(روح ساوي وكالة)...

[المحامي نادر الخليل]

حكاية جديدة ومشاهدة جديدة من مشاهداتنا اليومية في عملنا , هذه المرة من مكاتب احد الأساتذة المحامين ,صدف ان أنهيت عملي وكنت انوي التوجه الى البيت , حين صادفت صديقا وزميلا في الطريق , بعد السلام وباعتبار طريقنا الى المنزل واحد قال: عندي مشوار عشر دقائق الى مكتب احد الأساتذه المحامين , لنذهب سويا ومن ثم نكمل مشوارنا الى المنزل , لم أمانع ,وفعلا دخلنا سلمنا وجلست استمع ,فجأة قرع الباب ودخل احد المراجعين ,لم يمانع المحامي المضيف من ان يجلس المراجع معناوبعد ان تكلم المراجع ثلاث جمل قال له المحامي الأستاذ : (نزيل ساوي وكاله ), تباطأ المراجع ثم لملم نفسه وخرج , فكرت فيما طرحه هذا السيد فقدرت ان دعواه تكلف حوالي المليون ليرة رسوم وضرائب غير الأتعاب , وأمور أخرى , فسألت الأستاذ قائلا: أستاذ هي الدعوى كم تكاليفها لان فيها عملية افراز لبنايات وقسمة وغيرها, قال: بحدود الخمس ملايين , قلت ولكن انت قلت له روح ساوي وكاله , دون ان تسأله هل يملك المبلغ , أم انك تنوي أن تدفع من جيبك الخاص , فقال : يبدو اسألتك كأسئلة محام , قال له زميلي : الأستاذ من فرعنا , فقال طالما انك محام وهذا يعني أننا متشابهون هنا , سأجيبك : أنا لن ادفع من جيبي ولكن المهم انو يساوي الوكالة , وبعد ذلك (الله بيفرجها) ,قلت له: ألا يجب أن تشرح له وضع الدعوى خاصته , فقد يغير رأيه , فقال : بعد الوكالة ليغير رأيه ,انتهى الحديث .
الموقف بالنسبة لي مزعج وخاصة انه وضع كل المحامين بكفة واحدة وشبههم به , من وجهة نظري موضوع الوكالة شيئ أساسي في عملنا ولكن لا أظن انه الغاية , واعتقد أن هذا التصرف يسيئ لي كمحام لأنه ينطوي على غش مقصود ,لأن من واجب المحامي أن يشرح ما يجب للموكل ليكون على بينة من أمره , وعدم الشفافية في التعامل مع الموكلين , يسيئ الى المهنة , التي ينتمي اليها الكثير من الشرفاء.

[المحامي احمدملانعسان]

كلامك دهب يا أستاذ نادر، لأنوه الموكل ما بنربط ( مع اعتذاري عن المصطلح ) بالوكالة لكن بيرتبط متل الطبيب بالثقة و أمل الشفاء من المرض

[المحامي محمد سامر حلو]

اقتباس: هذا التصرف يسيئ لي كمحام لأنه ينطوي على غش مقصود

هو ذاك، ولا شيء سواه

[المحامي ابراهيم جبر]

اتفق مع الزملاء حول موضوع الغش الذي تعرض له هذا الشخص , و لكن من جهة أخرى فإن نفس هذا الشخص كان سيمارس غش من نوع آخر على المحامي .
فالمحامي و كما نعلم جميعنا يستحق اتعاباً عن أي رأي قانوني يقدمه , كون تقديم الاستشارات القانونية هي من صلب عمل المحامي , و الغالبية العظمى ممن يقصدون مكاتب المحامين للحصول على استشارة قانونية يتجاهلون تماماً أن هذه الاستشارة ناتجة عن سنوات دراسة طويلة و عن تراكم خبرات للمحامي و بالتالي بعدما يحصلون عليها بحجة ( الرغبة في توكيل المحامي ) يغادرون دون حتى محاولة سؤال المحامي ما إذا كان يستحق شيئاً مقابل هذا الرأي .
لكن رغم كل ذلك فهذا لا يعني أن يقوم المحامي بأي سلوك يتنافى مع الشفافية اللازمة من المحامي , و كان أجدر به أن يطلب أتعاباً عن الاستشارة لا أن يحاول الحصول على وكالة بهذه الطريقة , دون أن ننسى أيضاً أن هذا ( الغش) ليس هو الفعل الوحيد غير الأخلاقي الذي نراه يصدر عن المحامين , و أن قاموس المخالفات الأخلاقية التي يرتكبها الكثير من المحامين هذه الأيام يغص بالكثير من الحالات المشابهة بل بحالات أسوأ بكثير .

[المحامي ناهل المصري]

الحقيقة للأمر وجهتان

البعض من المحامين يعتبرها من قبيل الربط أو التوريط فيحاول ربط الزبون بتوريطه بموضوع الوكالة وهذا السلوك طبعاً مشين ومدان

والبعض الآخر من المحامين يرى أن من حقه أن لا يقوم بأي عمل حتى ولو كان استشارة تمهيدية دون وكالة تدل على جدية الموكل في التوكيل .. وهذه ناجمة عن خبرة مريرة في التعامل مع الموكلين الذين يقومون باستنزاف المحامي وسرقة علمه وخبرته وأحياناً دفعه عبثاص للعمل على أمل التوكيل .. كما تفضل الأستاذ ابراهيم

في عالم الأطباء بعض الأطباء لا يتقاضى ثمن الكشفية إلا بعد فحص المريض وإعطاءه وصفة الدواء .. والبعض الآخر لا يسمح بالدخول لعيادته قبل دفع الكشفية سلفاً
ولكل شيخ طريقته

الفارق بين الفضيلة والرزيلة شعرة .. ولكل حالة حكمها

تقبلوا تحياتي

[المحامي نادر الخليل]

أولا:
اود ان اشكر الاساتذة الذين تكرموا بالرد على الموضوع واخص
الاستاذ ناهل واقول انك يا استاذنا قد اصبت كبد الحقيقه .
ثانيا: هذا الموقف يصعب التعبير عنه بدقه لان تعابير الوجه التي ظهرت على الاستاذ
الذي تحدثت عنه لا تبأ ابدا الا بالسوء ومن رأى كم سمع تقبلوا كل احترام وتقدير.