منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى سوريا > سوريا يا حبيبتي

سوريا يا حبيبتي أخبار البلد وأهل البلد ويومياتهم وتجاربهم وحياتهم وكل ما يهم المواطن ببلدنا الحبيب.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-10-2012, 09:10 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
تيسير مخول
عضو أساسي
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تيسير مخول غير متواجد حالياً


110289 Imgcache رغم كل شيء .. "ابو ميشيل "ما زال يعيش بين جيرانه في داره بدرعا

رغم كل شيء .. "ابو ميشيل "ما زال يعيش بين جيرانه في داره بدرعا



لم يعد خافيا على احد بان اكثر ما بات يقلق السوريين في واقعهم الراهن منذ اندلاع "الثورة" في بلدهم وتحولها من السلمية الى الصراع المسلح هو عملية الفرز السياسي الذي بات يضفي البعض عليه صبغة طائفية.


واذا كان هذا هو الظاهر في العموم ، تكون بعض الحالات مثل "ابو ميشيل" سببا في ان تجعلنا نأمل بأن ما هو واقع اليوم ، هو عبارة عن حالة طارئة ستزول بمجرد زال الظرف غير الاعتيادي وغير المسبوق الذي يعيشه السوريين.

لم يعد التنقل في سوريا كما كان منذ عام ونصف ، باتت عملية التنقل عملية محسوبة ويعتبرها الكثيرون مخاطرة لا يقدمون عليها الا للضرورة.

في اليوم الذي قررت فيها السفر من دمشق الى درعا ، كان الطريق وكأنه لم يتغير علي ، باستثناء حواجز تتواجد كل بضعة كيلو مترات.
حديث الركاب لم يعد كما في هذه الفترة من السنة عن أزمة المازوت المزمنة في سورية وافتتاح المدارس وغلاء المعيشة ..

راكب يقول لمن يجاوره "مبارح بخربة غزالة في مسلحين سلموا حالن الحمدلله" ، وفي الطرف الاخر احدهم يقول "ليش ليخافوا الأهالي من انو يبعتوا ولادن علمدراس انا قلتلن مستحيل يقصفوها والولاد فيها، إما بيقصفوها وش الصبح أو بالليل".
تهمهم امراة وتقترب مني لتهمس "قرايبي مات اجتو قذيفة بنص بطنو.."
سألتها " لماذا هل يتواجد الجيش الحر في منطقتكم ؟"
تجيب "لا والله بس بضيعتنا في ناس متطوعة لتهريب الأهالي النازحين للأردن بيجي النظام بيقصفن ماعنا مسلحين".

تنتشر الحواجز العسكرية على الطريق الواصل بين دمشق ودرعا وتصل إلى العشرة حواجز بحسب الوجهة والقرية التي تريد ان تصل اليها ، لا يتم تفتيش الركاب في الباص الا بشكل سطحي بلمس حقائب النساء دون فتحها والنظر للاكياس الموجودة فضلا عن طلب هويات الرجال دون النساء.
وهناك انتشار للدبابات عند مداخل بعض القرى، ولكنها باتت لا تشكل مصدراً للرعب فمن الطبيعي ان يتم مشاهدة اطفال متوجهين لمدراسهم وهم يمرون بجانب دبابة.
الناس في تلك القرى ألفوا تواجد "العسكر" فيما بينهم فبعض الباصات باتوا يعرفونهم ويتحدثون معهم ويمازحونهم أيضاً فينظر أحد المجندين الى الباص الذي يقلنا ويقول للسائق "ماشاءالله كل هدول ولادك الله يخليلك ياهن"ويضحكون..
يقول رجل "نحنا مشكلتنا مو مع هدول هدول الله يعينن ولاد ومجبورين بس للأسف انحطوا بوش المدفع" ، في اشارة الى ان هؤلاء مجندين يتبعون الاوامر والمسؤولية تقع على من يعطيها ..

ودرعا مثل باقي مناطق سوريا ، قسمتها الازمة الى قرى مؤيدة واخرى معارضة ، أما القرى التي تؤيد النظام او اتخذت موقف الحياد مما يجري على الأرض فلا تواجد للجيش فيها، باستثناء وجود بعض العساكر عند مداخلها ولكن ليس بشكل دائم، والملفت في إحدى تلك القرى تكدس لاكياس الرمل بشكل يجبر السيارة المارة في الطريق أن تمر بشكل ملتوي يفسر السائق سبب وجود تلك الحواجز الرملية دون وجود عساكر بالقول"اهالي هذه القرية طلبوا أن ترسل إليهم وحدات من الجيش من أجل تأمين سلامتهم ولكن عندما حدث ذلك بدأت محاولات الجيش الحر لاستهدافهم فعاد الاهالي عن رغبتهم وطالبوا بإزالة الحواجز".


على كل جدار في مناطق درعا معركة "دهان" ، وكأن النظام والمعارضة يتنافسان من سيكتب أكثر ومن سيكون سباقاً في محي الاخر ، ولكن ما تبين أن كلا الطرفين يأس وبقيت كتابات كليهما على الجدران .
"الشعب يريد اسقاط بلدية خربة غزالة" تقابلها عبارة "ثوار خربة غزالة اعدام" وأخرى "من هنا مروا جنود الأسد ".. "دولة محجة المستقلة" ..لتأتي تحتا كلمة "ط*"، عدا العبارت التي تمجد القائد وتفديه بالروح "ومطرح ما الأسد بيدوس الكل بيركع وبيبوس".

وصلنا وكانت الوجهة نحو منزل "أبو ميشيل" في مدينة درعا، المدينة كانت هادئة يومها والناس متوجهة إلى أعمالها ومنزل أبو ميشيل يقع في قسم من المدينة لم يشهد كثير من المواجهات ، فلم نلحظ وجود لآثار دمار أو قصف يذكر.

تقدم ابو ميشيل بخطوات بطيئة نحونا ، ورحب بنا بكلمات قليلة فقد كان يتساءل ربما "عن ماذا سيتم سؤالي؟ وكيف من الممكن أن أجاوب بشكل يضمن سلامتي؟" ، جلس على أريكة وأشار بيديه بمعنى بإمكانك البدء بالحديث.
لم يوافق ابو ميشيل على وجود "الطائفية" في المدينة ، على الاقل بالنسبة له ، وروى لنا كيف ان احد معارفه من المناهضين للنظام انقذه رغم تباين الموقف السياسي واختلاف الطائفة.

قال ابو ميشيل "اندلع الحريق في المبنى، وتصاعد الدخان، بدأت اشعر بالاختناق ، في الوقت الذي رأيت أبو أحمد يجرى نحوي لمساعدتي واخرجني من هناك.
خرجت حياً ولا زلت أدين لذلك الرجل بالكثير، رغم اختلاف توجهاتنا السياسية"، قالها أبو ميشيل وهو يعود بذاكرته للشهر الأول من أحداث مدينة درعا، وما زالت حادثة إحراق أحد المبان خلال اشتباكات وقعت بين متظاهرين ورجال أمن لا تمحى وتجعله يردد كلما تذكرها "الحمدلله لله نجاني من الموت وفضل أبو أحمد لن انساه"...

35 عاماً قضاها أبو ميشيل (70عام) في منزله بمدينة درعا لم يفكر إطلاقاً في مغادرة المدينة، وعبر ابو ميشيل بانه لا يكن الا المحبة لجيرانه الذين" لم يرى منهم إلا كل خير " طوال سنوات.

وحتى في ظل سوء الأوضاع في المدينة كل ما يفعله أبو ميشيل بحسب قوله "نغلق الباب على أنفسنا ونجلس في غرف لا تطل على الشارع، بانتظار عودة الهدوء للمكان".

تعلق زوجته "ما المشكلة إن انقطعت الكهرباء ليوم يومين او حتى اسبوع وان ضاقت الحال بنا بضعة أيام، فما يجري على أهلنا وجيراننا يجب أن يجري علينا لماذا نترك بيتنا ونذهب الى مكان آخر ".

يعيش أبو ميشيل في حي يصفه بالحي الذي "ابتعد عن المشاركة بالتظاهرات" بعض سكانه لا يريدون أي تغيير أو يقبلون بالاصلاحات التي قدمتها الدولة والبعض اعتبر نفسه خارج اطار الصراع الدائر، ومع ذلك لم تتعرض المنطقة بحسب ابو ميشيل لاي اعتداء من قبل "الثوار" لرفضها المشاركة في التظاهرات.


كنيسة مارجرجس
تمثل المرحلة الأولى من مراحل البناء الديني في العصر البيزنطي بنيت عام 515 م

يقول" لم تكن الأيام التي مرت علينا صعبة جداً مقارنة بأحياء اخرى كدرعا البلد ومنطقة المخيم التي تظهر فيها آثار الدمار، ولكن هذا الامر لم يجعلها بمنأى عن الاضطرابات بشكل تام، الكل يتذكر ما سمي (حصار درعا ) ومجئ الاف الناس من القرى المجاورة لفك الحصار، وعند دخولهم حدث اشتباك بينهم وبين عناصر الامن الامر الذي دفع الناس للهرب عند اطلاق الرصاص، واحتموا بالكنائس الموجودة والبيوت المحيطة في المنطقة التي فتحت أبوابها امامهم.

وقيل حينها ان البعض نام في الزوايا بهذه المنطقة كونها آمنة، ومنذ ذلك الحين تعتبر منطقتنا خط أحمر بالنسبة للمعارضة، احترموا قرار الناس الذين لا يريدون المشاركة ، وبالعكس وجدوا فيها حاضنة لهم وقت الحاجة".

قريب لابو ميشيل استفزه سؤالي فيما اذا تعرضت الكنائس لضربات من قبل متشدديين فقاطع الحديث وقال" وهل يعجز اهالي درعا وكتائب الجيش الحر عن إحراق كنيسة لو ارادوا ذلك ؟ لا اعتقد ان شيئاً سيمنعهم "
واضاف "هذا كله كذب .. كل الابنية التي حرقت إما أن يكون اعتلاها قناصة أو استخدمت كمراكز اعتقال أو تعود لأشخاص يعتبرون رمزاً للفساد كمبنى شركة خاصة للاتصالات".

وللمناطق الثائرة خطاب ديني يختلف بعض الشئ عن المناطق الآخرى فيقول أبو ميشيل "في المناطق التي تؤيد النظام تتلقى خطاب ديني مختلف عما نسمعه هنا، ففيها مثلا يتم الحديث عن بداية عن نبذ العنف والدعوة للسلام ولكن لا يخلو الأمر من الاشارة إلى المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية والعصابات الارهابية، كما أن أحد رجال الدين الكبار في سورية أشاد بالاصلاحات وتحدث عن الدستور وضرورة التصويت عليه معتبراً إياه اصلاحاً رغم انه سلب المسيحيين حق الترشح للانتخابات"

أما هنا حيث المنطقة خليط من توجهات مختلفة فان "الخطاب اكثر تعبيراً عن حال الناس، ويؤكد على ضرورة التعايش والمحبة ومساعدة المحتاجين قدر الإمكان وعدم محاولة الاشتباك مع أي طرف سواء الدولة أو المعارضة ".


الجامع العمري
امر ببناءه الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب في النصف الثاني من القرن السابع الميلاي
وأشار أبو ميشيل إلى تراجع في أعداد المصلين فالكثير من الناس باتوا يخشون الخروج، كما أن الصلاة الغيت أكثر من مرة لسوء الاوضاع في بعض الأوقات.
وبحسب العديد من الروايات كانت الكنائس ملجأ للعديد من الأهالي الذين اضطروا للنزوج من منازلهم أثناء الاشنباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر، حيث فتحت الساحات أمامها وأقام فيها الأهالي لبعض الوقت وتلقوا مساعدات من كافة الأطراف بمن فيهم أهالي الحي ومنظمة الهلال الأحمر السوري، كما استأجر العديد من النازحين بيوتاً في احياء تسكنها غالبية مسيحية"
ومحافظة درعا تضم منذ القدم خليطاً من الطوائف حيث توجد فيها قرى لأبناء الطائفة المسيحية وقرى أخرى تضم المسلمين والمسيحين معاً، ولم تشهد تلك المناطق اشتباكات طائفية بحسب مصادرنا ، وان كان الكثيرون يجمع على وجود توتر بشكل عام الا انه لم يتحول الى صراع فالاهالي يميلون الى العيش المشترك والتصالح.

تتململ أم ميشيل من الحديث الدائر فتقول" هل تريد أن تثبت ماهو غير مخالف لواقع مانعيشه؟ أنا اتكلم فقط عن درعا لا علم لي بحدوث اشتباكات طائفية في مناطق اخرى، لو اتيت البارحة لزيارتنا لوجدت زوجة ابني وصديقاتها فاطمة وأم علي يساعدننا في تحضير المكدوس، ولكان ذلك المشهد اختصر لك كل ما تريد الحصول عليه".

يقطع حديثها صوت إطلاق نار في ساحة مجاورة للمنزل فتقول" الطائفية ليست مشكلتنا، المشكلة في هذا الرصاص الذي تسمعه وهولا يميز بين مسيحي ومسلم، هذا هو عدونا الأول الذي نأمل ان نتغلب عليه في هذه المرحلة".

ليس كل الناس هنا اليوم تتكلم مثل ابو ميشيل ، ولكن ربما اذا استمعوا لحديثه سيتذكرون بان ارض درعا الضاربة القدم في التاريخ ومنذ عهد الاشوريين والكلدان والرومان والفتح الاسلامي وصولا الى الدولة العثمانية وحتى تاريخها المعاصر .. لم تشهد حوادث تذكر اقتتل فيها الاهلي منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد والى يومنا هذا.

محمد عبود - سيريانيوز







التوقيع

ليس بالخبز وحده يحيا الانسان .. ولا حياة بدون حرية .. ولا عيش بدون كرامة .
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الشعب تيسير مخول أخر الأخبار 3 16-05-2012 07:28 PM
الاجتهادات القضائية الواردة في مجلة المحامين العدد / 11 - 12 / لعام 2010 احمد ابوالزين أهم الاجتهادات القضائية السورية 6 01-05-2012 09:51 PM
التحكيم في عقود B.0.T -Build-Operate-Transfer سامر تركاوي أبحاث في القانون الإداري 1 12-04-2011 06:40 PM
النص الكامل لمشروع اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية عمر الفاروق تحديث القوانين 1 14-10-2008 12:46 AM
حكم الأبنية بين الشريعة والقانون د.ياسين الغادي أبحاث في الفقه الإسلامي 0 26-04-2006 01:15 PM


الساعة الآن 07:23 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع