هل لديك ذكريات اثناء خوض جيشنا الباسل لحرب ستة تشرين الاول التحريرية

[المحامي محمد ايمن الزين]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد
تحية الحق والعروبة

من ذكرياتي اثناء حرب تشرين :
1- في صباح سته تشرين الاول وحوالي الساعة الرابعة صباحا كانت والدتي في مشفى السادات (التي تسمى الان مشفى التوفيق ) بالقرب من قصر الضبافة وذلك لاجراء عملية ولادة وكانت والدتي دخلت المشفى
2- كنت في ذلك الصلاح استمع مع والدي رحمة الله الى برنامج ( مع الصباح ) ونتناول الفطور
3- وبعد ذلك ارتدينا ثياب المدرسة الابتدائية وانطلقنا في الساعة السابعة والربع عندما بدأت نشرة الاخبار
4- في الساعة الحادية عشر قرع جرس باحة المدرسة على غير عادته فطلب منا استاذ الصف السادس الذي كنا فيه النزول الى الباحة والاصطفاف بانتظام
5- فوجئنا بكلمة مدير المدرسة الحماسي عن ما نعانيه كعرب وسوريين من ظلم العدو الصهيوني ثم طلب منا مغادرة المدرسة الى المنزل فورا وبسرعة قسوى دون ان نعرق السبب فهنا بكيت حزنا على مفارقة زملائي وابعادنا عن المدرسة والدراسة بلا سبب فشاهدني استاذنا الفاضل محمود سلامة وقال لي لما تبكي يابني فأجبته لانني لا اعرق سبب ابعادنا عن المدرسة والدراسة ورفاقي فاجابني والله وانا ما بعرف السبب واعطاني فرنك ( خمسة قروش ) وقال لي لاتزعل اشتري اكلات طيبة وارجو لك التوفيق يا ابني
6- عدت الى المنزل فسألت عن والدي فقالوا لي ذهب ليطمئن على والدتك في المشفى
7- وما هي الا ساعة ونصف وتعود والدتي مع والدي الذي كان يحمل شقيقي المولود الجديد محمود فسألت والدتي عن صحتها ولماذا لم تبقى في المشفى ليوم اخر كالعادة فقالت لي يا ابني طلبوا منا مغادرة المشفى ولا ادري السبب
8- جاءت خالتي ام ياسين الينا ودخلت مسرعة وقالت لوالدتي لاتخافي اذا سمعت صوت مدافع او طائرات لان سوريا ستشن حربا على اسرائيل ( اوعك تخافي او ترتعبي ليروح حليبك )
9- وما هي الا دقائق وسمعنا اصوات القصف ففتحنا الراديو على الفور فسمعنا اغنيات وطنية ثم ناطق عسكري يبشر بالخير وبما تنجزه قواتنا المسلحة
ثم خرجنا لنتفقد الجوار ونطمئن على سلامتهم فوجدناهم يتفقدوننا ايضا
اتذكر انه اصبح كل مواطن لا يكاد يفارق المذياع الاطمئنان على قواتنا المسلحة وما تنجزه من انتصارات مع القوات المصرية ضد العدو الصهيوني
واتذكر كيف كان المواطنون يرقبون تساقط طائرات العدو ويركضون للقبض على الطيارين وكأنه لا خطر يداهمهم
اتذكر كيف دهنا المصابيح الكهربائية بالون الازرق مع شبابيك الزجاج ومن ثم نلصق لزيق على زجاج النوافذ والابواب
اتذكر كيف كان الباعة المتجولة والبسطاطية والمحلات والمخابز تعمل بلا خوف
اتذكر كيف جاءت بعض الجيوش العربية للانضمام الى جيشنا الباسل ...الخ
تلك الحرب وحدت الامة العربية وقوتها وجعلت لها كلمة تسمع في المحافل الدولية اضافة الى انها عزلت اسرائيل وعرتها وفضحت عدوانها