قصة مثل شعبي - (المكتوب مكتوب ما منه مهروب)

[المحامي محمد ايمن الزين]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبعد

تحية الحق والعروبة

------------------------------

(المكتوب مكتوب ما منه مهروب)

يقصد بهذا المثل (المكتوب من الله لا يمحه إلا الله ولا يمكن أن يغيره عبد الله ولو كان أميرا )
قصة هذا المثل :

الجزء الأول

أثناء تجوال احد الأمراء في احد الأسواق وهو متنكر بزي إعرابي دخل محل حرفي يعمل بصناعة النسيج فسمعه يقول وهو يوجه مكوك الحياكة من اليسار الى اليمين عبارة مفادها : ( مسدودة مسدودة ) ثم يعيده من اليمين إلى اليسار ويردد نفس العبارة
دهش الأمير من ذاك النساج واستوفته تلك العبارة ودخل المحل وسأله
ما هو شأنك ولماذا تكثر من ذكر عبارتك مسدودة ؟
فرد النساج دعني وشأني فحالنا من بعض على ما يبدو لي
فرد الامير قائلا وما أدراك ما شأني
فأجاب النوال : فحالك مثل حالي فقيرا واظن ان الرسول قال لا تسأل من لا يقدر على مساعدتك
اجابه الامير صدق رسول الله فلنشكي همنا لبعضنا وليقص كل منا حكايته لعلنا نفكر بمن يساعدنا اما سمعت رسول الله ( ص) يقول : ان لله عباد اختصهم قضاء حاجة الناس أولئك آمنون من عذاب يوم القيامة
قال النساج : ملخص قصتي ان بضاعتي من أجود البضائع في السوق والكل يشهد على ذلك لكنني لا أبيع منها الا القليل الذي لا يكاد يسد ديوني من ثمن المواد الأولية ومثلما تشاهد فالمحل ملئ ولا يوجد زبون ليشتريها وقد ثقلت ديوني وكلما جاء تاجر ليشتريها يعدل في اليوم الثاني و لا اعرف السبب والامير اصلحه الله لا يعلم حالي وحال من مثلك فأين هو من عمر بن الخطاب الذي كان يبحث عن حال مثل حالي لذا سئمت من هذه الحياة لأنها مسدودة
ثم سأل النساج الامير قائلا وما هي مشكلتك يا رجل ؟
اجابه الامير إنني ابحث عن بضاعتك ألا يكفي أن ادفع لك ألف درهم قيمة هذه البضاعة
قال النساج : أتسخر مني يا رجل واني لأظن انك سألت عن مقدار ديوني في السوق وجئت لتسخر مني
رد الا مير : لا ما أجاز الله لمثلي ان يسخر من مثلك خذ خمسمائة درهم وغدا سأرسل لك باقي المبلغ مع عمالي فخذ منهم الدراهم واعطهم البضاعة
تعجب الاعرابي من صنيع الامير وسأله من أي البلاد انت يارجل
رد امير المؤمنين متجاهلا اجابته وقال : ولما تسأل
فأجاب الاعرابي اني اخشى ان يدركك ملك الموت قبل ان يأت غدا ولا استطيع اعادة داراهمك لورثتك اما سمعتني اردد انها مسدودة
فرد الامير : وهل انت ضامن ان لا يأتيك ملك الموت
فرد النساج : إن أتت منيتي فأنك تعرف مكاني وتأخذ البضاعة اوتسترد الثمن لورثتي
فقال الامير : إن اقبل اجلي المكتوب على كل حي فالدراهم لك مع البضائع
وفي اليوم التالي ارسل الأمير عاملا له اسمه علاء الدين مع حمالة ودله على السوق الموجود فيه محل النساج لاستلام البضاعة
ذهب علاء الدين الى السوق وسأل عن محل النساج
فوجد محل النساج قد احترق مع البضاعة
ولما اخبر علاء الدين الامير بذلك دهش وارسله ليستقصي خبر النساج في داره
ذهب علاء الدين ليسأل عن بيت النساج وبعد ان اهتدى اليه طرق الباب
فسمع صوت انثى تنادي من داخل الدار : من بالباب
اجاب علاء الدبن : بصوت مرتفع فيه شئ من الغضب انا علاء الدين
فسمع النساج صوت علاء الدين
فقال لابنته لاتفتحي لاني اظن ان الاعرابي الذي اشترى البضاعة قد اشتكى علي الى القاضي الذي أرسل رجال الشرطة ليقبض علي كوني لم ارسل البضاعة للاعرابي
ردت ابنة النساج قائلة لابيها : لنفتح الباب وتحكي له قصة الحريق
فرد النساج وهل يصدقني القاضي وانا اعرف حظي السيئ
اجابت ابنة النساج : انت مشهور بصدق حديثك ولديك من الشهود ما يكفي عن حرق مصنعك وقل للقاضي عندما يعود محلي للعمل واشتغل سأقوم بوفاء ثمن البضاعة
وكان علاء الدين يسمع الحوار بين النساج وابنته
عندها قال النساج لابنته : افتحي الباب وادخلي رجال الشرطة ريثما اجهز نفسي للسجن
فتحت الابنة باب الدار وقالت تفضل
اجاب علاء الدين : شكرا لا أريد الدخول لكنني اردت ان اطمئن على النساج وانصرف ليخبر الامير
أنتهى الجزء الاول