لأسد يطرح "حلا" يشمل وقف العمليات العسكرية وحوارا وانتخابات برلمانية وحكومة جديدة

[تيسير مخول]

الأسد يطرح "حلا" يشمل وقف العمليات العسكرية وحوارا وانتخابات برلمانية وحكومة جديدة

لم يشر إلى منصب الرئاسة ووصف المعارضة المسلحة بأنهم "حفنة من المجرمين"

طرح الرئيس بشار الاسد "حلا" للأزمة التي تشهدها البلاد منذ نحو عامين يتضمن وقفا للعمليات العسكرية وإشراف الحكومة الحالية على حوار وطني، واضعا معايير محددة للمعارضة التي يمكن الحوار معها. وفيما نفى وجود ثورة في سوريا وهاجم "الربيع العربي"، قال إن أي عملية انتقالية في البلاد يجب أن تتم وفقا للوسائل الدستورية.

وقال الأسد، في خطاب ألقاه في دار الأوبرا بدمشق، إن الحل الذي يراه مناسبا للخروج بسوريا من أزمتها يتضمن في المرحلة الأولى "التزام الدول المعنية بوقف تمويل وتسليح وايواء المسلحين ووقف العمليات الارهابية بما يسهل عودة النازحين" إلى البلاد، على ان يلي ذلك "مباشرة وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا التي تحتفظ بحق الرد"، وصولا الى "عقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل الأطياف".
وتتضمن المرحلة الأولى من "الحل"، حسب الأسد، إيجاد آلية مراقبة للالتزام، وخاصة فيما يتعلق بضبط الحدود، وبدء الحكومة القائمة بالاتصال مع كافة الاطراف لعقد مؤتمر وطني مع كل القوى في الداخل والخارج، يتوصل إلى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سورية ووحدة وسلامة اراضيها ورفض التدخل الخارجي ونبذ الارهاب والعنف، يليه عرض الميثاق على الاستفتاء.
وتشمل المرحلة الثانية من "الحل" وضع دستور جديد وقوانين أحزاب وانتخابات وإدارة محلية، "إذا اتفق المشاركون في الحوار على ذلك"، ثم إجراء استفتاء على الدستور تعقبه انتخابات برلمانية.
أما المرحلة الثالثة، فتشمل، حسب الأسد، تشكيل حكومة جديد بناء على الدستور الجديد، وعقد مؤتمر للمصالحة، وإصدار عفو عام، والعمل على إعادة تأهيل البنية التحتية. وقال إن الحكومة سوف تقدم في الأيام القادمة هذه الملامح على شكل مبادرة وتتابع تنفيذها.
ولم يشر الأسد إلى أي انتخابات رئاسية، كما لم يربط هذه الرؤية للحل بخطة زمنية، وقصرها على من يقبل من المعارضة بالدخول في الحوار.
ورأى الأسد أن المساعدة التي يمكن أن يقدمها الخارج لسوريا في إطار هذا الحل، تتمثل بوقف إدخال السلاح والمسلحين والتمويل لسوريا.
وعن المرحلة الانتقالية التي نص عليها اتفاق جنيف بين الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن، قال الأسد إن "المرحلة الانتقالية هي الانتقال من مرحلة اللاستقرار الى الاستقرار، ويكون عبر الوسائل الدستورية".
وجاء مضمون الخطاب بعيدا عن التوقعات التي بنيت على أساس مبادرات جرى تداولها مؤخرا، وخاصة ما طرحه المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الاخضر الإبراهيمي، كما استثنى الأسد منصب الرئاسة من خطة "الحل".
من جهة أخرى، هاجم الأسد، في خطابه الذي يأتي بعد نحو سبعة أشهر من اخر خطاب له، الحراك الجاري في سوريا، واعتبر الأسد أن ما يجري في البلاد "ليس حربا بين حكومة ومعارضة أو خلاف على كرسي، بل حرب بين سوريا وأعدائها". ورأى أن هذا الحراك أنه "ليس ثورة"، متسائلا أين مفكري هذه الثورة وأين قائدها إن كانت ثورة حقيقية.
ووصف الثوار بأنهم "حفنة من المجرمين"، مضيفا أن "التكفيريين الإرهابيين الذين يتبنون فكر القاعدة تولوا القتال الآن، وتراجع المسلحون إلى الصفوف الخلفية"، متهما الغرب ودولا عربية بتحويل سوريا إلى "أرض للجهاد" من أجل التخلص من الإرهابيين في بلادهم.
وقال الأسد إن القيادة السورية أرادت الحوار لكنها لم تجد الشريك، رافضا الحوار مع " أصحاب فكر متطرف لا يؤمنون الا بالارهاب، وعصابات مؤتمرة بالخارج داعمة للإرهاب، ودمى رسمها الغرب". وأضاف: "نحن يمكن أن نحاور السيد لا العبد"، في إشارة إلى الدول التي قال إنها تقف وراء "المتطرفين والدمى". واعتبر أن الربيع العربي "فقاعة صابون سوف تختفي" بعد أن استغلها الغرب.

وعرف الأسد معارضة الخارج بأنها "المعارضة التي تتلقى تمويلا من الخارج وليس التي تقيم في الخارج".
واعتبر أن "للأزمة ابعاد اخرى ليست داخلية، ما يجري في الداخل بات واضحا (...) هناك من يسعى لتقسيم سوريا".
ووجه الأسد الشكر إلى روسيا وإيران والصين "لوقوفهم إلى جانب الشعب السوري"، مؤكدا أن هذه الدول " لن تجد من الشعب السوري الى التقدير والعرفان بالجميل".
وكانت روسيا أعلنت مؤخرا أن الأسد لن يتخلى عن منصبه "تحت أي ظرف"، فيما تشترط المعارضة استقالته قبل الدخول في حوار يرسم ملامح مرحلة انتقالية إلى نظام ديمقراطي.
ويأتي خطاب الأسد بعد يومين على إعلان الأمم المتحدة بلوغ عدد ضحايا الأحداث في سوريا منذ انطلاقها في 15 آذار عام 2011 إلى 60 ألفا.
وحذر المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي قبل أيام من أن البديل للحل السياسي في سوريا هو "الجحيم" وسقوط أكثر من 100 ألف قتيل في عام 2013 لوحده.

رابط الموقع : http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=155665