![]() |
|
سوريا يا حبيبتي أخبار البلد وأهل البلد ويومياتهم وتجاربهم وحياتهم وكل ما يهم المواطن ببلدنا الحبيب. |
![]()
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() المؤسسات في سوريا موجودة.. ولكنها "قمعية".. بقلم نضال معلوف ثورتي على جمال الطويل*؟! ...(الجزء الثالث)... اثارت الاجزاء الاولى التي كتبتها الجدل حول كثير من النقاط التي اجد انه من المفيد التوسع قليلا فيها وتوضيحها ، واهمها موضوع وجود المؤسسات في سوريا، وانا اوافق على الرأي القائل بوجودها ولكن يجب اضافة كلمة واحدة جانب كلمة المؤسسة عندنا لتصبح : المؤسسات "القمعية" في سوريا. نعم يوجد في سوريا مؤسسات، هناك نقابات واحزاب وجمعيات.. ولكن كلها تمارس دور الضبط والسيطرة ونقل الاوامر من اعلى الى اسفل، فيما ومع الزمن اصيب اتجاه النقل (على ضيقه) من القاعدة الى رأس الهرم بالانسداد التام. ساذكر مثالا بسيطا، وهو قرار رفع الدعم عن المازوت الذي صدر في ايار في العام 2008. القرار صدر عمليا في بداية شهر ايلول من العام 2007، وقبل ان يعمم ويصبح ساري المفعول جرت معركة بين معارضين لهذا القرار (بينهم وزراء ومستشارين وقادة رأي) يعملون في مواقع قريبة من الدائرة الضيقة صاحبة القرار وبين رئيس الفريق الاقتصادي حينها عبدالله الدردري ومن ورائه . وكان رأي المعارضين للقرار بان رفع سعر المازوت من 7 ليرات الى 25 ليرة، وكانت بداية موسم المدارس وصادف انه كان شهر رمضان على ما اذكر، سيؤدي الى ثورة في الشارع السوري. فيما نظر "صقور" دوائر الحكم الى هذا الرأي بازدراء ولسان حالهم يقول "عما تتحدثون انتم.. ثورة.. ما هذا الذي تتحدثون عنه". ونجح المعارضون حينها بايقاف القرار قبل يوم من صدوره، وكان الرأي على اجراء استبيان للشارع السوري يستطلع اثر رفع سعر المازوت بهذا القدر وردة فعل المواطن عليه (وكانت هذه نقطة مضيئة في تاريخ دوائر الحكم بان يقبلوا بمبدء استطلاع رأي المواطن).. وهكذا كان واظهرت النتائج صوابية رأي معارضي القرار، بأن رفع السعر بهذا المقدار دفعة واحدة من الممكن ان يفجر الغضب في الشارع وتفلت زمام الامور وطوي القرار بناءا عليه. ولكن الى حين..!؟ والذي جرى بأن القرار بقي قائما وأُستخدِمت المؤسسات وتم توجيهها بكل حزم لضبط اي انفلات يمكن ان يحصل عند صدور القرار. وهكذا صدر القرار في ايار 2008، ضاربا عرض الحائط بنتائج الاستبيان، وبالفعل لم تذكر كلمة اعتراض واحدة لا من وسائل الاعلام (بما فيها سيريانيوز) ولا من نقابة ولا من محلل ولا من اي فرد.. لم يحدث اي شيء، كانت المؤسسات فاعلة جدا في ضبط و"قمع" اي ردود فعل ممنكة من قبل المواطنين. وربما تكون سوريا البلد الوحيد في العالم (ربما كوريا الشمالية تكون الثانية) التي يرفع فيها سعر مادة اساسية تأتي بعد الخبز في حياة السوريين حوالي 300%.. بدون اي كلمة اعتراض. وقد ذكرتها في جزء سابق، بانه تم حذف كلمة "المازوت" في ذاك الوقت، حيث جاءت في سياق قصيدة غزلية نشرت في موقعنا كمساهمة من احد القراء، بعد اتصال من شخصية ذات شأن. ملاحظة : انا اتكلم على ردة الفعل الانية العفوية التي يمكن ان تحدث في اي مجتمع طبيعي، في ذاك الوقت وعلى امتداد اشهر منع اظهار اي ردة فعل مهما كانت حول هذا القرار، ولاحقا تمت مناقشة هذا الموضوع وسمح بالتدريج وتحت المراقبة الشديدة الحديث فيه وتعديل سعر المازوت لاحقا لاسباب كثيرة ومعقدة ليس مكان ذكرها هنا. الحقيقة ضبط الامور بهذا الشكل، واستغلال هذا الضبط من قبل رجالات السلطة في كل المفاصل لاظهار الولاء للقيادة والقدرة على تنفيذ المهام الموكلة من الحلقة الضيقة بدون وجود اي ردود افعال، حتى ولو كانت هذه المهام تتعلق بلقمة عيش المواطن السوري، اعطى اشارات خاطئة (في رأيي) للقيادة.. وقد تكون الثورة في سوريا بدأت من عند هذه النقطة بالتحديد. فقد بدت الصورة للقيادة بان الامور تحت السيطرة التامة وان المجتمع "ميت" لا حياة فيه، فإن لم تحركه قرارات من هذا النوع (فوق كل ما لدينا من سلبيات من قمع للحريات العامة والفساد.. الخ) فانه لن يتحرك ابدا. وللتذكير لمن يعلم ولكي نشرح الامر لمن لا يعلم، بأن الاتصال بين دوائر الحكم في سوريا بين المستوى الادنى الى الاعلى ليست بالعملية المستحبة (للمستوى الادنى) على الاطلاق خاصة اذا كانت تحمل اخبارا "غير سارة" او ليست على مزاج من هم "فوق". فبسبب الطابع (الامني العسكري) للنظام في سوريا واستخدام الخوف اداة اساسية (وربما وحيدة) في السيطرة على الحكم، فإن التواصل بين المستويات في الطبقات المختلفة لم يكن امرا يسيرا. وهذا كان يُحدثُ قطعا تاما في مراقبة اثر الخطط (الاوامر) على الارض ومنع اي رجع صدى من القاعدة او من المحيط باتجاه المركز، وهذا في العموم، ولكن ايضا هناك استثناءات ومحاولات للتعامل مع هذه الحالة ولكنها لم تتحول الى الية عمل، ولم يجر اعتمادها في آليات الحكم لتشكل جزءا اساسيا منه (اقصد رجع الصدى). وبالتالي عندما تجيّر الملفات للمتابعة من قبل المسؤولين ورجالات السلطة من الحلقات العليا الى من هم في حلقات ادنى، مع الزمن يصبح هؤلاء (من هم في الحلقات الدنيا) الامر الناهي في الملفات التي تكون في ايديهم، ويعتقدُ من هم في المستوى الاعلى بان كل شيء على ما يرام. فبالاضافة الى عدم رغبة هؤلاء في نقل اي وجهة نظر او نقد لما يطرح الى الدوائر العليا، فان الخوف يجعلهم يتحرجون ويتجنبون اي اتصال بالذين هم اعلى منهم. وهذا ليس في الامن وادارات الدولة فحسب، بل في الدوائر المدنية ايضا التي كانت تسيطر على المجتمع والاقتصاد. وهنا جدير بأن نذكر مضمون كثير من التعليقات التي وردت على الاجزاء السابقة من هذا المقال، باني (ومجموعة كبيرة من العاملين بالشأن العام) اصبحنا هكذا جزء من هذه الحلقات؟ والجواب نعم.. ليس نحن فقط.. هذه الحلقات كان يدور في فلكها كل المجتمع السوري.. كله حتى منتقدينا.. ببساطة لماذا لم يحتج احد ويتظاهر على قرار رفع سعر المازوت (على سبيل المثال)..؟ كلنا كنا ندور في تلك الدوائر. وبالعودة الى موضوعنا، فبنتيجة هذه السياسة جير ملف المواقع الاخبارية من مستوى الى مستوى ليصل الى عنصر في قسم في فرع امن، ويدعى هذا الشخص "رمضان" (يقابله بالنسبة لباقي وسائل الاعلام رئيس قسم في وزارة الاعلام لا يقل سوءا عنه)، واصبح المسؤول عن متابعة شأن المواقع الاخبارية، وبات هذا العنصر (بالنسبة لنا) هو من يتصل بهذه المواقع ويوجه عند الضرورة بما يجب ان يكون. ولا يمكنك باي حال من الاحوال ان تناقش، ليس خوفا، وانما لان الطريق مقطوع وهذه هي اوامر "المعلم"، ولا تعرف انت اي "معلم" منهم (في اي حلقة) وتترك الامور لتقديرك بأن تنصاع او لا تنصاع لما جاء من على لسان رمضان. وكان افضل ما يمكن فعله عندما تأتي التمنيات (الاوامر) وتراها مخالفة للعقل والمنطق احيانا للمصلحة العامة وحتى للمفاهيم الانسانية.. هو ان تناور وتخاطر.. وان خاطرت فان العواقب تكون دائما غير محسوبة. وبناءا عليه يفرز الافراد المؤثرين في المجتمع (ماليا، دينيا، اعلاميا.. الخ) الى "منصاع" و"منبطح" وهو النوع المتسلق المفضل والذي يرتقي في سلم الحلقات، والنوع الثاني المشاكس و"الجقر" (ينظرون اليه على اساس انه حمار) وهو نوع غير مرغوب فيه ولكنه امر واقع يجب التعامل معه. وهكذا كان، رمضان يسمح.. ورمضان يمنع.. ورمضان يتصل في اي وقت واي مكان، ورمضان يدعو للاجتماعات التي عادة ما تكون عاجلة مع "المعلم" (يعطيك نصف ساعة من الوقت لتصل للاجتماع).. والمعلم مصنف في الحلقة "الثالثة" (في احسن الاحوال) من دوائر الحكم، وتجتمع رؤوس الاعلام في حالتنا (وهي تنسحب على جميع القطاعات بآليات مشابهة) امام "المعلم"، لنجلس صاغرين مصغيين للتوجيهات التي تصدر في قالب "اخذ الرأي" و"النقاش".. اعلامُ الإعلام المختصين في سوريا (ومنهم من اصبح رئيس المجلس الاعلى للاعلام لاحقا)، في حضرة رجل امن يناقشنا (لنقتنع حكما بوجهة نظره) وهو بالطبع ليس له اي باع في هذا الاختصاص.. فكيف برأيكم سيسير الاجتماع..؟ يتبع.. ثورتي على جمال الطويل* ؟!...(الجزء الاول)...بقلم: نضال معلوف ثورتي على جمال الطويل* ؟!...(الجزء الثاني).. بقلم: نضال معلوف * جمال الطويل: اسم مستعار لشخصية امنية كانت بالنسبة لي (القشة التي قصمت ظهر البعير) والتي جعلتني اتخذ قراراً نهائياً في الهجرة خارج سوريا مع بدايات الثورة السورية، سيتم توضيح دورها في الجزء القادم. رابط الموقع : http://syria-news.com/readnews.php?sy_seq=152281 نقله للمنتدى تيسير مخول |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||||
|
![]() هكذا تغلب "الصقور" على "الحمائم" في سوريا.. بقلم نضال معلوف ثورتي على جمال الطويل*؟! ...(الجزء الرابع)... وهكذا وقعنا كاعلاميين (كل واحد منا شهاداته بطوله) في قبضة بطل قصتنا "جمال الطويل" ضابط الامن الذي قدم حديثا الى احدى الادارات الامنية وتمت "بحكمة" اسناد مهمة ادارة الاعلام على الانترنت (وهو اكثر انواع الاعلام تأثيرا حاليا) اليه. وجمال الطويل هذا الذي استلم مهامه منذ ما يقارب الثلاث سنوات كان مرافق شخصي في موكب الرئاسة لاكثر من عقد من الزمن، جل اعماله ان يفتح الباب ويغلقه و"يدفّش المعجبين" ويراقب الاسطحة والشوارع.. الخ، واكثر مؤهلاته بحسب الصور التي عرضها في مكتبه اشتراكه في دورات "الصاعقة" وقطع رأس الافعى بيده وسلخ جلدها بفمه..؟! على الاقل من سبقه من ضباط امن مسؤولين عن هذا الملف كانوا يتمتعون نوعا ما بالدماثة في التعامل معنا، وكنا نحاول ان نتجاوز حالة الاعتداء المستمرة على حريتنا والتدخل السافر في اعمالنا، بعبارات نعزي انفسنا بها من قبيل "التعاون من اجل المصلحة العامة" و "التنسيق بين السلطات".. الخ. اما "جمال الطويل" الذي يشكل نموذجا افرزته تطورات الاحداث قبل الثورة، وربما يمثل النتائج التي كان علينا ان نتعامل معها فيما يتعلق بحريات التعبير ومستقبل الصحافة، فكان لا يتوانى في اي لحظة عن توجيه الاهانات المبطنة واحيانا الزجر المباشر لاي شخص يقدم وجهة نظر لا تتفق مع ما لديه من اوامر، ويذكّر كل واحد منا بانه "ولي نعمتنا" وهكذا بين كل جملة وجملة يقول "وإلا ما كنا خليناكون تشتغلوا" ويقهقه..!!؟ وكأننا تجار مخدرات نزرعها في "البقاع" ونعبر بها عبر سوريا الى تركيا لنبيعها هناك، ولسنا مواطنين لنا حق بالعمل والانتاج ونعمل في الصحافة ويفترض باننا اصحاب سلطة لا تقل قوتها عن السلطة التنفيذية، وكلنا نعمل لاجل المواطن والوطن. فكرت اكثر من مرة خلال النصف الثاني من العام 2010 جديا بإغلاق موقع سيريانيوز، خاصة ان الشكوى من التعامل معنا بهذه الطريقة التي قدمتها (وغيري من الاعلاميين) لاشخاص في الحلقات الاعلى لم تأتِ باي نتيجة.. وكان هناك اصرار على ان نُسيّر مثل "الأجراء" من قبل هذا الشخص الذي لا يفقه لا بالعمل بالاعلام ولا بالشأن العام حتى احرف ابجديته.. سوريا كلها، من حيث لم يشعر الكثيرون بشكل مباشر لان هذا تدرج منذ العام 2005 وحتى الـ 2010، كانت تتجه نحو التشدد في الحكم. وتسارع هذا الموضوع في العام 2009 و2010 بعد ان عاش النظام "زهو" الانتصار على خصومه في ازمة "اغتيال الحريري". وفي ازمة الحريري كان هناك اختلاف شديد في دوائر القرار في اعتماد النهج المناسب في التعامل مع تلك الازمة، بين التشدد، والانكماش في مواجهة المجتمع الدولي بالاعتماد على التحالف مع ايران بشكل اساسي وحزب الله ومن ثم روسيا، وبين الانفتاح على القوى الغربية والتفاوض معها. ونجحت سوريا في الخروج من الازمة بالفعل من خلال سياسة التشدد والتمسك بحلفائها في لبنان وفي الاقليم، وبدأت الدول الغربية تعيد فتح الباب لسوريا لاخذ دورها في المنطقة. والامر الذي اصاب القيادة السورية في مقتل، هو محاولة انتهاج ذات النهج في الازمة الحالية مع اسقاط عنصر "الشعب" من المعادلة، حيث انه في ازمة الحريري لم يكن هناك نزاع بين الشعب والسلطة ولولا دعم الشعب لخيارات القيادة السياسية لما خرج من الازمة. اما في ازمته الحالية فهو وضع نفسه في حالة عداء مع شعبه (او جزء كبير منه على الاقل)، ولم يكن صحيحا ان يستعين بحلفائه ذاتهم من خارج الحدود في مواجهة الشعب. (يبقى الخلاف حول حجم الجزء الذي هو ضد النظام، واقول بان الاحداث اثبتت بان النظام دخل في معركة مع جزء كبير من الشعب يوازي حجم وطول الازمة التي نحن فيها، والا لو كان هذا الجزء صغيرا (بمؤامرة او غيرها، بدعم او غيره لانتهى الامر منذ وقت طويل..) في رأيي الخاص انها معادلة عقيمة لا تحقق الا الدمار (الذي نشهده) ولن تصنع للنظام اي انتصار مثل الذي كان في حالة ازمة الحريري، لان النظام إن ينتصر، ينتصر مع شعبه، ومن الاستحالة ان ينتصر على شعبه.. واذا كانت سياسة التشدد اوصلتنا الى ما نحن فيه، فهي بدأت تدريجية (كما ذكرت) وتطورت بالتوازي مع النجاح الذي تم تحقيقه سياسيا خلال السنوات الاخيرة (قبل الثورة)، والذي تغلب جناح "الصقور" فيها على "الحمائم" في حلقات الحكم في سوريا. نعم فقد بدأ "الصقور" من ازلام النظام بالتقدم والسيطرة واعادة فرض القبضة الامنية والسيطرة على المجتمع بحجة "نحن بنعرف شو عم نعمل" والارتداد على الخصوم من "الحمائم" في دوائر الحكم، وعلى المعارضين للسياسة التي انتهجت في خارج هذه الدوائر. فقد اعتبر الانتصار انتصارا لـ "حكمة" القيادة، والنظر الى المؤيدين (وكانوا اغلبية) بانهم اتباع لا شركاء، وللمعارضين بأنهم اعداء وليسوا خصوماً سياسيين كان لهم وجهة نظر مختلفة (وهي حالة صحية)، فوجب تدجينهم وضمهم الى البقية. باختصار "اقلقت" الاصوات المعارضة خلال "ازمة الحريري" النظام وأربكته في اكثر من مناسبة خاصة في بداية الازمة، وانا كنت شاهدا على كثير من الوقائع في هذا السياق، وتعامل بحزم منذ البداية ايضا مع المعارضين (لم يقصر) ولكنه اضمر على ما يبدو بان يقضي على اي اتجاه معارض عندما يعود ويتمكن، خاصة بعد ان اثبت "صوابية" رؤيته. ولكن لسوء الحظ، فان التشدد الذي كان بدأ ينتهج كسياسة في سوريا يعتمد على قمع واسكات كل صوت او حتى رأي معارض، تفجرت في مقابله ثورة "مفاجأة" اطاحت بنظام ديكتاتوري في تونس "شبيه" الى حد كبير بنظام الحكم في سوريا.. وهنا قلبت الطاولة وتغير كل شيء؟ يتبع.. ثورتي على جمال الطويل* ؟!...(الجزء الاول)...بقلم: نضال معلوف ثورتي على جمال الطويل* ؟!...(الجزء الثاني).. بقلم: نضال معلوف ثورتي على جمال الطويل*؟! ...(الجزء الثالث)... بقلم نضال معلوف * جمال الطويل: اسم مستعار لشخصية امنية كانت بالنسبة لي (القشة التي قصمت ظهر البعير) والتي جعلتني اتخذ قراراً نهائياً في الهجرة خارج سوريا مع بدايات الثورة السورية، سيتم توضيح دورها تباعا.
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() بما ان هذه الحلقات عرضها الكاتب على صفحات مجلة سيريا نيوز فاني اعرض الحلقة الخامسة منها تكملة للموضوع الذي بدأه الزملاء الاكارم . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||||
|
![]() الموت ولا المذلة .. بقلم نضال معلوف الجزء الاخير من "ثورتي على جمال الطويل" لن اسهب في عرض الرواية التي باتت معروفة للجميع عن كيفية اشتعال الوضع في درعا ، ببساطة البطء في فهم ما جرى في المنطقة ، والغرور الذي اصيب به النظام ، كان كفيلا بان ينفخ من حيث لا يدري في اي شرارة تصل الى حقله ليشعل نار الثورة فيه. حصل الذي حصل ، وافضل من روى بداية القصة ( ) هو عضو مجلس الشعب "يوسف ابو رومية " ، وقد أكد بان التظاهرات خرجت سلمية ( بعد حادثة احتجاز الاطفال المعروفة ) وكانت تنادي بالاصلاح في بداية الامر ، وصولا الى كيفية تعامل " عاطف نجيب مع هذه التحركات واطلاق النار على المتظاهرين ومنع تقديم الاسعافات للجرحى .. الى اخر الرواية... قدمت درعا اول شهداء الثورة ، وجرت محاولات لاحتواء الامر بين مطالب قدمت من اهالي درعا لم تذكر حينها اي شيء عن اسقاط النظام ، بل هي مرفوعة له ، تتحدث عن محاسبة المسؤولين الامنيين والمحافظ وعدم ملاحقة المصابين واهاليهم .. الخ. ![]() حتى في الزيارة التي قام فيها وزير الادارة المحلية ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد كانت كارثية ؟ فعوضا عن تهدئة النفوس واحترام حزن اهالي الشهداء ( وقد اعترف النظام على لسان مبعوثيه انهم شهداء وشارك في تعزيتهم ) فقد انشغل عناصر المرافقة والمسؤولون المحليون والقادمون في "الدبك" والرقص واطلاق الهتفات والغناء في ساحة المدينة دون اقامة اي حرمة للحدث الذ ![]() وخرجت المظاهرات ولوحق المتظاهرون واستمر القتل وقبض على الجرحى واعتقل من اعتقل .. حتى ان النظام اعتقل "المفاوض" من اهالي درعا ذاته ، بحسب معلوماتي. مع الاسف ثبت مع مرور اشهر الازمة الطويلة الثقيلة بان النظام لا يمتلك القدرة ولا المعرفة للتعامل مع مطالب شعبه الا بهذه "الخلطة" التي يبلغ عمرها عقودا طويلة .. وهي "خلطة" فسدت ولم تعد تصلح لهذا الزمان. ولم يستشعر حجم الغضب والغليان الموجودين نتيجة عقود طويلة من السلوك القمعي ويدرك بان الارضية مهيأة بشكل كبير لاحداث ثورة .. ثورة انكرها النظام بإصرار منذ بدايتها وسينكرها حتى النهاية. على مسار الاعلام كانت الضغوط تزداد ، ويتم في اي لحظة جمع رؤساء التحرير مثل العسكر ( خلال نصف ساعة ) عند صاحبنا جمال الطويل ، الذي بات اكثر جلافة و حدة في تعاطيه مع الاعلاميين .. استطاع جمال الطويل بكل مهارة ان يذكرني ( كما غيري ) باني مجرد "عبد" اسود اعيش في مزرعة وحياتي ملكٌ للسيد الابيض .. استطاع ببراعة ان يسقط كل دفاعاتي التي كانت تعمل لتحصنني من الحقيقة .. حقيقة باننا مواطنون بلا كرامة. واثبت لي ما هو مثبت ( واحاول نسيانه ) ، بان السيد لا يضطر ان يشعر الرقيق بانه مجرد عبد حقير لا يملك ان يعارضه ، الا حين يقول هذا العبد كلمة لا .. او يمتنع عن اطاعة الاوامر .. تحت " نقمة " الضغوط التي كانت تصاحب حياة كل صحفي في سوريا ، في وقت مبكر من الاحداث اصابتني حالة اكتئاب حاد .. وظهرت علي ما يرافق هذا الاكتئاب من اعراض معروفة تجعل من الحياة جحيماً لا يطاق. وتحت هذا الظرف كان لازماً علي ان اجري بعض الفحوصات الطبية ، وفيما انا في جهاز المرنان المغناطيسي في المشفى كان لا يمكن لهاتفي الجوال ان يكون معي .. وعندما انتهيت من بعض الفحوصات التي استغرقت حوالي الساعتين.. خرجت بعدها الى سيارتي لارى عشرات الاتصالات آتية من مكتب "جمال الطويل" ، وهكذا كانت العادة عندما لا تتلقى اتصالهم الاول فانهم يتابعون "مسعورين" اعادة الاتصال ومن كل هاتف محمول او ثابت لديهم حتى يتلقوا الرد .. وبالفعل ما ان جلست وراء مقود السيارة حتى رن الهاتف ، وحولني مدير المكتب الى "المعلم" .. وكان يحدّث احدا بجانبه بعصبية شديدة .. شتائم و"بشحط" و" بدعس" .. الخ .. استغربت الامر وانتظرت حتى ينتهي من حديثه الجانبي .. وصمت .. وجاءني صوته يصرخ في الهاتف " هيي .. معلوف " .. " عم احكي معك " .. !!؟ لم يغفر جمال الطويل ذنبي باني لم ارد على "قداسته" وانا في جهاز المرنان في المشفى .. وتابع حديثه الوقح الصفيق مشهرا سوط "السيد" في وجهي يجلدني بكلام لم يوجهه انسان لي في حياتي من قبل وانا صامت في ذهول .. ..................... لم يحرق البوعزيزي نفسه لانهم صادروا عربته ، بل ان الحدث شكل نهاية "حّدية" لقدرته على الاحتمال. كما لم يخرج التونسيون في ثورتهم لان البوعزيزي احرق نفسه .. لا لم يخرجوا من اجله على الاطلاق ، بل خرجوا لان كل واحد فيهم كان يعيش فيه بوعزيزي اخر .. بوعزيزي بما يحمله من قهر وظلم وذل وعبودية .. عندما يستمر الظلم والقهر ويتراكم ويصل الى حد الطغيان ، يصبح لكل واحد منا قصة.. هي ليست قضية شخصية .. ليست قصة جمال الطويل ، ولا قضية صغيرة نختزلها ببرميل شراب .. او عربة بيع خضار .. او شتيمة من مسؤول .. او "كفين" من عنصر مخابرات .. بل هي قضية بحجم الحياة البشرية هي قضية .. كرامة .. و ثورة الشعوب ببساطة هي ادراك عام بالقهر والظلم .. ادراك عام بانعدام الكرامة .. قد تتشابه القصص وقد تختلف ولكنها في النهاية تعود الى منشأ واحد.. والثورة دائما ذاتية .. لا احد يثور لغيره .. وهكذا لا تحدث الثورة الا اذا امتهن الحاكم كرامة شعب باكمله .. لكل قصته ولكن الهدف واحد .. الموت ولا المذلة .. صرخة أبى النظام في سوريا الا ان يفهمها على طريقته .. كانت صرخة لاستعادة الكرامة وليس رغبة منا في الموت .. ثورتي على جمال الطويل* ؟!...(الجزء الاول) ثورتي على جمال الطويل* ؟!...(الجزء الثاني) ثورتي على جمال الطويل*؟! ...(الجزء الثالث) ثورتي على جمال الطويل* ؟!...(الجزء الرابع) ثورتي على جمال الطويل* ؟!...(الجزء الخامس) * جمال الطويل: اسم مستعار لشخصية امنية كانت بالنسبة لي (القشة التي قصمت ظهر البعير) والتي جعلتني اتخذ قراراً نهائياً في الهجرة خارج سوريا مع بدايات الثورة السورية، سيتم توضيح دورها تباعا. رابط الموقع : http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=153128
|
|||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأزمة في سوريا .. حتى لا يختلط الحابل بالنابل .. | نضال معلوف | سوريا يا حبيبتي | 0 | 22-11-2011 08:49 AM |
ناصر قنديل يكشف بالأدلة عن المؤامرة التي تحاك ضد سوريا مركزها بيروت | المحامي علي عبد الرحيم | سوريا يا حبيبتي | 1 | 30-05-2011 01:06 PM |
وزارة للبيض في سوريا - نضال معلوف | نضال معلوف | سوريا يا حبيبتي | 1 | 29-01-2007 05:32 PM |
شكرا نضال معلوف | برهان إبراهيم كريم | حوار مفتوح | 0 | 03-11-2006 05:06 PM |
ملخص تاريخ سوريا الحديث | المحامي سميح الزعيم | معلومات عن سوريا | 0 | 13-12-2005 07:20 AM |
![]() |