات مجانية للمائة سنه القادمة , والمساعدة غير مدفوعة الأجر حتى إشعار أخر, فما وجدت منها إلا أن دمعت عيناها , وتبين أن لديها مشكلة ودعوى إخلاء لبيتها اتضح أن هذه السيدة غير متزوجة تهتم بوالدها صاحب 91عاما وبيتها بالأجرة وليس لها احد إلا الله وهذا الأب المقعد ,أخذت رقم الدعوى وذهبت إلى المحكمة وكان أبو صطيف حاضرا لمساعدتي وقمت بعدها بإعطائها نصيحتي كما قدرني الله,
أساتذتي ملخص الحكاية أن هناك الكثير من الناس يتألمون , لكن ألمهم لا يخرج في وجه احد سواء كانوا موظفين أو غيره , يفصلون ما بين الحق والواجب ,يؤمنون أن الدنيا لا تغني عن الآخرة ,يصبرون ويتقون الله ,لذلك علينا نحن ان نتعامل مع هذه الفئة ,بينما هناك الكثير من الموظفين الذين تدخل عليهم فيقولون لك : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , (لسى القهوة ما شربناها),تقبلوا تحياتي