بوتين: سنسعى الى ان يسود الاستقرار في سورية وان يكون هناك نظام ديمقراطي قائم على خيار الشعب
شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, يوم الجمعة, على اهمية ان يكون في سورية نظام ديمقراطي قائم على خيار الشعب, مؤكدا سعي بلاده الى ان يسود الاستقرار في سورية.
ونقلت قناة (روسيا اليوم), على موقعها الالكتروني, عن بوتين قوله, خلال مؤتمر صحفي عقب قمة روسيا-الاتحاد الاوروبي في بروكسل, "اريد ان اكد مرة اخرى, سنسعى الى ان يسود النظام في سورية، وان يكون هناك نظام ديمقراطي قائم على خيار الشعب السوري نفسه, نحن مهتمون في هذا لان ذلك قريب جدا من حدودنا".
وكان بوتين اعلن, يوم الخميس, ان موسكو ليست قلقة على النظام السوري بل على مستقبل سورية, داعيا الى حل يوقف العنف في سورية ويمنع تفسيم البلاد, فيما أشار الى انه "لا يوجد حل عسكري في سورية ولن يكون له جدوى.
واوضح بوتين ان "الموقف الروسي ينطلق من "اننا لسنا محامو النظام القائم في سورية، ولكننا نعتبر انه من اجل الوصول الى اتفاقيات بعيدة المدى يجب الاتفاق اولا حول ماذا سيكون مستقبل سورية وكيف ستوفر مصالح جميع المواطنين الذين يعيشون هناك وكافة الطوائف والمجموعات الاثنية وكيف سيتم التحكم بها ومن ثم، بعد ذلك، مباشرة تنفيذ هذه الخطة".
واعلنت روسيا, في عدة مناسبات, أنها لا تدافع عن النظام السوري بل عن حق الشعب السوري في اختيار سلمي لحكومته, كما نفت أن تكون أجرت مباحثات او اتصالات او عقدت صفقات مع أي دولة وخاصة واشنطن بشان مصير الرئيس بشار الأسد.
وشدد بوتين على انه "تم التوصل في جينيف الى اتفاقيات محددة قريبة جدا من ذلك واتفق شركاؤنا الاوروبيون بشكل عام مع هذا, فقد اتفقنا في جينيف على انه يجب على جميع الاطراف المتحاربة في سورية الجلوس الى طاولة الحوار. ولكن، سننتظر ان لا تكون هذه الاتفاقيات على الورق فقط بل وان تنفذ على الواقع".
وتتمسك روسيا، بالاتفاق الذي عقد في جنيف خلال اجتماع لمجموعة العمل التي تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الامن (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا) ودول اقليمية عدة في اخر حزيران الماضي.
وعقدت مجموعة العمل الدولية" اجتماعا في جنيف, بناءا على اقتراح المبعوث الاممي السابق كوفي عنان من اجل انقاذ خطته بشان سورية, حيث اتفق المشاركون على خطة تتضمن وقف العنف وتطبيق خطة عنان وتشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من السلطة الحالية في سورية.
واضاف بوتين "ليس بودي ان يسود بعد اية تغييرات في سورية فوضى مثل ما نشاهده في بعض الدول الاخرى من المنطقة", لافتا الى انه "لا احد مهتم في ذلك بل الجميع مهتم في وقف العنف واراقة الدماء".
وتشدد روسيا مرارا على اهمية اللجوء الى الحوار وايجاد حل سياسي للازمة في سورية, بعيدا عن تدخل خارجي, كما استخدمت مؤخرا مع الصين مؤخرا حق النقض الفيتو 3 مرات ضد 3 مشاريع قرارات بشان سورية في مجلس الامن, الامر الذي اثار ادانات دولية, فيما تنتقد عدة دول عربية وغربية موقف موسكو بشان سورية, وتصفه بالسلبي.
ودخلت الأزمة السورية شهرها الـ 22، وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجيش ومسلحين معارضين في عدد من المحافظات السورية، لاسيما في دمشق وريفها وحلب والمنطقة الشمالية الشرقية، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا وتهجير مئات الآلاف خارج البلاد، وسط فشل جهود دولية لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية.
ويشهد المجتمع الدولي خلافات شديدة في كيفية التعامل مع الأزمة السورية, حيث تطالب دول عربية وغربية بالإضافة إلى أطياف معارضة بتشديد العقوبات على سورية, واللجوء إلى مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار تحت البند السابع يسمح باللجوء إلى "القوة العسكرية القسرية", فيما تعارض كل من روسيا والصين صدور أي قرار يقضي بالتدخل العسكري في سورية, لافتين إلى أن ما يحدث شأن داخلي يجب حله عبر حوار وطني.
وسعت عدة دول الى انهاء الازمة السورية عبر تقديمها مبادرات وخطط, الا ان الجهود فشلت في إيجاد مخرج لهذه الازمة, وفي مقدمتها خطة المبعوث الدولي السابق لسورية كوفي عنان، وسط تبادل الاتهامات بين السلطات والمعارضة بعدم الالتزام بتطبيق تعهداتهم في بعض منها, كما فشل مجلس الامن مرارا في تبني قرار موحد بشان سورية, وسط تصاعد اعمال العنف والقصف والاشتباكات في البلاد, الامر الذي ادى الى سقوط ضحايا.