الأزمة تطال رغيف الخبز والسوق السوداء علنية .. وسعر الربطة يصل إلى 50 ليرة بدمشق
"الأزمة تفاقمت إلى حد لا يطاق وأصبح الحصول على ربطة خبز واحدة بسعر 15 ليرة ومؤلفة من 8 أرغفة يحتاج لأكثر من 3 ساعات أو لأكثر من 50 ليرة"، بهذه الكلمات اشتكى أحد المواطنين حاله بعد أن حصل على ربطة خبز بعناء طويل تحت المطر من فرن "الوحدة الاحتياطي" في ركن الدين، لأن طابور "الدور" وصل إلى الشارع العام" لشدة الازدحام.
شكاوي الحصول على رغيف الخبز، أخذت أكثر من جانب لدى استقصاء سيريانيوز لآراء بعض المواطنين على منافذ عدد من الأفران بدمشق التي شهدت "كثافة في الطلب ازدادت ضعف التي كانت عليه الأسبوع الفائت" بحسب أحدهم، وعلى الرغم من الأزمة الحاصلة والتي يعاني منها المواطن بشكل مباشر، كانت تصريحات المعنيين تشير إليه بشكل غير مباشر كأحد المسببات كونه "يطلب أكثر من حاجته اليومية".
وبحسب الشكاوي المرصودة من قبل سيريانيوز، فإن "المواطن يضطر بعض الأحيان للمخاطرة بظل الأوضاع الأمنية المتردية، والخروج من منزله قاصداً الفرن في ساعات مبكرة من الفجر، وعلى الرغم من ذلك تكون الطوابير البشرية قد اصطفت مكانها، نتيجة إغلاق الأفران لنوافذها حوالي العاشرة مساءاً".
سوق سوداء علنية
وخلال الجولة على الأفران التي قامت بها سيريانيوز، وضع عشرات الأشخاص "بسطات" من الخبز على الأرصفة، مشكلين ما يشبه السوق السوداء العلنية بجانب منافذ البيع النظامية، لتباع الربطة الواحدة "بحسب الازدحام على المخبز" من 35 ليرة سورية إلى 50 ليرة.
وعند المرور على رصيف أفران "ابن العميد الاحتياطية" يتجاذبك تجار السوداء بالسعر الذي قد يعلو وينخفض بحسب جودة الرغيف إن كان طازجاً أو لا.
"الخبز متوفر في السوق السوداء، وتجارها يحصلون على الخبز من الأبواب دون الوقوف على منافذ البيع، بتواطؤ واضح مع عمال المخبز"، بحسب أحد المواطنين هناك، الذي أضاف أن "بعض الأشخاص غير تجار السوداء يدخلون الفرن من الباب ليخرجوا محملين بعدد كبير من ربطات الخبز قد تربطهم صلة قرابة أو معرفة سابقة بأحد عمال الفرن، ما يثير استياء المواطنين الذين وقفوا لساعات ولم يحصوا على المادة".
سوق سوداء مرتفعة الأسعار، وتواطؤ مع العمال، وعدم وجود رقابة فاعلة وإغلاقات مبكرة، أبرز معالم أزمة الخبز التي طالت معظم المحافظات، وسط "وعود وتطمينات المعنيين التي لم يلمس منها شيء حتى الآن"، بحسب الكثيرين.
وتشهد مناطق في دمشق وريفها ارتفاعاً في أسعار ربطة الخبز يتراوح بين 40 إلى نحو 100 ليرة، وأحياناً أكثر من ذلك تبعاً للمنطقة، ومدى توافر المادة والاكتظاظ السكاني، كما ينشط باعة جوالون للخبز في محيط المخابز والأحياء أيضاً خلقوا سوقا سوداء للخبز المدعوم من الدولة.
كثافة سكانية وأوضاع أمنية
وعلى هذا، قالت مصادر في لجنة المخابز الإحتياطية إن "السبب الرئيسي في عودة مشهد الطوابير على الأفران هو الزيادة السكانية التي تشهدها دمشق حالياً بسبب حركة النزوح، عدا عن قلة تحرك المواطنين ليلاً، ما دفعنا إلى الإغلاق المبكر خوفاً من هدر الإنتاج دون وجود طلب في هذه الساعات".
وأضافت المصادر إن "توقف بعض الأفران في ريف دمشق والأوضاع الأمنية التي تشهدها هذه المناطق، زاد الضغط على أفران دمشق".
وعن السوق السوداء، قالت المصادر إن "أعداد الذين يعملون في سوق الخبز السوداء ازداد بشكل واضح وإن لم تتم معالجة وضعهم المخالف سيزدادون أكثر"، مشيراً إلى أنه "ليس من مسؤولية موظفي الأفران أو لجنة المخابز مكافحة هذه الظاهرة".
بدوره، قال مصدر في شركة المخابز الآلية إن "هناك بعض الأفران في ريف دمشق أغلقت بسبب الأوضاع الأمنية الأخيرة، منها أفران حرستا وداريا ودوما، ما زاد الضغط على أفران دمشق"، مشيراً إلى أنه "تم إلغاء العطلة الأسبوعية للأفران يومي الخميس والجمعة، عدا عن العمل مدة 24 ساعة
وعود الأخير لم يلمسها المواطنون الذين أكدوا "استمرار إغلاق الأفران باكراً وتعطلها عن العمل أيام الجمعة" وسط تطمينات من لجنة المخابز والأفران الآلية بأنه "لا وجود لأزمة نقصان في الخبز".
تحويل المخصصات
ومن جهة أخرى، كان مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بريف دمشق، همام حيدر، قال سابقاً بأنه ";تم العمل على وضع خطة توزيع مؤقتة لمادة الطحين، بحيث تم تحويل مخصصات الطحين في الأماكن المتوترة والأفران المتوقفة عن العمل إلى الأفران التي تعمل في مناطق الازدحام السكاني نتيجة لجوء السكان إليها".
رابط الموقع : http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=155091