إخوتي الأكارم..بارككم الله..
إنها الأيام تمر مسرعة من أعمارنا..أمس انتهى رمضان.. واليوم يعود.. لكن كيف يعود؟؟!!
الأحداث التي شهدتها سوريا الغالية خلفت الكثير من المشردين الذين تركوا منازلهم وهجروها ليقيموا عند أقاربهم في المحافظات السورية الأخرى..
البعض فقد ابنه والبعض فقد أهله
فالرحمة لشهدائنا..والرحمة لارواحهم الطاهرة..
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما حال قلوبنا مع الله عزوجل ورمضان قادم؟؟
قال الله تعالى في سورة النحل: (وضرب الله مثلآ قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدآ من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)
أترانا نحن تلك القرية او نشبهها ؟؟
كفرنا بأنعم الله وبارزناه بالمعاصي وحللنا الحرام وحرمنا الحلال, حتى أذاقنا الله لباس الجوع والخوف...
ولنا بقرآننا عبر ومواعظ..؟؟
صدقوني المشكلة ليست بحرب شوارع.. او معارضة.. او نظام..
لا يا إخوتي الموضوع أخطر بكثير ,
الموضوع اننا ابتعدنا عن الله.. ابتعدناعن العبادات والطاعات وصرنا نؤديهما كواجب أو كعادات وانعدمت فينا النية.. لم نعد نخلص بأعمالنا لله.. لم نعد نرحم بعضنا , لم نعد نتناهى عن منكر فعلناه,انظروا لمحاكمنا الغاصة بآلاف الدعاوى التي يرفع بها الاخ قضية على أخيه والولد على أبيه والاب على بنيه.. والزوجة تريد سجن زوجها والزوج يريد كسر رأس زوجته.. أين التراحم الذي كان بيننا ؟؟أين الحب الذي كان يجمعنا؟؟أين الفضيلة التي كانت تزيننا؟؟ أين أين أين؟؟
سلط الله علينا القتل بذنوبنا والله أعلم..
اخوتي رمضان شهر الرحمة تعالوانعد إلى الله ندعوه بحقن دمائنا,وإراحة بالنا.. تعالوا نحيي قلوبنا الميتة بنيات صادقة بالتوبة والإتكال على الله, تعالوا نغتال الفتنة التي زرعها الشيطان بيننا قبل أن تحصد أرواحنا أكثر..
ارجوكم ادفعوا الصدقات لمستحقيها.. اللقمة التي تتركها بصحنك ربما يشتهيها من شرد من منزله فأصبح في العراء..
اللباس الذي تتضايق منه لأنه ثقب قليلآ ربما ستر من هرب من منزله خوفآ من السلاح تاركآ أفضل الملابس التي كان يقتنيها..
ارجوكم لا تنسوا الصدقات والزكاة..
اتوسل إليكم دعونا نرحم بعضنا وندع صلاتنا تنهانا عن القتل والفحشاء والمنكر..
أفديكم بعمري وما بقي لي من أيام
تعالوا نعيد حساباتنا مع الله.. ورمضان مناسبة كريمة لذلك.. برمضان تتصفد الشياطين فهل نحن أشيطن من الشياطين برمضان نستمر بفسوقنا!!!!؟؟؟؟