عام 1957 جرت في دمشق معركة انتخابية شهيرة لملئ المقعد النيابي الذي تركه الدكتور منير العجلاني ,,,,,,
جرت هذه المعركة بين زعيم الإخوان المسلمين الدكتور " مصطفى السباعي " و ممثل حزب البعث " رياض المالكي " شقيق الشهيد عدنان المالكي ,,,,,,,
رغم المكانة الدينية الكبيرة التي يتمتع بها الشيخ السباعي في المجتمع الدمشقي المحافظ ، و رغم الرصيد الوطني و السياسي الذي يتمتع به مذ كان عضواً بالجمعية التأسيسية التي وضعت دستور عام 1950 ، غير أن الشعب وقتها انتخب مرشح حزب البعث " رياض المالكي " .
لقد تأثر الشعب بالأفكار الوحدوية و التقدمية و الاشتراكية و المساواة و ملكية الدولة لوسائل الإنتاج ، التي كانت سائدة آنذاك ، فأوصل ممثل حزب البعث الذي يحملها و ينادي بها ، للندوة البرلمانية و منحه الفرصة لتنفيذ أفكاره و مبادئه .
الملفت للنظر ,,,,
أن الانتخابات التالية التي جرت بعيد الوحدة مع مصر في العام 1961 ، لم ينجح في دمشق " صلاح البيطار " زعيم حزب البعث نفسه و ليس ممثل عنه !!!!!
و في الواقع كان فشل البيطار بكسب ثقة الدمشقيين في هذه الانتخابات مدوي بسبب فارق الأصوات الكبير نسبياً الذي يفصله عن آخر الناجحين .
من البديهي أن سبب فشل " البيطار " في كسب ثقة الناس و الوصول للندوة البرلمانية يعود لعدم ثقة الناس بالأفكار التي يمثلها البيطار و ينادي بها ، فقد خبروها أثناء تجربة الوحدة الفاشلة مع مصر ، و شعروا بالإحباط ، لأن الطريقة التي يحكم بها من يحمل مثل هذه الأفكار غير مناسبة للسوريين و لم يعتادوا عليها ، فرفضوا منحه ثقتهم الغالية .
هذا الوعي السياسي الذي يتمتع به الشعب السوري ، و الحس المرهف الذكي الذي ينتقي به نوابه ، تجعله خليق بنظام سياسي يضمن وصول ممثلين حقيقيين للشعب يعملون المستحيل لإرضائه ، و الظفر بثقته ,,,,,
نظام سياسي يضمن تمثيل حقيقي للشعب السوري بكافة شرائحه و مكوناته هو ما يجب أن يكون محور أي مؤتمر أو حوار أو حراك سياسي مقبل .