قد يقول قائل ان الدخول الى القصر العدلي وحضور الجلسات على اختلاف انواعها هو عمل روتيني بسيط , يتم انجازه بيسر وسهوله,وربما ان تقديم الدفوع المكتوبه في المحاكم هو من اسهل الامور التي يقوم بها المحامي ,ولن اقول ان تنظيم اسقاط للحق الشخصي , او تثبيت عقد مخالعة رضائيه او وضع حكم في التنفيذ مثلا هو من الامور الصعبه,لكن المشكله تبدا عندما يريد المحامي ان يحصل على ضبط شرطه قديم نسبيا او معرفة وضع دعوى اوكلت اليه بعد مرور فترة زمنية معينه واليكم القصه:
من مخفر الشرطه تبدأ المعاناة ,ولمدة اسبوع كامل حتى ظن البعض اني شرطي مفروز جديد الى المخفر,البحث كان جاريا وعلى الرغم من اني قمت بتبويس لحى جميع من كان في المخفر وبالرغم من وجود رقم للضبط وتاريخ له , ووبالرغم من كل الاوراق النقديه , امتد البحث اسبوعا وحصلنا على تاريخ ورقم الارسال الى المحكمه المحليه , وفعلا على وجه السرعه , انتقل البحث والتحري الى مستودع المحكمه , وهنا انوه ان البحث لم يستغرق سوى يومين , تبين ان الدعوى محوله الى القضاء العسكري كون احد المتهمين عسكريا,وشددت الرحال الى القضاء العسكري , وهناك كانت المفاجأة, مجلدات ودفاتر وسجلات من عصر الديناصورات , وسماكة الغبار تعلوها لذلك كنت بحاجه الى كمامه ضد الغازات السامه والاسلحه الكيميائيه,المهم اخذ التفتيش عن الاضباره حوالي 10 ايام فقط, ولكن في النهايه حصلت على رقم الاضبارة وتاريخ ومكان الارسال وهو ديوان المحامي العام كون ان العسكري تبين انه ليس له علاقه فيما نسب اليه , فلحقت بها الى هناك, في ديوان المحامي العام يوجد اكثر من 15 موظف وطبعا انا لم الجأ اليهم بل استعنت بثلاثة اذنه للبحث والتحري وفعلا ولله الحمد وبعد ثلاثة ايام وجدت الاضبارة ورقمها حيث كانت محوله الى احد قضاة التحقيق , وفي ديوان التحقيق راح الاذن يعطيني ارقام الدعوى من سنة الى اخرى وانا اسجل ولكن فرحتي كانت عارمه اني اخيرا وصلت الى الدعوى بعد جهد لا يذكر ,واذ هي بسماكة بلوكه 20سم وتحتاج الى شهر كي اقرأها واتمعن فيها , وعندما سالت قاضي التحقيق عنها قال: ارجع بعد اسبوع لادرسها.
السؤال: الى متى ستبقى محاكمنا تعيش في العصر الجاهلي , ومتى سوف تصل تكنولوجيا المعلومات الى هذه المحاكم ؟ومتى سوف يتم اكتشاف وسيلة حضاريه لتسهيل عمل الجميع في هذا المجال؟
وتقبلو تحياتي